- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: <<وليدة غفوة>>

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    رقم العضوية : 4472

    <<وليدة غفوة>>




    السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة











    \
    /
    \

    " حسناً .. سأمنح عقلي بضع دقائق من الهدوء قبل ان اذهب لاداء الصلاه "


    مسكين .. يومه كان شاقاً للغايه
    استقيظ باكراً وتوجه للعمل .. انجز بعض المهمات ..
    ثم طلب اذناً ليصطحب والدته الى موعدها .. ساعتان من الانتظار ..
    ولم يحضر الطبيب .. كالعاده!
    اقلها لمنزلها .. وذهب للتسوق .. بعد ان احضر طفليه من المدرسه
    عاد على امل الحصول على وجبه دسمه .. ترضى معدته الخاويه
    للأسف لم يحصد الا معزوفات التذمر من زوجته
    خرج غاضباً .. آثر المشي على ركوب سياره الاجره ..
    ترك لقدميه العنان .. فحملته الى حيث لا حزن ولا غضب
    الى مكان اعتاد الجلوس فيه كل يوم حين كان طفلاً ..
    الى الشاطيء المقابل لدكان والده الراحل ..
    وجد نفسه يجلس في نفس البقعه حين كان عوداً طرياً
    يراقب تلك الامواج الغامضه من بعيد ..
    لايجروء الاقتراب منها اوحتى الدوس على رمالها ..
    " آه .. اشتقتك يا ابي .. اشتقت لتوبيخك .. لنصائحك .. اشتقت لعناقك "
    سمع صوت اذان العصر من مسجد قريب ..
    اجتاحه شعور لم يعهده من زمن .. مزيح من الاطمئنان والراحه ..
    وهاهو الآن يرخي رأسه على ذاك الحائط المهتريء .. ينشد المزيد من ذاك المزيج

    \
    /
    \

    صرخات .. وعـويـل انتشلته من سكونه
    " ماذا .. مالذي اصابنا .. زلال ؟
    اخبروني .. ارجوكم !! "

    زمامير مزعجه .. سياره اسعاف تقبل من بعيد
    ضوضاء .. اناس تجري في جميع الاتجاهات ..
    كأن مملكه من النمل قد تعرضت لانتهاك ما ..
    فتلاشى ترتيب افرادها في خضم الفزع .. !
    لم يشأ ان يركض على غرارهم .. لانه ببساطه لم يجد في ذلك سبيل للنجاه
    مسك احدهم من ذراعه بكل ما اوتي من قوه..
    " ماذا يحصل .. هل نتعرض لهجوم ما !! ..اخبرني ارجوك "اجابه بذعر .. محاولاً التملص من قبضته " انها تلك الزمره الارهابيه ..
    عادت لإقلاق مضاجعنا من جديد "

    سلسله انفجارات اخرى .. ولكن اكثر قوه هذه المره
    اجبرته على الفرار جرياً الى زقاق قديم ..
    لم يظن انه سيعيش موقف كهذا في يوم من الايام
    تلفت حوله في دهشه .. يبحث عن مأوى ما ..
    عن مكان يحميه من تلك الاصوات المتكرره والمزعجه

    اثناء ذلك .. وقعت عيناه على فتاة .. تتوجع وتتأوه ..
    تبدو مصابه .. قطرات العرق من جبينها اختلطت بالدموع والدم
    وخوفها اتحد مع الألم .. انطلق لمساعدتها ..
    يحاصر كاحلها النحيل بضع من الاحجار الكبيره .. تجاهد للتخلص منها
    ولكن دون جدوى .. هب لإبعاد تلك الصخور وزحزتها .. ونجح في تحريرها
    شكرته وحاولت النهوض .. فلم تستطع ..
    سألها ببلاهه .. " اتؤلمك ؟! "
    " نعم .. كثيراً "
    "اتكيءِ عليّ .. سأساعدك على النهوض "
    اجابته بتوجس " لا لا شكراً .. فقط احضر لي النجده " اقترب منها .. " دعيني احملك .. لن يأتي احد لاسعافك الان .. "
    ردت بحزم .. " لابأس .. لا امانع الانتظار "
    " .. لا وقت للكبرياء الان .. الا تخافين هذه الحرائق .. نحن في حاله حرب من نوع ما "
    تقاوم قبضتيه بشراسه " اتركني .. الى اين تأخذني "
    " اهدئي .. اعرف ملجاء قريب من هنا "

    \
    /
    \

    وصلا الى الملجاء .. بالاحرى مدرسته القديمه
    دخلا الى احد الفصول .. وضعها على احد الكراسي ..
    وجلس بعيداً .. على الارض

    " كيف تجروء على حملي بهذه الطريقه !!؟"
    " اتفضلين الوجود في الخطر اما هنا "
    " لا تتذاكى وتتهرب من الاجابه .. لا يحق لك ان تحملني دون اذني .. "
    " اتردينني ان اعيدك الى حيث كنت ؟ "

    كان هذا السؤال كفيل باسكاتها لدقائق ..

    بازدراء" اهذا ملجأك ..؟ "
    " لا .. لكنه اكثر امان من الشارع "
    " اخشى ان تتهالك جدرانه الرثه وتقتلنا.. "
    " لم يُصمم ليتساقط .."

    حاولت النهوض مره آخرى .. لكن الالام منعتها مجدداً

    تقدم منها " دعيني ارى جرحك .. "دفعته بكلتا يديها .. " ابتعد "
    " لاتكوني عنيده .. سأحاول ان انظفه واضمده قبل ان يتلوث.."
    " تلوث ..وانتهى .."
    يمزق قميصه القطني " من يعلم ! .. الوقايه حير من العلاج "
    بفزع " ماالذي تفعله !!؟"
    " ماذا تظنين .. سأضمده جرحك "
    تناولت القميص ثم رمته من يدها باشمئزاز " ربما هذا ماسيصيبني بالتلوث .. "
    زفر غاضباً ولبس قميصه الممزق " كان الاجدر بي ان اتركك في ذلك المكان الموحش .."

    \
    /
    \

    مرت ساعه .. ربما اكثر ..
    هم معزولون عن العالم في تلك الحجره الصغيره نسبياً
    استسلم نزيف جرحها اخيراً .. ولكن لم تتوقف تلك الانفجارات ..

