- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الـــــــــوطـــــــــن

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array

    الـــــــــوطـــــــــن




    إنطلقت حوافر الخيل تنهب الطريق بسرعة مخلفة ورائها سحابة كثيفة من الرمال الناعمة البيضاء المميزة لتلك البقعة الرائعة الجمال بين أحضان مصر " سينــــــــاء " وقد بدأت الشمس نشر ضفائرها الذهبية معلنة ميلاد يوم جديد .. توقفت الخيول وتداخلت صيحات الشباب .. قال أحدهم .. لافائدة .. انه زياد مرة أخرى .. وانبرى الآخر .. انك تفوز بكل السباقات يا زياد .. وعلق ثالث .. انك تتآمر مع هذه الخيل بلا شك .. ضحك الجميع وابتسم لهم زياد قائلا .. يجب أن تتفهموا طبيعة الخيل .. ان تصادقوهم .. نظر له مازن قائلا .. يا إلهى ..أما زلت تتحدث لفرسك يا زياد .. لقد ظننت انك كنت تفعل ذلك فى طفولتك فقط .. ابتسم زياد قائلا .. لماذا لا تصدق ان جوادى يفهمنى حين أتحدث إليه .. ويشعر بى كما أشعر أنا به ..انه مخلوق مثلنا وله شعور .. ضحك ماجد قائلا .. على ذلك يمكننى الإستغناء عنكم جميعا ومصادقة بعض الخيول .. تداخلت ضحكات الجميع قبل أن يقول بسام .. الغريب يا زياد أن الحياة فى العاصمة لم تغيرك أبدا .. تحسس زياد رأس جواده ثم قال .. أنا لا أستطيع الإبتعاد كثيرا عن سينـــاء .. اننى أعشق هذه الأرض .. لا يوجد ما يمكن أن يبعدنى عنها .. انها بقلبى أينما ذهبت .. اتجه زياد نحو البحر الفيروزى اللون ووقف يتطلع إلى قرص الشمس الذى إكتمل فى السماء فى روعة .. وشاركه ثلاثتهم التمتع بالمنظر الخلاب ...

    عاد زياد إلى بيته وما ان دلف من الباب حتى ابتسم لوالده الشيخ عابد وهو ينهى صلاته ثم تقدم نحوه مقبلا يده وهو يقول .. تقبل الله يا والدى .. ابتسم له والده قائلا .. منا ومنكم .. ثم نظر له قائلا .. لم تعد إلى البيت منذ أمس .. كالعادة .. ابتسم له زياد قائلا .. اننى أفتقدها بشدة .. أريد أن أبقى معها أطول وقت يا والدى .. نظر له والده بتأثر قائلا .. ولكنك بحاجة إلى الراحة يا ولدى .. أجابه زياد .. ان راحتى فى أحضانها .. رمالها .. بحرها .. سماؤها .. نخيلها .. ياااه يا أبى كم أحبها .. ابتسم والده قائلا .. كلنا نحبها ياولدى .. كلنا نحبها.

    أعلن قائد الطائرة إلى ركابها بضرورة ربط أحزمة الأمان إستعدادا للهبوط على أرض مطار القاهرة الدولى .. اعتدل أحد الركاب فى مقعده وربط حزام الأمان ثم نظر من زجاج النافذة المجاورة له وتابع بعينيه الأرض وهى تقترب..

    اتجه ركاب الطائرة إلى حيث انهوا أوراقهم وبدأوا فى التحرك نحو باب الخروج .. فى حين ظهرت فتاة شقراء فى منتصف العقد الثانى من عمرها وهى تتابع خروج الركاب حتى وقع نظرها على رجل فى العقد الخامس من عمره .. طويل القامة .. أشيب الفودين .. ذى عينين حادتين .. يسير فى ثقة قبل أن تشير إليه الفتاة قائلة .. مستر إيزاك .. التفت نحوها .. أسرعت إليه الفتاة قائلة .. مرحبا مستر إيزاك .. أرجو أن رحلتك كانت مريحة .. أجابها فى حزم .. لم يأتى وقت الراحة بعد كلارا .. ابتسمت كلارا بحرج قبل أن تقول .. تفضل مستر إيزاك السيارة فى إنتظارك .. توجه معها إيزاك إلى حيث السيارة تنتظرهم خارج المطار . ثم مضت السيارة تشق طريقها إلى قلب العاصمة ..

    وقف أحد الأشخاص يتابع من النافذة الشارع الخالى من المارة فى ذلك الوقت من الصباح الباكر .. قبل أن يتناهى إلى سمعه صوتا يقول .. هل وصل بعد.. حاييم ؟ أجابه حاييم دون أن يلتفت إليه .. ليس بعد راؤول .. ألقى راؤول جسده على أحد المقاعد وهو يقول .. لا أدرى ما السبب الذى يجعله يصر على الحضور بنفسه .. انه لم يفعلها من قبل قط .. نظر له حاييم قائلا .. كأنك لا تعرف فعلا .. ان استثماراته هنا أهم إستثمارات حياته التى حلم بها دائما .. والتى لم يعوضه عنها حجم مشروعاته فى انحاء العالم .. لاشىء سيغنيه عنها .. ثم وجه نظره للطريق مرة أخرى وهو يقول .. عن سينــــاء .. ولفهما صمت مترقب ..

    مضت نحو الساعة قبل أن تظهر سيارة تقطع الطريق من بعيد .. حدق نحوها حاييم قليلا قبل أن يرفع صوته قائلا .. راؤول .. لقد وصل .. اعتدل راؤول واقفا واقترب من النافذة وتابع السيارة وهى تتوقف ويترجل منها أحد الرجال الأقوياء ويقوم بفتح الباب فى احترام ونزل منها إيزاك وتبعته كلارا وتوجها إلى داخل المبنى ..

    وقف إيزاك عاقدا كفيه خلف ظهره وموجها بصره إلى الطريق المقابل للنافذة ثم قال .. ما أخبار المشروع ؟ ابتلع راؤول ريقه فى توتر ونظر إلى حاييم الذى تنحنح قائلا .. اننا فى مرحلة المفاوضات .. عقد ايزاك حاجبيه والتفت له قائلا .. أى مفاوضات ؟؟ .. نظر له حاييم قائلا .. ان أرض المشروع التى قمت باختيارها مملوكة لأحد المصريين فى سينـــــاء .. وانه يرفض بيعها رغم المبلغ الكبير الذى عرضناه عليه و .. قاطعه إيزاك قائلا .. ولماذا يرفض البيع ؟ .. أجابه حاييم .. يقول انها أرضه ولا .. قاطعه إيزاك بغضب قائلا .. أرضه !!! أرض من .. ذلك البدوى الحقير .. اضطرب حاييم قائلا .. اهدأ مستر إيزاك .. ان رجالنا الآن يقومون بمفاوضات معه وسيصلون إلى حل و .. أسكته إيزاك بإشارة من يده ثم التفت إلى كلارا قائلا .. كلارا .. ان هذا الأمر مسؤوليتك منذ الآن .. غدا تكونين فى سيناء .. ولا تعودى قبل أن تنهى هذه السخافات ..ابتسمت كلارا وهى ترمق حاييم بنظرة المنتصر قائلة .. بالطبع مستر إيزاك .. اعتبر الموضوع انتهى منذ الآن .. رمقها حاييم بغضب قبل أن يتركهم إيزاك متوجها لاحدى الغرف ثم توقف فجأة والتفت نحوهم قائلا .. ما اسم هذا البدوى ؟ .. نظر له راؤول قائلا .. اسمه عابد .. الشيخ عابد...

