[align=center]في أفول أنس الليل و بزوغ النهار الممسوخ..تتحرك الأجساد المتعبة..تحك أجفانها..تصل إلى الأعماق برودة الحمام..تحاول عبثا اقتلاع جمود الملامح...و إحياء موت القسمات..هي ذي بداية نهار رتيب تعلن عن انفلات ما تبقى من ذاكرة الأمس الجميلة مع رفيقة أحبها...
هي من ظلال عقلي ..من أطياف كياني..ابتعد عن الناس لاقترب منها ..لم استيقظ صباحا إلا و رأيتها..تجالسني مائدة الافطار..تحاورني حول برنامج النهار..تنظر إلي بعينين يملؤهما عطف و حنان..ما يجيء و سط النهار حتى تمثل أمامي في الجهة الأخرى من العالم ...تدعوني لأترك كل شيء و التحق بها في عالمها الخاص..
كم جلست منفردا و حولي قرينتي !!....كم نمت وحيدا و بقربي ملهمتي !!
بسحر السكون نجلس جنبا إلى جنب ...نستنشق أنفاس بعضنا البعض..معها عرفت الحياة ..السعادة..الجمال..اللذة و الطمأنينة..القلق أحيانا.
كنت و إياها فكرة..فكرة مجردة..تطفو لتظهر..تعيش لتحيا..هي كل الحياة ..بعض الحياة في غيابها..
دخلت حياتي ذات ليل من يوم..حروف اسمها استهوتني ..شدتني إليها ...فأحبها قلبي ..حين حدقت صوبها في الفضاء سمعت صوتها الشجي ..كلما أصغيت إليه مددت يدي إلى الأمام سنتمترات لأصافحها و أضمها ..
ذات مرة وجدتها في مكان عام ..سألتها فأجابت بذكاء كبير ..ذكاء أشعل النار في ما تبقى من كبريائي..فوجدتني واقفا..متسمرا..هائما..ضائعا ..مضطربا .
التفتت رأيتها ترنو إلي في ضباب !! تساؤلات ربما حاصرتها..انسحبت من أمامها دون حركة..فأغلقت عيني و سمعي عن كل الصور و الأصوات ..دون مواعيد نلتقي فتصبح المشاعر أدق من المدارك ..نشعر بكل شيء و لا ندرك أي شيء ..مددت إليها يدي هاتفا ..لم تتركني..لم تحرجني ..في لهفة و غيبوبة نفسية كان التعارف و ابتدأت الحكاية.
[/align] [align=left]في 22/09/2008[/align]