"رسالة من حبيبة لزوجة"
سيدتي. أكتب أليك رسالتي هذه وأتمنى أن تصلك وأنت في
حالة نفسية جيدة, ولو أنني متأكدة أنك في حالة سيئة جدا.
سيدتي. هذا الرجل مجنون. هل تعرفي. انه مجنون ألف
مرة من الجنون والعقل انه متعقل وليس عاقل ولكني
متأكدة أنه مجنون جدا وعاقل جدا. وأنا لا أعرف تماما,
لقد توهت بين خفتي جنونه وعقله. بين صفاء عينيه
وحيرتهم, بين ابتسامته الحلوة, وكابته, بين تمرده وهدوءه
بين كلامه وسكوته, بين اضطرابه وتمكنه بين ثقافته وجهله
بين كل متناقضات العالم, ولكني أستشعر عصبيته تسير
في دمى, أنني أحب هذه العصبية, بل أعشقها كما أعشق
لون عينيه وسحر ابتسامته وحنان يده. ومذاق شفتيه, لا
تصدقي
أنه قبلني ولكني فقط كنت أتخيل ذلك, أحلم به,
كل يوم كنت أجلس, أستحضر وجهه أمامي وأقبله في
عينيه وشفتيه, أمرر وجهي على المرآة وكأنه أمامي.
المهم . احذري يا سيدتي. هذا الرجل كاذب جدا. لا تصدقي
ما يقوله لك أبدا.هذا الرجل صادق جدا ولا تصدقي كل ما
يقوله لك دائما.والأفضل أن تصدقيه, لأنك لن تصلى لشى,
حتى لو تأكدت ألف مرة أنه يكذب خوف يقنعك بهذا الكذب,
لست أدرى كيف, انه ساحرا,داهية. مخادع وأمين في نفس
الوقت. لا تأمنى له والأفضل أن تطمئني لكل شي فيه,أنه
بر الأمان الوحيد, أحبيه حقيقة وسوف تكتشفيه بالفعل سيدتي
هذا الرجل حيرني 7 أعوام, سبعة أعوام من عمري هم له
وليس كثير عليه كنت خلالها أجرى وراءه , ولازلت,ولم
أفز بشي, سوى أنني أشعر في كل مرة, أنى أجرى وراء سراب,
وهم, خيال,ضباب, بحر, سماء,شي لا يمكن مسكه, فأسكن
قليلا ثم أكتشف نبضا في مشاعري,أنه يصنع في كل مرة
ألعاب. وهمية, ويجعلني ضمنها, هو لا يفعل شي, ولكني
أتخيل ذلك, أتخيل أنه يعرفني , وأنه يماطلني, وأنه يعاندني,
وأنه يضار على وأنه يغضب منى, أنني أصنع كل ذلك,
هل تصدقي, أنا التي أصنع كل ذلك عن طريق أحلام اليقظة,
تخيلي لقد صدقت في مرات كثيرة هذه الأحلام ورحت أصنع منها
أوهام وأوهام حتى أنني في أحدى الأيام خرجت للشارع,لأننا اتفقنا على موعدغرامى هأهأ. كنت أضحك من نفسي عندما اكتشفت وأنا أسير
في الشارع أن الساعة هي الثانية صباحا وهذا مستحيل والحكاية
أنني فقط كنت أتمنى ذلك.سيدتي. هذا الرجل غريب. غريب.
ليس من بلدنا, أنه من أيام الأساطير, من أيام الفراعنة, انه اسطورى
حجري. جامد.فذ. مدهش. مبهمة. رائع. رائع.إلى
حد بعيد جدا.
يتبع .....................