مرحبا
جئتكم من أقصى الأرض
لا أحمل من الزاد غير فتات الذكرى وبعض الهذيان
فهل أجد بينكم من يحتمل فوضى قلبي و يسمع ضجيج ألمي
من عذابات الأرق و أوحال الذاكرة
حين تتهاوى على الغريب قطع الليل المتثاقل تنحتها ثواني الساعة
المهترئة؛تتحول الغرفة قوقعة باهتة للأرق و السكون ؛حين يغالبه القلق
وينتهك ظلام أخرس كثيف غابات الذكرى تصير واحة العمر في ناظريه
صحراء قاحلة تبتلع رمالها الآثمة عمره الرمادي المترع بالوجع ؛حين
تضيق رئتاه بدخان سجائره يتردد حشرجات لظى؛حينها ؛يولد من بين
يديه لغو متقطع يتململ له قلم متعب تدفعه أصابع تتخذ كآلامه شكل
كمثرى فيدنس فضاء الورقة البيضاء؛يخط عليها أشكالا أخطبوطية موغلة
في اللامعنى و اللاجدوى واللاهدف ؛تماما كهواجسه
يضيق بهواجسه فجأة ؛بدوامة الفراغ ؛بأحلامه السرابية.....فيغادر
مقعده ؛ينتصب قائما؛يجيل بصره في الغرفة المحاصرة برائحة الدخان
الرديء؛يتماهى مع فوضى الأشياء و عتمتها؛تتدافع أحزانه
كشلال؛يحاصره بؤس المكان و قبحه فتنفتح أمامه رؤيا عنكبوتية تنسج
المستقبل سفحا سهله المرارة و سماؤه الحاضر الموغل في الإنكسار.
وتنبت في عتمة الليل آآآآآآآهـة سوداء تهدد جدران صدره الممتلئ
بفتات ذاكرة يقتات منها حاضر نهم فيفنيها.. يعاوده البصر فيتحرك
متثاقلا ؛دون مقصد؛ينظر في ساعته ؛ما يزال من الليل رمق أخير
يتمسك بأهدابه؛تقتاده ممرات البيت إلى المطبخ ؛يملأ الكأس ماء؛لمعت
أمامه صورتها فجأة مناوئة؛أحس لحظتها أنها هنا ؛هنا تراقبه في صمت
الحيارى أو هي تتلهى بعذابه؛يتأملها ؛فتنقشع الرؤيا؛يرفع الكأس إلى
شفتيه المتكلستين فاقشعرتا إذ لامستا الماء المتهاوي إلى معدته
يحزها كسكين جليدي ؛يلعن الماء البارد و الروح الثكلى ؛انتزعته الذكرى
من أسن اللحظة ؛تذكر زمن أدمن وإياها التشرد و امتلآ عشقا؛تهافتت
إليه حرارة جسدها الغض بغتة ؛أحس بعض الدفئ يتسلل إليه من مكان
خفي في ذاكرته؛تسلل النشوة من مسامات جلدها العطر؛لكم استمرأ
هزيمته بين نهديها
و حرائقه المبللة بعرقها....
وانقطع عنه الصدى فنظر إلى وجهه في المرآة ؛تراجع سريعا لقبح
سقوط ظله عليها؛وفاضت إليه
الكآبة و الصحو الممض؛عاد إلى الغرفة متثائبا ؛ما أقسى التثاؤب العقيم
ا ؛تسلل إلى فراشه و راح يحدق في الظلمة الشديدة؛لم ير شيئا عدا
صورة باهتة لحشد من الوجوه المتراكبة بشكل رديء ؛أهي وجوه
معارفه أم وجهه المتفتت على مرآة الفراغ ؟؟ليس يدري ا ؛تخالط عقله
رغبة الجنون ؛رغبة الصراخ ؛وتراوده الأسئلة الموجعة مرة أخرى ؛ويطول السهاد.....
تتحسس أهدابه بشائر النعاس المنبئة بسقوط ليلة أخرى من رحى العمر الموكول للأوجاع
غدا؛غدا سيغسل وجهه بالماء البارد و التفاهات
للكاتب الكبير......didof
وهذه دعوة باسم جميع أعضاء درر المنتديات لإنضمامه إلينا...