    اسند جسده على الحائط .. اشعل سيجارته
    واخذ ينفث الدخان في اتجاهها .. متعمداً اغاظتها

    تكح " توقف عن ذلك !! "
    " ماذا .. هل اصبح التدخين ممنوع هنا ! " بنبره حاسمه " اطفئها حالاً .. اوشك على الاختناق "

    تجاهلها باشعال سيجاره آخرى .. فـ أشعلها حنقاً
    وجدت بعض الطباشير .. واستعملتها كـ حيله لتُصنع من احتكاكها بسطح الدرج
    صوت مزعج للغايه .. رداً على دخانه المتصاعد ..

    " توقفى عن اصدار هذه الاصوات .. !! "
    " حالما تتوقف عن التدخين " رمى لفافه الدخان .. " حسناً .. هل رضيت ؟! "

    توقفت والابتسامه تعلو محياها .. ثم عادت للحديث

    " اتظنها حرب فعلاً .. ؟ "
    " تفجير ارهابي لن يستمر لساعتين .. "
    " ولكن .. من سـ يود احتلال اراضينا ..! " ضحك بتهكم واخفض رأسه " كثيرون .. ثقي بي "
    " من تعتقد .. "
    " لا اعلم .. العلاقات متوتره مع العديدين "
    " كم عمرك ؟"
    رفع رأسه " ماذا ؟ "
    " ملامحك تنبيء بـ شاب .. ولكن رأسك مثقل بالكثير من الشعر الابيض "
    " سأبلغ الثلاثين خلال اسبوع .. وانتِ ؟ "
    " اصغرك بـ تسع سنوات "
    " تسع سنوات .. تبدو حقبه كبيره من الزمن "
    " هل انت متزوج ؟ "
    " مابالك وهذه الاسئله الشخصيه ؟ "
    " .. اعلم ان احدنا لا يطيق الاخر .. ولكني اعلم ايضاً اننا محتجزان
    هنا حتى تهدأ الامور في الخارج .. وليس هناك من طريقه لقتل الملل .. سوى الثرثره "

    مقاطعاً .. " عن حياتي الخاصه ؟"
    " ماذا تود الحديث عنه ؟ "
    "افضل السكوت .. "
    تغاضت عن رفضه " لم تجب على سؤالي حتى الان.. هل هذا خاتم زواج الذي في اصبعك ؟"
    اعلن هدنته هو الاخر .. " نعم .. "
    " اي اطفال ؟ "
    " نعم .. توأمان في السادسه"
    " يشبهانك ؟ "
    " لـ حسن حظهما ..نعم .. "
    ضحكت " اهذا فرط في الثقه .. ام ان زوجتك قبيحه "
    " ماذا عنك ؟ "
    " ماذا عني ؟!!"
    "هل انت مرتبطه .. ؟ "
    " لا .. "باشر في اشعال اخر سيجاره " غريب "
    " مالغرابه في ذلك ؟ "
    " لاشيء .. "
    " اخبرني .. مالذي يجول في خاطرك عني " " وجهك يبدو مؤلفاً .. ! "
    " بالطبع .. فأنا ابنة .............. (احد اهم مراكز النفوذ ) "
    لا يصدقها .. "حقاً !؟ ومالذي احضرك الى هذه المنطقه المتواضعه ؟"
    " زياره صديقه لي .. تبدو مشككاً"" انا ؟ .. اطلاقاً"
    " لم تطلعني على اسمك " " وماحاجتك به .. "
    " مم ربما اجعل والدي يمنحك مكافأه .. نظير انقاذي "
    " لست بحاجتها "
    " مغرور ! "
    " متعجرفه "
    تحدد خطواتها بصعوبه " اريد الخروج من هنا .. لا استحمل البقاء معك دقيقه اخرى "
    يقف لمساندتها " ستتسببين بالضرر لكاحلك "

    اصوات غريبه تصلهم من الخارج ..

    يهمس لها " ظننت الهجوم جوياً فقط .. !! "
    " ماذا .. اتظنها جيوش العدو ؟ "
    " الا تسمعين تلك الخطى المنظمه !! .. لابد انهم سيتخدون من المدرسه قاعده عسكريه لهم "
    " قاعده عسكريه .. انت تمزح ! "
    يأمرها بالصمت " ششش .. انهم قادمون "
    " .. نحن هالكين لا محاله "

    احدهم .. يأمر الجنود باجراء التفتيش .. " ابحثوا في كل الحجرات .. "
    عثر عليهما بلمح البصر .. وتم تقييدهم وجرهم الى القائد
    " ابتعد عني ايها الاحمق "
    " سيدي .. وجدنا رجل وامرأه .. هل نأسرهما"
    نظر القائد لهما ملياً وقال " اترك الرجل ليرحل .. واحتفظ بالفتاة .. قيدها جيداً .. ستشكل مقر تسليه ممتاز للجنود "
    " ماذا تعني ايها المخبول .. الا تعلم من اكون ؟!!"
    " اصمتي ارجوكِ"
    " من تكونين .. ؟ "
    " افلتنا والا ستقع في مشكله كبيره " ضحك " جميله .. ومتمرده .. يعجبني ذلك "
    فك الجندي قيده وامره بالرحيل .. ولكنه رفضه ..
    " لن اذهب دونها .. "
    " ان لم ترحل خلال خمس ثواني سأطلق النار عليك "
    " ولم الانتظار .. اقتلني حالاً .. فقد سئمت هذه الحياة "

    طلقتان اخترقتا صدره .. .. وسط صراخها .. " لا .. لا .. لاتقتله .. !"
    راحت تبكي بهستريه .. وتخاطبه " ارجوك .. لا تمت .. ارجوك ... لا تتركني"


    \
    /
    \


    "عمر .. استيقظ .. بني .. استيقظ "
    " ماذا .. عم احمد ؟!!.. "
    " كيف هنا ؟؟ هل انت بخير ؟؟ "
    " نائم ؟؟ ذاك كان مجرد حلم ..!!! وهي .. وليده غفوه ؟!!
    بئساً .. لم يتسنى لي حتى معرفه اسمها قبل ان افارق تلك الحياة "





    \
    /
    \







    \
    /
    \

    " حسناً .. سأمنح عقلي بضع دقائق من الهدوء قبل ان اذهب لاداء الصلاه "


    مسكين .. يومه كان شاقاً للغايه
    استقيظ باكراً وتوجه للعمل .. انجز بعض المهمات ..
    ثم طلب اذناً ليصطحب والدته الى موعدها .. ساعتان من الانتظار ..
    ولم يحضر الطبيب .. كالعاده!
    اقلها لمنزلها .. وذهب للتسوق .. بعد ان احضر طفليه من المدرسه
    عاد على امل الحصول على وجبه دسمه .. ترضى معدته الخاويه
    للأسف لم يحصد الا معزوفات التذمر من زوجته
    خرج غاضباً .. آثر المشي على ركوب سياره الاجره ..
    ترك لقدميه العنان .. فحملته الى حيث لا حزن ولا غضب
    الى مكان اعتاد الجلوس فيه كل يوم حين كان طفلاً ..
    الى الشاطيء المقابل لدكان والده الراحل ..
    وجد نفسه يجلس في نفس البقعه حين كان عوداً طرياً
    يراقب تلك الامواج الغامضه من بعيد ..
    لايجروء الاقتراب منها اوحتى الدوس على رمالها ..
    " آه .. اشتقتك يا ابي .. اشتقت لتوبيخك .. لنصائحك .. اشتقت لعناقك "
    سمع صوت اذان العصر من مسجد قريب ..
    اجتاحه شعور لم يعهده من زمن .. مزيح من الاطمئنان والراحه ..
    وهاهو الآن يرخي رأسه على ذاك الحائط المهتريء .. ينشد المزيد من ذاك المزيج

    \
    /
    \

    صرخات .. وعـويـل انتشلته من سكونه
    " ماذا .. مالذي اصابنا .. زلال ؟
    اخبروني .. ارجوكم !! "

    زمامير مزعجه .. سياره اسعاف تقبل من بعيد
    ضوضاء .. اناس تجري في جميع الاتجاهات ..
    كأن مملكه من النمل قد تعرضت لانتهاك ما ..
    فتلاشى ترتيب افرادها في خضم الفزع .. !
    لم يشأ ان يركض على غرارهم .. لانه ببساطه لم يجد في ذلك سبيل للنجاه
    مسك احدهم من ذراعه بكل ما اوتي من قوه..
    " ماذا يحصل .. هل نتعرض لهجوم ما !! ..اخبرني ارجوك "اجابه بذعر .. محاولاً التملص من قبضته " انها تلك الزمره الارهابيه ..
    عادت لإقلاق مضاجعنا من جديد "

    سلسله انفجارات اخرى .. ولكن اكثر قوه هذه المره
    اجبرته على الفرار جرياً الى زقاق قديم ..
    لم يظن انه سيعيش موقف كهذا في يوم من الايام
    تلفت حوله في دهشه .. يبحث عن مأوى ما ..
    عن مكان يحميه من تلك الاصوات المتكرره والمزعجه

    اثناء ذلك .. وقعت عيناه على فتاة .. تتوجع وتتأوه ..
    تبدو مصابه .. قطرات العرق من جبينها اختلطت بالدموع والدم
    وخوفها اتحد مع الألم .. انطلق لمساعدتها ..
    يحاصر كاحلها النحيل بضع من الاحجار الكبيره .. تجاهد للتخلص منها
    ولكن دون جدوى .. هب لإبعاد تلك الصخور وزحزتها .. ونجح في تحريرها
    شكرته وحاولت النهوض .. فلم تستطع ..
    سألها ببلاهه .. " اتؤلمك ؟! "
    " نعم .. كثيراً "
    "اتكيءِ عليّ .. سأساعدك على النهوض "
    اجابته بتوجس " لا لا شكراً .. فقط احضر لي النجده " اقترب منها .. " دعيني احملك .. لن يأتي احد لاسعافك الان .. "
    ردت بحزم .. " لابأس .. لا امانع الانتظار "
    " .. لا وقت للكبرياء الان .. الا تخافين هذه الحرائق .. نحن في حاله حرب من نوع ما "
    تقاوم قبضتيه بشراسه " اتركني .. الى اين تأخذني "
    " اهدئي .. اعرف ملجاء قريب من هنا "

    \
    /
    \

    وصلا الى الملجاء .. بالاحرى مدرسته القديمه
    دخلا الى احد الفصول .. وضعها على احد الكراسي ..
    وجلس بعيداً .. على الارض

    " كيف تجروء على حملي بهذه الطريقه !!؟"
    " اتفضلين الوجود في الخطر اما هنا "
    " لا تتذاكى وتتهرب من الاجابه .. لا يحق لك ان تحملني دون اذني .. "
    " اتردينني ان اعيدك الى حيث كنت ؟ "

    كان هذا السؤال كفيل باسكاتها لدقائق ..

    بازدراء" اهذا ملجأك ..؟ "
    " لا .. لكنه اكثر امان من الشارع "
    " اخشى ان تتهالك جدرانه الرثه وتقتلنا.. "
    " لم يُصمم ليتساقط .."

    حاولت النهوض مره آخرى .. لكن الالام منعتها مجدداً

    تقدم منها " دعيني ارى جرحك .. "دفعته بكلتا يديها .. " ابتعد "
    " لاتكوني عنيده .. سأحاول ان انظفه واضمده قبل ان يتلوث.."
    " تلوث ..وانتهى .."
    يمزق قميصه القطني " من يعلم ! .. الوقايه حير من العلاج "
    بفزع " ماالذي تفعله !!؟"
    " ماذا تظنين .. سأضمده جرحك "
    تناولت القميص ثم رمته من يدها باشمئزاز " ربما هذا ماسيصيبني بالتلوث .. "
    زفر غاضباً ولبس قميصه الممزق " كان الاجدر بي ان اتركك في ذلك المكان الموحش .."

    \
    /
    \

    مرت ساعه .. ربما اكثر ..
    هم معزولون عن العالم في تلك الحجره الصغيره نسبياً
    استسلم نزيف جرحها اخيراً .. ولكن لم تتوقف تلك الانفجارات ..

