إن الدارس للعلاقة السلوكية بين العرب سكان الصحراء وبين مفردات بيئتهم المحلية يجد ان علاقة قيمية، تعج بمشاعر الألفة النفسية تضج في وجدان الإنسان العربي، ابن الصحراء فتلون ضميره، بأحاسيس عاطفية، ينفثها رفقاً ورحمة على هذه الأحياء الجميلة، التي يأنس لمشاركتها له في عيشه ومكانه.
فالعربي تساوره مشاعر الأنس عندما يرى حيوانا فطريا يمرق من قربه، أو يمر على بعد منه، وهو يسير على ناقته في الصحراء وحده، وكثيراً ما هيّجت العرب غزالة رشيقة القوام تقود «جميلة» رنت بعيونها الدعجاء وبرقبتها الممشوقة تتأهب منهم هرباً.
وما درت هذه «العنود الجميلة» انها حرّكت مواجع الهوى في نفوس الركب والهبت مشاعر الجوى ومفارقة الأحبة، حتى شرعوا يترنمون على صدى الذكريات بأشعار العشق ويعزفون آهات الحنين في محبوباتهم اللواتي اججن لواعج الجوى بهم.
مناظر ذلك القطيع من مطافيل الظباء وخشوفها وهن يرتعن في إحدى الرياض البرية المعشبة حيث تتماثل عند العرب صورة المرأة الجميلة بالظبية.
وخلال سفري الممتع في كتب التراث العربي عجبت من كثرة أسماء الظباء عند العرب وألقابها، وهي أسماء وأوصاف مختارة طبقاً لفلسفة جمالية خاصة تتوافق مع الصورة الجسدية لهذا الحيوان الجميل، ولقد اعتمدت على مراجع كثيرة في هذا الموضوع كانت لي رفداً غنياً بهذا البحث المتواضع، ومن باب الحب والانجذاب لصور الحياة الفطرية في تراثنا العربي الخالد شرعت أفتش عن هذه المسميات وقد وفقت ولله الحمد في ذلك داعياً القارئ الكريم ان يشاركني لذة هذه السياحة الفطرية من خلال التوغل في عالم الحياة الفطرية في تراثنا العربي.
وإليكم هذه الأسماء والصفات:
1 الظبي: اسم الذكر والجمع «أظبٍ، وظباء، وظُبيًّ، والأنثى ظبْية، وأرض مظباة كثيرة الظباء.
2 الطَّلا: ولد الظبية أول ما يولد.
3 الغَزَال: ولد الظبية حين يتحرك ويمشي، أو من حين يولد إلى ان يبلغ أشد الاحضار، والجمع: غِزْلة وغِزْلان.
وظبية مُغزِل ذات غزال.
4 الشَّادن: ولد الظبية إذا قوي وتحرك، شدن الظبيُ، وجميع ولد الظلف والخُفّ والحافر من باب شُدُونا قوي واستغنى عن أمه.
واشْدنتِ الظبية فهي مُشْدِن، شَدنَ ولدُها، الجمع: مَشَادِن ومشادين، إذا طلع قرناه فهو شادن أيضاً، وقد شدن يشدُن.
5 الشَّصَر: ولد الظبية إذا بلغ شهراً.
6 الجِدَاية: ولد الظبية إذا بلغ ستة أشهر أو سبعة للذكر والأنثى.
7 الخِشْف: بضم الخاء أو كسرها أو فتحها وتسكين الشين كالجداية، وقيل: هو ولد الظبية أول ما يولد، أو أول مشيه، يطلق على الذكر والأنثى والجمع: خُشُوف وخِشَفه.
8 الرَّشَا: الفتى من الظباء، وقيل: هو الظبي إذا قوي ومشى ومعه أمه.
الجمع: أرْشَاء.
9 العَلْهب: التَّيس من الظِّباء وقيل: هو المسن منها.
10 المَطَافِيل: التي معها أولادها، وظبية مُطَّفِل ذات أولاد.
11 الهَميج: المُغْزل التي قد أهزلها الرضاع.
12 الأرْفِي: لبن الظبية.
* الحِمْلاج: قرن الظبية.
* المُشْقة: التخطيط في قوامها.
نعوتها:
* العُطبُول: الطويلة العنق.
* العَاقِد: الظبي الذي في عنقه التواء، أو التي انعقد طرف ذنبها.
* العَميْثل: الطويل الذنب.
* الأدْم: ظباء بيض تعلوهن جُدَدٌ فيهن غُبْرة، وهي التي تسكن الجبال وقيل هي: الطوال القوائم والأعناق، البيض البطون، السُّمُر الظهور وهي ظباء الحجاز «الكُحْلُ».
* الأرام: وهي البيض الخالصة، واحدها رِئْم أو ريم، ومسكنها الرمال.
* الأعْفَر: الاعفر من الظباء الذي تعلو بياضه حمره، وقيل: هو الذي في سَرَاته أي ظهره حُمرة.
وبنَائِقه بيض: بنائقه «أقرابُه وأرفاغه وعضداه وما حول بطنه».
وقيل العُفرة: غُبْرةٌ في حمرة، والذكر: أعْفر، والأنثى: عَفْراء.
* القهْد: الأبيض من أولاد الظباء والبقر الوحشي.
* الهَبيج: الظبي الذي له خطان في جنبيه بين شعر بطنه وظهره.
* الأعْصَم: الذي في ذراعه بياض.
* العَيس: هو في الظباء مثله في الإبل، وهو بياض مُشْرَب صفاء في سواد خفيف.
قرونها وآذانها:
* ظبْيٌ أشْعبُ: إذا تباعد طرفا قرنيه.
* المصمع من الظباء: المُلتزق الأذن.
* ظبي أعْقف: معطوف القرن.
أصواتها:
* البُغَام: صوت إناث الظباء خاصته.
وقيل: هو دعاؤها ولدها بأرخم ما يكون من الصوت وهي ظبية بَغُوم.
وقيل البُغَام: اختلاس الصوت.
* المَأمَأة: صوت الظبي إذا تواصل صوته.
* النَّزيب: يَنْزبُ نزيباً، صوت خاص بالذكور، والنَّيزب: ذكر الظباء والبقر الوحشي.
المصــدر صحيفـة الجـزيرة
