بسم الله الرحمن الرحيم
تحية عطرة عاطرة ..
كان من عشاق العرب المشهورين توبة ، و الذي عشق ليلى الأخيلية.
قصة حب عنيف عفيف، صادف قلباً خالياً فتمكن..!!
وقد اقتضت مشيئة الله بأن تفرق بينهم الأيام، حيث رفض أهلها تزويجه إياها لا لشيء يعيبه إلا أنه تناولها في شعره وإن كان عفيفاً.
و بالرغم من ذلك فقد ظلا على وفائهما، فما الحب إلا للحبيب الأول..!!
مما يحكى عنهما، أنه توفي في معركة قبل ليلى، و قد مرت الأخيرة بقبره ذات يوم وهي في طريق عودتها من سفر.
فقالت: السلام عليك يا توبة!!
أنتم السابقون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون!! و سكتت قليلاً ثم حولت وجهها إلى القوم من حولها فقالت:
أشهد أنني لم أعرف له كِذبة قط قبل يومنا هذا!!
عجب القوم و قالوا: كيف ذلك؟!
قالت أليس هو القائل:
ولـو أن ليلى الأخيلية سـلمت *** عـلي، ودونــي جــنــدل و صـفائح (1)
لسلمت تسليم البشابة أو زقا *** إليها صدىً من جانب القبر صائح (2)
فما باله لم يسلم علي الآن ؟
و قد كانت إلى جانب القبر "بومة" مختبئة، فلما رأت الهودج .. فزعت و طارت مذعورة في وجه الجمل، فخاف هو الآخر و اضطرب وهاج ورمى بليلى، فسقطت على رأسها فماتت لوقتها، ودفنت هناك على مقربة ممن كان أحب الناس إليها، و أقربهم إلى روحها!!
-----------------------------------------------
(1) الجندل الحجارة، والصفائح: كل عريض من الحجارة أو غيرها.
(2) زقا: صاح، و الصدى هنا طائر كالبومة زعمت العرب أنه يخرج من رأس القتيل و يصيح اسقوني.. حتى يأخذوا له بثأره.
نقلته لكم عن كتاب: أشهر قصص العشاق و المتيمين
أخوكم:
همس المشاعر