" منطق قصيدة ! " .. للنقاش ( 2 ) " أجل .. أنتِ فاتنةٌ إنما..!"

[رغــد]

[align=center]

..

غرور المرأة .. كبرياؤها ..
لماذا ينفر منه الرجل !
هذا هو الذي جعل " صالح جودت " يقول :

أجل أنتِ فاتنة .... إنما
أرى عزة النفسِ لي أفتنا.

وإن كان عندكِ سحر الجمال
فسحرُ الرجولة عندي أنا.

يحبّكِ قلبي .... ولكنهُ
يخاف دلالكِ إن أعلنا .

فلاتجعلي من غرور الأنوثة
سيفاً يشق الهوى بيننا .

كيف يفهم الرجل غرور المرأة ؟!
أهو دليل صارخ على أنها لاتحبه !!
أم أنه يشعر بأنه لايستحقها في نظرها .. لذا ينفر من هذا الغرور .!
كيف يطرد الحب ..لأنه يخاف على الكرامة ؟!

..

لماذا المرأة إذاً .. تحب وتعشق غرور الرجل ؟!
لماذا لاتخشى على كرامتها في الحب ؟!
أهذا يعني أنها تحب " أكثر " دائماً ؟
لماذا تتنازل له عن كل الكبرياء بلحظة .. فتصبح " الدموع والألم والبكاء " أجمل معاني الكبرياء ؟!

تقول سعاد الصباح :

ياحبيبي إن قلبي ليس يعصي لك أمرا
كلما هيّأت لي تضحيةً .. هيّأتُ عشرا

لو طلبت الشمس والزهرة والأنجم طُرّا
لترامت حول أقدامك بالفرحة سكرى

مُرْ تجدني أجعلُ الليل إذا ماشئتَ فجرا
والخريف الجهم نيساناً وألواناً وبُشرى


..

الخلاصة :

لماذا ينفر هو من كبرياءها وتعشق هي كبرياءه !!

.
.


رغــد[/align]

[المتمرد]

ما الذي تسعين إليه يارغد ؟

أتريدين الوفاق بين ذات التناقض .؟
لن تستطيعين

أوعدك إن شاء الله بعودة ذات صفاء ..
عودة ملؤها الذات بكل المتناقضات .
سأكون مسرورا لو سبقني أستاذنا الشاعر " أحمد السعيد "

[رغــد]

أهلاً بك " المتمرد "

وأهلاً بإطلالتك الأولى ..
أنتظر عودتك بلهفه كبرى .

كم يسعدني أن تشرح هذا التناقض ؟!
.
.
من المدهش أن تقول لي احداهن :
لماذا يغني "محمد عبده " ويقول :
يادموعه ليه يبين لي خضوعة .. ليه يجرح كبرياءه في رجوعة !

ولكن صالح جودت قال :
فلاتجعلي من غرور الأنوثة .. سيفاً يشق الهوى بيننا ..!

ماذا يريد الرجل ؟
.
.

لقد حارت فيه لأنثى . وأتعبها بعض التناقض !

.

أنتظرك أخي . فلاتتأخر .

[المتمرد]

مرحبا الفاضلة " رغد "

الموضوع هذا بقدر مافيه من التناقض بقدر مافيه من الوضوح . ويكون فيه الوضوح جليا عندما نعطي كل مصطلح حقه من التعريفات التي لانختلف عليها والذي قد يخرجنا عن منطق القصيدة إلى منطق الغرور والكبرياء ليسقطا على القصيدتين لا أن تسقط القصيدتين على الغرور والكبيرياء لسبب بسيط هو أن الشعراء يحملون كثيرا من المتناقضات فيما بينهم البين فنجد شاعر يكاد أن يسجد بقصيدته لحبيبته ونجد عكس ذلك بل أن من الشعراء من يناقض نفسه بقصائده فنجد قصيدة تنقض الأخرى وقد لايكون تناقضا بقدر مايكون نتيجة للحدث الذي عبره عنه لذا برأيي لانستطيع أن نقيد غرور وكبرياء المرأة مع كرامة الرجل بهاتين القصيدتين ... وأظننا لو بحثنا عن قصائد جودت الصالح وسعاد الصباح لوجدنا في قصائدهم ماينقض هاتين القصيديتن وبالتاكيد سيكون نتيجة لحالات معينة مرا بها ..

أنتِ هنا تريدين أن تسقطين القصيدتين على الغرور والكبرياء والكرامة من باب أن منطق القصيدة هكذا يقول كما هو ظاهرها على الأقل بالنسبة لك كونك تستشهدين بها أي القصيدة ..

