اعتقلت السلطات الامريكية في ولاية فلوريدا الامريكية الطالبين السعوديين مانع ال منجم و شاكر ال سـدران أثناء ركوبهما في حافلة مخصصة لطلاب الثانوية وكان الطالبان يتكلمان باللغة العربية التي أدت الى إشتباة قائد الحافلة بهما والإبلاغ عنهما.. نظراً لإرتياب قائد الحافلة فقط.. هذا ملخص الحادثة..!؟

فتم إعتقالهما من قبل السلطات الامريكية الـ FBI , ونظراً لصغر سنهما أدى هذا الوضع إلى ارتباكهما فذكرا بأنهما من الجنسية المغربية .! ومع بالغ تقديرنا لإخوتنا في الإسلام والعروبة الشعب المغربي إلا أننا نفتخر بوطننا وجنسيتنا السعودية, وهذه الحادثة من الاهمية بمكان , فيجب الإشارة الى الأخوة المبتعثين السعوديين في أي مكان حول العالم بأن لايخافوا مواجهة الجهات الأمنية والقضائية في تلك الدول إذا ما إستدعت الحاجة , بدون خوف وأن يظهروا ثقتهم بأنفسهم وأن يكونوا مرآة حقيقية لأخلاق شعبنا العربي المسلم السعودي المسالم , وان يؤكدوا بأن السعودي محل ثقة أينما ذهب وهذه القاعده , ولكل قاعدة شواذ لاتمثل إلا نفسها. فقد كانت مطارات العالم تفخر وتتشرف بإستقبال السعوديين وتميزّهم بمعاملة خاصة ويجب أن تستمر لأصالة معدن هذا الشعب ورقي تعاملة.

وأما إرتباك الطالبين السعوديين وهذا أساس المشكلة فإننا نعزوة الى المبالغة في الحذر وتوصيات عائلاتهم لهم بالحذر نظير الهجمة الأمريكية على كل ماهو سعودي , وما ذكرهم للجنسية المغربية إلا إرتباكاً وهلعاً من رجال الـFBI وكلابهم البوليسية المرعبة.! والتي إنطبعت لدى السعوديين والعرب عموماً بصورة الكلاب في معتقل " أبو غريب " وهي تهاجم المعتقلين العراقيين.. وقد أدت احداث الحادي عشر من سبتمبر الى تغيير النظرة نحو المواطن السعودي وخصوصاً في الولايات المتحدة الامريكية وهذا ما أدى إلى المبالغة في الحـذر وإرتباكهما في ظل (حداثة سنهما وقلـة خبرتهما ) في مواجهة أفراد الشرطة السعودية.! فما بالنا في بلاد غريبة ورجال الـ FBI وكلابهم وفي أمريكا والهدف ؟ مواطنين سعوديين.!

والذي تم في ظل حملات التخويف والتهويل المتبادلة في البلدين .! فيتم تخويف الأمريكيين بتعرضهم لعمليات إرهابية إذا قدموا للعمل في المملكة العربية السعودية أوالزيارة.!

ويتم تخويف السعوديين بالإجراءات الأمنية الامريكية المشددة نحوهم وربما إعتقالهم في المطارات أو في الولايات التي يعيشون بها , والتي ساهمت بها التعقيدات الامريكية المبالغ بها إبتداءً من طلب التأشيرة والتي تستغرق شهوراً من التدقيق والتمحيص وأزيد علية والتعقيد المتعمد لتنفير السعوديين من التوجة للولايات المتحدة وإنتهاء بمراقبة مكالماتهم ورصد جميع تحركاتهم .!

