- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 24

الموضوع: النفس والعقل؟""

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3938

    النفس والعقل؟""




    من هما يفكر في أول الآمر؟
    هل يفكران في لحظة؟

    مودتي للعقلاء
    خُلق العالم غير ناجز والله وضع الإنسان فيه لكي ينجزه.

    باراكلسس الكاهن الاعظم vip

  2. #2
    الصورة الرمزية زاد الركب
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    رقم العضوية : 2000

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    حياك الله أخي الفاضل .. vip
    في الحقيقة أنا مسرورة جداً بما تطرحه من أسئلة ..
    وسؤالك هذه المرة .. جميل جداً وأتوقع أن يكون فيه النقاش ممتعاً ..
    لدي الكثير لأقوله هنا .. ولكن ..
    ( نفسي ) مشغولة بالإمتحان غداً لذلك سأحاول قبلاً أن أنتهي من الدراسة بسرعه وأعود بإذن الله ..
    وأتمنى من الإخوة رعاهم الله أن لا تأخذهم ( أنفسهم ) بعيداً عن لب الموضوع

    دمتم في حفظ الله ورعايته ..
    زاد ( ... )

  3. #3
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3938



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاد الركب
    حياك الله أخي الفاضل .. vip
    في الحقيقة أنا مسرورة جداً بما تطرحه من أسئلة ..
    وسؤالك هذه المرة .. جميل جداً وأتوقع أن يكون فيه النقاش ممتعاً ..
    لدي الكثير لأقوله هنا .. ولكن ..
    ( نفسي ) مشغولة بالإمتحان غداً لذلك سأحاول قبلاً أن أنتهي من الدراسة بسرعه وأعود بإذن الله ..
    وأتمنى من الإخوة رعاهم الله أن لا تأخذهم ( أنفسهم ) بعيداً عن لب الموضوع

    دمتم في حفظ الله ورعايته ..
    زاد ( ... )
    زاد الركب
    أعانكِ الله على الاختبار
    لماذا قلتي (نفسي) مشغوله ولم تقولي (ذهني او عقلي)
    الجمله التي أورتيها عن الاخوه والاخوات (انفسهم) في ظني في محلها لان النفس شهوانيه والعقل متدبر؟""
    أتمنى ان لا يتحول الموضوع (شخصنه واتهامات)
    من خلال عودتكِ ان شاءالله سـَيتضح الآمر
    دمتِ عملاقة وموفقه في الاختبارات

  4. #4
    الصورة الرمزية رأي مختلف
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    رقم العضوية : 3029
    الاقامة : فيينا
    المشاركات : 161
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 21
    Array



    أخي الفاضل ... VIP السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أسعد بوجودي معك في أسئلتك الخفيفة ... الطرح ... البعيدة الرؤية ...

    التي لمحت فيها ... تجديداً ... واستجلاباً للأقلام الجادة ...بمناقشات ... مفتوحة

    وكم شدني أسلوبك ... الذكي ... وكأني أشبهك بـ درري مثالي ... اشتقنا لكتاباته .. ( ghali ) ... |501|

    ربما تبدو أسئلتك ... محيره ... أو غريبة ... لأول وهـلة لكن ماذا لو استمتعنا بـ هكذا مناقشات ...

    لعلنا نتجاوز ... ما حصل في الطرح الأول ( الفرق بين الروح والحياة ) ...

    لا اعتبر مشاركتي سوى عبور ... وبانتظار ... مشاركة زاد ... ربي يوفقها في اختبارها وتحقق أمنياتها ...

    وبالنسبة ... لــ ( العقل والنفس ) ... أو ( النفس والعقل ) على كيفك ...

    من هما يفكر في أول الآمر؟
    هل يفكران في لحظة؟
    من خلال سؤالك ...وكانك تريد أن تقول أن النفس تفكر ... كما أن العقل يفكر ...

    بالنسبة لي ... ما فرقت ... أيهما يفكر أولاً ... لأني باعتقادي أن الخبرة وكثرة التجارب والاطلاع والمعرفة ...

    تجلب لعقل المرء ما يكفيه ... بالنسبة ... لاستخدام العقل في شؤون الحياة ...

    يغلب على ظني ... أن النفس تحمل الكثير ... من الهم والآلام أو التفكير في الماضي دائماً لأجل ما تراكم على النفس من آلام الحياة ...

    وللنفس دور في الحث على الخير ... أو الشر ... عندما تتشكّل ، كما هي نظرة الإسلام للنفس ... ( المطمئنة - اللوامة - الأمارة بالسوء - الخبيثة )


    إذن بالنسبة لي استخدام العقل ... يكون للمستقبل ... ولوزن الأمور ... والحكم عليها ... أو لفهم الحياة ... بالشكل الصحيح ...

    ولا أستغني عن الإسلام الذي يعطيني التصورات السليمة للكون والحياة والمستقبل والغيبيات ...

    وهل يفكران في لحظة ... ؟ تقصد ... لحظه ... (وقت بسيط ).. أي بمعنى أن النفس والعقل يفكران في لحظة واحده ...

    ( يا ترى أيش ورا السؤال دا )

  5. #5
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 161



    آه سؤال فظيع (!)

    تعرف ليش

    لأن التفكير فيه كبير...وحاليا متعب..


    برضو ( حسبي الله عليك )


    طيب لو قلنا انو اُعتبر العقل جزء من النفس .. إذن هي تسبقه...

    يعني ربما بمعنى آخر.. هو يقوم بوظيفة من وظائفها..(!)


    العقل يعتبر شيء غير مادي..

    .فلو قلنا هو بمعنى ( إدراك )...


    إذن هو أيضا صفة تذهب عند البعض..كالصغار..والمجانين..(!)

    إذن العقل وظيفة محددة على الرغم من اتساعها..وكبرها...


    طيب شكلي خبصت...

    على العموم

    سلامي
    You are wrong to think that (I) don't take it personally
    [/indent]
    After all, it's about (ME) and how (I) look at it



  6. #6
    الصورة الرمزية azhar_md
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    رقم العضوية : 3020
    الاقامة : النمسا/فينا
    المشاركات : 112
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 20
    Array



    وللمرة الثانية أحذر في الجواب على سؤالك .....

    النفس هو ما يستخدمه الإنسان من إرادات وأحاسيس ومشاعر و منح للقلب الفرصة يصيطر عليه..

    لكن العقل هو ما نستخدمه لنحصل على المنطق والحقائق و الواقع و قد يغلب عليه القلب في أغلب الأحيان

    ولكن هو ما تستخدم في الأغلبية للقرارات لأمور الحياة

  7. #7
    الصورة الرمزية أحمد النجار
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    رقم العضوية : 1567
    الاقامة : جدة
    المشاركات : 2,038
    هواياتى : استكشافُ أعماق أحمد !!!
    My SMS : في الحُبِ فقط تلتقي الخطوط المتوازية ..
    MMS :
    إم إم إس
    mms-17
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 159
    Array



    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي الطيب الحبيب vip

    ردان لي في هذا الموضوع الأول من عندي والثاني أخذته من غيري :

    فالأول :

    ملاحظة :
    علاقتي بالفلسفة تُشبه إلى حد كبير علاقة الرئيس الفرنسي بصلاة الضحى ..........