    جلس الشيخ عابد مع ابنه زياد يرتشفان الشاى خارج الدار فى حين انبرى زياد يحكى لوالده عن العاصمة وعن الشركة الكبيرة التى يعمل بها وعن حياته هناك وكم هى مختلفة عن الحياة فى سيناء .. ومضى يتحدثان قبل أن يظهر رجلان يرتديان حلل سوداء كاملة ويغطى كلا منهما عينيه بنظارة سوداء بشكل مثير للانتباه واقتربا من الشيخ عابد وزياد .. الذى نظر لوالده قائلا .. من هؤلاء يا أبى ؟ .. نظر لهما الشيخ عابد قائلا .. يا إلهى .. ان هؤلاء القوم لا ييأسوا قط .. نظر له زياد فى دهشة قائلا .. ماذا تعنى يا أبى ؟ .. وقبل أن يفتح الشيخ عابد فمه .. بادره أحد الرجلان قائلا بعربية ركيكة.. مرحبا شيخ عابد .. كيف حالك ؟ .. نظر له الشيخ عابد قائلا .. بخير والحمد لله .. ما الذى جاء بكما ثانية ؟ .. أجابه الرجل الآخر .. ماهذا شيخ عابد .. أهكذا تقابل ضيوفك .. أجابهم الشيخ عابد .. كلا فالضيوف أصحاب الدار ولهم عندنا حق الضيافة والإكرام ولكنكم لستم ضيوفا .. نظر لهما زياد قائلا .. من أنتما ؟ .. وماذا تريدان ؟ .. نظر له الرجلان طويلا قبل أن يبادرهما الشيخ عابد قائلا .. هذا زياد ولدى .. تبادل الرجلان النظرات قبل أن يقول أحدهما .. أرجو أن تكون فكرت جيدا شيخ عابد .. انها فرصة العمر لك ولولدك أيضا .. نظر زياد لوالده قائلا .. ما الذى يتحدثان عنه يا أبى ؟ .. ابتسم له والده قائلا .. لن تصدق يا ولدى .. هذان الرجلان يريدان شراء أرضنا .. اعتدل زياد واقفا وهو يقول فى غضب .. ماذا ؟؟؟ ... جذبه الشيخ عابد قائلا .. إهدأ يا ولدى .. لقد أفهمت السيدان أننا لا نبيع أرضنا أبدا مهما حدث .. يبدو أنهم لم يسمعانى جيدا المرة السابقة ولكنى أعتقد أنهم قد سمعونى الآن .. أليس كذلك يا سادة ؟ أجابه أحد الرجلين قائلا .. ان المبلغ قد ارتفع عن المرة السابقة يا شيخ انه الآن .... قاطعه زياد فى حزم قائلا .. أعتقد انك سمعت والدى وهو يقول اننا لا نبيع أرضنا .. بإمكانكما الانصراف الآن .. حاول الرجل أن يقول شيئا قبل أن يرن هاتفه النقال ثم قام بالرد عليه قائلا بالإنجليزية.. نعم .. حسنا .. حسنا .. ثم انهى المكالمة وجذب زميله من ذراعه قائلا .. حسنا شيخ عابد سننصرف الآن .. ثم تحركا بعيدا عنه فى حين هتف زميله قائلا .. ماذا فعلت .. ان الأوامر .. قاطعه قائلا .. لقد تغيرت الأوامر .. هذا ما أبلغونى به منذ قليل .. تابعهم زياد بعينيه وهو يقول .. من هؤلاء يا والدى ؟ .. ولماذا يريدون شراء أرضنا ؟ .. أجابه الشيخ عابد .. يقولون انهم سيقيمون بها مشروعا سياحيا .. فانت تعرف كم ان هذه المشروعات رابحة وتدر المال الوفير وتدفع الكثير من الأجانب نحو الاستثمار هنا .. نظر له زياد ثم انحنى على الأرض وأمسك بكفيه بعض الرمال الناعمة وهو يقول .. لابد أنهم مجانين .. كيف يتخيلون أنه يمكننا بيع هذه الأرض .. أرضنا .. كيف .. من عساه يفعل ذلك يا والدى ؟؟ .. ربت الشيخ عابد على كتفه قائلا .. انه بريق المال يا ولدى .. نظر زياد إلى الرمال قائلا .. يا أبى انها لاتقدر بثمن .. ابتسم له الشيخ عابد قائلا .. حفظك الله يا ولدى .. ثم أمسك بعض الرمال من كفه قائلا .. وحفظ لنا أرضنا...

    فى اليوم التالى وصلت كلارا إلى سيناء ونزلت بأحد الفنادق .. وما لبثت أن استقبلت الرجلين وأخبراها بكل تفاصيل مقابلتهما للشيخ عابد وولده .. وكيف ان الرجل غير قابل للتفاوض على الإطلاق .. صمتت كلارا قليلا قبل أن تقول .. أريد تقريرا كاملا عنهما .. بكل التفاصيل .. ثم شردت ببصرها بعيدا وهى تفكر .. ان الطريقة المباشرة لن تجدى نفعا معهما .. يجب أن تفكر فى خطة أخرى تماما ...

