وصف اخر لليوم قصة

[اشرف الخريبى]

وصف أخر لليوم

فار يطل من النافذة ويرجع , قمر يختفي خلف السحاب ويخرج , ليل يتمطى علي مهل

ويقفز فوق جسدي , عقل خاو إلا من ضجيج بلا معني ,

عنكبوت ينسج خيوطا في سقف الحجرة العفن ,

برص يلتهم ناموسة , وكتب مكتومة في ركن , تذكرت أشياء غريبة

وعلامات لا حصر لها بيني وبين الطبيعة ,

علي أني سوف أتزوج السمكة , لابد أن أتزوج سمكة .

قالت لي : ان السماء هي التي تفرش الأرض , والشمس والقمر مصابيح العالم الوحيدة .

وأنها رغم كل شيء تحبني .

تقلبت علي الجانب الأخر , ومعدتي خالية إلا من زغورة ورجفة في الحشا ,

وهشام يقول أني لا أحترم أحدا , ذكر بعض المواقف التي فعلتها معه ,

والمواعيد التي لم أحضر فيها

.حاولت بفشل مسبق أن أبين له أني غير مخطئ .

لم يكن من الممكن العودة لحالة الاعتذارات الكثيرة

عن نسيان المواعيد والأصدقاء . لم يكن منفعلا ,

كان يبدو أنه سيقول في النهاية شيء هام أو نصيحة غالية .

اعتدلت وجلست فوق السرير , أمسكت ورقة وفي أخر السطر

بدأت أتردد ولكني اكتفيت بهذه النهاية

.مما يستدعي تقديم استقالتي نظرا للظروف المشار إليها بعالية

وتقبلوا وافر ....

فأر أطل من النافذة ووقف ,

ليل تمطي كقطة وانثني , برص التهم الناموسة وحدج .

عنكبوت في وسط دائرة الخيوط يتنمر , كتب ترفع

ذيلها ككلب وتعوي . انسحبت تحت البطانية الصوف ,

أسندت يدي تحت رأسي المتسخ بأفكار قديمة وبالية

وأحلام شبه خرافية .تركت نصف النوم يتسلل عبر تعليلات اليقظة الغير مرتبة .

قررت أشياء وأبعدت أشياء .

وكان الليل وصفا رائعا لامرأة , تكر مشت في بعضي .... ومضي الليل

[محسن يونس]

المبدع : أشرف
النص جميل بداية من العنوان " وصف آخر لليوم " وهو وصف آخر بالفعل فليس اليوم الموجود بالنص هو اليوم الذى نعرفه ، ومع ذلك هو يوم نعرفه ونعيشه بقسوة وملل واستياء وحنو أيضا ، فها هى خريطة النفس البشرية
نتجادل مع مفتاحها ، وياله من مفتاح !!
جاء التشكيل القصصى جديدا ، فالكاتب هنا ينظر للعالم نظرة كلية فها هو ينطق ويتعامل مع الكائنات التى تشاركنا الحياة على الكرة الأرضية ، وتنفتح خريطة النص ، فالكاتب يلجأ إلى ذلك ليجعلنا ندخل هذا العالم العدمى القاسى الوجودى الذى يعيشه بطل قصته ..
أشرف لك شكرى على هذا النص الجميل ..

[اشرف الخريبى]

أشكرك ايها الغالى
دمت فنانا
متألقا
مبدعا
ولكل منهم حكاية طويلة سأنسجها
اشرف