لا تَذهب اليــومَ
لا تنطفئــي يا شَــمعة أياميْ
ما نَفعُ هذا القلبَ إنْ ذهبتَ
ما نفعُ هذا النبض دونكْ
***\
مُلقى بين ذراعيها المتهالكتين ، تشدهُ إليها أن (عُد) ، ولا من مجيب
عيناها الفزعتين تتحول من جهة لجهة ، باحثة عن أمل ، باحثة عن قشة ! ...
***\
أراك تَبتعد يا منــى الروح .. فيعتصر قلبيَ الألم
أمد لك يدي .. خذني .. إليك ... ومعك
بحثت عنك طويلاً .. حبيبي .. لِترحل سريعاً
لا تفجعني فيك حبيبي .. لا تتــركني
***\
يتجمهر المارة حولها ، بعد أن يئِسَت عودته ، حاولوا إبعادها عن جثمانه الساكنة شفقةً ، لكنها تتشبث فيه وتتشبث ، حتى مزقت قميصهُ ولم تتوقف ...
***\
كل شــيء ســكن
وعَيناك لم تفــــارق عَيناي
غرقت الثانية في حب الأولى .. عشقاً
فكيف تراها اليوم .. دون حياة
حبيبي .. مُتُ اليوم ألف مرة
لكن تأبى أحشائي الموت ...
***\
أشفق الناس وبكى الكثيرين ، لا يمكن أن يقوى المرء على مقاومة دموعه ، أمام هكذا المنظر .
حادث رهيب ، سيارة مُهشمة ، السيدة شبه سليمةٍ مع تلك الخدوش البسيطة ، لكن الرجل الذي كان معها لم يتحمل جسدهُ قوةِ الصدمة ، فكاد مِقود السيارة أن يَخترِق صدره فمات في موقع الحادث.
الرهيبُ هنا أن السيدة لم تسمح لأحد أن ينتزع الرجل منها فيعاينه ، أو ليقدم له المساعدة ، كانت تصرخ بهستيريا المجانين .. حتى تركته أخيراً ... تركته فجأة ...
***\
أنتــظر
أنتظر .. أبقه يا إلهي ..
طفلنا يناديك .. يناديك
هل تســمع ؟ أجب ... أجبه
لا ترحل فيبقــى لي الألم عنوان
لا ترحل ... فيبقى الألم
والألـــم وحده .. . . .
***\
صُراخ السيدة لم يتوقف بتركِها جثمان من يتبين أنه زوجها الراحل ،
فعَويلها تواصل لكنها تركت الجثمان لتتمسك ببطنها ، وبكاء المشاهدين يتصاعد ، فيربك كل حركة السير بهذا الشارع ، يتنادى الناس أن (أطلبوا الإسعاف) وقد تناسوا أن الإسعاف كان يجب أن يطلب قبلها للميت ، لكن الناس قد أذهلوا بمعاناة هذه المرأة فلم يخطر ذلك ببال أحد.
ساد هرج ومرج لدقيقة ، حيث تيقظت العقول بأن تُحمل سريعاً بأحد السيارات المتوقفة على جانبي الشارع .. وتَبرع العشَرات أن (احملوها لسيارتي أنا سآخذها) . قد اُخِذَت للمستشفى ، وبقِيتْ جثة الرجل تنتظر سيارة الإسعاف التي لاحت من بعيد ..
وضل الناس يخيم عليهم الحزن وكأنهم أهله الفقيد .. بقى منهم الكثيرين ولم يتحركوا حتى جاء المسعفون لنقله لأقرب مستشفى ..
توزع الناس ، فلم يبقى منهم أحد
لم يبقى إلا ... حطام سيارة ...
***\
لفضتُ أنفاســي الضعيفة مع ابننا
ضممته لصدري فشـعرت بك ...
فهدأ واســتكان .. آه ما أجمله
فبكيتك فيه ... بكيــت .. آه كم بكيتك
أعطاني الله هذا الطفــل .. لأعود
لأعود لهذه الدنيا .. بدونك
سٌـــبحانك إلهي .. رَحِمْتَ روحين .. بل ثلاثة
كنت مُســتعدة للرحيل
فأعطيتني ما سأبقى لأجله
زوجــي العزيز
لن أنســاك يا أغلى أيامي
وســأعيش بِذكراك
كي أُخبر ابنك عن أباه
وكي أحكي له أروع قصة حب
لن أنســاك حبيبي
وســأعيش بذكراك ... لك .