تقنيـة النظر الحاد المميـز …….تفتح آفـاقاً جديدة في تصحيح عيوب الإبصار
بالرغم من قدرة معظم الناس على الرؤيـة بوضـوح وبدرجة 6/6 سواء بالعين المجردة أو بالاستعانـة بالنظـارات الطبية أو العدسات اللاصقــة إلا أن هناك نسبة ضئيلـة من المحظوظين الذين انعم الله عليهـم بقدرة إبصار فائقـة تجعلهم يبصرون بدقة متناهيــة تفوق معدل قدرة الإبصار لدى الانسان الطبيعــي ، فيستطيعـون أن يـروا اكثر من 6/6 بعدة اسطر في فحص النظر وهو ما يسمى " النظر الحاد المميز " أو ما يتعارف عليه بالعامية " نظر الصقر " .
ولقد حث وجـود هذه الفئـة من القلة المحظوظـين _ الذين كانوا محل غبطـة وحسد من قبل " ذوي النظر العادي " _ مراكز الأبحاث العالميـة في أوروبا وأمريكا واليابان لتحليل ظاهرة النظر الخارق والسعي لاختراع طرق علاجية لتوفير" النظر الحاد المميز " لباقي الناس . وبعد أبحاث استمرت ما يزيـد عن عشرة أعوام توصل العلم مؤخراً إلى اختراع تقنية حديثة تسمى " تقنية النظر الحاد المميز " وكانت نتائــج العلاج بها مذهلـة فاقت كل التوقعات .
ولتبسيط الشرح فان الفـرق بين" النظر العادي " و "النظر الحاد المميز " الذي يتمتع به الشخص بعد العلاج هو كالفرق في وضـوح الصورة بين صورة جهاز التلفزيون الملون العادي وصورة أجهـزة التلفزيون الحديثـة عالية الوضوح والتي تكون نسبة وضوح صورتها أضعاف وضوح صورة الأجهزة العادية، والعديد من المرضى الذين أجريت لهم عمليـة تقنية " البصر المميز " اصبح لديهم القدرة على رؤية التفـاصيل الدقيقة لأوراق الشجر على بعد مئات الأمتار بكل سهولة.
في عمليات الليزر والليسك التي تجرى لتصحيح قصر وطول النظر والاستجماتزم يستخدم جهاز الاكسايمر ليزر الذي يقوم بإصدار أشعة فوق بنفسجية لتغيير التحدب الخارجي لقرنية العين دون إحداث أي ضرر في الأنسجة المحيطة. حيث تقوم أشعـة الليزر المبرمجـة مسبقـا بواسطة الكومبيوتر بحد كميات محدودة من أنسجة سطح القرنيـة (يقل سمكـها عن سمك الشعرة الدقيقة) ، وبذلك تصل العين إلى قـوة التركيز المتوافق مع طولها وهكذا يتم تصحيح البصر والاستغناء عن النظارات الطبية والعدسات اللاصقة . وخلال العشرة سنوات الماضية تم إجراء عمليـات الليزر والليزك لما يزيد عن خمسة عشر مليون شخصا في مختلف دول العالم بنسبة نجاح عالية تصل في المريض إلى درجة 6/6 .
أما بالنسبة لتقنية النظر المميز الجديدة فهي عبارة عن تطور استحدث على عمليات الليزك لاعطاء نظر أقوى من 6/6 وكانت الفكرة المبدئية هي إجراء هذه العمليات لمرضى قصر النظر الذين يرغبون في نظر دقيق جدا بدون نظارات طبيــة مثل الطيارين أو الذين يمارسون بعض الرياضات كالرمايـة ولكن بعـد أن أثبتت النتائـج جدوى هذه العمليات أصبحت تجرى لأي مريــض يرغب في الحصول على نظر حاد جداً ومميز .
لفهم الفرق بين عمليات" الليزر " و" الليزك " من جانب وعمليات " النظر الحاد المميز " من جانب اخر ، لا بد للإشارة إلى أن عدم وضوح الرؤيـة يعود في اغلبه إلى العيب في درجة تحدب القرنية ولكن هناك عيوب أخرى ثانوية في الأجـزاء الأخرى للعين تساهم في عدم وضوح الصورة ، وهذا هو الفرق بين صاحب النظر العادي والنظر الحاد المميز حيث تخلو عيون أصحاب النظر المميز من عيوب التحدب في القرنية وكذلك من أية عيوب في الأجزاء الأخرى للعين.
قبل إجراء العملية بواسطة تقنية " النظر الحاد المميز "يتم تصوير العين باستعمال جهاز متطور يسمى او بي دي سكان يقوم بتحديد جميع عيـوب الإبصار في جميع أجزاء العين وليس فقط القرنيـة ( مثل التقنيات السابقة ) ثم يتم ربط هذا الجهاز إلكترونيا بواسطـة الكمبيوتر بجهاز الليزك المعالج الذي يحسب بدقة شديدة متناهيـة درجة العلاج المطلوبـة لتعديـل تحدب القرنيـة وإلغـاء تأثير جميع العيوب في الأجزاء الأخرى للعين حتى يصل صاحبها إلى درجة " النظر المميـز" .
بعد وضـع القطرات في العين لتخديرها يستلقي المريض تحت جهـاز الليزك الذي يتم توصيله إلكترونيا بالكمبيوتر الذي يحتوي على معلومـات طبيـة عن المريض ودرجة ضعف إبصاره وينتهي العلاج في فتــرة تتراوح من ثلاثـة إلى أربع دقائق وبعد ذلك يعود المريض إلى بيته .
العلاج بحد ذاته لا يسبب أي ألم ولكن قد يكون هناك شعور بعدم الارتياح عند التعرض للضوء العالي لمدة خمس ساعات فقط يستطيع بعدها المريـض أن يعود لحياته الطبيعية بكل سهولة .
ان نسبة نجـاح العملية هي حـوالي98% وهذا يعني انه إذا اختير المريض المناسب الذي تصلح درجة قصر نظره للعلاج فإن احتمال حدوث نقص طفيف في النظر مرة أخرى لا تتعدى الاثنـان بالمائة وفي هذه الحالة من الممكن إجراء جلسة ثانية للعلاج لتصحيح الجزء البسيط المتبقي من درجات قصر النظر وبسهولة .
وحتى نضمن نسبة نجاح عاليـة فلا بد من اختيار الشخص المناسب بدقة وذلك عن طريق إجراء فحص مسبق لدرجة قصر النظر والانحراف والتأكد من خلو العين من الالتهابات الخارجية والداخلية ، وبعد ذلك يتم إجراء تصوير طوبوغرافي للقرنيـة وأيضا تصوير بجهاز المسح الإلكتروني وهي فحوصات بسيطة ولكنها ضرورية ليتم بواسطتها تحديد الشخص المناسب للعلاج ودرجة عيوب الإبصار بدقة شديدة .
وللحصول على نتائج دقيقـة لهذه الفحوصات يجب عدم استعمـال العدسات اللاصقة قبل الفحص والعملية لفترة عدة أيام – ( في حالة العدسات اللينة ) – ولعدة أسابيع في حالة العدسات الصلبة .
أرق الاماني بكل جميل