    اسند جسده على الحائط .. اشعل سيجارته
    واخذ ينفث الدخان في اتجاهها .. متعمداً اغاظتها

    تكح " توقف عن ذلك !! "
    " ماذا .. هل اصبح التدخين ممنوع هنا ! " بنبره حاسمه " اطفئها حالاً .. اوشك على الاختناق "

    تجاهلها باشعال سيجاره آخرى .. فـ أشعلها حنقاً
    وجدت بعض الطباشير .. واستعملتها كـ حيله لتُصنع من احتكاكها بسطح الدرج
    صوت مزعج للغايه .. رداً على دخانه المتصاعد ..

    " توقفى عن اصدار هذه الاصوات .. !! "
    " حالما تتوقف عن التدخين " رمى لفافه الدخان .. " حسناً .. هل رضيت ؟! "

    توقفت والابتسامه تعلو محياها .. ثم عادت للحديث

    " اتظنها حرب فعلاً .. ؟ "
    " تفجير ارهابي لن يستمر لساعتين .. "
    " ولكن .. من سـ يود احتلال اراضينا ..! " ضحك بتهكم واخفض رأسه " كثيرون .. ثقي بي "
    " من تعتقد .. "
    " لا اعلم .. العلاقات متوتره مع العديدين "
    " كم عمرك ؟"
    رفع رأسه " ماذا ؟ "
    " ملامحك تنبيء بـ شاب .. ولكن رأسك مثقل بالكثير من الشعر الابيض "
    " سأبلغ الثلاثين خلال اسبوع .. وانتِ ؟ "
    " اصغرك بـ تسع سنوات "
    " تسع سنوات .. تبدو حقبه كبيره من الزمن "
    " هل انت متزوج ؟ "
    " مابالك وهذه الاسئله الشخصيه ؟ "
    " .. اعلم ان احدنا لا يطيق الاخر .. ولكني اعلم ايضاً اننا محتجزان
    هنا حتى تهدأ الامور في الخارج .. وليس هناك من طريقه لقتل الملل .. سوى الثرثره "

    مقاطعاً .. " عن حياتي الخاصه ؟"
    " ماذا تود الحديث عنه ؟ "
    "افضل السكوت .. "
    تغاضت عن رفضه " لم تجب على سؤالي حتى الان.. هل هذا خاتم زواج الذي في اصبعك ؟"
    اعلن هدنته هو الاخر .. " نعم .. "
    " اي اطفال ؟ "
    " نعم .. توأمان في السادسه"
    " يشبهانك ؟ "
    " لـ حسن حظهما ..نعم .. "
    ضحكت " اهذا فرط في الثقه .. ام ان زوجتك قبيحه "
    " ماذا عنك ؟ "
    " ماذا عني ؟!!"
    "هل انت مرتبطه .. ؟ "
    " لا .. "باشر في اشعال اخر سيجاره " غريب "
    " مالغرابه في ذلك ؟ "
    " لاشيء .. "
    " اخبرني .. مالذي يجول في خاطرك عني " " وجهك يبدو مؤلفاً .. ! "
    " بالطبع .. فأنا ابنة .............. (احد اهم مراكز النفوذ ) "
    لا يصدقها .. "حقاً !؟ ومالذي احضرك الى هذه المنطقه المتواضعه ؟"
    " زياره صديقه لي .. تبدو مشككاً"" انا ؟ .. اطلاقاً"
    " لم تطلعني على اسمك " " وماحاجتك به .. "
    " مم ربما اجعل والدي يمنحك مكافأه .. نظير انقاذي "
    " لست بحاجتها "
    " مغرور ! "
    " متعجرفه "
    تحدد خطواتها بصعوبه " اريد الخروج من هنا .. لا استحمل البقاء معك دقيقه اخرى "
    يقف لمساندتها " ستتسببين بالضرر لكاحلك "

    اصوات غريبه تصلهم من الخارج ..

    يهمس لها " ظننت الهجوم جوياً فقط .. !! "
    " ماذا .. اتظنها جيوش العدو ؟ "
    " الا تسمعين تلك الخطى المنظمه !! .. لابد انهم سيتخدون من المدرسه قاعده عسكريه لهم "
    " قاعده عسكريه .. انت تمزح ! "
    يأمرها بالصمت " ششش .. انهم قادمون "
    " .. نحن هالكين لا محاله "

    احدهم .. يأمر الجنود باجراء التفتيش .. " ابحثوا في كل الحجرات .. "
    عثر عليهما بلمح البصر .. وتم تقييدهم وجرهم الى القائد
    " ابتعد عني ايها الاحمق "
    " سيدي .. وجدنا رجل وامرأه .. هل نأسرهما"
    نظر القائد لهما ملياً وقال " اترك الرجل ليرحل .. واحتفظ بالفتاة .. قيدها جيداً .. ستشكل مقر تسليه ممتاز للجنود "
    " ماذا تعني ايها المخبول .. الا تعلم من اكون ؟!!"
    " اصمتي ارجوكِ"
    " من تكونين .. ؟ "
    " افلتنا والا ستقع في مشكله كبيره " ضحك " جميله .. ومتمرده .. يعجبني ذلك "
    فك الجندي قيده وامره بالرحيل .. ولكنه رفضه ..
    " لن اذهب دونها .. "
    " ان لم ترحل خلال خمس ثواني سأطلق النار عليك "
    " ولم الانتظار .. اقتلني حالاً .. فقد سئمت هذه الحياة "

    طلقتان اخترقتا صدره .. .. وسط صراخها .. " لا .. لا .. لاتقتله .. !"
    راحت تبكي بهستريه .. وتخاطبه " ارجوك .. لا تمت .. ارجوك ... لا تتركني"


    \
    /
    \


    "عمر .. استيقظ .. بني .. استيقظ "
    " ماذا .. عم احمد ؟!!.. "
    " كيف هنا ؟؟ هل انت بخير ؟؟ "
    " نائم ؟؟ ذاك كان مجرد حلم ..!!! وهي .. وليده غفوه ؟!!
    بئساً .. لم يتسنى لي حتى معرفه اسمها قبل ان افارق تلك الحياة "





    \
    /
    \

    ** تمت كتابه القصه خلال اقل من ثلاث ساعات .. اذا لقيتوا بدليات .. طوفوها بليز **









    \
    /
    \

    " حسناً .. سأمنح عقلي بضع دقائق من الهدوء قبل ان اذهب لاداء الصلاه "


