[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دقاتُ قلبِ المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق وثواني
مامن أمرٍ في الحياة يُمثل هاجساً لكلِ الناس مثل أمر العُمر ..
ففي اللحظة التي يبدأ بها الإنسان إدراك سني عُمره يبدأ في حِسبتها !!!
فعندما كان طفلاً ماكان يقفُ عند مثلِ هذا الأمر قط ... وعندما يبدأ الإدراك
يستحيلُ المدركون للعمرِ في العمرِ أشكالاً وألواناً !!
هذا متعجلُ يريد من الأيام الانقضاء سراعاً إما لأن مايحياه الآن أيام حُزنٍ وضيقٍ وكربٍ وملل وألم ....
أو لأن مايحياه الآن من الأيام تفصله بين حبيبٍ يلقاه أو أمرٍ حسنٍ يرجو حدوثه ...
(( وهذا أمرٌ نسبي يختلف من قلبٍ لقلب ))
وذاك يود تقبيل أبر عقارب الساعات الثلاث أن تجعل الثواني أعواماً والدقائق أعماراً وأن يشنقَ عقربُ الساعات نفسه !!!!!!!!!!
إما لأن أيامه الآن زاهية مُترعةٌ بالسعد والفرح أو قرب الحبيب ...أو لأن مايحياه الآن من الأيام تفصله بين ألمٍ لايطيقه وفراقٍ لايستطيعه ...
وباقون باقين بين تحسرٍ أو تيهٍ أو تعللٍ أو ألم ....
فمتحسرٌ على أيامٍ مضت يندب حظه العاثر أنه مامضى معها !!!!!!!
فذاك شخصٌ قد اغتصب اليأس قلبه وعشش فيه وباض وفرخ !!!!!!!!!!!
فمن يفقد الأمل في يومه أو غده فهو فاقدٌ للثقة برب الأرباب الذي أمره بين الكاف والنون مُغيرُ الأحوالِ من حالٍ إلى حال !!!!!!!!
وأهل تيه أضاعوا اليوم والغد بعد أن مضى الأمس !!!!!!!!!!!!
وهؤلاء أنساهم الألم مابين أيديهم من أمل ... لم يغتصب اليأس قلوبهم بعد ولكنه واقفٌ وبدون يأس ٍ على أبواب الأمل ينتظرُ قدومه ليخنقه !!!!!!!!!!!
وآخرون يتعللون بأن الغد سيكون أفضل فدعِ اليوم يمضي كما يشاء وكيفما يشاء ودون أن يبذلوا أدنى جهدٍ لجعل الغد حقاً أفضل !!!!!!!!!!
الأمل بلا عملٍ ضربٌ من العبث .....وارتماء في حضن أحلام اليقظة المدمرة ..
وآخرون يرون أن القطار قد فاتهم وماعاد في العمر بقية وحتى عندما يهتفُ الأمل في أسماعهم :
أنا قااااااااااااادم ينظرون ببرود نحوه ويقولون أتيت متأخراً أيها الأمل !!!!!!!!!
أما علمَ هؤلاء أن العمر لايقاس بالسنوات بل بالهمم ؟؟!!!!!!
أما علمَ هؤلاء أن بعض الشباب بهمةٍ عجوزٍ متهالكِ أو ... بهمة ميت ؟!!!!!!!!
أما علمَ هؤلاء أن بعض الشيوخ بهمة أقوى الشباب ؟!!!!!!!
أين منا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟!!!!!
أطفالٌ يقفون على أطراف أقدامهم حتى يختارهم الرسول صلى الله عليه وسلم في صفوف المجاهدين !!!
وآخران يُريحان الأمة من فرعونها أبو جهل ...
وأسامة ابن زيدٍ في ريعان شبابه يقود جيشاً يدكُ به معاقل الكفر !!!!!!
ورجالٌ صدقوا ماعاهدوا الله عليه علموا الدنيا كيف يكون التحدي وبشرف !!!
وأبو أيوب الأنصاري يأبى وقد فني إلا أن يُلبي داعي الجاهد !!!!!!
وأبو قبيس يأبى إلا الهجرة من مكة للمدينة وهو شيخٌ كبير !!!!!!!!!
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً }
حور العين في الجنة في الثالثة والثلاثين من العمر
الأملُ جميلٌ في أي وقتٍ جاء وتحقق ...
والعمل والبذل والعطاء رائعٌ هامٌ لآخر رمق ...
(( من كانت في يده فسيلة وقامت الساعة فليغرسها ))
أو كما قال صلى الله عليه وسلم ...
فتسمع أحدهم لاينفك يردد : إيييييييييه ذهب العمرُ ومضى !!!!!!
ويكون حاله كحال من أمر أن يُكتب على قبره بعد موته
مات في الأربعين ودُفن في السبعين !!!!!!
وللحديث بقيةٌ بإذن الله ....
أخوكم
أحمد النجار [/align]