السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بعد أن انتهت معركة اوغزوة اليمامة.. وعرضت المسرحية وعادت الأمور الى نصابها.. أحببت أن أورد شيئا عن ذكاء المؤسس الراحل الملك عبدالعزيزورؤيته الثاقبة رحمه الله لمستقبل بلاده وأبنائه.
الملك عبدالعزيزتوقع شأنا مهمالأحد ابنائه الأمراء قبل 60 عاما
وُلد هذاالأمير في يوم الخميس 13 رجب عام 1346هـ، الموافق 5 يناير 1928م وهو الأبن الخامس عشر في سلسلة أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود الذكور.
ونشأ وترعرع في أحضان والده الملك عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ مؤسس الدولة السعودية الحديثة.
ولقي عناية والده كغيره من أفراد بيت المؤسس(رحمه اللهفتربى تربية صالحة. وتعلم القرآن الكريم والعلوم العربية على يد كبار المعلمين والعلماء، ثم واصل تعليمه،
فكان لهذه التنشئة الدينية أثرها الكبير في أخلاقه وتصرفاته، وبالتالي في حياته العامة وعلاقته بالناس، وإدارته وتسييره أمور الوظائف العديدة التي أُسندت إليه
.كان الملك عبدالعزيز رحمه الله يتحدث في مجالسه العامة والخاصة عن إعجابه بهذالأبن ونجابته منذ طفولته وعما يتوقعه له من مستقبل باهر وشأن خطير ومسؤوليات جسام ومهمات صعبة لما يتمتع به من ذكاء وإباء وكرم ومن علامات النجابة والطموح والرجولة المبكرة،
****
الموقف الأول
حدث في مجلس سمو ه عندما كان يستقبل العلماء والمواطنين يوم السبت الموافق 27 - 10 - 1427 هـ،أن قدم فنجان القهوة لسموه وكان الى جانبه سماحة المفتي فلم يشأ سموه أن يأخذ فنجان القهوة قبل سماحته، بل انتظر حتى أخذ المفتي فنجان القهوة ثم أخذ بعده، ولاغرابةهذا التصرف النبيل من سموه.
فهو رجل جُبِل على الخير وحسن الخلق والتواضع،
وما هذا التصرف من سموه بما له من رمزية ودلالات عميقة إلا برهان لاحترام سموه للعلماء ودليل جليّ على طيب معدنه ونبله وسمو أخلاقه.
إن هذا التصرف اللبق والسديد من ثاني رجل في الدولةيعد برهاناً على مكانة (ورثة الأنبياء
*****
الموقف الثاني
وابان زيارة سمو ه لليابان العام الماضي أوضح للجميع من مبتعثين وطلاب
أن الثقافة ليست مجرد شهادة.
ان الدين الاسلامي ليس دينا متقوقعا أو دين تخلف «بل على العكس هو دين التقدم ودين التطور ودين الوفاء»
. وأمرسموه باستكمال جميع بعثات الطلاب هناك على نفقة الدولة.
*****
الموقف الثالث
ومن القصص الأنسانية التي لايعرفها الا القليل:
قيام سموه بلم شتات أسرة فرقتها الحاجات وأضنتها متاعب الحياة فجعلت فيهم مشرقين ومغربين بحثاَ عن لقمة العيش فما أن رفعت إليه وفقه الله تعالى أمر ربها الذي أخذت السنين حظها منه فكبرت سنه ورق عظمه وثقلت حركته وهو ينعم في هذه البلاد المباركة قرابة الخمسين عاماً وأراد من أراد تغريبه عنها وهو أمضى جل عمره فيها ووجهت ابنته نداءها من استراليا عبر الساحات(هنا قبل 3 سنوات ) وإضاءات براً بوالدها مستصرخة في أهل النخوة نخوتهم ومستنجدة بعد الله تعالى بهم ليبقى والدها في المملكة قرب بيت الله الحرام بدل تشتيته وترحيله إلى استراليا أو كندا أو غيرها وصدر الأمر من صاحب الأمر بأن يبقى في المملكة
.(وقداشارت الكاتبة الجوهرة الشيخ لذلك في احدى المنتديات
الموقف الرابع
عرضت إحدى الوكالات الإخبارية صورة امرأة مسنة في افريقيا، كانت تحفر بيوت النمل لتحصل منها على ما ادخره النمل من حبوب لتأكلها مع أولادها من فرط جوعها، وعندما شاهد "هذاالأمير " تلك الصورة تأثر تأثراً بالغاً بالمشهد، وأمر على الفور بتشكيل فريق لتقصي الحقائق وتحديد ما يمكن فعله تجاه هذه المرأة وأمثالها، فكان ذلك الموقف هو ميلاد "لجنة خاصة للإغاثة".والتي تأسست عن قناعةسموه الشخصية أنه يوجد في بعض الدول الشقيقة والصديقة من مجاعات وفقر وحاجة للمساعدة حيث يسودالجوع وتنتشر الأمراض وتكثر الوفيات ويشيع الجهل ، ولقد سارع سموه لنجدة هؤلاء المنكوبين فكانت هذه اللجنة ثمرة من الثِمرات اليانعة التي امتدت بها يد سموه الحانية إلى المنكوبين في العالم، وبخاصة في قارة أفريقيا<O:P>والتي تهدف اللجنة إلى تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية والتنموية.
<O:P>ويروي أحدالأخوة ممن له صلة ببعض الموظفين ممن يعملون مع سموه
عن هذه القصةقائلا
والله ِ وبالله وتالله لقد حدّثني بكل هذه التفاصيل
أحد المسؤولين على الحملة طيلة مدتها السنتين ..
ولـّما استأذنتـُـه في كتابة هذا الموضوع قال لي بالحرف الواحد :
الأمير طلب إخفاء الموضوع ولا أملك الإذن لك وبإمكانك الاتصال بمكتب الأمير لاستئذانهم
ولم يؤذن لي وتوكلت على الله وافشيت سرعمل الخير.
القصة:
. كان سموه- حفظه الله - يتابع إحدى وسائل الإعلام
فشاهد تلك اللقطة ً ..
فتأثر الأمير جدا ً من هذا المنظر وسأل : ( وين هذا ؟ )
فقالوا له : ( في أفريقيا ) .
فأمر بتكوين حملة ٍ إغاثية ٍ سرّيـّـة ٍ مجهزة بكل ما يلزم
ومن حسابه الشخصي - حفظه الله - ..
وذهبت هذه الحملة بميزانية ( 28 ميلون ريال سعودي )
كانت نقفات الموظـّـفين ومكافآتهم ولوازمهم لا تزيد على ( مليون ريال فقط ) ..
وقد استمرت الحملة لمدة سنتين كاملتين ..
وكانت الحملة تقوم بـــ :
- حفر آبار .
- توزيع أطعمة .
- توزيع أدوية .
وظلـّـت الحملة في ( غينيا ) و ( النيجر )
وماحولهما.
وكانت طريقة هذه الحملة غاية في الدقـّـة ؛
فكانوا يشترون مستودعات كاملة من الأطعمة : الدقيق - السكر ...
ويوزعون على المستحق ّ بعد التأكـّـد التام ّ من حاجته
.
وقد أوصى سموه بكتمان الأمر وعدم إفشائه ؛
حتى إنهم ألغـَـوا مقابلة ً طلبتها جريدة الشرق الأوسط وذلك رغبة من سموه
لإخفاء أمر الحملة ..
الموقف الخامس
وفي بيشة و عند وصوله شاهد أحد المعاقين فما كان منه إلا أن توقف و سلم عليه وفي لفته انسانيه تعودناها من سموه تبرع فورا بمبلغ عشرة ملايين ريال لإنشاء دار لهم في بيشة
*****
هذه خمسة مواقف مشرفة لحاكم يستلم ولاية العهد في بلادناالغالية
وهناك 5000 موقف اوتزيد
من مواقف سموه
سموه يمثل الأخلاق الأسلامية التي يحث عليها الأسلام في أجلّ صورها في خلقه الكريم وبشاشته المعروفة وتواضعه الجم وشمائله الحميدة وحبه للفقراء وإحسانه للمساكين وعطفه على المحتاجين ومواساته للأيتام وبذله للأرامل، فقد أسهم في كل الأعمال الخيرية والإجتماعية والإنسانية والإسلامية والوطنية فقد بنى الكثير من المساجد في عدد من مدن ومحافظات وقرى وهجر المملكة وفي عدد من البلاد العربية والإسلامية والأوربية والأمريكية، لله وفي الله واعتق عددا من الرقاب
.قال تعالى ( وماتنفقوا من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) وقال النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ( مامن صباح يوم إلا وينزل فيه ملكان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً )
طبعا سموه ليس بحاجة للثناء والمديح فأعماله تدل على ذلك ولسنا بصددجدولة اوترجمة لتلك الأعمال
ولكن كتبت هذاالموضوع تذكيرابذكاء الملك عبدالعزيزورعايته لأبنائه رعاية دينية طيبة فقد عودهم على الخلق الكريم وان يحترم كبيرهم صغيرهم وكان يوصيهم بالعلم والعلماء وتوقيرهم وأحترامهم ويحثهم على الصلاة وطاعة الوالدين والتلاحم والتكاتف والمحبة.
