"دموع الشيطان"
عندما تكتمل حلقة العذاب ويشتد الوجع......يُصبح الألم أسعد أحلامك !
وتوزيعه على الآخرين.....أمنيات الربيع !
هكذا هي دموع الشيطان!
هل شاهدت ظلاً مؤخراً ؟
أعد النظر في وجوده......كيف خَرَجَ منك...؟
متى تتحول الخارطة لنقطة سقطت سهواً....فتُعالجها بالكتابة فوقها.....!
حدود الضوء...تحرق حدود ظلك....فيستطيل للأمام....يهرب إلى الأفق...
ويبدو أنه...يبحث عن جذبك للهروب بك....ولكن النقطة
يملؤها الفرااااغ
من السماء........تهادت ريشة نصفها أحمر اللون من منبتها....ونصفها الآخر الحُر أسود......ويربط بين اللونين لمعانٌ يسري بينهما....ويعكس كُل ضوء...
مانعت السقوط.....تقاذفتها أيادي الهواء الخفية ما بين ميمنة وميسرة....
حتى سقطت .....تحت ظلي...
وفجأة...... زادت كثافة الظل فوق الريشة....
وسقطت قدمي لتسحق الريشة رغم محاولاتها للنفاذ.....
رفعت قدمي عنها برفق......وبحثتْ عيناي عن الريشة.....
ولم أجدها..... !
فقط......دمعة حافظت على كرويتها ....
كبلورة الساحرة العجوز......و ظهرت من عمقها......عبارة (( دموع الشيطان)) !
من العمق
صرخ النزيل الأول _ الصورة _
وقال:- (لقد قدمتُ لها كُل شيء......
وقدّمت لي ثُقباً في قلبي إنْ عَبَرَهُ الهواء آلمني....)
أنا :- ( لماذا رسمتَ لها الصورة....
لماذا لم تكتفِ برسمها لوحة !
لماذا جسّدت اللوحة....صورة !!)
الصورة:- (أحببتُها....
أردتها أكثر من جسدٍ...وأكثر من روح...
حتى لا أفقدها )
أنا:- ( وقد فقدتها ! )
الصورة:- ( هذا جُرمي الذي اقترفته )
وتحوَّل صوتُ الصورة لأنثى :- ( وماذا فعلتُ أنا !)
أنا:- ( أنتِ من قدّم له الجحيم )
الصورة الأنثى :- ( لماذا لم يدعني واحدة !
لماذا صنع مني صورة
أنا أنثى .....لا أستطيع المرور بقلب مرتين )
أنا:- ( ولكنك قادرة على المرور بأكثر من قلب ! )
الصورة الأنثى :- ( كقدرته على النوم في كُل يوم !
ولكني أكثر إخلاصاً منه....فأن كان القلب....فأنا الدماء )
أنا:- ( أصمُتَّا....كفى !!
ما أتعسكما من إثنين !! )
وأمسكتُ بالصورة وقذفتُ بها إلى بلورة (دموع الشيطان)
فالتهمتها بسرعة كبيرة....!
وازداد حجمها الضعف !
وأنا في حالة تفسير ما حدث فإذا بالسؤال _ النزيل الثاني_ يصرخ
السؤال:- (لا أستطيع المكوث أكثر ...
أخرجني...!)
أنا:- ( وهل تستطيع الخروج منِّي ؟!...
وأنت منِّي )
السؤال:- ( إن كُنتَ تصدِّق أن الشيطان يسري مسرى دمك..
فهل تستنكر أن تكون أكثر من واحد ؟!)
أنا:- ( هذا قول خالقي.....وهو قادر ! )
السؤال :- ( وأنت.....ألا قُدرة لك؟
الله...أضحوكة الإنسان الأزلية....)
أنا:- ( أصمت....قبحك الله ! )
السؤال:- ( دعني أسألك إذن....
لو كنت تملك مائة ناقة وبعير.....فمن يقودها ؟ )
أنا:- ( البعير )
السؤال:- ( فإذا كانت مائة بعير....فمن يقودها ؟ )
أنا:- ( لا أحد )
السؤال:- ( هذه أضحوكة الإنسان
لا إله في الكون الكل يملك قدرته
فكانت الأضحوكة حتى لا يتبعثر القطيع ! )
أنا:- ( عليك لعنة الله......أسكت.....فوالله إنك رجيم ! )
السؤال:- ( كذلك الشيطان أضحوكة بشرية...
حتى يظل الإنسان صفراً.... عن يمينه الله وعن يساره الشيطان )
أنا:- ( أخرج فلم أعد احتمل بقاءك )
وسقطت قصاصة السؤال على بلورة ( دموع الشيطان)
والتهمتها بشغف عجيب... وازداد حجمها ضعف ما كانت عليه !!
انحنيت صوب البلورة أرقبُ باهتمامٍ شديد التغيرات التي حدثت
فإذا بالقاضي يصرخ :- ( ألم أقتلك؟ )
فأجاب المظلوم:- ( بلى، ولكنني مثلك نسيت أن أموت ! )
أنا:- ( ما بكما.....أما زلتما في قضية المرأة ؟)
المظلوم :- ( هذا القاضي يعبد شهواته....)
القاضي:- ( وأنت قتلتني.....هكذا ينتهي الأمر)
أنا:- ( أيها القاضي.....أما زلت تحكم في القضايا رغم صنيعك !!
صه....لا أطيق سماع صوتك )
المظلوم :- ( أخرجني الآن.....فأنا لم أفعل ما يستحق )
أنا:- ( ألم ترمِه برمحك....وقتلته )
المظلوم:- ( ولكن هذا الجزاء....! )
أنا:- ( وخلف كل جزاء....حساب يعقبه جزاءٌ آخر)
غضب المظلوم وقال:- ( أتجدني مُذنباً يا هذا....! أخرجني الآن !! )
أنا:- (....لا بأس.....لك ما أردت )
وسقطت مِطرقة قاضٍ ورقم سجين مُتهم بالقتل
قفزت البلورة إليهما قبل أن يصلا إلى الأرض
لتلتهمها ويزداد حجمها الضعف ... أيضاً
حتى أنها كادت تصل إلى حجمي !!
شعرت برهبةٍ وخوفٍ...وحصارٍ كبير !!
فدموع الشيطان بدأت تتجسد وتتشكل ولكن هُناك ما يعيدها لكرويتها من جديد !!
انتابني إحساسٌ مهول....
التزمتُ الصمت.....كان الضجيجُ بها مسموعاً في عمقي !
وبدأ الضجيجُ يصل لأذني....
جولييت:-( أيها العاشق المسكين ، الوعد يقتل كُل بداية ).
روميو:- ( يا صغيرتي.....كُل نهاية....موت )
أنا:- ( ومن أجبركما على فرض الوعد بينكما ؟
ألم يُخبركما الشيخ أن الوعد لعنة الحُب؟ )
هو:- ( الوعد لحظة ضعف )
هي:- ( الوعد لحظة أحسست بامتلاكه )
أنا:- (تقييد الحُب....حبسه....ومن يستطع أن يسجن الهواء ؟!! )
هو:- ( هل لنا ببداية جديدة دون وعد...؟ )
هي:- ( أرجوك.....أخرجنا منك.....ودعنا نطير بشوق الهوى كله )
أنا:- ( تقصدين شوك الهوى كله....هذا مطلبكما...فأخرجوا... )
وما أعجب خروجهما.....أنفاسي وقد تشكلت بوردة يعقبها شوك حاد....
امتد نتوء من بلورة دموع الشيطان لتقبض بالوردة وتسحقها بعنف شديد
وتنقبضُ مرةً أخرى....
وازداد حجمها للضعف !
بدأت تلك البلورة بانتفاضة مخيفة !
لتنزع من جسدها أطراف رجل.....وتستقيم لتقف كرجل ضخم !
وبصوتٍ عميق للغاية وبحروف متقطعة....تحدث إليَّ:-
(( من.......أنت.....؟))
أنا:- ( أنا !....
أنا هؤلاء )
((أنت....فُندق......الجحيم..))
أنا:- ( كلا.....!
لست أنا فُندق الجحيم !
أنا ذكريات المُذنبين
أنا ميت
نعم......أنا الميت !)
(( .......وأنا.... بعضُك....... ))
وقفز عالياً....
الرعبُ قد رسم ملامحه على وجهي......والذهول قفز إلى عروقي....
رفعت رأسي لأعلى.....أتابعُ قفزةَ الرجل....
وكنُتُ له الهدف !
فقد سقط على رأسي وانساب كقطراتٍ سوداء غرقتُ بها
لم تصل للأرض أي قطرة
فقد تغلغلت إلى جسدي....فقد كان يعرف كُل ثغرة وثقب خلفته الحياة فيه
تمكنت مني..... دمعة الشيطان...!
.
.
العُمر كله......تجسّد في مشهدٍ واحد
طيفُ طِفلٍ صغير.....ينظرُ إليَّ بابتسامةٍ صفراء.....
آلمني المشهد
فأغمضتُ عينيَّ
لحظاتٌ...سقطتُ بها على الأرض......
ثم تبعثرت ذرات الغبار من ارتطامي بها
وكأن تلك الذرات... كُل الأثر الذي تركته عليها !
وها هي تفر مني أيضاً !
في مسرح الغياب هذا
مع الظلام الدامس ما بين عيني.....وجفني...
ظهر الشيخ الميت القديم.....
الشيخ:- ( ما أتعسك من فتى...!
ألم أقل لك
يا ولدي هوّن عليك نفسك ولا تدع أتعاب الدنُيا تلاحقك....
لا تدعها تُعجن بك.......
أطلِق سراحها
أطلق سراحها يا ولدي
وعد لجسدك مُغمض العينين.... )
وسكتَ الشيخُ الميت
وسكتت معه كُل الأصوات
انتهى النص.....وكُل شيء !
ثامر ( أكاد أكون رمزاً.....روحاً صادفت جسدا....فعذبته لأسرها)