[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]تحية بعطر الكـــــادي للجميع
.
.
.[/grade]


أطرح بين يديكم مسرحية لكاتب وخرج عراقي عظيم

اسمه (عبدالأمير شمخي الحسناوي)

نشرّف أن أكون أحد تلامذته في المسرح في فترة الخمس سنوات

التي قضاها في جدّة ...

وتشرفت أيضاً بتمثيل هذا النص على مسرح الجامعة بدور (الأول ) ..

هذا النص الذي ألهم الكثيرين وألهب الأيادي تصفيقاً والعقول لهثاً وراء ماهيته

وفكرته المجنونة ...

هذه المسرحية قدّمتها جامعة الملك عبدالعزيز بجدّة في مدينة جدة وفي تونس في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالمنستير بتونس وقد حازت على جائزة أفض نص

وقدّمتها أيضاً جامعة السلطان قابوس بعمان في بيروت

أترككم في رحاب رائعة ( أمير الشمخي )


[align=center]الهشيـــــــــــــــــــم[/align]




[align=center]( مسكين من يحيـا … ورقة بيضـاء
يضـع عليـها الآخرون أختـامهم )[/align]
[align=left] من المسرحية[/align]

الشخصيات :-
الأول: عينه نافذة تطل على جرح في روحه ….
الثاني: ضخم....ردة فعله سريعة ….
الثالث: هادئ …يتلعثم ..يتردد قبل أن يتكلم ..يتحول فجأة إلى رجل قاس .
المرأة : أحياناً تبدو وقد أصابها الجنون .

المكــان:-
بقايا مكان … لا ملامح محددة ….
ليس سوى أريكة انتظار في وسط المسرح ..وكل ما حولها …فضاء تركت عليه بصمات مصمم اختزل رؤياه ببقايا أشياء لهياكل تحطمت . ومر عليها زمن .

(اللوحة الأولى)

تتضح الرؤيا تدريجياً . يخرج الأول، وكأنه خارج من العاصفة .يقف على الأريكة ينظر إلى كل الاتجاهات ثم يجلس عند الحقيبة الكبيرة التي يسحبها بصعوبة .. تخرج المرأة … تحمل بقايا جمجمة ....تنظر إلى كل الاتجاهات ثم تعود إلى مكانها وهي تشعر بالخيبة .. الثالث ما أن يدخل و يراهما حتى يخرج . يدخل الثاني ويجلس على الأريكة في المقدمة قرب الأول .

(الجميع يرتدون معاطف قديمة . أو بقاياها )

الأول: (لا زال ينظر إلى البعيد) .

الثاني: ( يقترب منه بحذر) هل مرت العربة ؟

الأول: هل أنت واحد منهم ؟

الثاني: ( ينظر بعيداً ) الزمن سيصلح الأمر .

الأول: ستأتي العربة ..من هذا الاتجاه

الثاني: وربما تأتي من هذا الاتجاه…(يشير إلى ا لاتجاه المعاكس )

الأول: لا ..لا ..ستأتي من هناك .(( تبدو عليه الثقة ))

الثاني: ولكنهم قالوا .

الأول: لا تصدق أحداً .

الثاني: ( يتأمله ) ولماذا أصدقك ؟

الأول: لأنني .. لا أحد . ( يشير لرأسه ) ولا شيء هنا(يضحك ) ستأتي العربة من هذا الاتجاه لتأخذنا (ينظر إلى البعيد ) لابد للإنسان أن يبقى على علاقة بشيء ما ، هذا ما حكم به علينا

الثاني: من حكم على من ؟؟

الأول: هم .

الثاني: من ؟

الأول: ليس مهما ..ولكنهم أشاروا إلى الساعة . وحين صحوت ، أدركت أن الزمن قد مر .

الثاني: لا أحد هنا (يتلفت ثم يجيب على سؤال طرح في داخله) نعم . لا أحد

الأول: لا أدري …ربما .

الثاني: إذن ،أنت من كان يجلس هنا،طوال الوقت ؟ ثم جاء رجل .. لم أشاهد ملامحه ،حملك بعد أن بقيت ممدداً على هذه الأريكة لشتاء كامل .

الأول: كنت أنتظر ..وستأتي العربة من هنا .

الثاني: بل من هنا …

الأول: وإن وصلت من هذا الاتجاه …ألا تذهب معهم ؟

الثاني: ( يفكر ) سأذهب ..ليس مهما إلى أين ، بل المهم أن أغادر هذا المكان .

الأول: إذن …انتظر هناك ..وأنا أنتظر هنا …(( يركض الثاني مبتعداً ))

الثاني: وإن جاءت عربة من هذا الإتجاه ..وأخرى من الاتجاه المعاكس واصطدمتا ... فهل يبقى أمل ؟

الأول: لا أظن ( آلة الكمان تعزف لحناً حزيناً ) .