وكتبته ايضا :
لتذكيراصحاب المليارات الذين يغضبون من سؤال السائل
ويتناسون ان كل هذه الأموال والخيرات جاءتهم من تراب هذه الأرض
وان الدنيا فانية.
ولعل حرص الملك المؤسس على استمرار المنهج القويم والمبادئ السامية التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، جعله يكتب وصية إلى ولي عهده الملك سعود انذاك(رحمه الله
تعد برنامج عمل ونهج حياة، كلماتها الصادقة المعبرة تدل على أن الملك عبد العزيز -يرحمه الله- لم يكن يوجهها لابنه (سعود
فقد قال يرحمه الله في وصيته:
" تفهم أننا نحن والناس جميعا، ما نعز أحداً ولا نذل أحداً، وإنما المعز والمذل هو الله سبحانه وتعالى، ومن التجأ إليه نجا، ومن اغتر بغيره- والعياذ بالله- وقع وهلك.
موقفك اليوم غير موقفك بالأمس، ينبغي أن تعقد نيتك على ثلاثة أمور:
أولا- نية صالحة، وعزم على أن تكون حياتك وأن يكون ديدنك إعلاء كلمة التوحيد، ونصر دين الله. وينبغي أن تتخذ لنفسك أوقاتاً خاصة لعبادة الله والتضرع بين يديه في أوقات فراغك. تعبّد إلى الله في الرخاء تجده في الشدة. وعليك بالحرص على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن يكون ذلك كله على برهان وبصيرة في الأمر، وصدق في العزيمة، ولا يصلح مع الله سبحانه وتعالى إلا الصدق، وإلا العمل الخفي الذي بين المرء وربه.
ثانيا- عليك أن تجدّ وتجتهد في النظر في شؤون الذين سيوليك الله أمرهم بالنصح سراً وعلانيةً والعدل في المحب والمبغض، وتحكيم الشريعة في الدقيق والجليل، والقيام بخدمتها باطناً وظاهراً. وينبغي أن لا تأخذك في الله لومة لائم.
ثالثاً- عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة، وفي أمر أسرتك خاصة.
اجعل كبيرهم والداً ومتوسطهم أخاً وصغيرهم ولداً، وهِنْ نفسك لرضاهم وامح زلتهم وأقلْ عثرتهم، وانصح لهم، واقض لوازمهم بقدر إمكانك.
فإذا فهمت وصيتي هذه ولازمت الصدق والإخلاص في العمل، فأبشر بالخير.
أوصيك بعلماء المسلمين خيراً. واحرص على توقيرهم ومجالستهم وأخذ نصيحتهم. واحرص على تعليم العلم لأن الناس ليسوا بشيء إلا بالله ثم بالعلم ومعرفة هذه العقيدة . احفظ الله يحفظك".
*************
هذه الوصية التي وضعها أبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -يرحمهم الله- نصب أعينهم وساروا على نهج الملك المؤسس في التنمية والتطوير،
نجدها حاضرة في وجدان وقلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله- الذي تلقى تربيته الأولى على يد والده- يرحمه الله- ونهل من معينه الثر واكتسب صفاته الكريمة.
فالملك عبد الله وولي عهده الأمين أحبا الشعب فبادلهما الشعب حباً بحب..
وهذا ما يجب أن يكون من تواصل بين القادة والشعب وفق الله ملكنا الغالي ابومتعب لكل خيرووفق اخوته الكرام وكفانا الله شر الفتن ماظهر منها ومابطن!
