[align=center]بيتـــــــالــز........[/align]
جلست أسامر أصواتا داخلية ملأت رأسي حد الثقل... أنظر للأمام ولا يوقف استرسال بصري شيء... ارتسم وجـهان أمامي.. أراهما منحوتين في كل مكان... شعرتُ بها تنسل مني.. لكنها هذه المرة لم تذهب إلى حيث لا أدري... جلستْ بجانبي.. وأشباح يديها تحوطاني ... وضعتْ رأسها الخفيف على كتفي ... ثم همـــستْ برقة غير معهودة ... " أعــــرف "... إلا أن الصمــت كــان جوابــي لهــا!.... وأنا أراقـب مغيـب شمــس السبت.. أرجوها أن تعود..
//الــوقت...// حــين لفظــت السمــاء يوم السبــت...//
كــانت الشمــس تنحو للشـروق.. واليوم... السـابق ينحو للغيــاب.. وقفتُ على بـاب القاعة.. أنظـر نحو الكراسي الخـاوية.. أحدق في ما على الطاولات المكسية بالأحمـر.. أتطلع إلى تنـاثر الأوراق.. والفنـاجين المكسورة.. والأقداح المسكوبة..بواقي من كـن ورود منثورة على ممر طويل انتهى إلى كرسيين وثيرين......
حــوى هـذا المكـان ضخبـا صم الآذان..
تنبهت إلى وردتين حمراوين ارتمتا في الأقاصي..وبتلاتها تنتفض بشـدة .. رحمت الوردتين خصوصا وأنا أحتمي خلفهما.. كيف أتركها وأنا...... أنا كلي بتلات!...
في الخلف علا صراخ آخـر.. ذوي العيون الحمراء .... ينــادون للرحيل.. حتى تتهاوى الأجساد المنهكة وتصـب تعب النفوس على الأفرش والأرضيـات.. " هيـا لنـرحل " .........." انتظر"
خطوتُ للأمـــام.. استلمني الممر القرمزي.. صعدت الدرجـات الثلاث.. من هنـا استقبلتهما حياة أخرى.. كل خطوة تتبعها الثانية..فـتقتــرب... إلا أن خطواتي كانت أسرع...التقطت عيناي أشلاء البتلات.. مجزرة كبيرة ارتكبت بحقها... يــا إلهــي.. ارحم أشلائي.. أسرعت .. علي أن أنقذهمـا.. تعالت الأصوات.... " عودي فالشمس أشرقـت " " أخبرهـا أن تعود مـن حيث أتت.... لقد سلبتني..".. واختفى صوتي..
أسمع الأنين المنبعث... كنت أمسك ببـاقة اقتلعت منها كل رؤوسها وبقيت أغصانها الخضراء تحتضـر...
هزتني تلك القوية بداخلي تريد الخروج من مكمنها .. أحسّـت ضعفـي.. صارعتُها لأيام حتى لاتخرج وتبقيني كمـا أنا.. لكن ( بتولة ) أقسى.. ولايهمها لو تبرأت من كافة وعودها لي... حتى لو تجردت من كافة أشلائها.. وتعرّت ... لأجلـها هي...
أردت الوصول للوردتين و ( بتولة ) ستقفل راجعة للأمــام! ... أنــا سأعيدهما كما السابق.. سنكون نحن كمـا كنا.... سأقاسمهما طعامي.. فقط أتركوهما لي... استجمعت كـافة قواي المنهكة من طول صخب الأمــــس.. البعــيد.. كنت كأني أمشي بين قبور يتعذب كافة من فيها.. ساحة حرب.. أسيــر أنا بين دمــارهـا.. بذلت كل جهدي حتى لا أدوس على بتلاتي.... وأنا أهمهم كــآلة .. ســأصل... لحـظة.. ســـأصل... كنت أرى البسمات على ثغريهما.. وتلك العيون تملّكهما الخوف... وهجر المأوى لأول مرة... ترجواني البقاء.. ولايسمعهما غيري.. حين حضنتهمـا تمسكتـا بي. وبقوة.. لكنهـا أطلت برأسها ودفعتهمـا بعيدا... بكل برود.. ثم عادت تختفي وهي تضحـك... لحـسن حظـي أنهما لم يلحظـا.. في بواطنهم أمور أكثر مني ومن (بيتالز) ... أحسست بدموعي حـارة تنفران من عينيّ.. " ياحمقاء. أتركي هذا الضعف. فكري كم ستترك الدموع أثرها على وجهك الممتلئ بالمـساحيق"... لكنهـا تدفقت أكثر.. .. أحسها الآن – دموعي- تخرج.....متخذة ذات القنوات الأولى.. تبــا أين هي تؤنبني الآن... أين اختفت.. يدنو مني الكرسيان.. وقفت أتأملهما لـثوان.. ثم أكملت مسيرتي نحو الوردتين.. كدت أتعثر وأسقط... أعمت الدموع طريقي... لم أجد المنديل. فمسحتها بكم ثوبي الطويـــل.. وهـي تضحــك.. تشويهي لنفسـي..كــانت تأتيــني أصوات كثيـرة مـن الخلف.. لكني مضيت..... وصلت. رفعتهما برفق..كنت أهذي ..أنا هنـا..هـيا بنـا..لكـنهما ازدادتا ارتجافا.... بدى لي أنهما تهربان منـي!.. كل واحدة احتوتها كف.. شعرت بشيء يبرز .. عرفت أني هُـزمت.. دموعي أخذت تجـف.. هما لن تعودا.. وستزرعـان ورودا أخرى... في أرض أيضــا أخــرى... أشعر بنفسـي أتقوقع داخلي.. وتلك تبرز وتبرز.. احتوتني قوة وأنا قابعة في الخلف.. علت عينيّ نظرة أخرى.. مع حاجب سـاخر ارتفـع.... كنت أسمع وقع خطوات تقترب.. نظر في عيني بعمـق وهمـس " هيـا ".. رأيت كفيّ تعتصران الوردتـين... نثرت بتلاتها للأعلى.. وقدمـاي تدوسـان في طريقهمـا كل بواقي البتلات الأخرى...
الجمعـة /20 أغسطس...
// جــف.. هــي في مكــانها الصحيح..وحيث أريد... تســاقطتا من بيتــالز ...وجلســت أنا أنوح عليهمــا...//
[align=center][media]http://anoutsider.jeeran.com/Moon.mid[/media][/align]