فجودت الصالح يشهد للحبيبة بأنها جميلة وبأن " قلبه " يحبها ولكن لايوجد عنده استعداد لئن يذبح كرامته على عتبات " غرورها "

بالتعمق يارغد في كلمات الشاعر نجده أوحى إلينا أمورا هي في غاية الأهمية يشرح بها حالته التي هو عليها والتي لايمكن أن يغير منها ولكن بأسلوب مخاطبة جميل جميل جدا جدا أعجبني أسلوبه كثيرا أسلوبه أخرج ماكان يقبع ذاتي لفهم الغرور والكبرياء عند المرأة والرجل على حد سواء ...

تأملي رغد :-
في بداية القصيدة شبه مقايضة أو بالأصح كأنه يقول عندي مايعادل ماعندك وتُترجم أيضا تحتاجيني مثلما أحتاجك فتنتها مقابل عزة نفسه وجمالها مقابل رجولته وهذا لايعني انتقاصها عزة نفسها أو أنوثتها الطاغية بقدر مايعني أن عندي عزة نفس تقاوم جمالك وفتنتك إذا ما وصل الأمر إلى أن تغتر الحبيبة لتمارس سطوة أنوثتها الطاغية عليه كما ويعتبر مديح وثناء لأنوثتها وجمالها.

والدليل على أنه لايمارس كبرياءه عليها " كرجل " الدليل في طريقة مخاطبته الجميلة جدا جدا والأكثر من رائعة ..

تأملي في البيتين أدناه ..
يحبّكِ قلبي .... ولكنهُ
يخاف دلالكِ إن أعلنا .
ألم يكن بإمكانه أن يقول :-

أُحبك أنا ...... ولكنني
أخاف غرورك إن أعلنا
بغض النظر عن أن البيتين سيهتزّان موسيقيا ووزنا بغض النظر عن ذلك فالفارق كبير كبير جدا بين المعنيين ..
فعندما يعلن حبه عن طريق قلبه فهو يوحي إن الحب لاإرادي والقلب لا إرادي والحب مصدره القلب مثل البغض والعزة والأنفة والكرامة لايقل من ذلك شيئا فقلبي الذي أحبك يخاف أن تغترين وهو ذاته الذي يرفض غرورك كتحذير منه ليس إلا .. والدلال يارغد غير الغرور " ولكأنه " يقول أن ماتمارسينه من غنج ودلال هو بداية غرور فأحذري أن يشق سيف الهوى بيننا فمبقدار الحب الذي أكنه لك تعادله كرامة لن أذبحها على عتبات غرورك .

فلاتجعلي من غرور الأنوثة
سيفاً يشق الهوى بيننا .


.............

وللإجابة على سؤالك :-
غرور المرأة .. كبرياؤها ..
لماذا ينفر منه الرجل !
هذا هو الذي جعل " صالح جودت " يقول :

رأيي الشخصي ومفهومي المتواضع أقول نعم هذا مايجلعه يهدد بالنفير " ولم ينفر"

إما لماذا ينفر الرجل من كبرياء وغرور المرأة . فأظنه لايوجد " بشر " على وجه الأرض بغض النظر عن جنسه أكان رجل أو امرأة . لايوجد على هذا الكون من يقبل بأن يتكبر عليه أحد مهما كانت مقربته منه . وأن كان البعض يقبل ذلك ( والبعض تعني الرجال والنساء ) وهم قلة وقبولهم نتيجة لحب أعمى طغى على قلبه وكرامته وعزته وأنفته وهي حالات شآذة ..

غنج المرأة ودلالها وممارستها سطوة أنوثتها حق من حقوقها بل وفطرة فُطرت عليها المرأة . ويشكل الغنج والدلال والأنوثة الطاغية يشكل حالة غرور دون غرور أي بمعنى تحب فيه المراة أن تلفت قلب وكيان وكينونة حبيبها لا لتتكبر عليه ولكن لتشعر بأنها استحوذت على قلبه دون أن تمس كرامته ... أنه غرور محبب عند الرجل وله سقف " محدد " إذا تعدت به السقف أصبح في حكم الغرور الممقوت الذي لايقبله الرجل على نفسه وكرامته والذي قد يؤدي إلى حالة الفراق الدائم مع بقاء تعلق القلبين ببعضهما مفصولين بحد سيف الكرامة والعزة والأنفه والتي تمثل طبيعة الرجل ..

هذا أمر يارغد ..

