هيمانُ وهيمان ..فكركَ يا تعيسُ مشتّت ...جسدكَ يا منكوبُ واه ٍ...ذاهبةُ قواه ....شاحبُ لونه
ها أنتَ تبدلُ خطواتك في هدوء ..بل في تثاقل ..كأنك تتعالى بجسدك عن الأرض...
المنديلُ مبلّل من كثرة شربه للدموع ..فأصبح يزيدك دموعا من عنده أخرى...
وها قد شحّ نبعُ دمعك ولسانُ حالك يقول :
نزف البكاءُ دوع عينك فاستعرْ *** عينا لغيرك , دمعها مدرارُ
من ذا يعيرك عينهُ تبكي بها *** أرأيتَ عينا للبكاء ِ تُعارُ ؟
لازلتَ أيها المغفل الساذج تبحث عن الحب ..ولازلت متشبثا بعواطف بالية أكل عليها الدهر
وشرب ...ثم نام.....
ولا زلتَ تبحث عن بضاعة كاسدة ...لا بائع لها ولا مشتر ٍ لها ..ولا سوق لإقامتها
اللهم بعض دواوينك البالية..وكتبك العارية من أغلفتها...
مسكينُ أنت وعتيق أنتَ ومهتريء أنت....وُلدتَ خارج عصرك...ولهذا كان المخاضُ عسيرا
وكانت الولادة قيصرية
لازلت تبحث عن ( آه من لقاك في أول يوم) في عصر شُطرتْ فيها الـ آه نصفين على يدي
درّة أهل عجرم ...وتبحث عن ( ضي القناديل) للغابر عبد الحليم في منارة الشيخ
المأذون عبد الرحيم الذي زوج الفأرة بالقط...!!
وتبحث عن غزليات العباس بن الأحنف بعد أن ورثه إبن الأخنف من عائلة عجاج...
ونسيتَ أن حكيم ما هو إلا الوريث الشرعي لحفيده توفيق.....
فاغضض عينيك وأضمم يديدك على صدغيك
وابك ِ طويلا على عاطفة احترقت بأوراق البنكنوت....
ولا بد من أن يكون للموضوع تتمة....إن كنت قادرا على مواصلة الحياة الـ عصر ( ية)....