    امتطى زياد جواده وانطلق به بمحاذاة البحر كعادته كل صباح قبل أن يتوقف فجأة حين لمح شيئا ما ملقى على الشاطىء .. ترجل زياد من على الفرس واقترب أكثر قبل أن يتبين أنه شخصا ملقى على وجهه .. قام زياد بقلبه على ظهره فطالعه وجه فتاة شقراء جميلة قام زياد بفحصها وتأكد أنها مازالت على قيد الحياة ثم حملها ووضعها على الجواد وتوجه نحو بيته فى سرعة ..

    وصل زياد إلى بيته وقام بحمل الفتاة حتى حجرته ووضعها فى فراشه ووضع عليها الأغطية لتدفئة جسدها المبلل بالمياة .. ثم نادى على والده الذى جاءه وما ان وقع نظره على الفتاة حتى سأل زياد قائلا .. من هذه يا ولدى؟ أجابه زياد .. لا أعلم يا والدى .. لقد وجدتها ملقاة على الشاطىء .. سأذهب لأحضر المزيد من الأغطية ..
    أجابه والده .. حسنا يا ولدى سآتى معك .. وما ان خرجا من الحجرة حتى اعتدلت الفتاة فى الفراش وهى تبتسم قائلة .. كنت متأكدة أن شهامتك ستتغلب عليك أيها المصرى .. ثم ازدادت ابتسامتها اتساعا وهى تقول .. حسنا يا كلارا .. لقد نفذت الجزء الأول من الخطة بنجاح .. انك حقا عبقرية ...

    تأوهت كلارا فى وهن وهى تفتح عينيها ببطء قبل أن تقول بالإنجليزية .. أين أنا ؟ .. أجابها زياد بالإنجليزية .. إطمئنى .. انك بخير .. لقد وجدتك ملقاة على الشاطىء وجئت بك إلى بيتنا .. جلست كلارا فى الفراش قائلة .. شكرا لك .. لقد أنقذتنى .. أجابها .. بل الشكر لله .. نظرت له كلارا قائلة .. لقد كنت فى رحلة مع بعض الأصدقاء فى أحد اليخوت وفجأة انقلب اليخت بنا .. غطت كلارا وجهها بكفيها وهى تقول بصوت باكى .. كان شيئا فظيعا .. لابد أنهم غرقوا جميعا الآن .. نظر لها زياد بتأثر قائلا .. انها إرادة الله وقد أنقذك وكتب لك النجاة .. نظرت له كلارا قائلة .. شكرا لك يا .. ما اسمك ؟ .. أجابها ..اسمى زياد وأعيش مع والدى الشيخ عابد .. قالت .. وأنا ساندرا من أمريكا .. أجابها .. تشرفت بمعرفتك .. سوف أحضر لك شيئا لترتدينه لان ملابسك مبتلة تماما .. ثم ذهب وعاد بعد قليل بجلباب جميل وقدمه لها قائلا .. هذا الجلباب كان يخص أمى رحمها الله .. أرجو أن يعجبك .. ابتسمت له كلارا قائلة انه جميل شكرا لك .. خرج زياد من الحجرة وأغلقها على كلارا .. ثم جلس بجوار والده خارج الدار ..

    هل أفاقت الفتاة يا ولدى ؟ .. سأل الشيخ عابد ولده .. أجابه .. نعم يا أبى.. انها سائحة أمريكية وقد انقلب بهم أحد اليخوت فى الماء أثناء رحلة لها مع أصدقائها كما تقول .. أجابه الشيخ عابد .. لتكن ما تكون .. أنها ضيفتنا ولها علينا حق حتى تتدبر أمرها .. هنا ظهرت كلارا وهى ترفل فى الجلباب البدوى .. قال زياد .. تفضلى ساندرا .. سأعد الطعام حالا .. لابد انك جائعة .. أجابته .. شكرا لك ثم جلست بجوار الشيخ عابد وابتسمت له .. بادلها الشيخ عابد الابتسامة قائلا .. حمد لله على سلامتك يا ابنتى .. نظرت كلارا لزياد الذى بادرها قائلا بالانجليزية .. انه يقول حمد لله على سلامتك .. ابتسمت كلارا للشيخ عابد قائلة .. شكرا لك .. قال زياد .. تفضلوا .. الطعام جاهز الآن ..

