السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ننتقل الى المجموعة الثانية من الآداب.. وآدابنا اليوم هي آداب السلام.. وكم والله نجتاجها في حياتنا ومعاملاتنا اليومية..
قال تعالى{فإذا دخلتُم بيوتاَ فسلّموا على أنفُسِكم تحيةً من عندِ الله مباركةً طيبة}
قال عليه الصلاة والسلام(لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم.
الآداب:
1-من السنة إلقاء السلام أما رده فهو واجب:
ودليل وجوب الرد قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}
مسألة: إذا سلم الرجل على جماعة، فهل يتعين الرد عليهم كلهم أم يجزئ الواحد منهم؟
إن سلم رجل على جماعة، فإن ردوا كلهم فهو أفضل، وإن رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين. قال صلى الله عليه وسلم``يجزئ عن الجماعة إذامروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم''رواه أبو داوود.
2-صفة السلام:
أفضلها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يليها: السلام عليكم ورحمة الله
يليها: السلام عليكم .
أما صفة الرد فإنه يكون بمثل السلام أو بأحسن منه.
3-كراهة الابتداء ب"عليك السلام":
عن جابر بن سليم الهجيمي رضي الله عنه أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام، فقال (لاتقل عليك السلام ولكن قل السلام عليك) رواه الترمذي.
4- استحباب تكرار السلام ثلاثاَ، إذا كان الجمع كثيرا، أو شك في سماع المسلم عليه.
فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا وإذا اتى قوما فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا. رواه البخاري.
5- من السنة الجهر بالسلام وكذلك الرد:
عن ثابت ابن عبيد قال: أتيت مجلسا فيه عبد الله بن عمر فقال: إذا سلمت فـأسمع فإنها تحية من عند الله مباركة طيبة. أخرجه البخاري.
وقال ابن حجر: واستدل بالأمر بإفشاء السلام على أنه لايكفي السلام سرا بل يشترط الجهر، وأقله أن يسمع في الابتداء والجواب ولا تكفي الاشارة باليد ونحوه.
6-من السنة تعميم السلام أي"على من عرفت وعلى من لم تعرف":
لحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم:أي الاسلام خير؟قال (تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه البخاري ومسلم.
وسلام الخاصة-الذي يكون على المعارف فقط- من علامات الساعة الصغرى.
7-استحباب ابتداء القادم بالسلام:
وهذا أمر مشهور ومنتشر بين الناس.. والقادم يسلم على المقدوم عليه سواء كان صغيرا أوكبيرا..قليلا أو كثيرا.
8- من السنة أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، وا القليل على الكثير والصغير على الكبير:
وفي ذلك أحاديث صحاح عديدة، وقد ذكر بعض أهل العلم الحكمة من ابتداء المذكورين بالسلام فقالوا: سلام الصغير على الكبير: لحق الكبير من التوقير والتكريم وهو الادب الذي ينبغي سلوكه، وسلام الراكب على الماشي: حتى يحمل السلام الراكب على التواضع وعدم التكبر
وسلام الماشي على القاعد: لشبهه بالداخل على اهل المنزل.
وسلام القليل على الكثير: لحق الكثير فحقهم أعظم.
ولا يلحق المخلف لذلك حكم ولكنه تارك للأولى.
9- استحباب السلام على الصبيان:
عن أنس رضي الله عنه "أنه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرّ بصبيان فسلم عليهم" رواه البخاري ومسلم.
10- السلام على الأيقاظ في موضع فيه نيام:
حيث يخفض المسلم صوته فيُسمع يقظانا ولا يوقظ نائما، وهذا أدب نبوي رفيع حيث يراعى فيه حال النائم فلا يكدر عليه نومه وفي نفس الوقت لاتفوت فضيلة السلام.
11- النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام:
لقوله عليه الصلاة والسلام(لاتبدؤا اليهود والنصارى بالسلام. فإذا لقيتم أحده في طريق فاضطروه إلى أضيقه) رواه مسلم.
12-رد السلام على أهل الكتاب ب"وعليكم":
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم_إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم)رواه البخاري ومسلم.
13-جواز السلام على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين:
فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج –وذلك قبل وقعة بدر- حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله ابن أبي ابن سلول وفي المجلس عبد الله ابن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبدالله ابن أبي أنفه برداءه، ثم قال: لاتغبروا علينا. فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن... الحديث.
مسألة:هل يقال لجماعة فيهم مسلمون وكفار عند السلام:السلام على من اتبع الهدى؟
لا يقال السلام على من اتبع الهدى. وفي هذا قال ابن عثيمين رحمه الله: وإذا كانوا مسلمين ونصارى فإنه يسلم عليهم بالسلام المعتاد يقول السلام عليكم يقصد بذلك المسلمين."فتاوى العقيدة".
يتبع]]]]