أمر آخر قد يكون عند الرجل أو عند المراة .. هذا الأمر هو طبيعة نفس هذا الإنسان التي عاش بها وعليها فالبعض " مغرورا " بطبيعته ولايستطيع أن يتغلب على غروره مهما تطبّع ومهما حاول أن يغير من تركيبته وهذا النوعية لايعني أنهم لايحبون ولايعشقون بل هم مثل الآخرين ويعشقون ويحبون بنفس الدرجة ونفس المرتبة غير أنهم لم يستطيعوا أن يقضوا على صفة الكبر والغرور التي تؤدي بدورها إلى نهاية مفترق طرق بين الحبيبن وبالرغم من أنهما افترقا لكن لازالت قلوبهما معلقة ببعضها . في حالة كهذا عندما تكون عند أحدهم دون الآخر أي عند المرأة أو عند الرجل في هذه الحالة الطرف الأخر لايتستطيع أن يتقبل الأول بآفة الكبر والغرور مهما كان حبه له ولهذا نجده ينفر لأن كرامته وعزة نفسه لاتقبل بذلك وليس شرطا أن يكون الرجل الذي ينفر فقد تكون المرأة . فالنفير ليس من المرأة أو من الرجل بل النفير من الصفات القبيحة صفات الغرور والكبرياء ولا اظن أي امراة مهما كان حبها لحبيبها أن تقبل إهانته لها . فهي لاتعشق الكبرياء فيه " ككبر " بل تعشق أن يكون شامخا بكبرياء رجولته التي تعتز لئن يكون حبيبها شامخاً بصفاته الرجولية .

أُرهقت كتابتة وتعمقا يارغد لذا اتوقف وساعود إن شاء الله لتساؤلاتك الأخرى وإن كنت قد أجبت عليها في الظاهر العام .

[رغــد]

الفاضل / المتمـــــرد .

أثريت الموضوع كثيراً .
حتى جاءت مداخلتك أفضل من الموضوع أضعاف مضاعفة .
وضعتُ يدي على خدي , واستمتعت كثيراً ..وأنا أقرأ هذه المحاضرة الأدبية القيمة التي طرحتها هنا .
تنم على حسك الأدبي الرفيع والراقي جداً .
.
.
أشكرك بحجم السماء .

[المتمرد]

الفاضلة " رغد "

كل الشكر لك ولقد أحرجني كرمكِ كثيرا سامحك الله .

عن جد أنا محرج كثيرا سواء هنا أو في منطق قصيدة (1) رفعت قدري الأدبي كثير كثير جدا وأنا في الحقيقة لازلت في مرحلة قبل " الحبو " الأدبي بل لازلت رضيعا مستلق لظهره أدبيا . أنا أقل من قطرة في الأدب يارغد وأقسم على ذلك ليس من باب التواضع والله بل من باب التعريف عن شخصي كما أنا ولا أحب أن يعرفني الغير بغير ما أنا عليه حتى لا أضع نفسي في مواقف حرجة .

لايسعني إلا أن أشكر لك كرمك وتواضعك ...

[رغــد]

لاتقل أنك مازلت رضيعاً في الأدب ياأخي وإنما قل : " هذا من فضل ربي "
يسعدني إثراؤك لأي موضوع .
وهذه دعوة مني أرجو أن تتكرم بقبولها :
أحب أن تكون طرف رئيسي في منطق أي قصيدة أطرحها بإذن الله .
.
.
كل الشكر .

[الأصيـــــــــل]

أستمتع بعذا التجاذب الجميل

والطرح القوي

سأعود ... لأقرأ واستفيد أكثر

وقد أقول ...!!!!


لكم التحية،،،،

[المتمرد]

حبا وكرامة يارغد ما سمح لي وقتي شرط أن لا أكون طرفا رئيسيا ولكن تلميذا يجيب وقت ماكانت عنده الإجابة .

والبركة فيكِ وفي الأخ الأصيل الذي وعدنا بعودة وفي استاذنا الشاعر الأريب والذي سيكون الأقرب منا جميعا في فهم مفردات الشعراء ظاهرها وباطنها الشاعر " أحمد السعيد " كما انها فرصة لكل محبي الدرر ولكل المواهب .

أشكرك رغد .

[القلب الابيض]

اسعد الله اوقاتكم بكل خير...

هي اضافة صغيرة ..لرد اخي المتمرد...

فكما قال

غنج المرأة ودلالها وممارستها سطوة أنوثتها حق من حقوقها بل وفطرة فُطرت عليها المرأة

يتضح ان هذا الحق طبيعي ...وهذا لا ينفي ان الرجل لا يحب هذه السطوة..ما دامت..تحت جناح كبريائه ..

اذا خرجت عن هذا الاطار تصبح هذه السطوة ..شيئا منبوذا من قبله..بل وتكون المقدمة لكل خلاف..

طرح اكثر من رائع اخيتي رغد

دمتم بكل الخير

القلب الابيض