    بعد تناول الطعام قامت كلارا بجولة حول البيت ورافقها زياد .. قالت كلارا .. ان سيناء بلد جميل جدا ..أجابها زياد .. انها قطعة من الجنة .. ابتسمت كلارا قائلة .. يبدو أنك تحبها كثيرا .. نظر زياد حوله قائلا .. بل أعشقها .. انها تجرى فى دمائى .. كانا قد وصلا إلى حيث فرس زياد .. ابتسمت كلارا وقالت .. يبدو انك تحب الخيل أيضا .. ابتسم زياد بدوره وهو ينظر لفرسه قائلا .. انها فرستى وصديقتى .. اقتربت كلارا من الفرس قائلة .. يالها من فرس جميلة .. ثم مدت يدها نحو الفرس وفجأة تحركت الفرس بعيدا عنها وهى ترفع قائمتيها الأماميتين وتصهل فى ثورة .. ابتعدت كلارا وقام زياد بمحاولة تهدئة الفرس دون فائدة .. قالت كلارا .. يبدو أنها لا تحبنى .. أجابها زياد .. لا أدرى لم فعلت هذا ؟ .. انها المرة الأولى التى أراها فيها هكذا .. كانت الفرس ما زال على ثورتها .. قالت كلارا وهى ترمق الفرس .. حسنا يا زياد سأعود للبيت الآن .. وتركته وعادت .. ومالبث الفرس ان استعادت هدوئها من جديد .ربت زياد عليها قائلا .. ماهذا الذى فعلته ؟ .. انها ضيفتنا .. يجب ان نحترمها .. لا أريدك أن تفعلى ذلك ثانية .. صهلت الفرس مرة أخرى وأشاحت برأسها بعيدا ..

    فى الليل بينما كان زياد والشيخ عابد نائمان خارج الدار .. قامت كلارا متسللة على أطراف أصابعها .. وقامت بالبحث فى كل ركن فى البيت دون فائدة .. وقفت فى منتصف الدار قائلة بغضب .. أين يضع هذا العجوز أوراق الأرض .. وما لبثت ان انتفضت فزعا حين سمعت صوت زياد قائلا .. أتبحثين عن شىء ما ؟ .. ارتبكت كلارا وهى تقول .. كلا .. نعم .. كنت أريد بعض الماء .. نظر لها زياد ثم قام باحضار كوب من الماء لها .. اخذته من يده وشربته دفعة واحدة ثم ابتسمت له قائلة .. شكرا لك .. تصبح على خير .. تابعها زياد حتى دخلت الحجرة .. وشرد ببصره قليلا وتذكر ثورة الفرس حين رآها .. وما لبث ان نفض عن نفسه ذلك الشعور الذى بدأ يتسلل إليه وتوجه خارج الدار ..

    فى حجرتها كانت كلارا تغلى من الغيظ لفشل خطتها .. ثم توجهت إلى الفراش وسحبت هاتفها النقال من أسفل الوسادة ثم ضربت بسرعة على الأرقام وانتظرت قليلا قبل أن تقول .. مستر إيزاك .. أعتقد اننا مضطرون للانتقال للخطة البديلة ...

    تقلب زياد طويلا دون ان يغمض له جفن .. مازال يراوده هذا الشعور ان شيئا ما يحدث .. ومالبث ان تناهى إلى سمعه صوت سيارة قادمة من بعيد فى سرعة .. اعتدل زياد جالسا وهو يراقب الطريق مندهشا .. من عساه يأتى إلى هنا فى تلك الساعة المتأخرة من الليل .. وما لبثت السيارة أن توقفت أمام الدار وترجل منها رجلان قويان وجه أحدهما مسدسه نحو زياد الذى قال مندهشا .. من أنتم ؟ .. وماذا تريدون ؟ .. دفعه الرجل فى عنف داخل الدار بينما قام الآخر بايقاظ الشيخ عابد ودفعه للداخل أيضا .. اعتدل زياد قائلا بغضب .. ماذا تريدون منا فتحت كلارا باب الحجرة وخرجت منها قبل أن يندفع نحوها أحد الرجال .. اندفع زياد يحول بينها وبين الرجل قائلا .. ابتعد عنها .. ابتسمت كلارا قائلة .. لا تقلق أيها المصرى .. انهم رجالى .. نظر لها زياد بدهشة قائلا .. انتى !!... أجابته .. نعم أيها الشهم ..أنا .. أعترف انكم كنتم كرماء معى للغاية .. أجابها وهو ينظر للرجلين .. والآن تريدين رد الجميل .. فتحت كلارا فمها لتقول شيئا قبل أن يقاطعها صوتا حازما يقول .. كلارا .. التفتت كلارا والرجلين نحو الباب والذى ظهر أمامه إيزاك .. توجهت نحوه كلارا قائلة .. مستر ايزاك .. لقد حضرت بنفسك ..أجابها فى حزم .. انتظرينى فى السيارة كلارا .. أجابته .. حاضر مستر إيزاك .. لفت إيزاك نظره نحو الشيخ عابد وزياد قائلا .. أنتم إذن من ترفضون البيع .. أجابه الشيخ عابد .. قلت لكم اننا لا نبيع أرضنا أبدا .. لماذا لا تفهمون ذلك ؟ .. نظر له إيزاك فى غضب قائلا .. بل أنتم الذين لا تفهمون شيئا .. انها أرضنا نحن .. ضحك الشيخ عابد طويلا قبل أن يقول .. بامكانك رواية هذه الأكاذيب لغيرنا .. لمن يصدقونكم .. ان هذه أرضنا وأرض أجدادنا .. جذورنا ممتدة لأعماقها ولن تستطيعوا إقتلاعنا منها أبدا .. اقترب نحوه إيزاك قائلا بغضب .. أيها العجوز الخرف ..ان سيناء وطننا ولن نتركه لأمثالك .. أجابه الشيخ عابد قائلا .. فلتأخذ أموالك وتمضى لشراء وطن آخر أو لتستولى على أحد الأوطان وتسلب أهله حق الحياة فيه ولكنك لن تأخذ حبة رمل واحدة من أرضى أبدا ثم قبض بيديه على الرمال رافعا إياها أمام وجه إيزاك قائلا .. إن الوطن ليس أرضا ورمال فقط إنه دفء وأمان وهذا ما لا تشتريه أموال الدنيا ..

    نظر له إيزاك موقنا انه لن يستطيع إقناعه أبدا .. ثم أخرج مسدسه ووجه لرأس الشيخ عابد قائلا لزياد .. أين أوراق الأرض ؟.. حاول زياد إبعاده عن والده قبل أن يتحرك نحوه أحد الرجلين ويقيد حركته .. أعاد إيزاك سؤاله وهو يلصق فوهه مسدسه برأس الشيخ عابد ..نقل زياد بصره بينه وبين أبيه الذى قال .. لا تخبرهم يا ولدى .. أجاب إيزاك بمزيد من الغضب .. ترى هل تساوى أرضك حياة أبيك هذا .. انت تعرف اننى بامكانى نسف رأسه العنيد هذا الآن .. خفق قلب زياد بشدة وهو يقول .. لا .. لا تفعل ..سآتيك بأوراق الأرض ثم تحرك نحو احدى الحجرات .. صرخ الشيخ عابد .. لا تفعل يا ولدى .. أسكته إيزاك بضربة من كعب مسدسه سقط معها أرضا .. فى حين عاد زياد يحمل أوراق ملكية الأرض .. تناولها منه إيزاك وألقى عليها نظرة قبل أن يضعها فى جيبه وتحرك هو ورجاله إلى الخارج .. فى حين اندفع زياد نحو والده قائلا .. أبى . أبى .. رد على يا أبى .. فتح الشيخ عابد عينيه قائلا .. ماذا فعلت بنا يا ولدى .. أجابه زياد .. كانوا سيقتلوك يا أبى .. أجابه فى وهن .. وما فائدة الحياة من دون أرضنا ..إذهب يا ولدى .. الحق بهم ..أعد أرضنا .. تناهى إلى سمع زياد صوت محرك السيارة وهو يبتعد .. ثم قال .. حسنا يا أبى .. سألحق بهم ...

