الذى يقيم .. الذى يغادر ( موجة )محسن يونس
أخبره الطبيب بأن عليه زيارة قبر العائلة ، وإعادة ما تساقط من حجارته بالأسمنت ، وطلاء خارجه باللون الذى يرغبه ، قال للطبيب : " أيعنى هذا ... ؟ " سكت مستديرا ليغادر عيادة الطبيب ..
ظل يبكى نهارا ، وينوح ليلا ..
أم ديامو العجوز قابلته مرة عند مطلع العلاية ، قالت له : " أليس لهذا البكاء نهاية ؟! "
أجابها : " عيناي يا أم تبكيان .. أنا لا أبكى .. "
صاحت فيه : " أغلقهما .. أغلقهما.. "
قال لها : " أخاف أمتلئ بها .. ستغرقني .. "
اندهشت أم ديامو من إجابته ، تساءلت فى عجب : " تمتلئ بماذا يا ولدى ؟! "
قال لها : " الدموع يا أمنا .. الدموع ستغرقنى لو حبستها .. "
أحضرنا البهلوان عطية النكات إلى أم ديامو العجوز كما أمرتنا ، رفعت عكازها في وجه البهلوان ، و أمرته : " تعرف الرجل " عميش " يا بهلوان .. عليك به .. اجعله يضحك .. "
بعد خمسة أيام رجع إليها البهلوان ، وكان عابس الوجه ، قال: " حملني الرجل الهموم يا أمنا.. فشلت ، ونجح هو " ، صاحت : " ماذا تقول ؟! .. " ، قال : " الحزن أقوى من الفرح يا أمنا .. الضحك يخرج منا ، الحزن يدخل ويقيم " .. قالت أم ديامو العجوز : " انظروا إليه .. صار البهلوان الحكيم " ، قلنا : " علمه الحزن الحكمة يا أمنا .. " ، تنهدت وهى تقول : " آمين ..آمين "