    مسكين .. يومه كان شاقاً للغايه
    استقيظ باكراً وتوجه للعمل .. انجز بعض المهمات ..
    ثم طلب اذناً ليصطحب والدته الى موعدها .. ساعتان من الانتظار ..
    ولم يحضر الطبيب .. كالعاده!
    اقلها لمنزلها .. وذهب للتسوق .. بعد ان احضر طفليه من المدرسه
    عاد على امل الحصول على وجبه دسمه .. ترضى معدته الخاويه
    للأسف لم يحصد الا معزوفات التذمر من زوجته
    خرج غاضباً .. آثر المشي على ركوب سياره الاجره ..
    ترك لقدميه العنان .. فحملته الى حيث لا حزن ولا غضب
    الى مكان اعتاد الجلوس فيه كل يوم حين كان طفلاً ..
    الى الشاطيء المقابل لدكان والده الراحل ..
    وجد نفسه يجلس في نفس البقعه حين كان عوداً طرياً
    يراقب تلك الامواج الغامضه من بعيد ..
    لايجروء الاقتراب منها اوحتى الدوس على رمالها ..
    " آه .. اشتقتك يا ابي .. اشتقت لتوبيخك .. لنصائحك .. اشتقت لعناقك "
    سمع صوت اذان العصر من مسجد قريب ..
    اجتاحه شعور لم يعهده من زمن .. مزيح من الاطمئنان والراحه ..
    وهاهو الآن يرخي رأسه على ذاك الحائط المهتريء .. ينشد المزيد من ذاك المزيج

    \
    /
    \

    صرخات .. وعـويـل انتشلته من سكونه
    " ماذا .. مالذي اصابنا .. زلال ؟
    اخبروني .. ارجوكم !! "

    زمامير مزعجه .. سياره اسعاف تقبل من بعيد
    ضوضاء .. اناس تجري في جميع الاتجاهات ..
    كأن مملكه من النمل قد تعرضت لانتهاك ما ..
    فتلاشى ترتيب افرادها في خضم الفزع .. !
    لم يشأ ان يركض على غرارهم .. لانه ببساطه لم يجد في ذلك سبيل للنجاه
    مسك احدهم من ذراعه بكل ما اوتي من قوه..
    " ماذا يحصل .. هل نتعرض لهجوم ما !! ..اخبرني ارجوك "اجابه بذعر .. محاولاً التملص من قبضته " انها تلك الزمره الارهابيه ..
    عادت لإقلاق مضاجعنا من جديد "

    سلسله انفجارات اخرى .. ولكن اكثر قوه هذه المره
    اجبرته على الفرار جرياً الى زقاق قديم ..
    لم يظن انه سيعيش موقف كهذا في يوم من الايام
    تلفت حوله في دهشه .. يبحث عن مأوى ما ..
    عن مكان يحميه من تلك الاصوات المتكرره والمزعجه

    اثناء ذلك .. وقعت عيناه على فتاة .. تتوجع وتتأوه ..
    تبدو مصابه .. قطرات العرق من جبينها اختلطت بالدموع والدم
    وخوفها اتحد مع الألم .. انطلق لمساعدتها ..
    يحاصر كاحلها النحيل بضع من الاحجار الكبيره .. تجاهد للتخلص منها
    ولكن دون جدوى .. هب لإبعاد تلك الصخور وزحزتها .. ونجح في تحريرها
    شكرته وحاولت النهوض .. فلم تستطع ..
    سألها ببلاهه .. " اتؤلمك ؟! "
    " نعم .. كثيراً "
    "اتكيءِ عليّ .. سأساعدك على النهوض "
    اجابته بتوجس " لا لا شكراً .. فقط احضر لي النجده " اقترب منها .. " دعيني احملك .. لن يأتي احد لاسعافك الان .. "
    ردت بحزم .. " لابأس .. لا امانع الانتظار "
    " .. لا وقت للكبرياء الان .. الا تخافين هذه الحرائق .. نحن في حاله حرب من نوع ما "
    تقاوم قبضتيه بشراسه " اتركني .. الى اين تأخذني "
    " اهدئي .. اعرف ملجاء قريب من هنا "

    \
    /
    \

    وصلا الى الملجاء .. بالاحرى مدرسته القديمه
    دخلا الى احد الفصول .. وضعها على احد الكراسي ..
    وجلس بعيداً .. على الارض

    " كيف تجروء على حملي بهذه الطريقه !!؟"
    " اتفضلين الوجود في الخطر اما هنا "
    " لا تتذاكى وتتهرب من الاجابه .. لا يحق لك ان تحملني دون اذني .. "
    " اتردينني ان اعيدك الى حيث كنت ؟ "

    كان هذا السؤال كفيل باسكاتها لدقائق ..

    بازدراء" اهذا ملجأك ..؟ "
    " لا .. لكنه اكثر امان من الشارع "
    " اخشى ان تتهالك جدرانه الرثه وتقتلنا.. "
    " لم يُصمم ليتساقط .."

    حاولت النهوض مره آخرى .. لكن الالام منعتها مجدداً

    تقدم منها " دعيني ارى جرحك .. "دفعته بكلتا يديها .. " ابتعد "
    " لاتكوني عنيده .. سأحاول ان انظفه واضمده قبل ان يتلوث.."
    " تلوث ..وانتهى .."
    يمزق قميصه القطني " من يعلم ! .. الوقايه حير من العلاج "
    بفزع " ماالذي تفعله !!؟"
    " ماذا تظنين .. سأضمده جرحك "
    تناولت القميص ثم رمته من يدها باشمئزاز " ربما هذا ماسيصيبني بالتلوث .. "
    زفر غاضباً ولبس قميصه الممزق " كان الاجدر بي ان اتركك في ذلك المكان الموحش .."

    \
    /
    \

    مرت ساعه .. ربما اكثر ..
    هم معزولون عن العالم في تلك الحجره الصغيره نسبياً
    استسلم نزيف جرحها اخيراً .. ولكن لم تتوقف تلك الانفجارات ..

    اسند جسده على الحائط .. اشعل سيجارته
    واخذ ينفث الدخان في اتجاهها .. متعمداً اغاظتها

    تكح " توقف عن ذلك !! "
    " ماذا .. هل اصبح التدخين ممنوع هنا ! " بنبره حاسمه " اطفئها حالاً .. اوشك على الاختناق "

    تجاهلها باشعال سيجاره آخرى .. فـ أشعلها حنقاً
    وجدت بعض الطباشير .. واستعملتها كـ حيله لتُصنع من احتكاكها بسطح الدرج
    صوت مزعج للغايه .. رداً على دخانه المتصاعد ..

