السلام عليكم ورحمة الله ..
ان ما حدث خلال الفترة الماضية قضى على أعصابنا و أحرق قلوبنا ودمر البقية الباقية من الكرامة العربية التي كنا نرجوا أن يصونها حكام العرب ...
في بداية الحرب لم نتوقع صمود قوي ... ولكننا رأينا فعلا حربا تستحق أن تسمى بالحواسم ... شرفاء عرب يدافعون عن تراب أرضهم بالأرواح رغم ضعف الامكانات وعدم التكافؤ بين الطرفين ...
وكان هذا الموقف اضافة الى الإطلالة الواثقة للرئيس الصحاف والتي كانت تزودنا بجرعة عالية ترفع معنوياتنا لنزود قلوبنا بالأمل ...
وكان الجميع و أولهم قوات التحالف التي ذاقت الأمرين عند دخول ام قصر والناصرية وغيرها من صغار المدن العراقية ... توقعوا حربا ضروس قد تطول شهورا قبل أن يتمكنوا من اقتحام بغداد ...
ولكننا استيقظنا على واقع مرير ... ونتائج مخيبة ... ورأينا بأم أعيننا أولئك( العلوج )
وهم مسترخون وق دباباتهم في قلب ميدان التحرير دون ان يستخدموا مدافعهم ... لماذا ؟؟
لأنهم ببساطة لم يجدوا من يطلقوها عليه ...
بعد ذلك تجمع أفراد من اللصوص والمرتزقة ليظهروا الفرح والابتهاج وهذا ما لا يمكن أن يفعله أي انسان شريف غيور على أرضه وعرضه ...
وان كان ثمن الاطاحة بنظام صدام ثمنه أرض العراق فهم يستحقون العزاء بفادح مصابهم وليس التهنئة بسقوط نظام ظالم ...
ان من ابتهجوا بما حدث وهم مهما كثروا لا يمثلون ابناء العراق الشرفاء لا يعلمون أنهم كالميستجير من الرمضاء بالنار ...
وهاهو أول خط أنابيب سيضخ نحو اسرائيل الابنة المدللة للولايات المتحدة ... ومن أول الشروط على الحكومة الجديدة التي قد تكون عراقية شكلا فقط الاعتراف باسرائيل ... وان استمر الصمت العربي والذل والهوان والاستسلام بهذا الشكل فلا استبعد ان نرى اليهود على اراضينا بعد اعوام قليلة ...
ولكن ... وبصراحة لا زلت عاجزة عن تصديق ما حصل ...
وظللت أمنى النفس بأن في الأمر خطة ... و أن الحرس الجمهوري والقوات العراقية التي تقدر بمئات الآلاف ستظهر .. وستنتصر .. اة على الأقل ستسقط بغداد بشرف ... وليس بهذا الشكل المهين ....
كلنا سمعنا المحللون السياسيون الذين فقدوا القدرة على التفكير والتحليل ... وكل ما قدموه لنا اليوم هو مجرد تكهنات لا تستند على شيء من الواقع ...
فمنهم من يقول أن صدام قتل ...
ومنهم من يقول هرب .. و أنا أستبعد هذا ...
ومنهم من يقول انه عقد صفقة مع الولايات المتحدة بأن يغادر العراق بسلام مقابل تسليم بغداد ...
وبعضهم يقول انها خيانة من بعض قيادات الجيش ؟؟
وغيرها كثير ...
الا أن السؤال الذي لا زال يلح على عقلي وقلبي الدامي ....
هل كل الجيش خونة؟؟
ان كان قائد الجيش خائنا ... فهل كل من معه خونة ؟؟
وهل المواطن الحر الشريف ينتظر أوامر ليدافع عن شرف أرضه ؟؟
لا أعتقد ؟؟ فماذا حدث ؟؟وما هو السر في هذا السقوط المهين ... الذي جاء بعد موقف عربي دنئ لن يغفره التاريخ بل سيسطره بحروف الذلة والعار ليلقي بالموقف برمته الى مزبلة التاريخ .....
ما أريد أن اعرفه الآن ...
هو الرأي الذي تميلون اليه لتفسير ما حدث ...
فرغم انني لم اهتم يوما بالسياسة ...
ولا دهاليزها الا أن هذه الأزمة لم يكن ممكنا أن نتجاوزها او نتغافل عنها ...
ولا حول ولا قوة الا بالله ....