______________________
__ (( ربــــــــــيعة )) __
يتذكر كيف كانت تقدم له
كوب العصير ,,,
وعلى طرفه
شريحة برتقال ,,,
يتذكر كيف كان إسنقبالها له
من عند باب الدار ,,,
وتلك القبلة الحانية التي تطبعها على جبهته ,,,
لتمسح بها عرق وهم وكد يوم شاق ,,,
وكلمات الترحيب الممزوجة
بالحمد لله على عودته لها ,,,
يتذكر كيف كانت تعد له
وجبة الغداء
بعد أن حفظت عن ظهر قلب
ما يحب ,,, وما تشتهي نفسه
من لذيذ الطعام
يتذكر تفانيها في بيتها
وتفانيها في إسعاده
في إستقراره
في راحة نفسه وبدنه ,,,
يتذكر كيف كان يعبر لها
عن عظيم إمتنانه
عن عظيم محبته
بمزيد من حبه
بجنون عواطفه
بلهفة مشاعره
يتذكر يوم أن زفت له
خبر حملها
وكيف إختلطت دموعهما بالفرح
وبدفئ الأحاسيس
وبالآمال في الغد السعيد
يتذكر كيف كان يحاول إثنائها
عن بذل الجهد في البيت
وأن عليها إراحة نفسها
من أجلها
ومن أجل ما بين ثنيات بطنها
ومن أجله
يتذكر آلام حملها
وإرهاقها من ( مزاج ) جنينها
وكيف كانت تقابل ذلك بإبتسامتها المعهودة
وبروحها الطيبة الصبورة
ماتت ربيعة !!!
ماتت بينما كانت تعطي الضوء الأخضر
لحياة جديدة ,,,
مات الحلم الكبير
مات الحب الكبير
رحلت في طريق أحادي الإتجاه
دون أنيس أو ونيس
ذهاب ليس بعده عودة ,,,
إختلطت دموعه بدموع صغيرته
كلاهما يبكيها بطريقته
كلاهما يفتقدها بطريقته
كلاهما يواسي الآخر بطريقته
كلاهما في شوق لها بطريقته
مضت أربع أعوام
تعود فيها على الوحدة
وإعتادت عليه
وعلى هذه الجوهرة الصغيرة
كان أماً وأباً وأخاً لها
كانت أصغر عائلة في التاريخ ,,,
وفي كل يوم خميس
من كل أسبوع
وهو اليوم الذي أُعلن فيه
رحيل ربيعة
لم ينقطع
عن الوقوف على قبرها
صامتاً
داعياً
حزيناً
مكسوراً
تأكله أشواقه
وتحرق قلبه زفراته
وإلى جانبه
تقف ربيعة
الصغيرة
تمسك في يدها
عقد ورد أبيض
كبياض قلب أمها
في كل مرة
تسأل ربيعة
ذات الأربع أعوام
ماهذا المكان الموحش
ولاتجد جواباً
سوى دموع أبيها
تسيل على خديه
ويده ممتدة إلى السماء
داعياً لاهجاً بالدعاء
وتعود تنظر إلى القبر
في صمت
في صمت ,,,
ـــــــــــــــــ
أرجو أن تنال الإستحسان
مع خالص تحياتي ,,,