إلى من علمني أبجدية الحب...
و علمني كيف أرمق إلى الحياة... كيف أحيى... كيف أعيش... كيف أتغلب على أحزاني...
إلى من استطاعت حروفه على بساطتها أن تهز كياني...
و تختصر الزمان فتعيدني إلى نفسي و تعيد الدفء إلى وجداني...
إلى من رتبت كلماته دفاتري و محا بعطفه سوادا قد ران على قلبي العاني...
و مسح بكفه الطاهر دموعا أذبلت من حرها أزهاري...
فكانت حياتي جرداء يلفها الظلام... موحشة قد غاب عنها هديل الحمام... و غاب من بؤسها عن نفسي سلواني...
فأشرق حبه في فؤادي و ارتوت عروقي العطشى من نبعه الحاني...
إليك أيها الطيف الجميل يا من آثرت الرحيل في صمت دوى صداه في كل أركاني...
هل هان عليك ما خلفت وراءك فطاوعتك أناملك لتمحو من عنوانك عنواني ؟؟
قد كنت تكره الوداع فهل آثرته الآن؟ أهان عليك الرحيل هل هان نسياني؟
قد فضحتك دقات قلبي... خلجات صدري... و لهيب شوق من فرطه أعياني...
فلو بصُرت بما جال في خاطري لساءك الأمر و هالتك أحزاني...
فالعين باكية و القلب من كمد أضحى كمضغة ما بين عيدان...
قد فارقته الحياة فلا عزاء له يشفي جراح ما سام حباني...
فيا رب خذ بيدي ما لي من ألوذ به عند المصاب سواك يا صاحب الشان.