ذكــــــرى
النسيان هو أصعب قرار يمكنني اتخاذه , وهو الخطأ الأقسى الذي
أقترفه في حق نفسي ..
وكأنني حين أردت النسيان قد عـزمت عـلى أن أنتـزع الحـيــاة من
ذكرى ما سأنسى , لأبدلها بتعاسة تملأ ما خلفت من فــــــــراغ ..
فمع الشروع في حرق صحائف الماضي أكره الحياة مع ذكــــــرى
الناس والأشياء ..
أكره كل شيء يشدني لماض قررت أن أنساه مختارة كــــــــنت أم
مجبرة ..
أحبهم .. أحبهم
أريدهم .. أشتاق إليهم
لكن ذكراهم تؤلمني .. تبكيني
تجعلني أتمنى لو أن تعكس الأرض اتجاه دورانها
فتنقلب كل الاتجاهات و المواقيت
و تمتد دروبهم باتجاهي إلى الأبد
=======================
فشــــــــل
اليوم أسجل اعترافا بفشل ذريع نال مني مع أولى خـطـواتي في
طريق النسيان !
لا فائدة من نسيان تلطخه بقع نور من ذكرى ..
فمع أول خطوة في ذاك الطريق .. للوهلة الأولى أحسست
بصعوبة الأمر , ولم أظنه سهلا من قبل , رسخت خطوتي وذقت
طعم النسيان للحظة ..
ابتسمت لانتصاري ..
فتذكرت من كان يطلب مني الابتسام , ويحفزني على القتال وصنع
الانتصار !
فبكيت ..
ثم تذكرت كرهه للدموع ..
فهويت على الأرض وأعلنت استسلامي أخيرا ...
لا خطوة للأمام استطعت , ولا عودة أستطيع ..
أعرف أني سوف لن أنسى
أعرف ذلك جيدا ..
لكن هاكم ما أستطيع أن أعد به ..
أقدر على التعايش مع كل هذا
مثل ما مضى لي من أيام مع نسيان وذكرى
وهذا أقصى ما يمكنني فعله ..
====================
وفــــــــاء
ليست قليلة هي تساؤلاتي .. وليست صعبة الإجابات ..
لعلها مضللة !!
حقا لا أدري .. سوى أني لا أستطيع الإجابة , أو أني لا أريد ..
ربما أجبت لكني لم أصدّق , أو صدّقت !
لا يهم ...
أحيانا تظهر الإجابة منا تصرفا عمليا وليس فعلا قوليا ..
فما العلاقة بين الوفاء والذكرى .. بين الإخلاص وعزم النسيان ؟
أحبتي .. وفية لذكراكم كما كنت لكم
مخلصة بحبي ولن أنسى
ارحلوا .. غادروا ..
كونوا كما شئتم .. أنـّى شئتم
لكن فلتعلموا شيئا أيها الراحلون
طلل أيامكم تظل تناديكم
بيقيني بالحب , بالوفاء , وبالذكرى سوف لن أنسى
=======================
نهايــــــــــة
كل علاقة من علاقاتي كانت لها قصة
ولكل واحدة على حدة فصول عدة
ولمعظمها فصل أخير يحمل ذات العنوان
وذات المحتوى والخلاصة
انتهت بالوداع كل قصة
يا للعبث والخيبة ... !
لماذا نلتقي مادمنا سوف نفترق ؟!
حقا !!
لماذا الحياة مادمنا سوف نموت ؟!
لأننا فقط نحيا لغير أنفسنا
أرواحنا ليست ملكنا
وإلا لما اخترت الحياة لو خيرت !
=======================
داعي حنين
آه يا قلبي التعس .. !
كم أشفق على قلب مثلك !!
كبير في كل شيء لكني لا أفتأ أضيق عليك كل رحاب ..
إلى أين أهرب بك ؟!
لن تكفيني دروب الأرض كلها وإن امتدت تحت خطوي , كل الدروب قصيرة , ماعدا تلك التي تقودني لأعماقي ..
إني أهرب من واقعي لذاتي حيث تتراكم الحكايات وتعشش الذكريات , ولأني لا أكف عن العبث سوف يستشر فضولي لأبدأ في لعق الغبار الذي طمس ألوان الأشياء وعناوينها , سوف أبدأ أنا وذكراهم وأنا في رواية الأحداث من جديد ..
سوف ننشد المقامات .. ونتلو تراتيل العشق العتيق ..
سوف نسمر مع الذكريات حيث لا جديد .. وسوف ننكأ جراحك يا رفيق ..
هذه هي حكايتنا مع السفر , وهذا هو قدرنا مع الرحيل ..
ففي كل مكان يفاجئنا داعي الحنين ..
هذا له ذات العينان , وذاك له نفس الاسم , وهناك ترى شبيه يكاد يكون هو , واسمع ما يقوله محدثنا ..
له نفس الأسلوب , يشير بيديه فيذكرني بأحدهم
وأبدأ لأسمع تقطرا لنزف الجرح في صدري !
قلت لك لا مهرب ولا نجاة سوى القبول , ومصاحبة الذكريات ..
=======================
مـــــــوت
ليتني كرهتم قبل الرحيل !
لا .. لا !
ما أسوأ أن تتمنى وأنت في قمة اليأس والإحباط , لأنك غالبا تتمنى لو أن تهوي من أعلى هذه القمة لتودع الدنيا ومن فيها !
=======================
الشمــــــــــــــس