[align=center]
- تمامـًا كتلكَ القهوةِ العربية التي لمْ أستسغ مذاقها يومـًا ، وَ كانَ العِشقُ مِنـْها يُدمنها كـُلَّ صباح ..
فأدمنتها بدوري !
علمتنـِي (( أمِّي )) كيفَ أدْمـِنُ الورق ..
كيفَ أصافِحُ الكلمات ، وَ أصنع منها أهازيجــًا تـُطربني ..
..
فُرجة الانصراف اعتادت ملازمة الظهيرة ..
آهـٍ من ذاكَ القيظ ، وَ من خمار ٍ أسود اعتاد خيانتي بحرارة ٍ فوق موائد الشمس !
وقتها كنتُ أصارع السابعة ..
يقولون لأمي : كان هذا وَليدُ الأمس ، يُراقص ميلادَ فتاتك ..
فأسرُّ لها : هه.. يَظنون أنني " طفلة " ، عجبي !!
هُم ْ لا يعلمون أنني أجـِيدُ القراءة ، وَ أرتدي العباءة ..
قالتْ لي : أنتِ كبيرة .. كبيرةٌ جدًا وَ هذا " سِرنا "
..
" ماما " كيف تـُمسكون بهذا الشيء ..
صفحاتٌ شريرة .. تتدافعُ أرضـًا بعيدًا عني ..
- ابْسُطيها أرضــًا .. نعم تمامـًا هكذا ..
وَ اقلبيها واحدةً واحدة ..
- أنتِ لا تفعلين هذا ..
لما تـَقِفُ بينَ يديكِ وَ تأبى ذلكَ معي ..
لا أحبُّ هذه الأوراق ..
- اسمها " جريدة " ..
كانَ الجوابُ وقتها أيـًا كان ..
فصاحبة السابعة تلك لم تعلم أنها سَتـُدمن الجرائد !
لتصبح كبيرة السابعة ..
وَ
التاسعة ..
وَ ما بعدها بعشر ساورنيَّ الشك !
..
بين الفينة وَ الأخرى تـُأكدُّ لي الجَرائِد أنَّ وجودها بينَ يديَّ هوَ بعضٌ
من إدمان ٍ أورثتنيه أمي !
وريقاتٌ هزيلة مُـترعة ٌ بالصور ..
وَ
بفلان ٍ الذي ذهب وَ الآخر الذي جاء !!
كثيرًا ما تمنيت أن يلتقيا في مُنتصف الطريق !!
ظنــًا منــِّي أنَّ لهذا أن يُـزيل عن كاهلهم عناءَ لقاء ٍ ثالث
على شرف المجيء وَ ولائم الصُحف ..
..
اليوم مَنحنا ثـُقبُ الأوزون مزيدًا مـِن الضوء ،،
كثيرًا من الخوف وَ الارتعاش من
احتباس الحرارة ، الموت ، الانقراض ، وَ أشياءَ أخرى كثيرة ..
إلا أنــَّه كان نبيلاً جدًا لدرجة ٍاستجابَ فيها لِطلب ِ " غوته " المُحتضِر مانحـًا الوجود
(( مزيدًا من الضوء ))
..
" هه " .. مرَّ بي ذاتَ يومٍ – وَ قليلاً ما يَمرُّ- مشهدٌ واسع الحيلة ..
لا أعلم ليومي هذا أأفرط في السخرية ؟!
أم أنَّ السخرية اعتزلت ساحاتي عُقبه وَ تحجَبتـْ !!
وَ ظنــِّي هو أنها من بعدهـ قد أفلست " المَهزأة " كما أفلس آخرون فنيـًا " الفن " أو أفلسهم ، فاحتجبوا
وَ تحجبنْ !
إلا أنني أعيدُ الظنَّ أدراجه ؛ لأقول " إنَّ بعضَ الظنِّ إثم ْ "
أعودُ لمشهدي ذاك ، فمازال يَمتطي ركاب القهقهة كلما مرَّ بي ..
- تأتي الدُمى العزيزة -وقد كانت أبطال المشهد- ؛ لِتستقرَّ على المقاعد ..
يستهـِلُّ المذيعُ بحرارة : لقاؤنا اليوم مـِـن أرشيف الذاكرة العربية !!
وَ ضيفُنا الكريم .. سعادة ُ الرئيس الراحل " أنور السادات " !
تَختلج ُ الإضاءة ، وَ تـُدار الموسيقى الوطنية ..
لتقف على حدود تمازج ٍ غريب مع أعزُوفة ٍ لِـبتهوفن " طططا طططا "
عندها يظهرُ الوجه وَ أمامه شاشةٌ "ملونة" تزفُّ إليه أخبار الحاضر
السوداء ..
يئِـنُّ الراحل لثوان ٍ ، وَ بعد لحظات يسأله المُذيع ما لا تـُسعفني به الذاكرة إلا أنَّ له علاقة ببني العمومة
دون شك وَ بما رُميَّ به وقتها جريرةً لسياسته معهم ؛ ليرقص
وَ يتمايل وَ يردد الكثير من ضمنه ما يضحكني حد النواح !!
يقول : " وَ سأرقص في قبري فرحــًا "
وَ لما لا أرقص يا عم ، وَ ليرحمكَ المولى ..
..
دعواتُـ اللعن المسائية الصباحية المقامة على ضريح " شرخ الأوزون " ذاك
تـُحيي بداخلي ذات المشهد ..
أتراها هيَ الأخرى تتراقص بفرح ٍ فوقـِيٍّ وَ هيَ ملعونة ُ الأعلى وَ طـُلاَّب
الحقِّ مسكوبة كراماتهم دُونها ، وَ الناهبون على حق !
أتراها تقول : بــِنبلٍ مَنحتكم وصية " غوته " ،
وَ النبلُ يمحي ما قد سَلف !
أتراها ؟!
..
أوزوني العزيزة ،،
(( مزيدًا من الضوء ))
حملتي ..
لي ، للجرائد وَ الجميع ..
فالضوء نور ..
وَ
النور حقيقة
وَ جرائد اليوم تـَسنُ سيوف النور علــَّها تدفعُ الحقيقة يومـًا بالحقيقة !
..
- امتنانــًا لكلِّ أولئك الذين أدمنتهم ، وَ أدمنتُ حقائقهم
وَ رغم كلِّ شيء لا يزال إدمانهم محببـًا إلى نفسي " كانَ هذا " وَ سيكون البياض ..
لهم هنا مُـتـَسعٌ ، فاحذروا العدوى !
**
مسكُ الكلام :
وَ كبرتُ يا " ماما " كبرت جدًا ، فما باتَ السرُّ سرًا بعد ..
وَ أمسى السرُّ " صغيرتي " !!
[/align]
[align=left] - شرفوني بمقال ٍ أعجبكم [/align]