مساء الأنوار
تحياتي أحبتي ..
اليوم و على غير عادتي استيقظت مبتسمة سعيدة .. متذكرة بانه كان
علي أن أذهب إلى ( جمعية الأطفال المعاقين ) .. و فعلا ..
ذهبت إلى هناك ..
مبنى ضخم جدا .. دخلت من الباب .. فوجدت مكتب رجل الحراسة ..
طلبت منه أن يدلني على الطريق .. و فعل ..
ساحة كبيرة مظلمة كئيبة .. اختنقت روحي بداخلها .. و لكني لمحت
الباب في آخر هذه الساحة .. فأسرعت خطواتي نحوه ..
أطفال .. في كل مكان .. يلعبون بصمت .. بحزن .. من دون أي ابتسامة
ترتسم على وجوههم البريئة .. تابعت السير ..
رأيت طفلا في الخامسة من عمره .. يرتدي غطاء على رأسه خشية
أن يرتطم بحاجز ما في نوبات صرعه .. يركب دراجة صغيرة ..
تابعت سيري ..
و لكن الطفل فاجأني بشدة .. فقد صرخ ماما .. و أسرع نحوي ..
التفت خلفي فلم أجد أحدا غيري ..
حتى اقترب مني أوقف دراجته و أمسك عبائتي ..
(ماما وينك ؟؟ انا من أول ادور عليكي و كان ودي اجيكي بس هم ما يخلوني)
و انا صامتة ذاهلة من هول الأمر .. حقا لا أدري بما شعرت ..
جائت ممرضته
(( يالله يا خالد هدي مو ماما ))
( الا هذي أمي شوفي لابسة عباية مثل أمي )
و بكى و رجاني أن أبقى قربه و لا أرحل و أتركه و حيدا ..
جلست على ركبتي .. و أخذته في حضني ..
فقال لي ( أنا أحبك يا ماما )
لا أعرف لم سالت دموعي و تنهدت روحي بألم ..
و قلت له .. و أنا أحبك أكتر ياعمري
و بعد صعوبة بالغة أخذت الممرضة الطفل مني و هو يجهش ببكاء ..
يقطع القلوب ..
من جد موقف هزني حتى الصميم ..
أيكون ذنبه أنه معاق لتتخلى عنه أمه و يكبر بعيدا عن باقي إخوته ؟؟
قال الله تعالى { و جعلنا لكل شيء سببا } قد تكون هي سببا في
إعاقته لم تتركه الآن ؟؟
أعذار الدنيا كلها لا تشفع لأم بأن تترك ابنها ..
أقسم .. انه لا شيء يشفع لها فعلتها أبدا ... أبدا .. طفلها يحتاجه ..
يحتاجها كثيرا ..