هذه القصيدة في رثاء محمد الدرة
قتلتك ياولدي يد الأشرار
ببرود أعصابٍ وباستهتارِ
قتلتك في وضح النهار بنادق
برصاص وغذٍ سافلٍ غدارِ
ضغط الزناد وقال هذا ثائرٌ
فلتمطروه بوابلٍ من نارِ
هيا اقتلوه وجردوه طفولةً
يزهو بها كبقية الأحرارِ
أفلا ترون يمينه ماذا بها؟
حملت لكم موتاً بلا إنذارِ
حملت سنين اليأس كي تلقي بها
مثل الرماد بأعين الفجارِ
هي لا تشير توقفوا، لكنها
رفعت لتلبسكم ثياب العارِ
فكت قيود الأسر، دكت سجنها
لتميط أغشيةً عن الأبصارِ
هيا اقتلوه وجردوه بطولةً
إن السلام مكبلٌ بأسارِ
وعيون عالمنا تعامت ، فاسرقوا
أحلامه في جهرةٍ ونهارِ
أفلاترون جبينه متلألئاً
قد رصعته ذخائر الأحجارِ
هذي حجارته أشد ضراوةً
من كل أنواع الرصاص الضاري
هذا الصبي سريةٌ بل فيلقٌ
بل كوكب في موكب الأقمارِ
القدس بين ضلوعه محفورةً
تغفو بكل سكينةٍ ووقارِ
نُقشت على دمه وقد باحت بها
شفتاه في حزمٍ وإصرارِ
القدس عاصمةً لنا حتى وإن
سال الدم العربي كالأنهارِ
جهر الصبيُ بهل ، فهيا اسكتوا
صوتاً يحاكي صيحة الثوارِ
هيا اكتموا أنفاسه ، هيا اشربوا
دمه ، ولوذوا بعه بفرارِ
هيا ارقصوا ، مات الصبي وبعدهُ
بالألف قتلاهم وبالمليارِ
هيا اشربوا دماً غزيراً أو دماً
نخب إنتصار الجحفل الجرارِ
ثم احتموا خلف الدروع وصوِّبوا
داناتكم من خلف كل جدارِ
قتلوك ياولدي إذاً لكنهم
لن يقتلوا يادرتي إصراري
لن يسكتوا صوت الضميرِ بأرضنا
في سائر البلدان والأمصارِ
في قلبك الغض الجميل حمامةً
باحت بكل كوامن الأسرارِ
كشفت خداع بني اليهود وغدرهم
في شاشة التلفازِ والأخبارِ
قتلوك قالوا في يمينك خنجرٌ
أردوك مقتولاً ، فيا للعارِ
ياليتهم قبل الرصاصةِ فتشوا
في كفك اليسرى عن الأزهارِ
منقوووووول .....
مع خالص الحب والوفاء ....