    فأنا والله لاأفقه فيها شيئاً ( وهي بالمناسبة من بين أمور كثيرة لاأفقه فيها شيئاً )

    ويظهر لي أن هذا السؤال فلسفي أكثر منه شيء آخر

    ولكن أنا أظن -والظن أكذب الحديث - أن العقل والنفس يفكران في نفس الوقت

    لماذا لأن النفس عامة والعقل خاص
    أي أن العقل جزء من النفس وليس العكس
    والنفس مكونة من أجزاء عدة ولكل جزء مهمة معينة يقوم بها
    فالعقل ( على اختلاف في محله بين المخ والقلب )
    قال تعالى :
    { لهم قلوب لايعقلون بها }

    ((العرب سمت العقل عقلاً لأنه كعقال البعير يعقل صاحبه عن الخطأ ))


    هو محط التكليف فالمجنون لايُكلف لأنه لاعقل لديه
    مع أن نفسه موجودة
    فطالما أن العقل هو محط التكليف لا النفس فأنا أعتقد أن العقل هو من يقوم بالتفكير لاالنفس
    ولكن العقل جزءٌ من النفس والجزء عندما يعمل فبالتالي فإن النتيجة أن يعمل الكل معاً
    مثلاً
    قدماي تمشي وقدماي جزءٌ مني فهل يُعقل أن تمشي قدماي وأظل أن واقفاً مكاني ؟؟؟!!!!
    إذن فالعقل والنفس يفكران في نفس الوقت ...
    هذا مختصر ظني في الموضوع ..


    وإن كنت أعتقده إلى الآن من باب العلم الذي ينفع والجهل به لايضر
    فماذا نستفيد إن عرفنا من يفكر أولاً إذا كنا لانفكر أساساً !!!!!!!

    وجل مافي الأمر أننا
    سنكون كمن قتل نفسه ليبحث عن نوع الطيور التي ذبحها ابراهيم عليه السلام عندما سأل ربه أن يريه كيف يحي الموتى !!!!!







    الرد الثاني :
    من كتاب الدكتور هاني عبدالرحمن مكروم
    بعنوان العقل تنظيمه وإدارته

    يقول الدكتور هاني :


    قال تعالى :
    (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).
    النفس هي خلاصة الإنسان، وهي ملك لخالقها، ومن صنعه، هو ـ سبحانه وتعالى ـ الأعلم بها، ولا يكلفها إلا وسعها، وهي ـ في نفس الوقت ـ الشغل الشاغل (الرئيسي) والقضية الأولى لكل عاقل ـ وما دون العاقل من العجماوات ـ وهذا الاهتمام نابع من الحب الفطري للنفس والذي بدونه لا يوجد للحياة معنى. إن اهتمام كل فرد بنفسه صفة تسيطر على غالبية البشر، فحب النفس حبلى، للحفاظ عليها لأن النفس هي أول محاور الرؤية ومركز التفكير ونقطة بداية الشعور، وضياع النفس يعني ضياع المعاني واضطراب الأشياء واختلال التوازن والموازين العقلية.
    وحين نتأمل النفس ـ كما دعانا ربنا ـ سنجد أن جوهر النفس هو العقل، وحين يغيب العقل تنكمش النفس وتتجمد. ويتعذر الإحساس بأي شيء بدون العقل، والشعور بالسعادة أو بالشقاء يكون عن طريق العقل. والمعرفة مستحيلة بدون العقل، وأفضل وأنفع المعرفة ـ على الإطلاق ـ هي معرفة العقل لخالقه، ثم معرفة المرء نفسه، فلا يمكن معرفة النفس بدون معرفة خالقها ومراحل خلقها وغايتها.
    ومن فضل الله أن ما يدور بداخل النفس (في عقلها) لا يمكن أن يطلع على حقيقته مخلوق، فلو إطلع الناس على ما يدور بعقلك لتغيرت نظرتهم إليك وصعب تعاملك معهم وتعاملهم معك.
    والنفس أساساً روح (لا مادة)، والجسد بمثابة أداة (أو مركبة) مؤقتة والعقل هو القائد، ولهذه المركبة أصبح من الشائع والمألوف أن يركب لها قطع غيار بشرية كالكلي، وصناعية كالقلب الصناعي، وربما قريباً تستخدم القطع الحيوانية، وعمليات تركيب قطع الغيار هذه هي مجرد وسائل قدرها العليم الخبير لتستوفي كل نفس أجلها المحدد في كتاب الله يوم خلق الخلق. ونظراً لعلاقة النفس بالروح فيستحيل فهم ما يتيسر عن النفس بدون استحضار ما نزل من لدن العزيز الحكيم.
    حب النفس:
    حب النفس والاهتمام بها فطري، ومن الخطأ أن ينكر، لكن المنكر هو تجاوز الحد وقصر النظر، في ذلك وفي أي شيء آخر. وفي فهم العقلاء لا يوجد تعارض بين حب النفس وحب الآخر أو الغير، بل يوجد تكامل لازم، والحب الحقيقي الواعي أوسع من أن يحبس في إطار النفس الواحدة، فالنفس هي المركز ـ الخاص بالذات ـ الذي يحيط به عدد لا نهائي من الدوائر التي يمكن أن ينساب الحب فيها، وينمو الإلف حولها.
    إن أخطر ما في الحب أنه قد ينسي الحقائق ويعمى (وكذلك الكره)، لأنه ـ في الغالب ـ نشاط عاطفي أكثر منه عقلي، أي أن العقل في حالة الحب (أو الكره) يتراجع خلف العاطفة، بسبب العمى والنسيان والتناسي. ولذلك فمخاطر الحب (أو الكره) قلما يفيد فيها العلاج العقلاني، بل ينطبق عليها قاعدة أن (الوقاية خير من العلاج). وليس المقصود الوقاية من الحب، ولكن المقصود هو التفكر في حقيقة الشيء قبل الغرق في حبه أو الاندفاع في كرهه، لأنه أثناء الغرق تقل احتمالات النجاة وتختل الطباع والموازين ويتعرض العقل لما يشبه الشلل.
    وفي حالة خمول العقل فالنفس تمتص من محيطها الكثير في فترة النمو والنشأة، وبعد ذلك تبدأ في الطرح من نوعية قريبة الشبه بما امتصت.
    نظرية الحب
    الإنسان يحب نفسه وما يتعلق بها حباً يفوق إدراكه، فهذا الحب الفطري أعمق في اللاوعي (أو الباطن) من أي فلسفات، وهو في كل الأحوال فوق كل الخيارات. والحب ينبع من النفس ويفيض منها على الآخرين، ولا يوجد فيضان لا يغمر المنبع أولاً. وقد يزعم الانسان ـ أو يحسب ـ أن نفسه قد سمت وخف حبه لها ولكن حين يأتي المحك العملي ويمس شخصه أحد بما يخدش اعتزازه بنفسه، أو يجد من يعمل ضد مصلحته ـ التي يراها هو ـ عندئذ ينتفض فجأة كما لو كانت قد لدغته أفعى! فيشعر بألم معنوي، وقليل من يستطيع السيطرة على الموقف وكتم غيظه وحبس غضبه في أعماقه، وأقل منه من يتسامح من أجل غاية أسمى يرجوها ـ لنفسه أيضاً ـ عند الله. وليتأمل كل منا شعوره حتى في حال الثناء، أي حين يمدحك زميل، فيشعر الانسان بالسرور حال المدح، وعندما تخف درجة المدح وتأتي عبارة: (ولكن هناك ملاحظة بسيطة أرجو لفت إنتباهك إليها)، عندئذ يبدأ الحال ـ عند معظمنا ـ في التغير مع لفظ (ولكن)، وقبل ذكر الملاحظة، حتى ولو كانت الملاحظة نصيحة مخلصة! فحب النفس زرعه الله فيها كدافع ذاتي للحفاظ عليها وعلى مصالحها، والله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم بخلقه، وهو أحكم الحاكمين.
    الحب فضيلة ومعنى سام، ويكفيه علواً أنه فعل منسوب للعلي الأعلى ـ جل شأنه وتباركت أسماؤه ـ فكل ما ينسب لله ـ عز وجل ـ يفيض كمالاً وسمواً. وحب النفس هو البداية، فمن لا يحب نفسه لا يستطيع أن يحب غيره، لأن الممارسة الأولى للحب تبدأ مع النفس ولا غبار على ذلك في البداية، وكل عالم الإنسان يدور حول نفسه وإن امتدت أبعاده وتشعبت آلياته. وما يذم بالنسبة للحب عموماً ـ وحب النفس خصوصاً ـ هو الجهل البهيمي الذي يعميه. وما مشاكل الدنيا ـ من حولنا ـ إلا بسبب الجهل الذي لطخ المعاني السامية للحب. وكم من الحماقات والسيئات التي ترتكب باسم الحب، وكم من السموم والضلالات المدسوسة ـ التي تصل إلى درجة الكفر ـ يتم ترويجها بالمكر والتربح من ورائها في أسواق المحبة المدعاة وتحت غطائها وعلى حساب البسطاء المخدوعين.
    الحب شعور يترجم في أقرب فرصة إلى عمل (قول أو فعل)، والفعل في هذا المجال أصدق من القول، وإذا لم يترجم الحب إلى عمل فهو كذب وخداع. وكثيراً ما يحدث خلط بين الحب وكل من العطف والإشفاق والإعجاب والهوى، ولكن يمكن بالعقل تمييز الحب عن غيره من المتشابهات، فحب الإنسان للشيء يجعله يشعر بشدة الارتباط به ورفض البديل وعدم القدرة على تجاوز ذلك الشيء.
    النفوس العظيمة منابع للحب الفياض الذي يغمرها ويفيض على الأقرب فالأقرب حسب طاقة الحب في النفس. ورغم فيضان الحب من النفوس العظيمة إلا أنه ليس من الحكمة أن يوضع الحب في غير موضعه، وإلا فقد قيمته وضاع معناه أو انعكس، لذلك يحجب الحب عن النفوس الشريرة وذات الأفعال القبيحة وما شابه ذلك، زجراً لها لتنتهي. ومعروف أنه يوجد من يزعم أنه كبير القلب لدرجة أنه يحب كل الناس (العدو والحبيب)، وهذا الزعم المغلوط فيه خلط ولبس وبخس لقيمة الحب، وهو قول يسهل نقضه وربما التبس عليهم الحب بالإشفاق ـ فإن كان الحب للجميع فلمن يكون الكره! أم أنه يمكن معرفة معنى الحب بدون معرفة معنى الكره، أو البياض بدون السواد! وما تفسير الشعور الفاتر تجاه الكثير من الأشياء، أي حالة عدم الحب وعدم الكره؟
    إن أرحم الراحمين أحكم الحاكمين وخالق كل شيء قد نفى حبه للمعتدين والكافرين والظالمين والمختالين والخوانين والمفسدين والمسرفين والخائنين والمستكبرين ومن على شاكلتهم. والرسل الكرام حين طلبوا الغفران ـ وهو خير عظيم للنفس ـ طلبوه لأنفسهم أولاً، ثم اتسعت الدائرة لتشمل أرحامهم، ثم بعد ذلك عامة المؤمنين. فهذا رسول الله نوح (ع) يدعو ربه، فيقول: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات) وما عدا ذلك من قومه دعا عليهم (... ولا تزد الظالمين إلا تبارا).
    وقصر الحب على النفس (فقط) يعميها ويهلكها هي ومن حولها، ويفقد الحب معناه ويعكس جدواه، ومثل ركاب السفينة الوارد في الحديث الشريف نموذج يوضح مدى خطورة هذا الحب الجاهلي، فلو تركوا يخرقوا في أسفل السفينة خرقاً، ليختصروا طريق وصولهم للماء لهلك الجميع.
    وخير الحب ما كان على هدى وعلم وفيه بعد نظر، والعاقل من يحاول تعظيم حبه لسمو نفسه، لتعظم ثم تفيض بحبها وسموها على الآخرين. وغاية النفس العاقلة هي نوال رضا الله في جنات النعيم، تلك هي الغاية التي ليس بعدها غاية، وهذا هو الفوز المبين للنفوس التي تستحقه. أما الذي هانت عليه نفسه فباعها للشيطان وهو لا يدري، فأمه هاوية، وما أدراك ماهيه، نار حامية.
    والحب العظيم من جانب رسول الله (ص) للنفس المؤمنة يجعلها بالتالي تحب رسول الله أكثر من ذاتها: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم). وولاية النبي للمؤمنين تشمل مشاعرهم، فتكون نفسه الشريفة (ص) أحب إليهم من أنفسهم. وقد جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه عن أنس (رض): (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
    حب النفس العاقلة لله ثم لرسوله يأتي قبل وفوق حبها لنفسها ولكل ما يتعلق بها، من أهل وتجارة ومساكن، لأن نتيجة هذا الحب الطيب تعود على النفس بأضعاف مضاعفة. والآية الكريمة تحذر من الجهل بهذه الحقيقة: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين). وقد ورد في سيرة خاتم المرسلين (ص) أنه ما كان يغضب لنفسه قط، وما كان يغضب إلا غيرة على حدود الله، ومعنى ذلك أنه (ص) يحب الله أكثر من نفسه. وحب النفس المطمئنة لربها هو نوع متميز من الحنين الجارف للفرع نحو الأصل، فأصل النفس نفخة من روح الله.
    الألفة مع الخصوصيات:
    معايشة الإنسان للشيء تزيد من فهمه وتصوره له وعلمه به، وذلك رغم أن حقيقة الشيء لم تتغير كثيراً، لكن المشاعر نحوه هو التي تتغير وفق ما يترجمه العقل ويتصوره. فالحقائق الكبرى ـ التي خلقها الله ـ تتميز بالثبات والحياد (... لا تبديل لخلق الله...) ولكن مدى استيعاب الإنسان لها هو الذي يتفاوت حسب التصورات. فمعايشة صاحب العاطفة والعقل ـ إنساناً كان أو حيواناً ـ للشيء تطبع في عقله تأثيرات وأوهام يصعب تغييرها أو محوها بسرعة.
    وقد يتولد في النفس عكس ذلك الشعور ـ لأسباب واضحة أو خفية ـ فيشعر الإنسان بالضيق والكراهية تجاه شيء ما رغم المعايشة الطويلة له، ويود لو يستبدل بذلك الشيء شيئاً آخر حتى ولو كان أدنى منه حقيقة، وهنا يكون العجب لتغييب العقل وارتكاب الحماقات (... أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير...). وتلك هي الحالات الشاذة التي تحتاج إلى مزيد من التحليل والدراسة ومراجعة سلامة التفكير، ومن المفروض أن تكون هذه الحالات قليلة ولكنها للأسف كثيرة! فمن المعقول والمقبول أن يكره الحيوان (أو الإنسان) الشيء الذي يسبب له ذكريات أليمة، ولكن ليس من المقبول ـ عقلاً ـ أن يستبدله بما هو أدنى منه إلا إذا اختلت المقاييس، بسبب ضعف العقل والرؤية وسيطرة عواطف الضيق والغضب.
    وما العادات والتقاليد إلا ألفة وإيلاف لتصرفات وسلوكيات موروثة ومدعمة بالممارسة الشخصية. فمن تعود على لبس الجلباب يجد حرجاً في لبس (البنطلون)، ومن ألف لبس القبعة يأنف من لبس العمامة، ودور العقل العادي محدود في مواجهة الإلف والعادة، ومع نمو العقل تنمو القدرة على مواجهة وتغيير العادات.
    وتفسير ارتباط الحيوان بمألوفاته، أن الحيوان يتولد بينه وبين الأشياء التي يتعامل معها نوع من الفهم أو التفاهم والتواصل، وكلما كانت محصلة هذا التفاهم لصالح الحيوان يشعر ذلك الحيوان بفائدة الشيء والرغبة في مداومة الصلة به وتتولد وتنمو لديه المشاعر الإيجابية تجاهه، حتى ولو كان ذلك الشيء فظاً. فالسكين رغم بشاعة منظرها إلا أن الإنسان ـ العاقل ـ يشتريها ويقتنيها ويحتفظ بها لتلبية احتياجات مادية معينة. أما حينما يشعر الإنسان بأن محصلة التعامل مع الشيء ليست (أو لم تعد) في صالحه أو حين تظهر له بدائل أكثر فائدة، فسوف يشعر بالرغبة في تحجيم الصلة بينه وبين ذلك الشيء، وتتولد تجاهه المشاعر السلبية التي قد تؤدى إلى قطع الصلة مع ذلك الشيء أو حتى محاربة وجوده، فيصبح حبيب الأمس هو عدو اليوم! ومثل هذه المشاعر والتصرفات الحيوانية لا تعرف القيم الأخلاقية ولا المعاني السامية التي ينشدها العقل السليم.
    وما دام أساس العلاقة الحاكمة بين الإنسان (أو الحيوان) والأشياء هو الاحتياج بأنواعه، ومدى سهولة التفاهم على المنفعة أو الفائدة، فلو رتبنا الأشياء التي نتعامل معها حسب أهميتها ومدى الاحتياج إليها، فبلا شك سيأتي العقل في المقدمة بلا منازع. إذن أشد الأشياء التي يألفها الحيوان هي عقله، لأنه هو الوسيلة الحاكمة في التفاهم مع بقية الأشياء الأخرى. وقد قالوا في الأمثال: (إن الله ـ عز وجل ـ حين قسم الأرزاق لم يرض أحد برزقه، وحين قسم العقول رضى كل بعقله).
    علاقات النفس:
    يمكن القول بأن النفس تشمل العقل كما تشمل الروح وهما غير ماديين ويعلق بهما الجسد وهو بناية مادية، أي أن الإنسان ذو طبيعة مزدوجة، كما هو ممثل وظيفياً في الشكل. والعقل قاسم مشترك بين الطبيعتين ويمكن أن تفتقد أجزاء من الجسم أو تفصل، كالأطراف وتظل النفس حاضرة وفي حالة حياة، أما الأجزاء التي فصلت (عن الروح) وتحللت رغم استمرار بقية الجسم حياً فتدل على أن المكونات المادية للإنسان مجرد شيء طارئ على النفس لتأدية وظائف وقتية، ولا يرتبط بالنفس من الجسد إلا الأجزاء الحية إلى أن تموت أو تفصل.
    فتبعية مكونات الجسد للنفس (وعقلها) تبعية إدارية، بمعنى أنه حين تنقل كلية (مثلاً) من شخص حي إلى آخر حي فتنتقل تلقائياً تبعيتها كاملة، من نفس المنقول منه إلى نفس المنقول إليه، والنفسان كما هما تقريباً. وحين ينقل كبد إنسان ميت (مجهول) إلى آخر حي تظل نفس الحي كما هي ولا يبدو لها أي علاقة بنفس الميت المجهول! تلك مادة ترابية سبق أن دارت آلاف المرات في آلاف الأجساد، وتعاملت معها ملايين النفوس.
    وهنا يمكن أن نعتبر شعور المعاناة النفسية في ظاهرة (الطرف الشبحي Phantom limb )، الذي يتخيل الإنسان فيها أن طرفه المبتور لا يزال موجوداً وأحياناً يشعر بالرغبة في (الهرش) فيه، هو مجرد ذكرى ما زالت آثارها موجودة في ذاكرة العقل، فيظل الإنسان يشعر بأنها أجزاء متتامة معا لجسم والذات.
    شكل
    وحين تغادر الروح كل الجسم بما فيه المخ يسقط المكون المادي المظلم الممثل بالتظليل في الشكل فيتبدل الحال وتشف النفس وتنتهي التبعية الدنيوية، أما الجسد فيتحلل ليدور في خلق جديد. وبهذا الانفصال يفقد العقل الكثير من وظائفه الإدارية التي كانت متعلقة بالجسد، وما يرتبط بالغرائز والشهوات والاختيار والإرادة والقيادة وإصدار الأوامر للجوارح وما شابه ذلك، ويبقى العقل كذاكرة عالقة بالروح رغم تلاشي المخ.
    إن ما بعد الموت طور آخر من أطوار النفس البشرية ـ يتعذر تصوره ـ ولكنه يتسم بالشفافية وزيادة الوعي وحدة الشعور، والدليل على ذلك نجده في آيات كثيرة ومنها قوله سبحانه وتعالى: (... فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد).
    وحين يخاطبنا خالقنا من خلال صحف الهداية في هذه الدنيا نجد أنه ـ جل شأنه ـ يوجه الخطاب للنفوس من خلال العقول (الألباب)، لأن العقل له سيطرة على الجوارح حال الحياة. فالعقل هو الرقيب على النفس في الحياة الدنيا، والله ـ جل وعز ـ هو الرقيب على العقل، (.ز. إن الله كان عليكم رقيباً). أما على أعتاب الآخرة حيث اضمحلال الشق المادي من العقل، فيسلب من العقل تلك الإمكانية ليبقى مجرد ذاكرة شفافة فيتوجه الخطاب حينئذ للنفس المتمثلة في الروح وما علق بها من أعمال ـ لها أو عليها ـ وتكون المحاسبة للنفس حيث يتجمد دور العقل الذي كان قائداً للنشاط في الدنيا فيتحول عند الموت إلى مجرد مراقب مرافق للروح يستعرض الماضي ولا يملك إرادة العمل ولا حرية الاختيار التي كانت ممنوحة له من قبل.
    ففي حالة الموت يتحول الجسد (بدون الروح) إلى جثة ـ شبه جماد ـ ثم يضمحل ويتلاشى شيئاً فشيئاً، ولا يتبقى منه إلا (الجسد الشبحي Phantom body). وعند البعث يعود لكل نفس (روح) جسدها، بـ (كن) وبالتركيب المقدر في علم العليم الخبير، ليشارك النفس ـ كشاهد حي ـ في استقبال الجزاء العيني، ويتبين للعقل عندئذ أن الحياة لم تكن إلا دورة فارغة إلا من العمل وما يعنيه ذلك العمل. أما الجسد المادي وحده أو بعض أجزائه فلا يمكن أن يمثل كل النفس، لكن الروح يتيسر لها ذلك ـ ولا تتجزأ كالجسد ـ نظراً لصلتها الأصلية بالذات القديرة.
