[ALIGN=CENTER]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله ايامكم بالخيرات


هذا هو رابط لموضوع حمزة بن قبلان المزيني في جريدة العـفــن

هل نحن في القرون الوسطى؟


وهذا هو رد شيخنا الفاضل عليه
[/ALIGN]


بسم الله الرحمن الرحيم

وقفات مع المزيني

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد ،

فهذه وقفات سريعة مع مقال حمزة المزيني الذي نشر في جريدة الوطن / الخميس 8/ 4/1425هـ عدد (1336) لعل الله أن ينفع بها ..

الوقفة الأولى : قوله : (ولا يبعد هذا الاهتمام المفرط بموضوع الموت في تلك الفترة عما نشهده الآن في مجتمعنا من اهتمام الوعاظ به واستخدامه لتعديل سلوك الناس وردهم إلى الطريق المستقيم، كما يدعون. واستخدامه كذلك في المدارس وسيلة من وسائل تربية الأطفال والشباب لمنعهم من الوقوع في الآثام والموبقات. وقد تجاوز هذا الاهتمام الزائد أخذَ العبرة من الموت إلى اتخاذه وسيلة للترهيب والتخويف .)

ماذا تقول يا دكتور في هذه النصوص :

ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ » رواه الترمذي ورقمه (2307) هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ .

ـ و عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَلَّاهُ فَرَأَى نَاسًا كَأَنَّهُمْ يَكْتَشِرُونَ قَالَ أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أَرَى فَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَلَى الْقَبْرِ يَوْمٌ إِلَّا تَكَلَّمَ فِيهِ فَيَقُولُ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ .. » رواه الترمذي ورقمه ( 4260) قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : ( وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَزَادَ : فَإِنَّهُ مَا ذَكَرَهُ أَحَدٌ فِي ضِيقٍ إِلَّا وَسَّعَهُ وَلَا ذَكَرَهُ فِي سَعَةٍ إِلَّا ضَيَّقَهَا عَلَيْهِ كَذَا فِي التَّرْغِيبِ لِلْمُنْذِرِيِّ . ..وَفِي الْبَابِ أَيْضًا عَنْ اِبْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا : أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ . يَعْنِي الْمَوْتَ فَإِنَّهُ مَا كَانَ فِي كَثِيرٍ إِلَّا قَلَّلَهُ , وَلَا قَلِيلٍ إِلَّا جَزَلَهُ . رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَفِي الْبَابِ أَيْضًا عَنْ أَنَسٍ رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَالْبَيْهَقِيُّ ) فيا ترى بماذا تصنف النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالإكثار من الحديث عن الموت ..وحث الناس على ذلك ؟!!

الوقفة الثانية : قوله ( وهذا ما نشهده اليوم في مجتمعنا من زيادة في عدد المحرمات وانحسار في عدد المباحات، وإدخال الدين في كل شيء تقريبا )

أتساءل ..هل يستطيع أن يحصر لي الدكتور عدد المحرمات ، وعدد المباحات التي تقلصت حتى يتبين لنا صدق هذه الدعوى ؟!!

ثانياً : قوله : ( إدخال الدين في كل شيء ) وهل هناك شيء لا يدخل فيه الدين ؟!! ماذا تقول يا دكتور في قوله الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" "البقرة:208" قال قتادة في قوله تعالى ( ادخلوا في السلم كافة ) قال ادخلوا في الإسلام جميعا ، وقال ابن كثير رحمه الله : ( قوله ( كافة )يقول ادخلوا في شرائع دين محمد صلى الله عليه وسلم ولا تدعوا منه شيئا ..)

وقول الله تعالى " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون""البقرة: من الآية85"

ثم يا دكتور أرجو أن تفسر لي ما معنا العلمانية ؟!!



الوقفة الثالثة : قوله ( ويماثل هذا جعْل كثير من الملتزمين الآن أنفسهم رقباء على الناس، بل صاروا يعترضون على كثير من الأمور التي ربما لا تعارض الدين لكنها لا تتوافق مع التشدد الذي يأخذون به أنفسهم فيحرمون الناس من التمتع بها. كالحديث الآن عن "الدش"، والإنترنت ومشاهدة بعض القنوات الفضائية، وبعض أنواع اللهو المباح وغير ذلك مما يرونه خطرا على الصورة المثالية للتدين )

قولك : ( لا تعارض الدين ولكنها لا تتوافق مع التشدد ..) من الذي يستطيع أن يحكم بأن هذا تشدد أو أن هذا هو الدين الحق ؟ أليسوا هم العلماء ؟!! فلماذا تقحم نفسك أنت في كل شيء ..وتتهم الناس جزافا بلا دلائل ولا بينات ؟!!

وما ذكرته من الأمثلة تكلم فيها أهل العلم فالعلامة ابن باز رحمه الله أفتى بأن ما يعرض في تلك القنوات محرم فهل هو في نظرك متشدد ؟ والعلامة ابن عثيمين كذلك ، فهل هو في نظرك متشدد ؟!!

الوقفة الرابعة : (وقد تخلصت أوروبا من تلك المظاهر وحققت قدرا عاليا من التقدم جعلها تهيمن على العالم وتكتشف أسرار الكون والحياة حين استنقذت نفسها من الجهل الذي غل فكرها. وتمثلت الخطوة الأولى في ذلك المسار الطويل بالإصلاح الديني الذي خلص الناس من كثير من المظاهر التي كان يستغلها بعض رجال الدين وسيلة للهيمنة والتسلط )

أرجو من القارئ الكريم أن يقرأ ما كتب عن الحضارة الغربية وما تعانيه من ظلمات بعضها فوق بعض حتى يعلم ما مدى مصداقية هذا الكاتب وهل فعلاً وجدت أوربا ضالتها المنشودة في هذا الحياة أم لا ؟ أم أنها تعيش حياة التخبط والهمجية .ووالله لولا ضيق المقام لنقلت لكم بعض التصريحات التي تكشف عن الحياة المرة التي يعيشها الغربيون وأظن أن هذه القضية قد قتلت بحثاً ولكن كما قال الله ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) .

الوقفة الخامسة : (لذلك فإن ما نشهده من مظاهر "الالتزام" المبالغ فيه الآن دليل على أننا في وضع تاريخي يشبه الوضع الذي كانت تعيشه أوروبا في العصور الوسطى. ومن هنا فربما يصح القول بأن أول شروط نهوض المسلمين الآن يكمن في التخلص من سيطرة التفسيرات السطحية للدين وعدم اتخاذه أداة للهيمنة والتسلط والرجوع به إلى منابعه الصافية التي تشجع التفكير والعلم ولا تحرم زينة الله التي أخرج لعباده.)

نرجو يا دكتور أن تفسر لنا ما هي التفسيرات السطحية للدين التي سمعتها وتريد التخلص منها ؟!! وإذا لم يكن الدين أداة للهيمنة فماذا تريد أن يهيمن عليك ؟!!

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

وكتبه / محمد بن عبدالله الهبدان 8/4/1425هـ


[ALIGN=CENTER]
جزاك الله كل خير يا ابي عبدالله على متابعتكم المستمره لهذه الخفافيش

رغم مالديكم من مشاغل ومسؤليات عديده وفقكم الله واعانكم وبارك فيكم

جعلها المولى في موازين حسناتكم

دمتم جميعا بخير
[/ALIGN]