كنت واقفا بالقرب من محطة الأتوبيس و سمعت صوتا عاليا بيقول ,,و الله ده حرام الأتوبيس أتأخر أكثر من عشر دقايق هى فين الحكومه ,, فأقتربت منه مبتسما و قلت يا أخى انت كده على طول من أيام المدرسه مش عاجبك حاجه فنظر اليا و قال سيبنى يا محمد ماهى حاجه تفلق فقلت له ماذا ستفعل بأنفعالاتك تلك لن يصيبك ألا الأمراض و تلف الأعصاب فرد لا و الله ما سكت أنا حوديهم فى داهيه ولاد ال..... فقلت ذنبك على جنبك فصمت و قال يعنى أنت شايف انى أعترض و لا أربى عيالى ....ربى عيالك أحسن.....ليك حق أربيهم و ملعونه الدنيا و الى فيها
هكذا كان دائما أبراهيم يعترض كثيرا كثيرا و فى النهاية يقول أربى عيالى أحسن و ينسحب بهدوء
مرت أيام و فى أحدى اليالى استيقظت على صوت التليفون فكانت على الخط الأخر السيده زوجة أبراهيم و هى تصرخ ألحق يا محمد أخوك و صديقك أبراهيم فى المستشفى فقد تعرض لحادث....فهرعت لأرتدى ثيابى ثم الى المستشفى مسرعا لأجده فى العناية المركزه فنظرت عليه من خلف الزجاج باكيا و أدعوا له ربنا يقومك بالسلامه عشان ترجع لعياك و تربيهم ثم لاحظت حركه غير طبيعيه فى الحجره فقامت الممرضه بأغلاق الستائر الخارجية و لم أرى أى شيء لمدة عدة دقائق ثم خرج الطبيب و قال حضرتك أخوه فبكيت و فهمت و قلت زى أخوه فقال البقاء لله.....................
بعد وفاة أبراهيم سألت نفسى هل المرء يظل دائما خائفا على المستقبل القريب لضمان أن يعيش حياه متوسطه أم يكون كالخط المستقيم الذى لا يفعل ألا مايمليه عليه ضميره
السؤال أخوانى و أخوتى
صديقى أبراهيم لم يربى أولاده و لم يعترض
هل نربى أولادنا أم نعترض أم نوازن و ما هو الميزان الذى نسير عليه
شكرا