((المساواة بين الرجل والمرأة ))
عبارة جوفاء تتردد على أسماعنا بكثرة في السنوات الأخيرة ...وانساق وراءها بعض ابناء وبنات الأمة دون تمييز لأبعاد هذه الدعوة ...
فما هو النجاح المرجو تحقيقه من مخالفة الطبيعة ...
إن الله حين خلق البشر جنسين مختلفين كان ذلك لحكمة إلهية .. فجعل لكل من الفريقين سماته وخصائصه النفسية والجسمية التي تميزه عن الجنس الآخر .. وجعل لكل منهما دوره ورسالته الخاصة به في الحياة ..
وقد لعن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال.. والمتشبهين من الرجال بالنساء ..
فكيف نأتي بعد ذلك لنطالب بالمساواة ..
وأي نجاح يمكن أن يحققه البشر في ظل تلك المساواة البلهاء .....
***
ان النجاح الحقيقي الذي تحققه المرأة في الحياة هو أن تؤدي رسالتها كامرأة حقيقية كما أراد لها الله أن تكون ..فتبدأ حياتها فتاة صالحة ثم زوجة ناجحة وأما حنون ...بهذا فقط تكون المرأة قد أدت رسالتها بنجاح ..
والمشكلة التي أدت لطلب المساواة هي إساءة مفهوم الأنوثة ..فالمفهوم الصحيح للأنوثة لا تدركه كل النساء ....
فهي ليست خضوع واستسلام ..وليست سلبية وانهزام ..ولا تنصل من المسؤوليات ..واتكال كامل على الرجل دون شخصية وإنتاجية وطموح ...كلا .....
فالأنوثة لا تمنع من النجاح في العلم والعمل ..و إدارة شؤون الأسرة والأولاد بكفاءة ونجاح ..
ولكن حين تكون مع زوجها ..معه فقط .. تبدي له ضعفها وان لم تكن ضعيفة ..
تغمره بحنانها ودفء عواطفها ....
تشعره بحاجتها له في كل تفاصيل حياتها وإن لم تكن تشعر بهذه الحاجة فعلا ....
فكم من البيوت السعيدة انهارت بسبب تذكير المرأة لزوجها باستغنائها عنه .واستعلائها عليه لسبب أو لآخر ...مما يجرح كبرياءه ..فيبحث عن أخرى .... يرضي معها غروره ...
فلكي تفوز المرأة بقلب زوجها يجب أن ترضي غروره كرجل .....
ولا شئ يرضي غرور الرجل قدر شعوره بحاجة زوجته له ..وهذا هو سبب نجاح الحياة الزوجية في الماضي أكثر من اليوم ....
***
و الرجولة الحقيقية ايضا كثر من يجهلون معناها ..فالرجولة ..ليست تسلط وجبروت وديكتاتورية ..ليست شتم وضرب وهمجية ...فابشع ما في الوجود أن يتجرد الإنسان من إنسانيته وينقلب وحشا كاسرا ...
والرجل الحقيقي هو من ينجح في أن يجعل امرأته تحترمه حبا فيه ...واعتزازا به ..
وتطيعه رغبة في إرضائه وحرصا على اسعاده لا خوفا منه ومن ظلمه ..
يحتويها بحنانه ولا يشعرها بضعفه وان شعر به ..بل عليه أن يشعرها بأنه حصنها الحصين ..ويغمرها بدفء عواطفه فيرضي غرورها كأنثى .. هذا هو الرجل الذي يفوز بقلب المرأة ...
إن أي شخص يحاول التشبه بالجنس الآخر يفقـــــد هويته كإنسان ويرفض كلا الفريقين الاعتراف به ..
.فليس هناك أجمل من الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها ..
***
في النهاية . الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع هي انه مهما طولب بتحرير المرأة ..ومهما نودي بمساواتها بالرجل ...فستبقى المرأة امرأة.... والرجل رجلا.... إلى أن يرث الله الأرض وما عليها .....فارادة الله أقوى من كل شئ.....
تحياتي للجميــــــــــــــع .......