[c]بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
[/c]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

رسالة لكل من قسّت عليه الدنيا.....فيأس !!

هذه سلسلة من رسائل رجل عاش حياة المثالية ....ثم ....اتسعت الدنيا أمامه بكل مافيها....
كان يطير بأجنحة وهبها له الله عز وجل........فكسرت في حقبة التخبط الذاتي...
فأتى عصر جديد في حياته.... كان عصر الكفاح....الذي صنع منه فيلسوف بالسليقة !!

هذه هي رسائل ابن البلوط................
الرسالة الأولى لابن البلوط
الرسالة الثانية لابن البلوط
وهذه قصته.......**ابن البلوط **



كان الجو شديد البرودة....والثلج يتساقط حوله...وعلى كتفه...
وكأنه برادة حديد صهرت في السماء....فكان الوصول بارد....وعميق جداً ...
فرفع بكلتا يديه إلى السماء....وكأنه يحتضن أمه...
ثم زهقت روحه.....وسقط ودمائه الدافئة تسيل على الأرض....فتلامس الثلج المتراكم...
ليتم تبادل كبير...............مقابله....ع اد الثلج صهارة حمراء...دموية !!
*****************************
[c]---------
الـــرســـــــالـــــــة الثالـثة والأخيرة
----------[/c]

.......إلتفت عن يميني وعن شمالي....فلم أجد سوى الظلمة وصوت الرياح العاصف....

وبدأ الطقس يميل إلى برودة سريعة...!!!

الغريب في الأمر أن الحياة جعلتني أتصبب عرقاً وأنا أستعرض حماقات حياتي...

وبدأ الثلج يتساقط...

وأنا أقف عند أمي.....شجرة البلوط...التي لم أعشق سواها...

فإقتربت منها كي تحميني من الثلج المتساقط وإلتصقت بها ...

وهي تعلم كم أود لو إمتصني لحائها لرحمها فلم أعد أحتمل حرارة الذكرى وصهيرها الذي تنزفه مسام جسدي...

ليتها تمتصني كما تمتص أدمعي...

أدمعي التي يتقاتل عليها المشاهدين ولم يحظوا بهذا المشهد...

ها هي تمطر وتحرق كل كسرة ثلج تسمها...

وكأني بذلك أعلن التحدي الأعظم ...بيني وبين الغيمات...

أيهم يحتمل همي....؟



وفي عتمة الليل أستمع لصوت يأتي من بعيد....

صوت يشبه كثيراً صوت ظل عقلي ...وربما كان صوت مرسال فكري...

وربما كلاهما معاً..!!!

لا أعلم حقاً ....لأني لا أكترث بأي شيء حينما أكون بأحضان أمي...

ودار الحوار...........الساخن أيضاً!!!

الظل :-
هل ستتغنى طويلاً بأنا أنتهيت؟
مرسال:-
لن يدعها أبداً؟
الظل:-
وما الذي يجعلك متيقن من ذلك؟!
مرسال:-
قد ألقيت له بـ(عقرب صدري) فعلمت أنه لن يدعها!!!
الظل:-
هيا أبعده عن أوهامه وجنونه دعنا نحمله لبيته...
مرسال (أطرق رأسه مفكراً) ثم قال :-
لا أعتقد أن ذلك من السهولة في فعله كما نطقته؟
الظل:-
لِمَ؟؟
مرسال:-
لأنه يعتقدها أمه....فمالذي ستفعله إن أبعدك أحدهم عن أمك أو حاول التشكيك في إعتقادك بأنها أمك ؟!!
الظل:-
ولكنها أوهاااااااااااااااااااام قادته حياته وجهله لها...
مرسال:-
وماذا نحن صانعون؟
الظل:-
لنقطع الشجرة
مرسال :-
البلوووووط!!!!!
الظل:-
نعم....سيغضب اليوم ويبكي غداً...ثم يبتسم بعد غد كعادته
مرسال:-
لا أحبذ فعل هذا...
الظل:-
إن لم تفعل هذا سأفعله أنا وحدي...
مرسال:-
قد يقتلك؟
الظل:-
دعه يقتلني.......إن كان هذا سيشفيه !!!!

.......
أمي......
أسمعهم يتهامسون....
تعالي أعرفك عليهم...
إنهم من أحببت...
أتصدقيني إن قلت لك أن ظل عقلي ومرسال فكري هم الذين لم يخونوني طيلة عمري
....

وضحك ضحكة طفل صغير رغم إحمرار وجنتيه...
فقد غطى الثلج الأرض وبدأ يتراكم على بعضه البعض ليصنع غلاف يحيط بالأرض..
وكأنه يحجب الأرض عن الرؤية.....رؤيته!!

أحضر مرسال الفكر وظل العقل فأساً كبيراً وبدأوا يضربون عنق الشجرة من جذعها...

ضربة واحد فإذا هي تترنح في الهواء لحظات....

لحظات كانت عجلة زمن كاملة تقفز بآلاف السنين مرسومة على وجه ابن البلوط...

كانت ضربة الظل والمرسال من الطرف الآخر للشجرة......وابن البلوط يحتضنها من الطرف الآخر...

كان مشهداً رهيباً...

فتلك الشجرة تهاوت بضربة واحدة فقط!!!

لم يحاولوا إبعاد ابن البلوط عن الشجرة قبل أن يضربوا الشجرة

فلم يكن بحسبان أي شخص عاقل أن شجرة كشجرة البلوط ستسقط بضربة واحدة فقط!!!

ولكنها كذلك...

فمشط الفأس جرح ابن البلوط أيضاً....

وأحدث به جرح عميق جداً......

ترنحت الشجرة ولم تسقط...

وترنح ابن البلوط ولم يسقط

وسقطت دمعة من عين ابن البلوط

أكانت دمعة ألم الجرح؟
أم دمعة ألم قتل أمه؟
أم دمعة المفاجأة؟

لا أحد يعلم

كانت دمعة باردة تجمدت بشموخ عجيب ورفضت كل قوانين نيوتن للجاذبية...
فقد تجمدت وصعدت...لأعلى!!!

حيث أعلى قمة بالبلوط!!!

التي أمتصتها.....ثم سقطت الشجرة...

كان الجو شديد البرودة....والثلج يتساقط حوله...وعلى كتفه...
وكأنه برادة حديد صهرت في السماء....فكان الوصول بارد....وعميق جداً ...
فرفع بكلتا يديه إلى السماء....وكأنه يحتضن أمه... التي تسقط
ثم زهقت روحه.....وسقط ودمائه الدافئة تسيل على الأرض....فتلامس الثلج المتراكم...
ليتم تبادل كبير...............مقابله....ع اد الثلج صهارة حمراء...دموية !!

سالت الدماء الثلجية عن التلة....
وذاب الغطاء الذي غلف الأرض...
فكل ما كانت تذكره الأرض ابن يحضن أمه
والآن ابن يحضن أمه على الأرض...
والدماء تسيل من جسديهما .......لتصنع جداولاً لم تتوقف قط !!!

تلك الجداول......كانت رسائل ابن البلوط

[c]---------

أولى أبواب الفضيلة...تقييم الجهل ثم تقويمه
----------[/c]
ثـامـر الـحـربـي ((*ابن البلوط*))