( تخرج المرأة حاملة الرأس ، بقايا جمجمة.. تجلس على الأريكة هي الأخرى ثم تضع الرأس إلى جانبها )

المرأة: هل ستأتي العربة ؟

الأول: تتكلمين معي ؟

المرأة: لا ( تشير إلى الرأس ) معه .

الأول: من هذا ؟

المرأة: ابني .

الأول: ولماذا تحملينه ؟

المرأة: ميراث المأساة ، وعلىّ أن أعيده لقد ظل جسده هناك بعد أن خرجت من العاصفة

الأول: أنا خرجت من الدخان .

الثاني: ( يقدم لها نفسه ) أنا خرجت من الضباب .

الأول: لازلت في الدخان

المرأة: لازلت أدور ولا أعرف أين أنا ؟ (( ترفع رأس الطفل ))العاصفة تطارده وأنا أطارد أباه وحين وجدته ،أضعنا الطريق ( تشير إلى الرأس ) لابد أن أعيده إلى الجسد ، نعم سأعيده حتماً ( الأول يتطلع إلى الثاني بهدوء )

الأول: (للثاني ) هل أعرفك ؟

الثاني: (ينظر إلى المرأة )

المرأة: لا أظن ….فأنا خرجت من العاصفة .

الثاني: وأنا خرجت من الضباب .

المرأة: (تشير للرأس ) وهو خرج .. هكذا ..رأس أفزعته المأساة .

الأول: (للثاني ) ولكن..قبل الدخان والعاصفة والضباب ..ألم نلتق ؟

الثاني: كل من التقيت بهم كانوا بشراً .

الأول: ما دمت تتكلم بهذه القسوة .فيخيل لي أن ….

الثاني: لقد مر زمن على وجودي هنا، سنوات طويلة وثلاث وأربعون ثانية

الأول: ماذا تعني ؟. ولماذا هذه الثواني .

الثاني: هي الأساس

المرأة: أنا خرجت من العاصفة . ( تشير للرأس ) وابني نسي جسده فيها.. لكني ..أضعت ….ذاكرتي (( تبتعد إلى الزاوية ))

الأول: يبدوا أنها لا تأتي (( صمت )) العربة ….يبدو أنها لن تأتي

الثاني: لما لا تنادي ..علهم يسمعون

الأول: ( يمثل الصراخ بلا صوت )

الثاني: ماذا تفعل . إصرخ .. إصرخ...!!

الأول: لقد مللت الصراخ .. صرخت كثيراً .. صرخت بما فيه الكفاية .. فمنذ ولادتي وأنا أصرخ لا جدوى ومع ذلك ..سأصرخ .. عل أحداً يأتي .. عل أحدا يسمع ...

الثاني: إذا كان من سينقذنا رجلا …فأنا ارفض .

الأول: أتحب النساء ؟

الثاني: المأساة جعلتنا لا ندري ما نحب …..

الأول: قلت لأمي ذات يوم …أنا طائر أعرج ..ركض الأغبياء ليمسكوا به لكنه طار …لقد نسوا أنه يستطيع الطيران …أنا ذلك الطائر .. وهكذا خرجت من الدخان .

الثاني: لم أفهم .

الأول: أمي قالت ذلك أيضاً …لم أفهم .

الثاني: ولكنني رجل ….وعقلي واسع جداً ….من هنا ..إلى

الثالث: ( يقاطعه ) اسمع صوت عجلات .

الأول: اسكت .. (يصمت )

الثاني: صوت عجلات ؟؟ .

الأول: ( يضع أذنه على الأرض ويصغي ) عربة تسحبها أيائل .

الثاني: لا …لا ….ربما حشرة تعدو في مكان ما .

الأول: ما أدراك ؟

الثاني: لا أعرف ولكنني متأكد ..لانها الحقيقة الوحيدة ..الدود هو الحقيقة الباقية

الأول: تذكرت ..هذه الكلمة …كنت تقولها على الدوام وتضحك ..كيف تدّعي أنني لا أعرفك؟

الثاني: قلت لك لا أعرفك (( يرددها بجنون )) لا أعرفك …لا أعرفك .

الأول: هل أنت متأكد .

الثاني: لا لم أعد قادراً على تذكر كل شيء فسنوات طويلة كافية (يتهرب) لم لا تصرخ ؟علهم يسمعون صراخنا.( يصرخ لوحده ) ها..يا من هناك نحن هنا …( للأول ) ماذا أقول؟ أين نحن ؟ ..في السجن أم ماذا ؟ ماذا يمكن أن تسمي هذا المكان ؟ ما تبقى ؟ ليكن ( يصرخ من جديد ) نحن هنا في ما تبقى … نحن هنا هيا ..

الأول: ( يشاركه ) نحن نموت هنا .