    في الدنيا يبدو أن العقل ـ بشبكته العصبية ـ هو مركز التحكم في السلوكيات، التلقائية المبرمح منها والمعتمد، وينازعه الجسد ـ بمادته الثقيلة وشهواته ـ في ذلك. فكثيراً ما تتغلب رغبات الجسد (الشهوات) على منطق العقل (الضعيف)، والقليل من العقول هو الذي يقاوم ويصمد. ولذلك نجد بعض العباد والرهبان يقسون بعقولهم على أجسادهم بأنواع من الحرمان، لتقليص حجم وقدرة الجسد، وبالتالي تحجيم رغباته فتتسع المساحة المتاحة لحرية الحركة والنشاط القيادي للعقل وقدراته التي كانت كامنة أو مغلوبة، مما يمكن من تحليق الروح بالنفس المتخففة الزاهدة في حطام الدنيا. وجدير بالذكر أن المغالاة في ذلك يتعارض مع الطبيعة البشرية (المزدوجة) ويضر بالسلامة النفسية والعقلية ويمكن أن يصل لدرجة الهلوسة أو الانقلاب العكسي الخفي. وما انتكاسات الرهبنة وما صاحبها من انحرافات وشذوذ إلا بسبب محاولة الخروج من إطار الطبيعة البشرية!
    حياد الروح والجسد:
    في محاولة أخرى لتصور النفس البشرية، قد نشبه الجسد بمركبة للنفس، والروح هي سر الطاقة المحركة للمركبة، والعقل هو القائد الذي حمله الله المسؤؤولية عن كل النفس حال اليقظة. والجسم من خلق الله وصلته به خلقية، ولكن الروح من أمره ـ جل شأنه ـ وصلتها به نفخية. وبسبب ما تبين من التحليل السابق، ننكر وجود جسد شرير أو روح شريرة، بل هما محايدان ويوجد على ذلك دليلان:
    الدليل الأول: الانتساب المباشر لكل من الجسد والروح لذات الله ـ تبارك وتعالى ـ أولاً بالخلق، وثانياً بالنفخ من روحه، وهو سبحانه وتعالى خير، (.ز. فالله خير حافاً وهو أرحم الراحمين). فهو سبحانه وتعالى حكم عدل بين خلقه جميعاً، ولا ينفعه الخير ول يضره الشر. وما نراه أو نتأذى به من شرور في هذه الدنيا ناتج من سوء تصرف الخلق وشرورهم: (من شر ما خلق) وفضله ـ جل شأنه ـ فوق ذلك، فهو يتولى تحويل الشر إلى خير لصالح المجني عليه، إن آجلاً أو عاجلاً حسب حكمته وعلمه.
    والدليل الثاني: أن الجسد أثناء غيبة العقل ـ في حالات التخدير أو النوم أو الغيبوبة ـ أو حال الموت يكون الجسد حيادياً لا يفعل شراً ولا خيراً، وكذلك المجنون لا تحتسب أخطاؤه شروراً ولا ما قد يصيب فيه حسنات.
    يستخلص من ذلك أن الجسم المادي (بشهواته) والعقل شركاء في ذات حيز الكيان البشري المحدود، وطغيان (أو خلل أحدهما) ينعكس على الآخر ويخل بتوازن النفس. فمن الناس (الأنفس) من يميل نحو الشهوات بإفراط وبلا ضوابط، ويتبع خطوات الشيطان الذي يخرب له عقله ويضله فتصبح النفس بالتالي شيطانية متوحشة أو مخمورة. ومنهم من يغالي في ظلم الجسد وحرمانه من احتياجاته الفطرية ويستنزف طاقته ـ بتلبيس الشيطان ـ يختل وعاء العقل (المخ) ويصل لحالات من الهلوسة ورؤية الأوهام، وتلك حالات موجودة عند كل الشعوب وفي كثير من المعتقدات وعلى مر العصور بمسميات متباينة. وكلا الحالين بعيد عن الصواب، وفيه ظلم للنفس نتيجة تضييع العقل، بسبب متابعة الشيطان والشهوات في غياب الهدى.
    ومعروف أنه توجد نفوس خيرة سارت على الطريق القويم، ونفوس دن ذلك ضلت الطريق. وكل نفس مجبولة على حب الخير ولكن منشأ الاختلاف يتوقف على مدى فهم العقل للخير وكيفية الوصول إليه، ومن هنا نؤكد أهمية تبصير العقل بمعالم الهدى، من أجل سعادة كل النفس في الحياة الدنيا وفي القبر وفي دار القرار.
    فناء الجسد فقط:
    للمخلوق دور سببي في الخير وفي الشر وللعقل فيهما تدبير، ويعلق العمل بالنفس ـ المرتبطة بالروح ـ فتوجد نفس طيبة خيرة ونفس خبيثة وخليط بين ذلك كثير، حسب نوعية العمل. وكما ذكرنا من قبل يجب التمييز بين النفس والروح، فالروح تغادر الجسد لكنها لا تفارق النفس أبداً لا في الدنيا ولا في الآخرة، وموت النفس يعني مغادرة الروح للجسد المادي. ولذلك يمكن القول بأن الفناء مكتوب على الجسد فقط لا على النفس ولا على الروح، والفناء المؤكد المذكور في الآية 26 من سورة الرحمن: (كل من عليها فان)، يمكن أن يفهم على أنه خاص (بالمادة)، أي بالجسد الموجود على الأرض (كمادة)، ويفهم ذلك من لفظ (عليها).
    الانهزام النفسي:
    لقد أخبرنا العليم الخبير بأرسخ الحقائق، ومنها حقيقة ضعف الإنسان، (... وخلق الإنسان ضعيفاً)، هذا علم وحكم من خلق ـ سبحانه وتعالى ـ أي أنه حكم حقيقي نهائي لا يقبل المراجعة، ولا يحتاج إلى تعديل ولا تأويل. وللعاقل أن يتأمل حال أعتى الطغاة لو احبتس بوله أو أصابه (فيروس)! وفوق هذا الضعف المادي فنحسب أن الآية الكريمة تشير أساساً إلى الضعف النفسي، وهذا الضعف الحقيقي لا يمكن التغلب عليه بدون اللجوء إلى القوي العزيز فهو مصدر القوة، وهو مسبب الأسباب ولا يعجزه شيء.
    ويتولد الضعف النفسي حين يشعر الإنسان بتخلي الأسباب عنه وأنها أصبحت في صالح خصمه، حقيقة أو وهماً. ولذلك ففي الصراع يحاول كل طرف أن يوهم الخصم بأن الأسباب أصبحت في صالحه هو وأنه يملك أسباب القوة، وإن نجح في ذلك الإيهام يكسب المعركة بقليل أو بدون قتال وتلك هي الحرب النفسية المعروفة. وتلك في الأساس مسألة عقلية، وأولو العزم هم في الأساس أصحاب عقول جبارة، أنارها الإيمان، فاتصلت بمصدر القوة والعزة، ولا تعرف اليأس لأنها تثق في خالقها، وتعرف أن إثم اليأس يصل لدرجة الكفر، والعياذ بالله.
    واسهل طريق يسلكه أعداؤنا هو احتلال عقولنا، التي هي مراكز التحكم والسيطرة المباشرة فينا، وبعد ذلك يفعلون بنا ما يشاؤون، وهذا حادث الآن بصور شتى وعلى كل المستويات، نردد ما يريد العدو أن يقوله، ونفعل ما يريد ونظلم أنفسنا بأيدينا وجوارحنا، لأن عقولنا محكومة بعقول ومعايير غيرنا والإرادة مشلولة، لأن التناقضات المصنوعة في عقولنا لا تسمح بسلامة الرؤية، لذلك لا نستطيع التحرك الذاتي بسهولة، ومعظم حركتنا ليست إلا ردود أفعال أو انتفاضات مقهورة في الظلمات. فانهزام الإنسان وقيادته يبدآن من الداخل (من العقل) وبعد ذلك تستسلم بقية الجوارح فتصبح كأعضاء الدمى يفعل بها الأفاعيل.
    ترقية العقل والنفس:
    العقل المتجرد اليقظ يتوجه إلى أعلى، نحو السماء والنور، ولا يجد مبرراً عقلياً لمعظم الصراعات التي تموج بها الحياة السوقية، أما الشهوات فتتسفل لتغوص باندفاع في قذارات البهيمية والصراعات وسط الظلمات الحالكة المهلكة، بدون التفكير في العواقب، بسبب قصر النظر وعمى البصيرة.
    وبما أن الحاجة هي محرك الاختراعات ومولدة الإبداعات فهي التي تحث العقل على النشاط، لذلك تجد الأزمات غالباً ما يعقبها صحوة وبروز للهمم التي كانت كامنة، ويلاحظ أن كثيراً من المخترعات ظهرت في سنوات الحروب. وعلى الجانب المقابل تجد الطمأنينة الزائفة والعواطف الهائمة والبطون المتخمة تسبب كسل العقول المترفة، كل ذلك أو بعضه يحدث ركوداً في التفكير يعقبه درجة من درجات الضياع. فمن يشعر بالراحة ويمارس مختلف أنواع الترف والملذات ويركن إليها، لماذا يجهد عقله في التفكير! لكن العاقل يدرك خطورة كسل العقل والركون للترف لأنه لا يمكن أن يدوم، والاطمئنان للدنيا انخداع، لذلك فالحذر واجب مدى الحياة، لأن توالي الليل والنهار لا يترك حالاً على حاله.
    وأحياناً ينعم الله على أحبابه بالشدائد وطول المعاناة، لصقل عقولهم وتجلية بصائرهم، وكل العظماء حتى درجة الأنبياء قد مروا بأنواع من المعاناة قدرها الله، لترقية نفوسهم وإنضاج فكرهم وتعظيم أخلاقهم وإسباق نعمة العقل عليهم. فلا نعرف عظيماً عاش حياته منعماً مترفاً، لأن الترف المادي يعين الشهوات على العقل ويعمي البصيرة. وكما ن تحقيق البطولات الرياضية لا يمكن أن يتم بدون معاناة ـ حتى درجة الألم ـ في التمرينات، فالقدرات العقلية أيضاً لا تتحقق بدون معاناة ذهنية وفكرية لدرجة الألم، هذا شرط.
    سنن وحكم وحكمة: إن العظمة ـ وكل صفات الكمال والجمال ـ لا تصنع بالإرادة البشرية وحدها، ولكنها تصنع بعناية الله في نفوس من يختار من البشر، وهو الأعلم بخلقه. وقد نلمح من ذلك أن المعاناة ليست شراً، كما يرى قصار النظر، بل إن الإعجاز الإلهي يجعلها سبباً في صنع النفوس العظيمة. ونعبر من ذلك فنقول بأن معاناة شعب ما لأزمة شديدة تكون فرصة لاغتنام السنن الإلهية في تيسير أسباب صنع العظمة، ولا يتحقق ذلك بدون قيادة رشيدة حكيمة عادلة تقتل الفتن وتضرب بنفسها المثل الصادق في الترفع والزهد والبذل والعطاء فتنال رضى الله وتملك قلوب الناس، وتلك مسألة عقل سليم.


    كن بخير

    أخوك

    أحمد النجار



























    للتواصل
    00966503646216

  8. #8
    الصورة الرمزية MoStWaNtEd
    تاريخ التسجيل : Jan 2004
    رقم العضوية : 1952
    الاقامة : جده
    المشاركات : 912
    هواياتى : الاستماع الى الاغاني ومشاهدة الافلام، التصوير، القراءة
    My SMS : I look at the mirror I only see me, "as if the world only created for me"
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 130
    Array



    راي شخصي بحت ومتواضع..
    النفس اماره بالسوء ويحكمها العقل

    دليلي على ذلك الطفل الصغير عقله في طور النمو

    لا يستطيع التفكير او التمييز, واغلب الاحيان نفسه تمتلك تفكيره

    ومحاولته لاشباعها هي جل مايريد لكن مايحد ذلك هم الكبار

    لمعرفتهم الصح من الخطا وذلك بحكم خبرتهم في الحياه

    وردا على سؤالك, بافتراض انسان بعيدا عن مشاكل الحياه ومصاعبها والمشاكل الصحية(حياة طبيعية)

    اذا كان قد تجاوز مرحلة المراهقه فالذي يفكر اولا هو عقله

    اما ما قبل هذه المرحله فتكون الغلبة لنفسه

    شكرا على الموضوع الرائع

    دمت بكل ود

    PEACE

    .

    .

    هناك جزء ضئيل جدا من العالم أستطيع أن أقول عنه منطقتي,

    وهذا الجزء الضئيل جدا هو جسدي, وهو الحيز الذي أشغله وأكونه,

    وليس في وسعي أن أكون في العالم إلا من خلال وجودي في صورة جسدية.


    ـ جـبريل مارسـل ـ



  9. #9
    الصورة الرمزية زاد الركب
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    رقم العضوية : 2000

    لقد عدت بإذن الله كما وعدت ..




    حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم ..
    وأشكركم على دعواتكم الصادقة ..

    .
    .

    و نبدأ باسم الله الذي علم بالقلم ..

    قبل معرفة من يفكر أولاً .. أجد أنه من الضروري معرفة كل من النفس والعقل .. لذلك سأحاول قبل الإجابة على السؤال أعلاه .. إلقاء نظرة على كل منهما فما تجدونه من صواب فمن الله وإن أخطأت فمن ( نفسي ) والشيطان .. ( وسوف أشرح لماذا قلت من نفسي لاحقاً .. )


    أولاً .. ما هي النفس أوماذا يوجد فيها .. ؟!

    يقول الله عزوجل .. ( ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم ... ) إذن فالنفس سر آخر من أسرار هذا
    الكون تماماً كسر الروح .. لا ولن يحيط بسرها أحد .. غير أن ذلك لا يمنع من أن نفكر وندرس طبيعتها لا كيفية خلقها.. لذلك أقول أن النفس كما هو معلوم لدى الكثير منا .. أنها مستودع الأحاسيس والعواطف والغرائز والنوايا والدوافع والإرادة والمواهب والقدارت والسلوك .. كل هذه الأمور .. ولنكون دقيقين أكثر فلنتتبع ذكر النفس وما تحويه من القرآن الكريم الذي إلى الآن لا ولن يستطيع أن يبطل ما جاء فيه أحد ..


    1) يقول الله عزوجل ( واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين )

    وعليه ففي النفس معرفة الله وهذا ما نسميه ( الفطرة ) والرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) والجدير بالذكر هنا أن معرفة الله ليست من قبيل العلم أو العقل .. ولذلك قال الله تعالى ( أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ) فمعرفة الله موجوده في كل إنسان عاقل وغير عاقل ..صغير أو كبير .. فهي معرفة غريزية .. ويظهر ذلك جلياً وقت الوقوع في المصائب فتجد كل انسان يلجأ إلى الله بغض النظر عن ديانته واعتقاده لأنه يدرك تمام الإدراك أن هناك ( إلهاً ) ووحده فقط قادر أن يخلصه و ينجيه ..

    2)ويقول عزوجل ( ونفس وما سواها .. فألهمها فجورها وتقواها .. قد أفلح من زكاها .. وقد خاب من دساها )

    إذن ففي النفس معرفة التقوى والفجور أو فلنقل الخير والشر .. إضافة إلى ذلك الميل إلى الخير ونبذ الشر .. فكلنا نحب الخير ونكره الشر .. وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكم الإسلام في الرجل تسره الحسنة وتسوؤه السيئة فقال : ( ذلك محض الإيمان .. ) وقال عليه الصلاة والسلام ( لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ... ) أي أنه لو كان الإيمان والذي هو هنا حب الحسنة أو الخير وكراهية المعصية أو الشر سليماً في اللحظة التي يعصي فيها الإنسان لما ارتكبها .. فالذي يسرق مثلاً يعرف أنها شر ومعصية والذي يقدم المساعدة للآخرين يعرف أنها خير وحسنة .. ولو خير المرء مثلاً بين السرقة أو تقديم المساعدة للآخرين .. لإختار تقديم المساعدة .. ولكن تتأثر معرفة الخير والشر وحب الخير بالبيئة والظروف التي يعيشها المرء بالإضافة إلى عوامل أخرى .. وهذا الأمر يخالف معتقدات البعض بأن الإنسان سليب الإرادة وأنه مجبر على الشر ولو اعتزم الخير معللين ذلك بالخطيئة التي ارتكبها آدم عليه السلام .. فالخطيئة لا تتوارث .. ؟!!

    3) ويقول تعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها .. ) وفي آية أخرى ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم )

    ففي النفس الإرادة والتحمل .. فأي عمل ليتم نحتاج فيه لإراده أي دافعاً للقيام بهذا العمل والصبر عليه إلى جانب القدرة
    على القيام به فمثلاً .. أنا أريد أن أدرس الفلك ( متأثره بامتحان الفلك اليوم ) .. و الدافع .. رغبتي وإرادتي في الإلمام بهذا العلم والتأمل في الكون .. أما القدرة .. فلله الحمد الفلك مادة سهلة الإستيعاب والفرصة لتعلمها متوفرة وأملك كوني انساناً .. عقل وحواس تؤهلني لإكتساب هذا العلم .. الخ


    4) وفي النفس .. المشاعر والعواطف والرغبة والشهوة وقد جاء في ذلك آيات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال ..

    ( ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم )
    ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
    ( ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون )
    (
    وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجا من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم)
    ( انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين )


    ففي هذه الآيات نجد أن الحسد والحرج والضيق والشهوة بما فيها الشهوة الجنسية .. محلها النفس ..

    5) ويقول عزوجل ( وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس ان ربكم لرؤوف رحيم)

    وفي هذه الآية .. يشير الله سبحانه وتعالى إلى أن النفس هي موضع الشعور بالتعب والجهد ..


    6)ويقول تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء ..)

    فالنفس هي المسؤولة عن عمل الإنسان وسلوكه وتصرفاته وهي ميزان الفكر والسلوك .. وهناك قول جميل يقول .. ( ما كرهت أن يراه الناس فيك فلا تفعله في نفسك ) فالنفس هي المسؤولة عن الفعل والتصرف..

    7) يقول الله تعالى ( قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل ) وفي آية أخرى ( وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله )

    فمن هاتين الآيتين نجد أن النفس هي موضع النوايا والهواجس فهي التي توسوس لللإنسان ومنها تنبع النية المتمثله في
    الإرادة ..

    وللنفس أنواع ورد ذكرها في القرآن وهي ..

    1) النفس اللوامة وهي التي تلوم صاحبها على انحرافه أو ارتكابه للأخطاء .. يقول عز وجل ( ولا اقسم بالنفس اللوامة )

    2) النفس المطمئنة وقد خاطبها الله عزوجل أجمل خطاب حين قال .. (يا أيتها النفس المطمئنة .. ارجعي إلى ربك راضية مرضية .. فادخلي في عبادي..وادخلي جنتي .. ) وهذه من أسمى أنواع النفوس فيأمن صاحبها على حاله من الخضوع للشهوات وارتكاب الزلات ..

    3) النفس الأمارة بالسوء .. وجاء ذكرها في قول الله تعالى على لسان امرأة العزيز ( وما أبرئ نفسي .. إن النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ) وهذه أدنى أنواع النفوس .. فهي تأمر صاحبها بالسوء وتزين لها المحرمات والشهوات ..

    وبالبحث عن أنواع النفوس من وجهة نظر المتخصصين في هذا المجال ستجد أن تصنيفهم لأنواع النفوس قريب جداً من التصنيف القرآني وإن اختلفت المسميات إلى ذات عليا وسفلى ويمكن ( متوسطه ) أعني بين وبين .. المهم ..

    فإذا كانت هذه النفس وما تحويه فما هو العقل وعلى ماذا يحتوي ..؟!


    يتبع بإذن الله ..






    ... يقولون الجوع كافر لذلك سأذهب للبحث عن شيء يؤكل وأعود للمتابعة ..

  10. #10
    الصورة الرمزية lolo_429
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    رقم العضوية : 2472
    الاقامة : جدة
    المشاركات : 2,743
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 80
    Array



    لا تعليق
    متابعه فقط

  11. #11
    الصورة الرمزية زاد الركب
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    رقم العضوية : 2000

    لقد عدنا ...




    قبل الخوض في الحديث عن العقل تذكرت نقطة أراها هامة وهي أن الكثيرين يعتقدون أن الروح هي النفس وهذا اعتقاد خاطئ .. لذلك أظننا سنحتاج إلى موضوع آخر بعنوان ( ما هو الفرق بين الروح والنفس ) .. << قمة المتعة ..

    حسناً .. الآن .. نأتي للعقل ..


    وهنا أميل إلى ما ذكره أخي الفاضل .. ابن النجار .. من أن العقل جزء من النفس .. ولذلك تخرج النفس عن دائرة فهم العقل وتحليلاته .. فهي أوسع من العقل وفعلها يتعدى منطق العقل وأحكامه غير أن ذلك لا يعني أن معرفة النفس تغني عن معرفة العقل أو العكس ..


    و ليس العقل كما يتصور البعض هو ذلك الموجود في الرأس أعني بذلك ( الدماغ ) لأن العقل أعظم من ذلك وإلا لما كرم الله به بني الإنسان على سائر المخلوقات ؟! .. فالحيوانات مثلاً لديها دماغ ولاكنها لا تعقل والمجنون لديه دماغ ولكن عقله غائب .. والعقل في الحقيقة يشبه النفس في أنه ليس له مكان محدد في الإنسان ويصعب تحديد كيان له .. لذلك سنعرف العقل من واقع معرفتنا بما يقوم به تعريفاً بالمهام المكلف بها والتي لن نختلف عليها بإذن الله وعليه أقول أن العقل هو المسؤول عن الوعي والإدراك والفهم والتذكر والتخيل وبالتأكيد التفكير الذي تقع مراكزه في الدماغ كما تشير الأبحاث العلمية .. والعقل قادر على القيام بالعمليات المعقدة والتحليل والتخطيط ووضع الأفكار والتصورات لأنه يضم حصيلة العلوم والمعارف التي اكتسبها الإنسان من واقع حياته وتجربته فيصوغ له بذلك المبادئ والأحكام والمعايير التي يحتاج إليها للوصول إلى حالة من اليقين الذي هو غايتنا من التفكير .. فالإنسان قد يملك المعرفة ولكن عدم يقينه بها يجعله يفكر .. وبتتبع الآيات في كتاب الله .. ستجد أن ذكر العقل لا يأتي إلا بعد تبيان وعرض للآيات والدلائل التي يحتاجها العقل ليفكر وهنا يكمن الإختلاف بين النفس والعقل .. أن النفس تملك معرفة غريزية وفطرية في حين أن العقل يحتاج إلى اكتساب هذه المعرفة والعلم .. فيقول الله سبحانه وتعالى ..

    ( ويريكم اياته لعلكم تعقلون )
    وفي موضع آخر يقول ( لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقلون )

    الخلاصة من هذه النظرة أن العقل هو الذي يفكر وليس النفس .. وذلك ما يجعلنا لا نؤاخذ الأطفال والمجانين على تصرفاتهم لأنها تصدر من أنفسهم بلا تقويم من عقولهم .. ولكن يمكن القول بقول الأخ ابن النجار من أنه مادام العقل جزء من النفس فالنفس تفكر أيضاً ..

    من يفكر أولاً .. هذا أجمل ما في السؤال .. ولكن بعد استراحة أخرى

  12. #12
    الصورة الرمزية زاد الركب
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    رقم العضوية : 2000

    من يفكر أولاً .. ؟!