    تحرك زياد نحو جواده وامتطاه بسرعة وهو يقول .. اننى أعتمد عليك يا صديقى .. لنلحق بهؤلاء اللصوص .. وكأن الجواد فهم خطورة الموقف وقام بنهب الطريق بحوافره فى قوة متتبعا آثار عجلات السيارة حتى ظهرت من بعيد .. زاد زياد من سرعة الفرس وهو يتقدم أكثر فأكثر .. نظر السائق فى مرآة السيارة ثم قال .. انه ورائنا مستر إيزاك .. نظر إيزاك خلفه ورأى زياد وهو يقترب من السيارة فى سرعة .. قبل أن يلتفت للسائق قائلا .. أوقف السيارة .. أجابه السائق مندهشا .. ولكن مستر إيزاك ... قاطعه إيزاك فى حزم .. قلت لك أوقفها ضغط السائق فرامل السيارة بسرعة وأصدرت العجلات صريرا عاليا قبل أن تتوقف السيارة تماما على أحد المنحدرات الجبلية المرتفعة .. سأله أحد الرجلين وهو يخرج مسدسه.. مستر إيزاك هل تريد منا أن .... قاطعه إيزاك قائلا .. كلا ..اتركه لى ونزل من السيارة .. أوقف زياد فرسه بدوره ونزل لمواجهة إيزاك الذى ابتسم قائلا .. انكم لا تيأسون بسرعة أليس كذلك ؟ .. أجابه زياد ..اننا أصحاب حقوق .. وصاحب الحق لا يترك حقه أبدا .. أعد لى ما سرقته أيها اللص .. قام إيزاك باخراج الأوراق من جيبه وألقى بها أرضا قائلا .. تعالى خذها إذن .. توجه نحوها زياد فقابله إيزاك بلكمة قوية أبعدته بعيدا قبل ان يقول .. لم لا تحاول مرة أخرى .. اعتدل زياد وتقدم نحوه بعناد مستجمعا قوته فى قبضة يده قبل أن يهوى بها على فك إيزاك لتلقيه أرضا فى عنف .. تقدم نحوه زياد فدفعه إيزاك بقدميه بعيدا بالقرب من حافة المنحدر ثم قام موجها قبضته لوجه زياد مرة أخرى والذى تلقاها على ساعده قبل أن يلكم إيزاك فى بطنه بقوة وتبعها بأخرى فى وجهه وأخرى وأخرى و.. ...
    فى السيارة أراد أحد الرجلين النزول لمواجهة زياد فأوقفه الآخر قائلا .. لقد طلب مستر إيزاك منا عدم التدخل .. أجابه الرجل وهو ينظر للمعركة الدائرة خارج السيارة .. ولكن الموقف ليس فى صالحه أبدا .. أجابه .. لا شأن لنا .. هو من اختار ذلك ..

    ترك زياد إيزاك وهو منهك تماما . وقام بجمع الأوراق من على الأرض ووضعها فى جيبه وتوجه ناحية جواده قبل أن يقوم إيزاك بسحب مسدسه موجها إياه نحو ظهر زياد وأطلق النار ..

    صهل جواد زياد بقوة دافعا زياد بعيدا ثم توجه نحو إيزاك مباشرة وهو يرفع قائمتيه الأماميتين .. تراجع إيزاك إلى الخلف وفجأة تعثرت قدماه على حافة المنحدر قبل أن يسقط جسده وتشبثت يداه بحافة المنحدر .. أسرع نحوه زياد وأمسك بكفه قائلا .. تشبث بى جيدا .. نظر له إيزاك قائلا .. أتريد إنقاذى أيها المصرى !!.. ولكنى أفضل الموت على أن تنقذنى أنت .. ثم نظر إلى الأرض الصخرية تحته وقال .. لطالما حلمت بالحياة على أرض سيناء ولم أستطع ولكن على الأقل يمكننى الموت بها .. ثم أفلت يده من يد زياد وهوى جسده من الارتفاع الشاهق ...