الثاني: نحن هنا ولسنا في كوكب آخر ..؟

( يواصلان الصراخ )

يندفع الثالث بكل قسوته إلى المكان كأنه مجنون .يقف أمامهما حتى يتوقفا عن الصراخ .

الثالث: أيها الأغبياء …دعوني أفكر عسى أن أجد الطريق .

الثاني: الطريق على الأرض .

الثالث: ( يفرح ) بل هنا .. في رأسي .

الثاني: وهل يسع رأسك كافة الطرق ؟

الثالث: اسكت .

المرأة: زوجي …هل وجدت شيئاً .

الثالث: تراجعي

المرأة: هل وجدت الطريق ؟

الثالث: أنا أبحث عن طريق آخر غير الذي تريدين ، وسأختفي وأخفي أثري كي لا تتبعيني أيتها المجنونة .

المرأة: وابنك ؟!

الثالث: أنا لا أصلح أن أكون أباً …ولا زوجاً .ولا أصلح لما تريدين أبدا بل لا أصلح لشيء .ولا أريد إلا أن أبقى وحيداً ،فالعاصفة لم تبق في صدري غير الحطام .

الثاني: أنت تشبهني …

الثالث: لقد سرقوا مني شيئا ،لا أستطيع تحديده ، لا أعرفما هو .لكنه أفقدني صوابي

الأول: من فعل ذلك ؟

الثالث: هم ؟

الثاني: أنا أعرفهم ….(بهدوء) كنت بينهم

الأول: هذا يؤكد أنني أعرفك .

الثاني: قلت لا .

الثالث: اصمتوا.وإلا قتلتكم جميعاً ، الآن (يرفع بيده قضيباً حديديا ،ً فيصمت الجميع ) هذا أفضل .. أما الآن فلنطفئ القمر .


[align=center]( ظــلام )[/align]


[align=center]( اللوحة الثانية )[/align]

[يبدو أن الزمن يمر سريعاً وأن العاصفة تدور لا شيء هناك.. يزحف الأول ثم الثاني إلى الأريكة ]

الأول: لم تأت العربة .

الثاني: لم يأت أحد .

الأول: ولم كنا ممددين على الطريق ؟

الثاني: لقد رموا بنا .

الأول: كنا أمواتا …ومع ذلك فقد حلمت .

الثاني: وهل يحلم الميت ؟

الأول: من يستطيع الإجابة على ذلك ( صمت)هل سنبقى ننتظر ؟

الثاني: يبدو أن علينا أن نتكيف مع ما هو حاصل لا محالة

( ينهض الأول متأملاً )

الأول: تكيفت دائماً ..تكيفت على الدوام ..انحنيت لأتكيف ..وخسرت الكثير لأتكيف. ( يخرج ورقة ويقرأ ) إن القرن الذي عشنا .. وتسلقنا زمنه .. لم يكن إلا ضحية نفسه .. فقد اندفع كالمجنون …وقتل في طريقه الملايين … قتل في طريقه الملايين .. حتى شاخ .. وشاخت أوصاله .. وهاهو يتمدد أخيراً .. على فراش الموت مودعاً … يبكي انتشرت السموم في جسده وأكلت التجاعيد محيّاة …. حتى أصيب بالهذيان .. ولم يعد أحد يعرف ماذا يصدق من تاريخه وما يقصه علينا هذا العجوز …. نحن الذين شربنا كأسه المسمومة حتى النهاية …ولم نعش اللذة التي عاشها البعض ...سنقف في النهاية هكذا .. لنجيب على الاسئلة رغم أننا لم نعرف شيئاً .. ولم نحيا .. ولم نشاهد ( يتحسس كل واحد منهم ما يقال ) إننا نتسابق للموت .. ومع ذلك ربما ستأتي العربة لتنقلنا من هذا الحطام فهو يحترق كورقة.. ولم يعد صالحاً .. فماذا يمكن أن نكتب فيه بعد؟…كيف نسطر انتصاراتنا على الرماد ؟ إنها بقايا الدخان ، بقايا العاصفة ...بقايا الحريق . (يرمي الورقة …يجلس مواصلاً البكاء )

الثاني: لم تبكي ….وهل يستحق بكاءك ؟ توقف .. لماذا تبكي ؟

الأول: لا أعرف .

الثاني: ( يصرخ ) ومن يعرف إذن أيها الغبي ؟

( يقفز الأول لمواجهته )

الأول: ألا أعرفك ؟

الثاني: إذا كنتُ لا أعرفك ،فكيف تعرفني؟

الأوّل: نعم .. أنا أعرفك ( يتلمس وجهه وكأنه يقف أمام مرآة ) لأنك كنت شخصاً واحداً …أما نحن فأرقام لا أكثر ... هذا بالنسبة إليك .