وما يتبع ذلك من مراقبتهم ووضعهم تحت مايشبة الحراسة منذ وصولهم الى الولايات المتحدة.. فهم متهمون حتى تثبت براءتهم.! وليس ببعيد عنا ما يحدث للسعوديين في أمريكا ومثال ذلك حادثة الدكتور حميدان التركي الطالب لمرحلة الدكتوراة في علوم الكمبيوتر .! وزوجته سـارة الخنيزان حيث تم توجية تهم لهما تتعلق بتعذيب خادمتهما الإندونيسية وعدة تهم أخرى تصل الى 9 ( تسع تهم ) ترميهما في السجون الامريكية خمسة أضعاف عمرهما الإفتراضي ..!؟

وتم إسقاط جميع التهم الموجهة لهما وبقيت تهمة واحدة يواجة من خلالها الزوجان السعوديان عقوبة قاسية فيما إذا اُثبتت عليهما والذي ثبت تلفيقها لهما وخصوصاً بعد إعتراف الخادمة بكذبها فيما يختص بتعذيبها..! والقصد إرهاب المبتعثين السعوديين من خلالهما.. ونستدل من هذه الحادثة أن سياسة القبض على السعوديين وإعتبارالمواطن السعودي مشروعا لـ" قنبلة موقوته " وإرهابياً محتملاً حتى يثبت العكس.! لاتزال هي المسيطرة على العقلية الامريكية , وما زيادة الإحتقان بين العرب والمسلمين وامريكا إلا هدفاً لجهات من مصلحتها تأزم العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى في العالم والغرب الحليف لها من جهة والعالم العربي والإسلامي من جهة أخرى.؟

رغم ماللشعب السعودي من خصال جميلة يأتي في مقدمتها المسالمة بالقول والفعل وشهامة العروبة والأخلاق الإسلامية التي نعتز بها أشد الإعتزاز, وعدم إثارة الخلافات العرقية والعقائدية , ولا تمثلة فئة شذت عن هذه القاعده والتي لا تمثل إلا نفسها.

ان هذه الحادثة ومايشابهها قد تساهم في إمتناع السعوديين عن ابتعاث أبنائهم الى الولايات المتحدة تحديداً, وتجديداً للمقاطعة الإقتصادية والثقافية لكل ما هو أمريكي , وانعدماً لثقتهم بمن يسمون أنفسهم دعاةً لحقوق الإنسان وهم يتصرفون مع السعوديين كما تصرفوا سابقاً في الحملة "المكارثية" والتي تعني إجتثاث الشيوعيين وإعتقالهم بعد الحرب العالمية الثانية فهل يريد الامريكيين الإنتقام من السعوديين على خلفية أحداث قامت بها فئة ضالة جاهلة لايقر عملها الشعب السعودي ولا قيادته..!

وهاجمونا في ديار المسلمين وقتلوا الأبرياء الآمنين بدون جريرة قبل مهاجمة أمريكا..! فهل تعاقبون أبنائنا لفعل قامت به فئة ضالة وإرهابيين نحن أول ضحاياهم.!

وعوداً على بــدء,, فإن إعتقال الطلاب السعوديين والمبتعثين في الولايات الأمريكية لن يعود على الامريكيين بالنفع وخصوصاً بعد أن إتفقت الحكومتان السعودية والأمريكية على تطبيق خطة طويلة الأمــد لمد جسور التعاون وبناء الثقة بين الشعبين الصديقين والتي كان من بنودها زيادة التعامل الإقتصادي والثقافي وتم ابتعاث الطالبين المعتقلين على أساسها , لزيادة أواصر الصداقة وإعادة بناء الثقة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 المشئومة , والتي يرفضها الشعب السعودي ولايقـرّ ما قامت به حفنة من الشاذين فكرياً وعقائدياً , وتجلى ذلك بما أعلنة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن هذه الفئة الضالة هي العدو الأول للشعب السعودي قبل أن تكون عدوة للشعب الأمريكي.

ويجب أن تنظر الولايات المتحدة لما يربط الشعبين والحكومتين من مصالح إستراتيجية منذ 60 عاماً وتطمح الحكومتان لإستمرارهما وتعزيزيهما لما فية مصلحة الشعبين الصديقين.

لذا فإننا نطالب السلطات الأمريكية بسرعة الإفراج عن الطالبين السعوديين والإعتذار عن ترويعهما لمجرد تخاطبهما بلغتهما العربية..!! ولما لذلك من إنعكاسات سلبية على المبتعثين وعلى أُسرهم وعلى الشعب السعودي بأسرة , والذي سيرتاب بشدة في التعامل مع الأمريكيين على قاعدة أن الظلم للعرب والمسلمين عموماً وإستهداف السعوديين خصوصاً أصبح منهجية أمريكية.!

هذا بخلاف وضع أسرتيهما النفسي , والتي نقول لهم: بأننا كسعوديين نشاطركم القلق والحزن على ما ألمّ بولديكما ونحن جميعاً أسرة واحدة وندعو الله عز وجل أن يفرج كربتهما وجميع إخواننا السعوديين في السجون الأمريكية والمعتقلين تعسفياً لكونهم فقط سعوديين.

إننا نقدر الصدمة العنيفة التي تعرضت لها أسرتي الشابين المعتقلين جراء إعتقال أبنيهما , وهما شابين في مقتبل العمر ربما لم تسعفهما لغتهما الإنجليزية في تقدير الوضع الذي وجدوا أنفسهم به ونظراً لمبالغتهما في الحذر والخوف من الـFBI لم يحسنا التصرف فذكرا انهما من المغرب من شدة الخوف ولما للسعوديين من معاملة خاصة داخل أمريكا كمجرمين محتملين حتى يثبت العكس.! وساعد على إرتباكهما حداثة سنهما مع الخلفية الهائلة من التخويف الرسمي ومن قبل عائلتيهما بوجوب الإلتزام بالانظمة والقوانين الأمريكية وأن السعوديين هدف مؤكد للنظام الامني الأمريكي القائم حالياً , فكان مواجهة رجال الـFBI صدمة لهما وأخِـر ماكان يخطر ببالهما, وكانا يعتقدان أنهما ليسا عرضة للإعتقال نظير ركوب حافلة بالخطأ.!

وفي حيثيات الخبر يـُذكر بانه تم نقلهما الى سجن << أورينث رود >> ( لإرتكابهما جريمة .! ركوب حافلة بالخطأ ).. وهنا تحديداً فإننا نؤكد بأن نقلهم الى سجن المدينه وإحتكاكهما بالمجرمين الخطرين لهو الجريمة بعينها..؟! نظراً لحداثة سنهما , ولإنتفاء الجرم الفعلي الموجب لذلك , ولما له من إنعكاسات خطيرة على نفسيتهما وعلى أسرتيهما.

لذا فإننا نوجة نداءً عاجلاً للسلطات الأمريكية , وللسيد السفير الأمريكي بالرياض وللسيدة القنصل الأمريكي في جـدة والتي دأبت على الكتابة في منتديات الساحة العربية والساحة السياسية تحديداً والتي تؤكد من خلال مشاركاتها على تبني الحكومة الأمريكية لمنهجية متسامحة مع السعوديين وتطلّع بلادها لإقامة علاقات متينة مع الشعب السعودي وبناء جسور الثقة , والتي كان من ثمرته إبتعاث هذين الشابين والمعتقلين لخطأ بسيط وغير مقصود , لا يجب أن تتم معالجتة بإعتقالهما وسجنهما وترويعهما.!!

ونتطلع لسرعة إطلاق سراح الطالبين السعوديين (مانع ال منجم) 23 سنة و (شاكر ال سـدران ) 20 سنة , ونؤكد بأن مكانهما ليس في سجن <<أورينث رود>> وأن مكانهما الطبيعي على مقاعد الدراسة كأي شابين في سنهما , فالسجن والإعتقال وترويع من هم في مقتبل العمر مثلهما ليس إلا مدعاة للتطرف والغلو وإستعداء الشعوب على بعضها وهذا ما نحذر منه.

وللطالبين المعتقلين نقول : فك الله أسركما لتعودا لمقاعد الدراسة لتحقيق طموحكما والتي يجب أن لا تؤثر عليكما هذه الحادثة ,,, وأعادكما لأهلكما ووطنكما سالمين.


صـورة لصاحب السمو الملكي / سفير خادم الحرمين الشريفين بواشـنطن
صورة للسـيدة / القنصل الأمـريـكي بـجــدة

-------------------------------

مقطع فيديو للتغطية الإخبارية في وسائل الإعلام الأمريكية
http://sultanaa.com/up/files/m9914m_firstfiletwomen.wmv

مقطع فيديو لعرضهما على المحكمة

http://sultanaa.com/up/files/m9914m_secondfilesaudisbuscour t.wmv

مصدر الخبر : جريدة عكاظ
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20060521/Con2006052119029.htm