    أغمض زياد عينيه فى ألم وتناهى إلى سمعه صوت محرك السيارة وهى تبتعد بعيدا .. ثم قال .. معك حق .. بإمكان هذه الأرض أن تبتلعك أعماقها ولكن أبدا لن تحملك رمالها ولن تكون لك وطنا .. صهل جواد زياد بقوة .. ابتسم له زياد قائلا .. معك حق يا صديقى .. لقد كنت محقا منذ البداية .. آسف اننى لم أفهم ذلك فى حينه .. ثم ربت على رقبته قائلا .. كما أشكرك على إنقاذك لحياتى .. صهل الفرس مرة أخرى .. داعبت الرياح وجه زياد ووقف يتابع الشمس وهى تشرق ليوم جديد على أرض الـــــــــــوطـــــــــــــــ ــن ...
    عندما تلامس عيناك وجه السماء فى الصباح .. فلتحمد الله لوهبك الحياة ليوم جديد ..

    ولتبدأ من جديد .. فالحياة فرص مستمرة فلا تضيعها هباء ...
    *** أرجوكم إدعو لجدتى بالمغفرة والرحمة ***

  2. #2
    الصورة الرمزية ابوفهد
    تاريخ التسجيل : Feb 2002
    رقم العضوية : 3
    الاقامة : قلب من أحب
    المشاركات : 22,917
    هواياتى : الأنترنت
    MMS :
    إم إم إس
    mms-85
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 1462
    Array

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






    الغالية رشا محمود
    يسعد الله أيامك بالخيرات

    لم نتفق على كذا يابنتِ

    هذه قصة أم قصة قصيرة أم رواية

    بهذا الطول الرد يحتاج وقت طويل مثله فيجب عليك الصبر علينا

    على كل حال كل اللي فوق مزاح يا رشا

    حقيقة قصة رائعة تتسم بالولاْ والإخلاص للأرض الغالية فليس من السهولة بمكان التخلي عن الأرض

    وما قام به زياد يدل على حبه الكبير للأرض التى عاش وتربى عليها

    وكم أتمنى لو أن كل شاب وقف موقفه القوي ولم تغريهم المادة والترف الزائل لبيع أرض لا تقدر بثمن

    بل دائما أبائنا وأجدادنا يدخرون الأرض كمدخرات غالية تساعدهم عند الملمات ومصائب الدهر .

    قصة أجدتِ فيها توزيع الأدوار بدقة وأوضحتِ فيها كيف تستخدم المرأة في الفساد والإفساد والعياذ بالله

    شكرأص لك على الوطن والمواطنة الرائعة

    دمتِ بخير ودام مداد قلمك المتميز







    اللهم إن لنا أخوان وأخوات في هذا المنتدى
    منهم من غاب عنا لأي سبب
    ومنهم من هو غائب حاضر
    ومنهم من هو مستمر حتى الآن
    شاركونا بعلمهم .. وخبراتهم .. وتجاربهم
    ناقشونا ونصحونا وعاتبونا
    واسونا في أحزاننا وشاركونا أفراحنا
    نتمنى لهم الخير والسعادة أينما كانوا
    وندعو لهم بظهر الغيب أينما حلوا
    اللهم احفظهم وأغفر لهم وأنزل عليهم رحماتك أحياءً وأمواتاً










  3. #3
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    أخى أبو فهد
    نضبت منى الكلمات
    وما عدت أستطيع شكرك بقدر السعادة التى تمنحنى إياها كل مرة
    شكرا على وجودك بين كلماتى الكثيرة
    أعتذر لطول قصتى .. وأقول لك عفوا
    هناك المزيد من قصصى الطويلة نسبيا .. مازلت أتمنى أن تشرفنى برأيك فيها
    علما بأننى توقفت عن كتابة القصص الطويلة وصححت مسار كتاباتى للشكل الصحيح للقصة القصيرة كما تعلمته من أساتذة كبار .. شكرا لهم ولك

  4. #4
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    رقم العضوية : 5580



    قصتك يا رشا جميله عميقه كلها رموز ليتنا كلنا كنا هذا الرجل أو أبنه أو حتى على الأقل مثل حصانه

  5. #5
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    أخى الكريم / علىمحمود

    أشكرك كثيرا على مرورك الرائع .. الذى يسعدنى بشدة ..
    وأعتقد أنه مازال هناك مثل زياد بيننا ..
    فمازالت هناك قلوب عاشقة لأرض الوطن ..
    ولا تفرط فى ذرة من ترابه الغالى بأى ثمن ..
    شكرا لك ...

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط