صباح الأنوار ..
صباح مؤلم ...
فقد انتصر اليأس في معركته ..
و رضخ له الواقع ..
صباح ...
غطى نوره شبح الموت ...
و يداه الشاحبتان ...
فكانت هذه الرسالة ... لأغلى البشر ..
و حده أبي ..
((
أبي ..
في هذه الليلة سأرحل ..
فابقى بجانبي .. احرسني ..
و ادع لي بتوبة يسبقها رجاء ..
سأموت في هذه الليلة ..
أرى الموت استحث الخطى نحوي هذا المساء ..
لا تمنعه عني أبي ..
و إياك أن يغلبك البكاء ..
عشت أعوام طوال ..
و كان لي موفور الحظ من الأنين و العذاب ..
لا تسأل عني أبي و تقول ..
إلهي و جه ابنتي كيف غاب !!
لا تردد سؤالك أبي ..
فليس لسؤالك بعد جواب ..
فلتنسى أبي هذا اليوم ..
و تذكر ما عشناه معا من أعوام ..
و كيف كنت تطوع لي الأحلام ..
و عرسي ..
أجل عرسي ..
أتذكر أبي أين كان سيقام !! ..
ها قد انتهى سرب العمر ..
و صلت إلى نهايته و ليس لي منه مفر ..
سأقف وحدي لأول مرة بجانب القدر ..
أبي ..
كم تمنيت أن أفديك بالروح ..
و لكن ..
أيهدي الروح مدبوح !! ..
أحبــــــــــــــــــــــــك أبي ..
فاعذر توسلاتي الجاثية ..
و سامحني ..
فقد كنت طفلة لاهية ..
آه أبي ..
سقطت أحلامي من دوحتها العالية ..
بعد أن تشبثت بأغلال حياة واهية ..
أبي ..
سأموت و أنا أحمل غيرتي الطفولية ..
فلا تحب أحدا من أخوتي مثلي من بعد ِ ..
فقد بقيت كما أردتني في حياتي ..
و فية بعهدي ..
عدني الآن أبي ..
قبل أن أُزف إلى لحد ِ ..
و أخبر حبيبي ..
بأني لم أعشق غيره إنسان ..
أبي هذه كلمات تهز كياني ..
أبي لا تجعل أحداً يقترب مني ..
و غطني بأكفاني ..
لم تجعلني يوما بحاجة لأحد ..
فلا تجعلني في آخر يوم ..
و احمل وحدك جثماني ..
و ادفني أبي ..
و أبقى قربي تتلو علي آيات من القرآن ِ ..
و إذا أغلق قبري ..
كفكف دموعك ..
و تذكر أبي ..
في رحاب الخلد روحانا ستلتقيان ِ ..
ابنتك
إســراء