بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
بعد إنقلاب 1966م ، سيطر الضباط النصيريون على مقدراتكم ، ومنذ ذلك الحين وهم يحكمون البلاد بالفشل الذريع على كـلّ الأصعـدة ، وبوسائل دموية ، وبمؤامرات خبيثة ، وبالاغتيالات السرية ، حتى تسلط حافظ الأسد ، فكرس القمع بأبشع صوره ، وعزف على الإنقسامات الإجتماعية ، والسياسية ، وبنـى جهاز إستخبارات متوحش بإدارة عنقودية مستنسخة من أكثر الأنظمة البوليسية توحشـا ، وعـدَّد وجوه هذه الجهـاز بعناوين مختلفة ، وكلُّها تصب في النهاية في جهاز واحد مقاليده بيد الحلقة الضيقة حول الرئيس ، يتحكـَّم في كلِّ شيء ، ويطوِّعـه بالرعـب ، ويبقيه تحت حرابه.
ثم ورث بشار الأسد ما تركه له أبوه من تركة الطغيـان ، ومعلوم أنَّ إرهاب النظامين المصري ، والتونسي ، لم يصل إلى عشر ما في النظام السوري من إرهاب ، بل يبدو نظام حسني مبارك منارة حريـّات بالنسبة للنظام السوري ! ومع ذلك فقد ثار الشعبان التونسي والمصري على الطغيـان .
أليـس هذا كلُّـه يدلُّ على أنـه قـد آن الأوان ليهـبَّ الشعب السوري كلَّه ، ويحـدث التغييـر الأعظـم في سوريا ، ويطلـق الثورة الكبرى في الشـام .
ليقيـمَ راية العـدل ، والحق ، وليعيد الأمور إلى نصابها ، وليحرر الشعب السوري من هذا النظـام الفرعوني المتسلِّط ، وليخلص الشام من حكم هذه العصابة المجرمة التي بلغت جرائمها عنان السـماء .
ألم يحـن الوقـتُ ليحاسَب هذا النظام على ما اقترفه ، وليتحمَّل مسؤولية ما كسبت يداه .
وهـل ثمة خلاص إلاّ بثورة غضب عارمة ، تزلزل الأرض من تحت نظام العنصرية ، والقمـع ، البغي ، والظلم ، والعدوان .
أيها الشعب السوري البطـل :
لقد هـبَّت رياح التغيير على عالمنا العربي ، و السعيد من إغتنمها فاستعرض لها شراعه ، فارفعوا أشـرعة الثـورة السورية ، فستجـري بإذن ربها إلى بـر الحرية ، والعدالة .
وقد غـدا واضحا أنَّ العالم لـم يعد يحتـمل هذه الأنظمة المتوحشـة لتحكم البشر فيه ، ولم يعـد يطيق هذه الصيغ المتخلِّفـة القمعية للحكم لتتسلط على الشعوب في هذا العالم المعاصـر المتطـوِّر .
وسيقف شرفـاء العالم كلُّه مع ثورتـكم ، وستهتف لها شعـوب الأرض الحرَّة.
أيها الشعب السوري البطـل :
في تراثنا الإسلامي العظيم ، قـد أجمع العلماء أنـَّه لم يأت في الفضائل _ بعد مكة والمدينة _ ما جاء في فضال الشـام ، وما بارك الله على أرض كما بارك عليها ، وما نطـق الوحي بثناء كما أثنـى عليها .
فكونوا أهلا لهذا التفضيل ، واستعلـوا بهذا الثناء ، والبسـوا هذا الرداء ، وأحدثوا التغييـر الشامل التي تنتظره منكـم الأمـّة ، وأنتم أهل لذلك.
ولقد تدرَّعت درعـا بالتوكـُّل على الله تعالى ، ثم بعزيمـة الأسـود ، فأطلقت ثورتها ، وقمـتم ثائرين معها اليوم في دمشـق الأمجـاد .
فيا حلـب الأباة ، وياحمص العزيمـة ، ويا حمَـَاةَ الليوث ، ويا ديرَ الزور التي يقطنها نمور العروبة ، وصقور الإسلام ، وياطرسوس الأنفة ، ويا قامشلي العـزّ ، ويارقـّة المجـد ،
يا شعب الشام الأبطـال ،
كلُّكمْ ليـثٌ أبيُّ ثائـِــرٌ ** من بنِـي الأحْرارِ مِنْ جَدِّ أبي
فهِبُوا الرُّوحَ إلى الشَّـام فدىً ** وارفعوا الشَّام مكانَ السُّحُب
(إنّ فرعونَ علا في الأرض ، وجعل أهلها شيَعا ، يستضعف طائفة منهم ، يذبّح أبناءهم ، ويستحيي نساءهم ، إنه كانَ من المفسدين ، ونريدُ أن نمـنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ، ونجعلهم أئمةً ، ونجعلهم الوارثين ).
وعلى الله توكّلـوا ، وهو حسبنا ، وعليه توكّلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكـّلون