تاريخ التسجيل :
Mar 2002
رقم العضوية : 14
الاقامة : Lonely Soul
المشاركات : 3,579
هواياتى : poetry_music_deep meditation
MMS :
إم إم إس
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 64
Array
علاقة الظواهر الكونية بولادة الأنبياء وموتهم(منقول)
د محمد أبو رحيّم
المقدمــــــــة
إن [ALIGN=CENTER]الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا ً عبده ورسوله ، وبعد :
فقد عمد الإنسان منذ هبوطه من الجنة إلى استعمار الأرض بالأسباب التي ورثها بفطرته أو التي اكتسبها بخبرته ، وحاول جاهدا إيجاد تفسير معقول ومقبول لكثير من الظواهر الكونية ، فاختلفت منه الآراء تبعا لاختلاف عقائد الناس وأهوائهم ، ولم يكن العرب في هذا المجال أقل حظا من غيرهم ، بل فسروا هذه الظواهر وجعلوا منها علامة لولادة عظيم أو موته وامتدت هذه التفسيرات الموروثة إلى ما بعد البعثة النبوية حتى قطع النبي صلى الله عليه وسلم الربط بينها، بل ربط كل ظاهرة بسببها الكوني ، وحث الناس على فعل ما يجب فعله ، وقول ما يجب قوله ، عند مشاهدة أي ظاهرة من هذه الظواهر .
لقد كان ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، وفي هذه الذكرى يقود بعض أهل العلم الناس للاحتفاء بها .
لست الآن بصدد إن كان فعلهم مشروعا أو غير مشروع ؛ إذ يكفي فيه القول : إنه ( بدعة ) وهو على غير مثال سابق من عهد الصحابة ومن تبعهم بإحسان ، بل إن ما أهمني وأشغل فكري ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الذكرى من قصص وعجائب وغرائب يتلوها بعض من نُسب إلى العلم ، تجاوزوا بها الإنسان الكامل في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم حيث رأوا أن من لوازم نبوته واصطفائه أن تكون ثمة مقدمات وبشائر يوم الحمل به ، بل يوم مولده حتى إن في بعضها ما يخرج النبي صلى الله عليه وسلم عن النطاق الطبيعي للبشر ولسائر الأنبياء ، عليهم السلام ، فقالوا : - إن النبي صلى الله عليه وسلم كان نورا ظاهرا تراه الأعين في جبين عبد الله قبل أن تحمل به آمنة ، فلما حملت به انتقل ذلك النور إليها ، وقالوا : لمولده تصدع إيوان كسرى ،وانطفأت نار المجوس ، وغارت بحيرة ساوة ، ودنت النجوم حتى أوشكت أن تقع على الأرض ، وقالوا …..
وقفت حائرا بهذه الظواهر الكونية فتحسست صحتها فلم أجد ما يؤيد ذلك عند المحققين من أهل الحديث ، وعرضت رجال هذه الآثار على أهل الجرح والتعديل فوجدتهم بين ضعيف وكذاب .
جاء هذا البحث ليعالج أربع ظواهر كونية تناقلتها كتب السيرة والمؤرخون حتى أصبح من المستهجن القول بخلافها عند كثير من أنصاف المتعلمين وعوام الناس الأمر الذي استدعى عرض إسناد هذه الظواهر على رجال الجرح والتعديل واستنطاق أهل الحديث ، ثم عرضها على معقول العلم ، ذلك أن الدين لا يأتي بما يخالف المعقول وإن يأت أحيانا بما تحار فيه العقول ، وقد توصلت إلى تقرير القول بضعف هذه الروايات وأنها ليست فيما يصح من الدين في شيء .
وقد جعلت بحثي هذا في أربعة أقسام :
كان الأول للتعريف بالظواهر الكونية ، والثاني : لبيان علاقة الظواهر لكونية بمبعث الأنبياء
واستعرضت في الثالث قاعدة نبوية عظيمة أيدتها بالقرآن الكريم ، وفي المبحث الرابع ناقشت ظاهرة النور في جبين عبد الله ، وظاهرة انهدام إيوان كسرى وغور بحيرة ساوة ، وظاهرة دنو النجوم وظاهرة نجم أحمد ؛ بل إن ما يجب مناقشته ورده من حيث المعقول والمنقول كثير جداً ، وشأننا في ذلك كله أن لا نثبت إلا ما ثبت بالدليل الصحيح عند علماء الحديث .
والله أسأل أن يجعل عملي خالصاً صواباً ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
[/ALIGN]