    إذا تساءلنا ماذا يحتاج الإنسان ليكون انساناً .. ؟!!
    قد نحصل على جواب كالتالي .. جسد .. روح .. نفس .. عقل وأخيراً قلب .. ولكن العجيب أنه في القرآن الكريم .. و أعتقد .. حتى في الكتب السماوية الأخرى .. سنجد أن النفس هي الوحيدة بين هذه العناصر الخمس إذا افترضنا صحتها التي يتم معاملتها ومخاطبتها بما يوحي بسعة نفوذها وسيطرتها بل وامكانية استقلالها.. والمتأمل في القرآن الكريم .. يجد أن الخطاب من الله سبحانه وتعالى للبشر أتى في الغالب على صيغتين فقط .. ( الإنسان ) و ( النفس ) فيقول الله سبحانه وتعالى .. ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً .. )
    ويقول في موضع آخر ( يا أيتها النفس المطمئنة .. ) فلا نجده سبحانه وتعالى يخاطب القلب أو الروح أو العقل بمعزل عن إلحاقها بضمير يدل على ارتباطها بالإنسان فيأتي ذكرها كالتالي .. قلوبهم وعقلوهم .. الخ و الإنسان لفظ أعم وأشمل من النفس ..

    والنفس هي التي تعمل وتعاقب وتثاب كما أنها تهلك وتموت وهي خاضعة للإنسان ككل وهي قابلة للتغيير والتصرف .. و سنجد أنه في مخاطبة الله سبحانه وتعالى للنفس ما يشي بأنها هي محل التكليف والمسؤولية على خلاف من يقولون بأنه العقل ..وهذه بعض الآيات التي تشير إلى ذلك .. يقول الله عزوجل :

    ( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون )

    (
    الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون )

    ( اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير )

    (
    وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم )

    ( ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء امر الله وغركم بالله الغرور )

    ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا )

    ( ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون الا انفسهم وما يشعرون )

    وغيرها كثير من الآيات .. فكيف نقول بمسؤولية النفس عن التصرف والسلوك وقد أسندنا مسؤولية التفكير للعقل .. ؟!

    فلنبدأ معاً من حيث تبدأ الفكرة .. من المعلوم أن الفكرة تبدأ برغبة .. شهوة .. حاجة .. باختصار الفكرة تبدأ من الإرادة .. أريد أن أفعل كذا لأجل كذا أو دافعي كذا .. إذن الفكرة تبدأ من النفس لأن الإرادة والدوافع في النفس كما أسلف الذكر ..

    بعدها ندخل حيز تحويل هذه الإرادة إلى عمل أو واقع .. فنبدأ البحث عن كيفية أو وسيلة .. أي كيف نقوم بهذا العمل .. ؟ هنا يبدأ دور العقل حيث أنه المسؤول عن إيجاد الكيفيات والوسائل ووضع الخطط والإحتمالات والتصورات إستناداً على علم ومعرفة من تجارب مسبقة أومعلومات مكتسبة ..

    و بعد إيجاد الوسائل يأتي دور الإختيار من بين هذه الوسائل واتخاذ القرار .. وهنا نقف طويلاً نتسائل .. لمن القرار ؟! للعقل أم للنفس .. وهنا حيث أن النفس كما تبين لنا أنها محل التكليف والمسؤولية .. أقول أن النفس هي التي تتخذ القرار وتختار من بين الوسائل ما يرضيها .. فكيف نفسر إذن طبيعة اتخاذ القرار والسلوك .. ؟

    هناك ثلاثة حالات ..

    1) أن تغلب النفس العقل فيتبع الإنسان مشاعره وشهوته .. وهنا ترفض النفس منطق العقل فيتحول العقل من التفكير إلى تبرير سلوك النفس .. أي يحاول العقل أن يخلق للنفس مبررات لتصرفاتها .. فيرضيها ويقنعها ويقتنع بها ..

    2) أن تتوافق رغبة النفس مع منطق العقل ..

    3) أن يغلب العقل النفس فتستسلم النفس لمنطق العقل .. وهنا لا يكون للعقل على النفس سيطرة ولكن يثني العقل النفس عن رغباتها بإرادتها واختيارها .. كأن يهول لها الأمر فتخاف وتنثني عن القيام به ..

    إذن النفس تستمع للعقل وفكره و منطقه .. ولكن لها وحدها حرية اتخاذ القرار والعمل .. وبذلك تكون النفس هي المسؤولة عن التصرفات وليس العقل .. نقول بشكل آخر .. أن العقل هو الذي يفكر ولكن النفس هي التي تحدد كيف على العقل أن يفكر ..؟ فالعقل لا يملك آلية إخضاع الإرادة لأحكامه ويقتصر دوره على إيجاد الوسيلة والكيفية وللنفس ما تشتهي وترغب ..

    مجمل القول أن العقل يفكر والنفس تقرر والتفكير تقويم وتبرير لأفعال النفس وقراراتها..


    من يفكر أولاً ..لا أدري ..
    فالعقل وحده من يفكر عندما أرادت النفس أن يبدأ التفكير ..



    و نكتفي بهذا لهذا اليوم ..و إن شاء الله أكون وفقت في إيصال الفكرة وإيضاح هذه المسألة وسأعود لاحقاً للإجابة على أسئلتك أخي الفاضل .. VIP ..

    .
    .

    زاد


  13. #13
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 161



    زاد.........(؟)


    <--- نسيتو

  14. #14
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3938



    رأي مختلف
    وعليكم السلام ورحمة الله وتعالى وبركاتة
    شكراً لما تفضلت به من كلمات لطيفة في شخصي المتواضع
    كما أشكر مداخلتك التي تصب في لب الموضوع والتي تنم عن عقليه فذه واعية في التحاور فقد اُضحت نقاط عجز فكري القاصر أن يصل اليها
    حول جزئية الماضي والذكريات من وجهة نظري الشخصيه ان النفس لا تتعلم من التجارب و(لكن ) العقل هو الذي يتعلم ويستفيد من الاخطاء بمعنى آخر
    ان الذكريات وتجارب الماضي تساعدنا على اتخاذ القرار الصائب لتخدم الحاضر والمستقبل
    دمتَ بمودة بنفس وعقل

  15. #15
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3938



    بيتالــــز

    ظنك اننا نلعب (لعبة البلوت) شيء أكيد سؤال "فظيع" لانني عظيم وانتِ (ر ح ي م ة )

    طبيعي ان العقل يؤدي وظيفة والنفس تقوم بوظائف
    وظائف العقل كـ (النظام وترتيب الامور تقديم الاولويات) النفس لا تقوم بهذا
    النفس والعقل لهما تأثير على الاخر سواء سلبي او ايجابي
    وكلاهما شيء حسي غير ظاهر والعقل له وظائف لا تعد ولا تحصى لانه هو المركز الاستراتيجي (المخ)
    فـ الرسول الكريم خاطب العقل في التوكل ليس النفس لان حزم الامور يأتي من العقل

    وبرضو هذي وجهة نظري وحسبي على الله ونعم الوكيل

    دمتِ مفكره واعيه متنبية

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم (3)
    بواسطة نبضة الخير في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-04-2005, 12:28 AM
  2. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم(1)
    بواسطة نبضة الخير في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-03-2005, 01:53 AM
  3. ,’, وقفة مع النفس..(مهم).. ,’,
    بواسطة الأمــل في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-01-2005, 04:16 PM
  4. محاسبة النفس....!!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-11-2004, 03:43 PM
  5. درري في رمضان 20-9-1424 ( الشهد)
    بواسطة الشهد في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18-11-2003, 11:37 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط