ملاحظة :-
((* ها هُنا منطقة مفقودة....فاحذروها.....*))
في الجزء المُظلم ما بين الغرب والجنوب.....من المتاهة
نبدأ هذا الجزء.....
العالم جُزء يعيش بنا......لا نعيشه....
وإن حاولنا إثبات العكس ستنمو في المتاهة متاهات ضياعٍ جديدة.....
فنحن لا نعيش في العالم كله...ولكنه بكامله يعيش بنا....
والدلالة على هذا...أنك لن تجد من يعيش بلا عالم..
............
وقف في الجزء المُظلم من المتاهة......يُفكر......ويتأمل ما يحيطه....
يبحث عن إجابات لم تسبقها أسئلة.....ربما لجهل السؤال ما يحويه جسده من إجابات....
التعقيد سمة......صاحبته طويلاً....... فدوما ما يُثير أسئلة عجيبة....
كسؤاله ذلك......
( لماذا يشعر الإنسان بالضياع في الصحراء....رغم أنها صحراء مُسطحة......ولا يشعر بالضياع في منزله رغم تقعّره وتحدّبه ؟ )
ككل الرجال....... به جزء مفقود.......الأنثى...
ولولا أن فُقد منّا هذا الجزء أثناء التكوين.... لا أعلم عندها لأي فصائل الحيوانات ستُضم هذه الأنثى !!
الفقد...أثناء التكوين !
هل نسيّ الله ؟؟
وما ذنبي أن أُعاقب بنسيانه بأن يحرمني ضلع من صدري وإن كان أعوج ليخلق به أنثى كاملة الأضلع ؟!!
وتزداد المتاهة تعقيداً.....فينشق الجدار الشجري في المتاهة كاشفاً طريقاً جديد.....وكأن المتاهة قادرة على التوالد.....
لم أعد أكترث لتكوين المتاهة......فهُناك متاهة في تكوين الإنسان....لا بُد أن يكون لها حل.....!
نادى منادٍ من السماء يقرأ ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا )
....... كانت.....!!!
فعل ماضٍ ناقص.....؟
هذا ما يقوله علماء اللغة
وتشتعل المتاهة....وتُملأ سماؤها بدُخان أسود.....
أرفع رأسي لأعلى....فأجد الدخان يُبعث من النار...
ما هذا ؟!!!
النار إن نفثت بها أطفأتها.....لحتوائها سموم الهواء....
وكذلك الدُخان.....فلماذا لم يقتل الدخان النار....؟
لماذا خلايا الجسم تتنفس....ومن مُخرجاتها هذه السموم....
أليست هذه المواد سُمية......وتفتك بالخلايا !!!
فلماذا لم تقتل الخلايا وهي تخرج منها....؟
لماذا تقتل الخلايا إن دخلت ولا تقتلها إن خرجت ...؟؟؟؟؟؟؟؟
هل الله جاهل.....فتحجج بأن العلم لانهاية له....ليتعلم من الإنسان.....
لذلك نجد في بدايات الحياة هذه الأخطاء البسيطة .......!
....
كما فعل عندما سلبني ضلعي لأنه نسي خلق الأنثى.....ولم يصنع الأنثى من عجين كعجيني....
لأن جسدي تحول وتشكل وتطور فلم يستطع معرفة ما يحدث بي!! فأنقذ نفسه... بنزعه ضلعي !
وبدأت أشجار المتاهة تختفي......
فتنفست الصعداء....فبعد قليل ستبتلع النار نفسها وتنكشف المتاهة وأخرج منها لغير عودة....
وطال انتظاري.... وما زالت النار تشتعل وتشتعل....
الآن توقف عقلي عن إثارة الأسئلة وبدأت أتلفت في قلقٍ شديد....
فالأشجار تآكلت وابتلعتها النار.... إلا أن النار ما زالت تشتعل.......وكأنها أسئلتي التي لم تنتهِ...
وبدأت أعدو دون تفكير أريد الهروب لا الاختناق....
وبدأت النار تستنشق اللهب كاشفة لي عن طُرق للمتاهة...
هنا ابتسمت..... ونطقت ( نعم...... الحياة تجد طريقها.... لا الله من يوجد السُبل)...
وما أن أنهيت جملتي هذه... حتى بدأت النار بلفظ كل اللهب الذي استنشقته في جدار يحيطني بدائرة.....
وانحسرت النار من كل المتاهة لتستنشق وتلفظ ما استنشقته على هذا الجدار.....!!!
هل صنع سؤالي هذه الورطة....؟!
إن كان سؤالي فعل كُل هذا....
فلا بد أن للنار روح تسمع....
وإن خاطبت روح النار سأقنعها ....لتُفرج عني لأخبر كُل العالمين بأسرار الحياة التي عُمِدّت في عقولهم.....
صرخت بأعلى صوتي.....( أيتها النار...سأُقايضك.... كما قايضني الله بالأنثى وضلعي.......وكما قايضته بألا أصلي إن كُنت مخمورا)
بدأت الأرض بالتشقق من حول حلقة النار هذه لتبتلع حتى الهواء مُبقية على ظهرها حلقة النار.....
وأنا وسماء مُشبعة بالدخان الأسود....
لم أعد أخشى الموقف..... فسلطان السؤال تشبع بالإيمان......
وهُناك تستمد روحي قوتها.... وربما صنعت بقوتي روحي هذه......!!
ظهرت نقطة سوداء على مارج النار...
وبدأت هذه النقطة بالمرور على محيط الحلقة فوق النار بتسارع كبير لتتسع وتتسع ...
وتصبح كرة أكبر.....لتلفظها النار في منتصف الحلقة........أمامي...!
بدأت الكرة في النهوض من شكلها لتتشكل كجسد رجل ضخم......ويحمل بين يديه لوح من الجليد الأبيض.....
اللوح يبلغ في حجمه... حجمي....
أمسك الرجل الأسود اللوح وأوقفه بيننا.....وبدأت تظهر على اللوح حروف وكلمات لم تكن مكتوبة بالحبر....
بل بلهبٍ صغير يظهر على سطح اللوح ولا يذوب...
( سأقايضك فاكتب سؤالك.....ثم أدخل إلى اللوح لتجد الحل )
ابتسمت ابتسامة المنتصر.....واقتربت إلى اللوح وكتبت بعقلة إصبعي....
( ما هو الفرق بين الإجابة..... والخَيار.....؟ )
وابتعدت للخلف قليلاً......وأنظر لسؤالي بزوايا مُختلفة والنشوة تملأ وجهي....
تحطم الرجل الأسود واختبأت أجزاؤه خلف الجدار الجليدي......الذي امتد على شكل بابٍ كبير.....
وظهر نتوء أسود على جنبه.....وكأنه مِقبضٌ لهذا الباب... يبدو أنها أجزاء الرجل الأسود
أمسكت المقبض....بيدي..
أريد أن أفتحه....
ولكن الباب كان يكفيه فقط أن أمسكه.... لينقلب الكون وكُل ما حولي يدور في سرعة كبيرة فأضطر في نهاية الأمر أن أغلق عيني حتى لا أشعر بهذا الدوار...
ثم هدأت العاصفة.....فأفتح عيني من جديد....
لأجدني في عالم جديد....
التفت للخلف.....لأجد الباب الجليدي وقد فقد مِقبضه......وقد كُتب عليه
{ أهلاً بك...( فبشرهم بعذابٍ أليم )..فأنت النزيل الثاني في فُندق الجحيم }
ملاحظة :-
1- ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا )
كان = دلالة على الزمن وهي ضمير مستتر تعود إلى الصلاة
فالأصل:- الصلاةُ كتابٌ
دخلت عليها ( كان) وهي تقتضي أن يكون لها الخبر منصوباً...
والجملة....جملة اسمية....والجملة الاسمية في كلام العرب تُفيد الاستقرار والثبوت
2- هذا النزيل المُلحد......ماهو إلا أفكار تسكن عقول البعض ، لذلك وجب التحذير من أن يسكننا.....
فالأفكار...أداة من أدوات الشيطان إن تملكتنا
وكم صادفتنا مثل هذه العقول المسلمة للأسف....
نسأل الله أن يهديهم ويُبعد عنهم وساوس الشيطان....قبل أن يُبشروا بالعذاب..
3- لفظ البشارة في الآية... لفظ دقيقٌ جداً...
فكأنما كانت عقولهم تسعى وتمُني نفسها بالوصول إلى العذاب...
فحقت عليهم البُشرى....بالعذاب الأليم
نعوذ بالله من هذا الوصول.....ونسأله المغفرة الكاملة ما سبق منها وما هو آت
4- تم تأخير هذا النزيل الثاني بعد الثالث...حتى يتم تعديله وكتابة هذه الإضافات
كما نصحني بعض الإخوة جزاهم الله كل خير
وميض الانفلات
------------
ويلوح بالأفق نزيل ٌآخر
------------
تـ...حياتي...!