الثاني: ماذا تعني ؟

الأول: هذا الوجه …هل تنساه …(صمت) نعم أعرفك وهذه قبضتك .. هذا هو أنت ... هذا هو أنت ... (يهرب إلى الزاوية)

( يتظاهران بالعمى ويدوران في المسرح )

الثاني: لماذا تهرب ؟

الأول: لأنني عرفتك فعلاً …هذا هو أنت .

الثاني: وهل تهرب عندما تتعرف إلى أحد ؟

الأول: لا تقترب مني …أنا لم أفعل شيئاً لا تقترب مني .. لا .. لا .. (يصرخ )
هذا أنت

الثاني: من تقصد ؟

الأول: الشخص الذي في ذاكرتي ..

الثاني: وكيف أعرف الشخص الذي في ذاكرتك لأخبرك إن كنت هو أم لا

الأول: هو شخص واحد .. والأجسام المعلقة كلها أرقام .

الثاني: ماذا تعني ؟

الأول: ألا تذكر ضحاياك؟؟ …إذا كنت قد نسيتهم فكيف تتعرف على ضحاياك ممن كان يمكن أن يولدوا .. رجال ونساء .. عباقرة ومجانين .. كان يمكن أن يكونوا على قيد الحياة ... أنت قتلتهم .

الثاني: يدي لا تطال المستقبل ..فلا تكن مجنوناً .

الأول: قتلت المشروع … الرغبة … الحلقة ..قتلت أحلامهم وشِعرهم وجنونهم وحقدهم .. وأطفالهم وصراعهم … لأنك لم تسمح لهم أن يوجدوا أصلاً (يصرخ ) كان يمكن أن يوجد كل هؤلاء لولا يدك .. التي فعلت فعلتها .. يا صاحب العين الجاحظة .

الثاني: ( يصرخ بعنف ) من أنت؟؟

الأول: ( يقف أمامه ) واحد من الأرقام التي قتلتها .. واحد من ضحاياك .

الثاني: من أنت ؟؟

الأول: واحد ممن قتلت ذريتهم .

الثاني: ( يصرخ ) يا إلهي ..

الأول: كنت جلاداً .

الثاني: كنت .

الأول: وكنت أنا أحد ضحاياك .. علّقتني إلى حد الموت …لقد أخبرت ابنتي بما جرى فظلت تبكي ….لسنة كاملة.

الثاني: ابنتك ؟؟ ولكنك قلت إنك (( تقاطعه )) .

الأول: نعم لم استطع الإنجاب ..لأنك السبب .. أنت من قتل الحياة في داخلي .. أتتذكر تلك الليلة …الليلة …الليلة .. توسلت أنا فيها ولكنك لم تصغ .

الثاني: كنت حجراً .

الأول: ( يصرخ ) لم فعلت ذلك ؟

الثاني: لم أكن أسمع …كنت حجر .

الأول: بكيت أنا …ولم ترحم .

الثاني: كنت حجرا .

الأول: ثم فعلت فعلتك الشنيعة .. تلك الفعلة جعلتني رجلاً لا حلم له .

الثاني: يا الهي ..يا الهي .

الأول: فهربت أنا إلى الضياء ، وسقطت أنت في الوحل ….تزوجت ولم أنجب ثم تزوجت أخرى ..ثم أخرى ..

الثاني: ألم تقل أن لديك طفلة قبل قليل .

الأول: هي إحدى محاولاتي للانتصار عليك .. ولكن حين كبرت ..أدركت أن الفتاة لم تكن ابنتي .. ولن تكون .. فعاودني ذلك الشعور بالوحدة وظل شبح وجهك يطاردني …و ها أنت ذا أمامي .

الثاني: ( بهدوء مرير ) حصان شاخ… كسرت ساقه …ولم يعد يصلح إلا لطلقة الرحمة …( يستدير إليه ) أتعرف …كنت كل ليلة بعد أن أنهي عملي معكم أعود إلى البيت لأبكي .. وأطلب الرحمة والصفح ( يجلس أمامه ) اصفح عني .

الأول: لو كنت قد أسأت إلي ….لربما صفحت عنك .. لو كنت غرست سهامك بصدري لربما كنت أستطيع الصفح عنك .. لو عذبتني أو سرقت مالي …ربما كنت قد صفحت .. ولكن هل تصفح عنك الملايين ممن لم ترهم ولم يروك .. هل تصفح عن أجيال .. كان يفترض أن تأتي من صلبي ؟؟؟ هل تصفح عنك فتاة كان يمكن تأتي للحياة ويدعوها الربيع ، فتزهو، يداعب شعرها الهواء ؟ هل تصفح عنك روحاً تصارع كي تأتي إلى النور ؟ بعد أن تخترق الظلام كالنجم ثم تحيا وتتنفس وتكبر لتعيش دورة الحياة ( يستدير إليه صارخاً ) أتعلم ما قيمة الهواء ؟ ... رغم كونه بلا ثمن .. إنني أحلم برجال ونساء يندسون بين الغابات والمزارع أو يركبون البحر أو ينطلقوا في الفضاء أناس يولدون في زمن سيأتي .. كل هؤلاء قتلتهم ..سرقت الحياة منهم بفعلتك الشنيعة .. فياله من جرح آثم هذا الذي تحمله .. ولن يندمل .. ليساعدك الله أيها الإنسان .. الذي يدرك ما قيمة الحياة ... هل سيصفح عنك كل هؤلاء ؟ ذلك هو السؤال ؟؟

الثاني: اقتلني لأرتاح .

