[align=center]السلام عليكم
نزولا عند رغبة بعض الاخوة الدررين في الحصول على هذا الموضوع كاملا غير مجزء فقد قررت ان اتركه كاملا بحلقاته الخمسة..و حقيقة لقد تعمدت تجزئته حتى لا اطيل و ارهق القاريء الكريم ..
فشكرا لكم على المرور مرة ثانية.[/align]
[align=right]تكتسي القراءة في العصر الحديث أهمية حيوية في جميع المجالات.فهي مفتاح الغاز المجال الحضري المعقد و أساس التعلم بمعناه الواسع.و الشخص الذي يقرأ شخص نام و قادر على استمرار النمو.فالقراءة مظهر هام من مظاهر الشخصية و هي عامل هام من عوامل نموها..انها بعبارة أخرى قدرة و استعداد من استعدادات الشخصية..بها تتعمق الشخصية و تنضج في مختلف ابعادها اذا ماحضيت منذ الطفولة بالرعاية الكافية...وبناء على ذلك ساعمل على رصد القراءة من زاوية نفسية و اجتماعية في علاقتها باشكال التواصل و الهوية.
اذن ما هي القراءة من الوجهة النفسية’؟؟؟؟؟ و ما هو التواصل؟؟؟؟؟ و ما هي الهوية؟؟؟؟؟؟
القراءة قدرة و استعداد نفسي خاضع للسيرورة و النمو.يتطلب العناية و التقوية منذ السنة الثانية من العمر الى درجة أن عدم الاهتمام به و اللامبالاة تؤدي به الى الضمور..ان لم نقل الى الانقراض.و في هذا الصدد ألا يمكن القول أن عدم اهتمام عدد كبير من الراشدين بالقراءة كعادة متجدرة في سلوكهم يرجع الى هذا العامل ..أي الى عدم تنمية هذا الاستعداد منذ الطفولة.
ان انصراف الراشدين و الشباب عن القراءة يعود -في نظري- الى أن القراءة كاستعداد و قدرة نامية لم تخضع للرعاية و الاهتمام منذ الطفولة..ان هذا الاستعداد ينمو مع نمو الفرد كما هو الشأن في باقي القدرات و الاستعدادات النفسية كالذكاء و الذاكرة ...الخ
ويمكن الوقوف بصفة عامة على مرحلتين أساسيتين من مراحل نمو استعداد القراءة عند الطفل هما:
1- مرحلة ما قبل القراءة.
2- مرحلة القراءة
مرحلة ما قببل القراءة ( أي قراءة المكتوب)
ان سلوك الطفل نحو الكتاب في مرحلة ما قبل القراءة ينقسم الى عدة مراحل هو أيضا:
1- مرحلة التناول باليد كأي شيء آخر ( خلال السنة الاولى)
2- مرحلة الاشارة الى الصور و الألوان البراقة(خلال السنة الثانية)ويتم ذلك بمساعدة الأم للطفل من خلال تقليب الأوراق وفي هذه المرحلة سيتذوق الطفل أي صورة تحدثه عنها امه ..مثل تقليد أصوات الطيور و الحيوانات .
3- مرحلة تسمية الأشياء ( السنة الثالثة) و في هذه المرحلة يشير الطفل الى الصور و يسميها بأسمائها أو يسأل الكبار عنها ..وهنا تظهر ضرورة الحفاظ على الكتاب و عدم تمزيق صفحاته.
4- مرحلة حب القصص القصيرة البسيطة (اربع سنوات)في هذه المرحلة يسمي الطفل عملية النظر الى الكتاب بالقراءة و يستمر في حفظ أسماء الصور و الأشياء كما يجب أن يسمع قصة عن كل صورة ..و بالتالي على الراشد أن يقرأ له و بصوت عال ..اننا بذلك نثري ثروته اللغوية و نشجع محاولاته للتعبير عن نفسه.
5- مرحلة البحث عن المعنى (أربع سنوات فما فوق)
-مرحلة 6-7سنوات من العمر وتعتبر مرحلة اكتساب العادات الرئيسية للقراءة التي هي :
* التعرف على الحروف و الكلمات و التراكيب .
* تكوين جمل
* حب القصص كقصص الحيوانات.
* الاهتمام بالكتب التي تعطي معلومات عن صنع الأشياء.
2- مرحلة 8-10 سنوات من العمرو تعتبر مرحلة النمو السريع لإتقان المهارات الأساسية للقراءة . و فيها ينتقل الطفل من تعلم القراءة إلى القراءة للتعلم.فيقرأ قصص المغامرات وما شابه ذلك.
3-مرحلة 9-10الى 14 سنة تقريبا (وهي مرحلة نهاية التعليم الابتدائي)هذه المرحلة تعتبر مرحلة للتوسع في القراءة.
