ـــــ
فى قلب الليل .. اسمع تك تك .. تكات خفيفة كصوت طرقات حبات المطر على زجاج غرفتى.. لسنا فى الشتاء.. بل يعيشنا أغسطس.
استرق السمع .. تكات لاتتغير..قلت لعلها الساعة.. تلك المزعجة خاصة فى الليل التى تصمت نهارا وتثرثر عندما يجن الليل.. نهضت من فراشى واخرجت منها البطارية.. وتنفست الصعداء.. سأستطيع الآن النوم بلا أزعاج!!
واغلق عيناى .. وفجاة تك تك!! وانظر للساعة .. ماتت عقاربها.. قلت لنفسى لعل الصوت هواجس من وحدتى القاتلة.. او هذيان الشيخوخة.
فدفنت رأسى تحت وسادتى . لكن الصوت يتسلل ليطعن اذنى.. فشققت صدر غطائى.. ونهضت اتتبع أثر الصوت.
ذهبت الى المطبخ أتحسس صنبور المياة المزعج ومددت يدى فى فوهته قلت لعله يهاب الظلام وبدأ يخاف ويعرق قطرات مياة تصدر تكات خوف لكننى وجدته جاف لاقطرات عرق ولاحتى لعاب يسيل من فمه.وأسير فى أتجاه الصوت
ويشتد الصوت كلما اقتربت من الكرسى العتيق .. رفيق عمرى..وتعلوا تلك التكات اكثر فأكثر..
واربت على ظهره واحادثه.. أتذكر يوم اشتريتك ..كنت تشع شبابا ورونقا.. تقف وسط الاثاث متباهيا مختالا.. والان ينخر السوس عظامك ..فتتآكل .. وتموت.
أعذرنى صديقى..يجب ان أتخلى عنك .. حتى لايتفشى مرضك فى باقى الاثاث..
وأقذف برفيق عمرى من النافذة .. وانا ابكيه.. وانتظر لأجد انه قد غاب الصوت بغيابه..فأطفىء الانوار .. والوذ الى فراشى.. وماهى الا لحظات!!
واسمع تك تك .