الأول: ها قد أصبح الموت راحة تطلبها .. بعد أن كنا نتمناه لننجو منك .

الثاني: ماذا سأصنع الآن .

الأول: (بقسوة ألم ) ابقى هكذا ساكناً .. ولا تفعل شيئاً .. لا شيء ….لا شيء ….لا شيء .

( يدخل الثالث حزيناً …يدور وحده )

الثاني: ( يقف أمامه ) انظر إلي …أتراني مزقاً ؟؟ ( صمت ) ممزقاً ؟…نعم ممزقا .. إذن لا تركب الطريق الذي ركبته أنا …توقف … تراجع .. انسحب …استرح ، واغسل يديك إن كان ذلك لا يزال ممكناً .. ( يرفع يديه بوجه هو) هذه البقع لن تمحى إلى الأبد … انظر إليها

الثالث: لقد خدعت …دفعوا بي …أجبروني على فعل ما يريدونه وكنت أنفذ ، عسى أن أنجو بنفسي ،لكنها العاصفة لم تترك شيئاً ، ولم أجد إلا مخلفاتهم تلاحقني ، انظر إلى جسدي ، لقد دفعت ثمن ما لم أفعل وتعفن جسد بسببهم ..ولا خلاص لي ...

الثاني: تراجع .

الثالث: من يستطيع التراجع؟!! من !؟ (( ينظر إلى الرأس )) أنت ؟

( من الزاوية تصرخ المرأة )

المرأة: لا تلمس ابني .

الثالث: هذه أماكن البراءة .. هذا فمٌ كان يبتسم ، هذا ما وصلت إليه ( يترك الجمجمة ) يا الهي لقد حاولت أن أنجو .. رضيت أن أكون عبداً لأي شئ ..إلا أن ذلك لم يفلح أيضاً ( يدور وحده ثم يصرخ فجأة ) مسكين من يحيا كورقة بيضاء ، يضع عليها الآخرون أختامهم

( يدفع قفصاً فيه تجلس المرأة وكأنها تجلس في زاوية .. الثاني يدفعها ليواجه بها الثالث ، فهي الحقيقة التي يهرب منها)

الثالث: ماذا تريد من وراء ذلك ؟

الثاني: انظر إليها .

الثالث: ضعف البصر ….ضعف البصر ...

الثاني: لا تنظر بعينيك ..فكلنا نرى ..بل انظر بعين أخرى واسمع ما تريد قوله .

المرأة: بحثنا عنك طويلاً ..وأضعنا الطريق .

( يندفع الأول )

الأول: هل وصلت العربة (( لا أحد يجيب )) لا بأس سأنام بعض أيام إذن.. علّها تأتي ( يدخل إلى الحقيبة الكبيرة وينام )

الثالث: ( للمرأة ) لماذا تتبعينني ؟

المرأة: لأنك لم تعد .

الثالث: أضعت الطريق .

المرأة: ونحن أيضاً …أنا وابني .

الثالث: ( يصرخ ) ما كان عليك أن تغادري المكان . لم فعلت ذلك ؟

المرأة: أجبروني على مغادرة المكان الذي كنا نحيا فيه …ولم أستطع حزم أشيائنا .. كم كنت أتمنى أن أحمل كل شيء معي .إلا أنهم لم يسمحوا لي بذلك

الثالث: رفضوا ؟

المرأة: كانوا على عجلة من أمرهم .. وكان واجبا علي أن أطيع .. فأخذت رأس ابني .. وتركت جسده في الغرفة تحت السرير .. هناك دفنت .. جسده ولم تبق العاصفة على القليل الذي حملته معي .

الثالث: أتريدين البقاء هنا ؟( يدور في المكان مفجوعاً ) أهذا مكان مناسب للحياة ؟

المرأة: لا .

الثالث: لم تبعتني إذن؟

المرأة: لا أدري .

الثالث: ربما لتتخلص مني …..أتريدين قتلي ؟

المرأة: لا أدري .

الثالث: لماذا جئت ؟ لم تبعتني ؟

المرأة: ( تصرخ ) ربما لأنه لم يعد هناك متسع من الوقت بعد أن سحقتنا العاصفة .. لقد أضعنا الطريق .. أضعنا اتجاه البيت ..ورغم ذلك فهناك في مكان ما.. بيت لا تضاء مصابيحه في الليل .. أظلمُ كرحم امرأة عاقر لابد أن نعود إليه .. لابد أن أعيد رأس ابني إلى جسده .

الثالث: لقد أضعت الاتجاهات وأحدهم سرق مني شيئاً أخل بوجودي لم أعد كما كنت …أتفهمين ؟ لا ادري كيف أصف لك ذلك، اسمعي .. في جسدي حلقة تورمت .. فأصابت جسدي كله بعطب وما إن أستعيد أمراً حتى أجد نفسي فقدت أموراً غيره .. لابد أن أعود كما كنت لكي أستطيع العودة إلى من أحب .

المرأة: لم يبق أحد .

الثالث: ما فائدة العودة إذن ؟

المرأة: ( تصرخ ) لا ..لا تقل ذلك …ولا تهرب .

الثالث: تحبين البيت إلى هذا الحد ؟

المرأة: هناك جسد ابني …وال .. ال.. ال.. البيت كله .

الثالث: أتحبينه إلى هذه الدرجة ؟

المرأة: العالم بدونه موحش .. وهو يحبك .

الثالث: لا أريد إلا أن أواصل الهرب حتى النهاية .فاتركيني ، اتركيني .. سأهيم على وجهي علني أجد طريق الخلاص ، سأهيم بكل الاتجاهات

المرأة: ونحن ؟

الثالث: سأقطع ذلك الحبل الذي يشير إلى تاريخ لم يعد فيه إلا الحكايات

( يخرج )

المرأة: ( تصرخ ) ونحن ؟


[align=center]( ظــلام ) [/align]

[align=center](اللوحة الثالثة ) [/align]

( يدخل الثاني وكأنه يهرب من شخص يطارده حتى ينزوي ثم يصرخ فجأة )
الثاني: في صدري رجل آخر يجرجرني للتهلكة .. ( يجلس ويضع رأسه في الأرض ويعيد تكرار ما قاله .. تفتح الحقيبة ويظهر الأول الذي كان نائماً فيها )

الأول: ( يهمس ) أستطيع قتله الآن وهو يهذي .. إلا أن ذلك سيجعل الدم ثوب هذيانه البريء الذي .

الثاني: في صدري رجل آخر ...رجل آخر في صدري هو المذنب الوحيد .

الأول: إنه يتذكر ضحاياه ، الاعتراف يعيد براءة الموجودات إلى بدايتها .. ولكن هل سيكون ذلك كافياً ؟ (صمت ) أأقتله لأحمل عنه همومه التي تطارده .. ذلك ما يتمناه .

الثاني: (ينفجر ) في صدري رجل آخر ، لا علاقة بيني وبينه ، يحطم كل ما أريده أو أحلم به .. فحين اندفعت لحب فتاة راح يسخر منها وسحبني للأزقة المظلمة والدهاليز رغماً..رغماً .. ولما حاولت إبعاده عني .. رمى بي في التهلكة وبقيت مثل رجل سقط في حفرة من الوحل..

الأول: ( يردد ) ينبغي أن لا نصاب جميعاً بالعمى .

الثاني: ( يصرخ ) في صدري رجل آخر .

الأول: ( يصرخ ) إننا نصاب بالجنون .

( تخرج المرأة وتضع الرأس في حضنها تهدهده )

المرأة: هل وصلت العربة ؟

الثاني: ليتها تصل الآن .

الأول: ( يواجه )وحتى إن وصلت فلن تذهب معنا .

الثاني: لم أعد أثق أنها ستأتي .

المرأة: زوجي لم يعد هو الآخر يثق بشيء .

الثاني: انتظاركم …..جنون .

الأول: لا تحاول خداعنا….لابد أن تأتي .

الثاني: كان لدى جارنا كلب يحتجزه لأيام .. حتى يكاد يموت من الجوع فيذبح أمامه كلباً آخر ثم يدفعه لأكله رغماً .. رغماً.. وما أن يستعيد نشاطه ويحيا حتى يعيده إلى القفص مرة أخرى ويعيد التجربة بوحشية .. كان الكلب وفيا لغرائزه ولهذا فما أن يدخل جارنا كلباً آخر بعد أيام ..حتى يدرك الكلب أن عليه أكله ليبقى حيا ًفيلتهمه وذات يوم قرر جارنا أن يأتي بكلب أكبر حجماً وبنفس الطريقة اندفع الأول مدافعاً عن وجوده .. لكنه مات بفعل اندفاع الآخر الذي استمر بمواصلة اللعبة .

الأول: أكان حقاً جاركم ؟

الثاني: (صمت)

الأول: (يعيد ما قاله ) أكان حقاً جاركم ؟

الثاني: (صمت)

الأول: (يصرخ) أكان حقاً جاركم ؟؟

الثاني: (يصرخ) بل أنا (بهدوء قاتل ) وتلك كانت لعبتي .

الأول: وتطلب الصفح ؟

الثاني: لقد كسرت مثل شجرة وأخذني التيار …هذا ما بقي مني جذع ميت ولكني لا أريد مواصلة اللعبة .. ولهذا على أن أضع حداً (يصرخ ) كفى.. كفى اذهبوا إلى النوم الآن .. هيا …فلن تأتي العربة ليلاً .. أخلدوا للنوم ولا تخرجوا إن سمعتم صراخا .

( تختفي المرأة ..ويدخل الأول في حقيبته ويغلقها . )

( الثاني يعلق ملابسه في مسامير بدو وكأنها شخص آخر ويبقى عارياً .. يسود الصمت ثم تستدير الى الهيكل الذي شكله )

الثاني: أهذا أنا ؟ أهذا أنا ؟ بل هذا ما بقي مني .. لقد عذبتني زمناً.(يخاطب الهيكل المعلق) أنظر ماذا فعلت بي .. أنظر إلى ضحيتك الأخيرة …أنا ..تبعتك كالكلب .. ووثقت بك .. ولكنك رميت بي إلى التهلكة .. كم تحمل من شرور ؟يا لعذابي (يبكي ،يتألم ، يصرخ ، يعوي، يئن ، ثم ينتهي إلى سكون )
كنت كلما فكرت بالتوبة …وحاولت الهرب .. تركض مسرعاً قبلي وتغلق الطرقات كلها وتعيدني مرغماً…مرغماً مرغما .فلم انتصر وأهرب إلا حين خطرت لي فكرة الصمت .. لم أفكر كثيراً كي لا تصغي .. ولم أقل كي لا تسمع .. وفي الوقت الذي كنت فيه نائما .. في صدري ..متلذذاً بانتصارك …هربت أنا . سرت في كنف اليل .. وفجأة لفني الدخان.. ولا أعرف كيف وصلت إلى هنا . ولم اعد اعرف أين اقف ؟ ( يصرخ ) لا أريد مواصلة اللعبة …لا أريد .ولم يعد ممكناً بقاؤك معي … هنا … لا ترغمني… يكفي ذلك .. ولهذا سأقتلك.. سأسرق منك وجودك .. علني أبقى كما أريد ..كما أريد ( يهجم على ملابسه كما لو أنه يقتل آخر .. ويسقط كلاهما في الظلمة )

[align=center]( ظـلام )[/align]

[align=center](اللوحة الرابعة)[/align]


المكان نفسه

الأول كما لو أنه شاهد العربة …يقفز فرحاً …

الأول: ( يعلن بفرح ) وصلت العربة ..وصلت العربة ( تظهر المرأة مسرعة فرحة )

المرأة: ماذا أسمع ؟

الأول: وصلت العربة التي ستأخذنا وصلت أخيراً .وصلت العربة

المرأة: أعد على مسامعي ما قلت .

الأول: وصلت يا امرأة ..وصلت .

المرأة: ( للرأس )وصلت العربة يا بني .. وسأعيدك (للأول ) أين هي ؟ أين العربة ؟

الأول: انظري هناك ..هناك ….أرأيتها ؟

المرأة: نعم .هناك ..ولكنها بعيدة .

الأول: ستقترب ما دامت مقبلة ….ستأتي ..ستأخذنا ..

المرأة: أتراها بوضوح ؟

الأول: نعم .. ياله من مشهد أخّاذ .. لم أشهد موكباً بهذا الجلال والروعة .. خيول بيضاء تسحب العربة .

المرأة: ولكنها بعيدة ..ويخيل لي ..أنها توقفت .

الأول: أبداً ….بل هي مقبلة لا محالة .

المرأة: إنها لا تتحرك .

الأول: ولماذا تفترضي ذلك ؟

المرأة: لا أدري .. لكنها لا تتحرك .

الأول: أحدهم يترجل منها .. هناك .. انظري إليه ( بفرح أكبر ) مقبل إلينا …مقبل

المرأة: نعم ..إنني أراه ..ولكن العربة لم تتحرك.

الأول: لابد أن تأتي ….لابد أن تتحرك .

المرأة: تحركت .

الأول: أقبلت .

المرأة: بل ابتعدت …ابتعدت .

الأول: ( يصرخ ) لا .. (( ينظر إلى البعيد )) الخيول العشرة البيضاء تأخذ العربة وتختفي …لقد … (( ينهار )) لقد ابتعدت ….اختفت واندثرت ((صمت )) كأنها لم تظهر أصلاً .

(تبقى المرأة والأول مفجوعين بلاحركة يتطلعان إلا البعيد )

( يدخل الثالث .. يتطلع إلى الاثنين )

الثالث: ألا زلتما أحياء ؟

الأول: ( بلا حركة )) كانت العربة ….هناك …ثم اختفت .

الثالث: نعم .. أعرف ذلك .. فقد كنت أنا من ترجل منها ( يبتعد إلى الزاوية ) لقد عدت .

المرأة: عدت ؟‍ …والعربة ؟

الثالث: كما رأيت …..اختفت .

المرأة: لماذا ؟

الثالث: ماذا تنتظرين ؟ لا تترددي …تكلمي …ماذا كنت تنتظرين ؟

المرأة: أن نذهب …نعود .

الثالث: إلى أين ؟ …لم يعد هناك شيء .

المرأة: ماذا تقصد ؟

الثالث: المدينة .. ما عادت هناك اختفت .. لا شيء في كل مكان .

المرأة: والبيت ؟

الثالث: ( يصرخ ) لم أجد أحدا. لم أجد شيئا على الإطلاق ، حتى ولا بقايا.
المرأة: ربما لم تستدل على الطريق …أضعته .

الثالث: قلبي يدلني يا امرأة .

المرأة: يخدعك .

الثالث: قبل أن أشك بنفسي …عليّ أن أشك بما هو أمامي .

الأول: ( يتقدم ليسأل ) والعربة ؟ لماذا ذهبوا دون أن يأخذونا ؟

الثالث: أين صاحبك ؟

الأول: أتسمي معذبي .. صاحبي ؟ أتسمي الرجل الذي قتل بداخلي الحياة .. صاحبي ؟ ( يبتسم ) ياله من أمر مضحك .

الثالث: أين هو ؟

الأول: مات .. حفرت له قبراً هناك .. ولم أدفنه .. فقد تذكرت ضحاياه الذين خلّفهم بلا قبور .. ولهذا أعدت التراب وتركته هناك . لم أعد أشعر بوجوده وكل ما علي فعله الآن ، أن أركب العربة لأعود .

الثالث: لا شيء هناك ،فإلى ماذا تريد الذهاب ؟

المرأة: أنت تكذب وهذا هو طبعك ،أنا على يقين من ذلك ، هناك جسد ابني ،ولابد أن أعيد له رأسه ، نعم .. ولكن ( تصرخ بقوة ) في أي اتجاه علينا أن نسير يالهي ؟

الثالث: ربما يطول الانتظار .

الأول: أنت أضعت الفرصة …أضعتها ، بفعلتك أصبحت رماداً .

الثالث: لم تكن العربة صالحة ، كانت بقايا .

الأول: والخيول البيضاء التي رأيتها بنفسي ؟

الثالث: أنا هي ، أنا من كان يسحب العربة ،أنا الخيول التي رأيتها أنت .. ولكني رميت بها أخيراً … نعم رميت بالعربة إلى هوة سحيقة تملؤها رائحة البارود

( يذهب إلى الزاوية ليعيد ترتيب مكانه )

الأول: ( يدور ) والعربة …..العربة .

الثالث: ربما ستأتي ذات يوم …لا أدري ( للمرأة ) لنرتب المكان .هيا .فهو الحقيقة الوحيدة المتبقية .

المرأة: ( للثالث ) تتكلم معي ؟

الثالث: نعم .

المرأة: وهل أعرفك ؟ هل أعرفك ؟ لقد جمعنا الانتظار . ( بحزن شديد ) أنت لا تفهم ماذا يعني ذلك ؟ و لا تؤمن بشيء ، وأنا أنتظر ، لابد أن أنتظر ، لا خلاص من ذلك (تجلس على الأريكة قرب الأول ) ستأتي العربة ؟

الأول: نعم ..لابد أن تأتي ..من هذا الاتجاه .( يشير إلى اليمين )

المرأة: وربما جاءت ،من ذلك الاتجاه ((تشير إلى الجهة المعاكسة ))

الأول: لا ..أنا متأكد …أنها ستأتي من هذا الاتجاه .

المرأة: وهل جاءت العربة يوماً من هذا الاتجاه ؟ .

الأول: لا أدري ..فالتاريخ لا حدود له . ولكنها ستأتي .

المرأة: قبل أن تعود العاصفة .

الأول: ستأتي من هذا الاتجاه .

المرأة: بل من ذاك الاتجاه .

الأول: ( يضحك بسخرية وهو يعيد اللعبة بعناد )بل من هذا الاتجاه .

المرأة: لا ..ستأتي من ذلك الاتجاه .

الثالث: (من عمق المسرح) وربما ن هذا الاتجاه يشير إلى اتجاه ثالث)

الأول: لا …ستأتي من هذا الاتجاه .( يواصلون لعبتهم بعناد وهم يشيرون الى مختلف الاتجاهات ،حتـى يسود الظلام )


[align=center]( إنتهت ) [/align]



ولكم التحية،،،،،