4-مرحلة النضج و تمتد إلى 16 و 17 سنة و في هذه المرحلة تظهر اهتمامات عامة عند الشباب كاهتمامات ثقافية تتخللها رغبة كبيرة في فهم الأفكار و المعاني و نقدها و تلخيصها و تذوقها.
إذن من خلال ما سبق يمكن لنا القول مرة أخرى أن الفعل القرائي استعداد ينمو و يخضع في نموه لمراحل .وبطبيعة الحال من المفروض أن يتم هذا النمو في شروط و ظروف تساهم في نمو شخصية الفرد و هويته. و بعبارة أوضح إن القراءة كاستعداد هي مفعول و فاعل ..فاعل مؤثرفي تلوين وتشكيل هوية الفرد ومن هذه الناحية فهي ترتبط بالتواصل الذي نعتبره هو الآخر كمفهوم نفسي اجتماعي ذو أهمية كبرى في عملية بناء هوية الفرد.
ننظر الى التواصل على أنه :
* 1 كل موقف تواصلي يكون معنى و دلالة.
* 2 ان كل طرف في التواصل هو ذات متواصلة و لها موقعها و ظروفها و محدداتها الاجتماعية.
ومن هذا المنظور نربط القراءة بالتواصل ..فتواصل الطفل مع المقروء عبارة عن خبرات و تجارب و معاني جديدة..ومن هنا نصل الى مفهوم الهوية الذي نستعمله في هذا الاطار كنسق خاضع لسيرورة النمو و التكوين باعتباره من حيث الموضوع مجموعة من التمثلات و التصورات التي يكونها الفرد عن ذاته و عن محيطه و تعمل على تحديده و تعريفه كهوية خاصة..ان القراءة بهذا المنظورو سيلة تواصلية من خلالها تتشكل هذه الهوية بشكل عميق و ايجابي.
فما هو اذن واقع القراءة كاستعداد و تواصل عند الطفل؟؟؟
لنأخذ الطفل المغربي مثلا كنموذج.
للخوض في هذه النقطة لابد من طرح الأسئلة التالية:
1 - متى تبدأ القراءة أو متى يبدأ الاعتناء بها عند الطفل في المغرب ؟
2 -ماذا يقرا الطفل؟
3 - كيف يقرأ ؟
هذه الأسئلة ترتكز كما ترون على القراءة كفاعل ومفعول..فالشائع و المعروف أيضا أن سلوك القراءة لا يبدأ الا بعد دخول الطفل الى المدرسة حيث يغيب كل اهتمام بهذا النشاط خارج هذه المرحلة الا في بعض حالات شرائح اجتماعية متعلمة حيث يتم الاهتمام بها منذ السنة الثالثة..لكن هذا الاهتمام يرتبط بشخصية الآباء أكثر من ارتباطه الموضوعي بشخصية الطفل..زد على ذلك أن هذه الفئة اما أنها تغدق على الطفل بسيل من الكتب و القصص و الروايات لدرجة أنها يمكن أن تبعث في نفسية الطفل نوعا من الملل و تقتل فيه رغبة التطلع و البحث عن الجديد..و اما تقدم له كتبا لا تتناسب مع سنه..المهم في هذه النقطة غياب فهم دقيق للتعامل مع الاستعداد القرائي.
- بالنسبة للسؤال الثاني : ماذا يقرأ الطفل ؟
أغلب الأطفال يركزون في مقروئهم على مقررات السنة المقبلة بالاضافة الى بعض القصص و الروايات ..و في هذا الاطار يجب الاشارة الى شح الكتب و القصص الموجهة الى هذه الفئة .
- بالنسبة للسؤال الفرعي الثالث : كيف نقرأ ؟
هناك غياب استراتيجية دقيقة للقراءة عند أغلب الأطفال ..فالقراءة ليست فقط تلاوة ما بداخل الكتاب و الرواية بل يتعداه ذلك الى أنشطة فرعية يرافق هذا الفعل القرائي ك:
الاجابة عن مجموعة من الأسئلة يطرحها الراشد ( الأب أو الساهر على هذا النشاط) على الطفل ..و قد تشمل استمارة معدة لهذا الغرض.
مرافقة القلم للقراءة في كل حالاتها..اذ أن عدم تدوين بعض افكار ما يقرا الطفل يسهل عليه نسيانها.
اضف الى ماسبق شروط أخرى موضوعية تعرقل جودة القراءة و الطريقة المثلى لها..كالمستوى الاجتماعي للأسر ووجود أو عدم وجود مكان خاص بالقراءة في البيت كالمكتبة المنزلية ..و القدوة لممارسة هذا النشاط الفكري.[/align]