لماذا؟
ها أنا من جديد أمُر بنفس التجربة!
ها أنا من جديد أتجرع سُم العقربة!
..
ها أنا من جديد أُقاوم تيار القهر....
و هاهي دموعي من جديد تملأ كأس القدر....
..
لماذا؟
..
أَجِبني بربك يا دهر....
هل هكذا تُجزَى الدُرَر؟....
أَجِبني فإني لست أدري....
أَرِحني من هذا السهر....
..
تعالي يا قطرات المطر الباردة....
تعالي و أطفئي لهيب دموعي....
فوا لله ما عُدت أحتمل السهاد....
وقد دَمَّر الأرق ضلوعي....
..
..
آآآآآآآآآه
..
..
فؤادي يَشكي....
وقلمي يَبكي....
..
ويسألك لماذا؟
..
لماذا يا صديقي؟
لماذا يا رفيقي؟
لماذا يا حبيبي؟
..
أنا لا أَستَحِق منك الإنتقام....
أنا أستاذٌ في عِلْمِ السلام....
أنا إنسان بسيط....
أعمل و أتعب فأنام....
أنا لا أعرف عالَم الحقد....
أنا لا أُجيدُ تصويب السهام....
علَّمتُك فلسفة الوفاء....
وحرمتني نُبل الكرام....
..
كنت أستُر كل عيوبك....
فلماذا يغضبك العتاب؟....
كنت أَوصد كل أبواب شرِّك....
وأنت تفتح لي ألف باب....
..
أرجوك أرجوك ..كفاية....
فبدايتنا صارت نهاية....
..
ابتعد يا صديقي وارحل يا أغلى حبيب....
فالجرح ما أعظمه إن جاء مِن سَهم القريب....
..
ابتعد يا رفيقي فما عادت تَهواك الدِّيار....
فالذي لا يَتوب من الخطأ..حرامٌ عليه الاعتذار....
..
لن أنتظر منك الرحيل....
فأنا سأرحل....
وصدِّقني لن أنظر للوراء أبداً....
و سأظل إلى الأبد....
شامخاً كالسيف....
قوياً كالرعد....
وفياً....
مخلصاً....
محباً....
كما يجب أن يكون الإنسان....
فإن كنت مَن خان قلبي....
فغيرك يا صديقي قد صان حبي....
والآن سأجمع كل أوراقك ولن ألقي بها في ملف الذكريات....
فأنت لا تستحق حتى أن تكون من الذكريات....
بل سأحرقها بوقودٍ مشتعلٍ من كأس دموعي..
حتى تصبح من الرماد....
وتحملها رياح إعصار قهري..بعيداً
بعيداً..
بعيداً..
بعيداً جداً..