    " توقفى عن اصدار هذه الاصوات .. !! "
    " حالما تتوقف عن التدخين " رمى لفافه الدخان .. " حسناً .. هل رضيت ؟! "

    توقفت والابتسامه تعلو محياها .. ثم عادت للحديث

    " اتظنها حرب فعلاً .. ؟ "
    " تفجير ارهابي لن يستمر لساعتين .. "
    " ولكن .. من سـ يود احتلال اراضينا ..! " ضحك بتهكم واخفض رأسه " كثيرون .. ثقي بي "
    " من تعتقد .. "
    " لا اعلم .. العلاقات متوتره مع العديدين "
    " كم عمرك ؟"
    رفع رأسه " ماذا ؟ "
    " ملامحك تنبيء بـ شاب .. ولكن رأسك مثقل بالكثير من الشعر الابيض "
    " سأبلغ الثلاثين خلال اسبوع .. وانتِ ؟ "
    " اصغرك بـ تسع سنوات "
    " تسع سنوات .. تبدو حقبه كبيره من الزمن "
    " هل انت متزوج ؟ "
    " مابالك وهذه الاسئله الشخصيه ؟ "
    " .. اعلم ان احدنا لا يطيق الاخر .. ولكني اعلم ايضاً اننا محتجزان
    هنا حتى تهدأ الامور في الخارج .. وليس هناك من طريقه لقتل الملل .. سوى الثرثره "

    مقاطعاً .. " عن حياتي الخاصه ؟"
    " ماذا تود الحديث عنه ؟ "
    "افضل السكوت .. "
    تغاضت عن رفضه " لم تجب على سؤالي حتى الان.. هل هذا خاتم زواج الذي في اصبعك ؟"
    اعلن هدنته هو الاخر .. " نعم .. "
    " اي اطفال ؟ "
    " نعم .. توأمان في السادسه"
    " يشبهانك ؟ "
    " لـ حسن حظهما ..نعم .. "
    ضحكت " اهذا فرط في الثقه .. ام ان زوجتك قبيحه "
    " ماذا عنك ؟ "
    " ماذا عني ؟!!"
    "هل انت مرتبطه .. ؟ "
    " لا .. "باشر في اشعال اخر سيجاره " غريب "
    " مالغرابه في ذلك ؟ "
    " لاشيء .. "
    " اخبرني .. مالذي يجول في خاطرك عني " " وجهك يبدو مؤلفاً .. ! "
    " بالطبع .. فأنا ابنة .............. (احد اهم مراكز النفوذ ) "
    لا يصدقها .. "حقاً !؟ ومالذي احضرك الى هذه المنطقه المتواضعه ؟"
    " زياره صديقه لي .. تبدو مشككاً"" انا ؟ .. اطلاقاً"
    " لم تطلعني على اسمك " " وماحاجتك به .. "
    " مم ربما اجعل والدي يمنحك مكافأه .. نظير انقاذي "
    " لست بحاجتها "
    " مغرور ! "
    " متعجرفه "
    تحدد خطواتها بصعوبه " اريد الخروج من هنا .. لا استحمل البقاء معك دقيقه اخرى "
    يقف لمساندتها " ستتسببين بالضرر لكاحلك "

    اصوات غريبه تصلهم من الخارج ..

    يهمس لها " ظننت الهجوم جوياً فقط .. !! "
    " ماذا .. اتظنها جيوش العدو ؟ "
    " الا تسمعين تلك الخطى المنظمه !! .. لابد انهم سيتخدون من المدرسه قاعده عسكريه لهم "
    " قاعده عسكريه .. انت تمزح ! "
    يأمرها بالصمت " ششش .. انهم قادمون "
    " .. نحن هالكين لا محاله "

    احدهم .. يأمر الجنود باجراء التفتيش .. " ابحثوا في كل الحجرات .. "
    عثر عليهما بلمح البصر .. وتم تقييدهم وجرهم الى القائد
    " ابتعد عني ايها الاحمق "
    " سيدي .. وجدنا رجل وامرأه .. هل نأسرهما"
    نظر القائد لهما ملياً وقال " اترك الرجل ليرحل .. واحتفظ بالفتاة .. قيدها جيداً .. ستشكل مقر تسليه ممتاز للجنود "
    " ماذا تعني ايها المخبول .. الا تعلم من اكون ؟!!"
    " اصمتي ارجوكِ"
    " من تكونين .. ؟ "
    " افلتنا والا ستقع في مشكله كبيره " ضحك " جميله .. ومتمرده .. يعجبني ذلك "
    فك الجندي قيده وامره بالرحيل .. ولكنه رفضه ..
    " لن اذهب دونها .. "
    " ان لم ترحل خلال خمس ثواني سأطلق النار عليك "
    " ولم الانتظار .. اقتلني حالاً .. فقد سئمت هذه الحياة "

    طلقتان اخترقتا صدره .. .. وسط صراخها .. " لا .. لا .. لاتقتله .. !"
    راحت تبكي بهستريه .. وتخاطبه " ارجوك .. لا تمت .. ارجوك ... لا تتركني"


    \
    /
    \


    "عمر .. استيقظ .. بني .. استيقظ "
    " ماذا .. عم احمد ؟!!.. "
    " كيف هنا ؟؟ هل انت بخير ؟؟ "
    " نائم ؟؟ ذاك كان مجرد حلم ..!!! وهي .. وليده غفوه ؟!!
    بئساً .. لم يتسنى لي حتى معرفه اسمها قبل ان افارق تلك الحياة "





    \
    /
    \

    ** تمت كتابه القصه خلال اقل من ثلاث ساعات .. اذا لقيتوا بدليات .. طوفوها بليز **









    \
    /
    \

    " حسناً .. سأمنح عقلي بضع دقائق من الهدوء قبل ان اذهب لاداء الصلاه "


    مسكين .. يومه كان شاقاً للغايه
    استقيظ باكراً وتوجه للعمل .. انجز بعض المهمات ..
    ثم طلب اذناً ليصطحب والدته الى موعدها .. ساعتان من الانتظار ..
    ولم يحضر الطبيب .. كالعاده!
    اقلها لمنزلها .. وذهب للتسوق .. بعد ان احضر طفليه من المدرسه
    عاد على امل الحصول على وجبه دسمه .. ترضى معدته الخاويه
    للأسف لم يحصد الا معزوفات التذمر من زوجته
    خرج غاضباً .. آثر المشي على ركوب سياره الاجره ..
    ترك لقدميه العنان .. فحملته الى حيث لا حزن ولا غضب
    الى مكان اعتاد الجلوس فيه كل يوم حين كان طفلاً ..
    الى الشاطيء المقابل لدكان والده الراحل ..
    وجد نفسه يجلس في نفس البقعه حين كان عوداً طرياً
    يراقب تلك الامواج الغامضه من بعيد ..
    لايجروء الاقتراب منها اوحتى الدوس على رمالها ..
    " آه .. اشتقتك يا ابي .. اشتقت لتوبيخك .. لنصائحك .. اشتقت لعناقك "
    سمع صوت اذان العصر من مسجد قريب ..
    اجتاحه شعور لم يعهده من زمن .. مزيح من الاطمئنان والراحه ..
    وهاهو الآن يرخي رأسه على ذاك الحائط المهتريء .. ينشد المزيد من ذاك المزيج

    \
    /
    \

    صرخات .. وعـويـل انتشلته من سكونه
    " ماذا .. مالذي اصابنا .. زلال ؟
    اخبروني .. ارجوكم !! "

    زمامير مزعجه .. سياره اسعاف تقبل من بعيد
    ضوضاء .. اناس تجري في جميع الاتجاهات ..
    كأن مملكه من النمل قد تعرضت لانتهاك ما ..
    فتلاشى ترتيب افرادها في خضم الفزع .. !
    لم يشأ ان يركض على غرارهم .. لانه ببساطه لم يجد في ذلك سبيل للنجاه
    مسك احدهم من ذراعه بكل ما اوتي من قوه..
    " ماذا يحصل .. هل نتعرض لهجوم ما !! ..اخبرني ارجوك "اجابه بذعر .. محاولاً التملص من قبضته
    " انها تلك الزمره الارهابيه ..
    عادت لإقلاق مضاجعنا من جديد "

    سلسله انفجارات اخرى .. ولكن اكثر قوه هذه المره
    اجبرته على الفرار جرياً الى زقاق قديم ..
    لم يظن انه سيعيش موقف كهذا في يوم من الايام
    تلفت حوله في دهشه .. يبحث عن مأوى ما ..
    عن مكان يحميه من تلك الاصوات المتكرره والمزعجه

    اثناء ذلك .. وقعت عيناه على فتاة .. تتوجع وتتأوه ..
    تبدو مصابه .. قطرات العرق من جبينها اختلطت بالدموع والدم
    وخوفها اتحد مع الألم .. انطلق لمساعدتها ..
    يحاصر كاحلها النحيل بضع من الاحجار الكبيره .. تجاهد للتخلص منها
    ولكن دون جدوى .. هب لإبعاد تلك الصخور وزحزتها .. ونجح في تحريرها
    شكرته وحاولت النهوض .. فلم تستطع ..
    سألها ببلاهه .. " اتؤلمك ؟! "
    " نعم .. كثيراً "
    "اتكيءِ عليّ .. سأساعدك على النهوض "
    اجابته بتوجس " لا لا شكراً .. فقط احضر لي النجده " اقترب منها .. " دعيني احملك .. لن يأتي احد لاسعافك الان .. "
    ردت بحزم .. " لابأس .. لا امانع الانتظار "
    " .. لا وقت للكبرياء الان .. الا تخافين هذه الحرائق .. نحن في حاله حرب من نوع ما "
    تقاوم قبضتيه بشراسه " اتركني .. الى اين تأخذني "
    " اهدئي .. اعرف ملجاء قريب من هنا "

    \
    /
    \

    وصلا الى الملجاء .. بالاحرى مدرسته القديمه
    دخلا الى احد الفصول .. وضعها على احد الكراسي ..
    وجلس بعيداً .. على الارض

    " كيف تجروء على حملي بهذه الطريقه !!؟"
    " اتفضلين الوجود في الخطر اما هنا "
    " لا تتذاكى وتتهرب من الاجابه .. لا يحق لك ان تحملني دون اذني .. "
    " اتردينني ان اعيدك الى حيث كنت ؟ "

    كان هذا السؤال كفيل باسكاتها لدقائق ..

    بازدراء" اهذا ملجأك ..؟ "
    " لا .. لكنه اكثر امان من الشارع "
    " اخشى ان تتهالك جدرانه الرثه وتقتلنا.. "
    " لم يُصمم ليتساقط .."

    حاولت النهوض مره آخرى .. لكن الالام منعتها مجدداً

    تقدم منها " دعيني ارى جرحك .. "دفعته بكلتا يديها .. " ابتعد "
    " لاتكوني عنيده .. سأحاول ان انظفه واضمده قبل ان يتلوث.."
    " تلوث ..وانتهى .."
    يمزق قميصه القطني " من يعلم ! .. الوقايه حير من العلاج "
    بفزع " ماالذي تفعله !!؟"
    " ماذا تظنين .. سأضمده جرحك "
    تناولت القميص ثم رمته من يدها باشمئزاز " ربما هذا ماسيصيبني بالتلوث .. "
    زفر غاضباً ولبس قميصه الممزق " كان الاجدر بي ان اتركك في ذلك المكان الموحش .."

    \
    /
    \

    مرت ساعه .. ربما اكثر ..
    هم معزولون عن العالم في تلك الحجره الصغيره نسبياً
    استسلم نزيف جرحها اخيراً .. ولكن لم تتوقف تلك الانفجارات ..

    اسند جسده على الحائط .. اشعل سيجارته
    واخذ ينفث الدخان في اتجاهها .. متعمداً اغاظتها

    تكح " توقف عن ذلك !! "
    " ماذا .. هل اصبح التدخين ممنوع هنا ! " بنبره حاسمه " اطفئها حالاً .. اوشك على الاختناق "

    تجاهلها باشعال سيجاره آخرى .. فـ أشعلها حنقاً
    وجدت بعض الطباشير .. واستعملتها كـ حيله لتُصنع من احتكاكها بسطح الدرج
    صوت مزعج للغايه .. رداً على دخانه المتصاعد ..

    " توقفى عن اصدار هذه الاصوات .. !! "
    " حالما تتوقف عن التدخين " رمى لفافه الدخان .. " حسناً .. هل رضيت ؟! "

    توقفت والابتسامه تعلو محياها .. ثم عادت للحديث

    " اتظنها حرب فعلاً .. ؟ "
    " تفجير ارهابي لن يستمر لساعتين .. "
    " ولكن .. من سـ يود احتلال اراضينا ..! " ضحك بتهكم واخفض رأسه " كثيرون .. ثقي بي "
    " من تعتقد .. "
    " لا اعلم .. العلاقات متوتره مع العديدين "
    " كم عمرك ؟"
    رفع رأسه " ماذا ؟ "
    " ملامحك تنبيء بـ شاب .. ولكن رأسك مثقل بالكثير من الشعر الابيض "
    " سأبلغ الثلاثين خلال اسبوع .. وانتِ ؟ "
    " اصغرك بـ تسع سنوات "
    " تسع سنوات .. تبدو حقبه كبيره من الزمن "
    " هل انت متزوج ؟ "
    " مابالك وهذه الاسئله الشخصيه ؟ "
    " .. اعلم ان احدنا لا يطيق الاخر .. ولكني اعلم ايضاً اننا محتجزان
    هنا حتى تهدأ الامور في الخارج .. وليس هناك من طريقه لقتل الملل .. سوى الثرثره "

    مقاطعاً .. " عن حياتي الخاصه ؟"
    " ماذا تود الحديث عنه ؟ "
    "افضل السكوت .. "
    تغاضت عن رفضه " لم تجب على سؤالي حتى الان.. هل هذا خاتم زواج الذي في اصبعك ؟"
    اعلن هدنته هو الاخر .. " نعم .. "
    " اي اطفال ؟ "
    " نعم .. توأمان في السادسه"
    " يشبهانك ؟ "
    " لـ حسن حظهما ..نعم .. "
    ضحكت " اهذا فرط في الثقه .. ام ان زوجتك قبيحه "
    " ماذا عنك ؟ "
    " ماذا عني ؟!!"
    "هل انت مرتبطه .. ؟ "
    " لا .. "باشر في اشعال اخر سيجاره " غريب "
    " مالغرابه في ذلك ؟ "
    " لاشيء .. "
    " اخبرني .. مالذي يجول في خاطرك عني " " وجهك يبدو مؤلفاً .. ! "
    " بالطبع .. فأنا ابنة .............. (احد اهم مراكز النفوذ ) "
    لا يصدقها .. "حقاً !؟ ومالذي احضرك الى هذه المنطقه المتواضعه ؟"
    " زياره صديقه لي .. تبدو مشككاً"" انا ؟ .. اطلاقاً"
    " لم تطلعني على اسمك " " وماحاجتك به .. "
    " مم ربما اجعل والدي يمنحك مكافأه .. نظير انقاذي "
    " لست بحاجتها "
    " مغرور ! "
    " متعجرفه "
    تحدد خطواتها بصعوبه " اريد الخروج من هنا .. لا استحمل البقاء معك دقيقه اخرى "
    يقف لمساندتها " ستتسببين بالضرر لكاحلك "

    اصوات غريبه تصلهم من الخارج ..

    يهمس لها " ظننت الهجوم جوياً فقط .. !! "
    " ماذا .. اتظنها جيوش العدو ؟ "
    " الا تسمعين تلك الخطى المنظمه !! .. لابد انهم سيتخدون من المدرسه قاعده عسكريه لهم "
    " قاعده عسكريه .. انت تمزح ! "
    يأمرها بالصمت " ششش .. انهم قادمون "
    " .. نحن هالكين لا محاله "

    احدهم .. يأمر الجنود باجراء التفتيش .. " ابحثوا في كل الحجرات .. "
    عثر عليهما بلمح البصر .. وتم تقييدهم وجرهم الى القائد
    " ابتعد عني ايها الاحمق "
    " سيدي .. وجدنا رجل وامرأه .. هل نأسرهما"
    نظر القائد لهما ملياً وقال " اترك الرجل ليرحل .. واحتفظ بالفتاة .. قيدها جيداً .. ستشكل مقر تسليه ممتاز للجنود "
    " ماذا تعني ايها المخبول .. الا تعلم من اكون ؟!!"
    " اصمتي ارجوكِ"
    " من تكونين .. ؟ "
    " افلتنا والا ستقع في مشكله كبيره " ضحك " جميله .. ومتمرده .. يعجبني ذلك "
    فك الجندي قيده وامره بالرحيل .. ولكنه رفضه ..
    " لن اذهب دونها .. "
    " ان لم ترحل خلال خمس ثواني سأطلق النار عليك "
    " ولم الانتظار .. اقتلني حالاً .. فقد سئمت هذه الحياة "

    طلقتان اخترقتا صدره .. .. وسط صراخها .. " لا .. لا .. لاتقتله .. !"
    راحت تبكي بهستريه .. وتخاطبه " ارجوك .. لا تمت .. ارجوك ... لا تتركني"


    \
    /
    \


    "عمر .. استيقظ .. بني .. استيقظ "
    " ماذا .. عم احمد ؟!!.. "
    " كيف هنا ؟؟ هل انت بخير ؟؟ "
    " نائم ؟؟ ذاك كان مجرد حلم ..!!! وهي .. وليده غفوه ؟!!
    بئساً .. لم يتسنى لي حتى معرفه اسمها قبل ان افارق تلك الحياة "





    \
    النهاية





  2. #2
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    رقم العضوية : 4363
    الاقامة : مصر
    المشاركات : 102
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 19
    Array



    العزيز سيف اليمن
    تكرر النص مرتين
    ولكنه مع ذلم نص ممتع فيه رؤى نقدية عديدة
    سأمر عليه ثاني
    اشرف
    شكرا لزيارتكم موقعى

  3. #3
    الصورة الرمزية رغــد
    تاريخ التسجيل : Mar 2003
    رقم العضوية : 1550
    الاقامة : مطر .. بين دفتي كتاب !
    المشاركات : 4,269
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 53
    Array



    .
    .

    جميل للغاية ..
    سيف اليمن شكراً لك ..
    أنتظر الجديد ..
    .
    .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط