كنت قد حضرت دورة يوم الخميس الموافق 10/ 4/2003م بعنوان (أيقظي العملاق الذي بداخلك ) للدكتور . سليمان العلي ..
وكان فيها تدريب اسمه
(المشي على الجمر !!)
وهبطنا إلى الفناء ...
السماء شديدة السواد .. والنجوم تتوقد ملتهبة .. والطقس كئيب يوحي باقتراب هبوب عاصفة !!!!
رأسي لا يفتأ عن السؤال ...
مابال هذا الرجل ؟؟؟ هل حقا ما يقول (سنمشي على الجمر ؟ )
كيف ؟؟؟ وهل يقصد الجمر الجمر .. أم له في الجمر * معنى *؟
تراءى لي (كانون ) متقد على مقربة من أحواض الزرع !!
ويتوسط الممر بساط من الحشائش يفترشه الجمر !!
دققت النظر قليلاً .. وأطلقت ضحكة هستيرية معترضة ...
لقد جُنّ هذا الرجل حتماً !
كم يلفحني اللهيب بمجرد الاقتراب ...
لقد ظننته يقصد الجمر مجازاً لا حقيقة !
ولكنه جمر حقيقي ..
الأرض مشتعلة بالألماس الملتهب بينما السماء مرصعة بالنجوم .....!
مقابلة غير عادلة من رأيي ..
نجم السماء لم يكن يوماً يرهبني .. بل كم سكنت إليه نفسي ..
وتحديته بنظري ..
وجاهرته بابتسامي ..
رغم علمي باشتعاله .. ماخشيته يوماً ولا خفته !
ربما لأنه بعيد .....
وربما أنا البعيد ...!
******
عدت أناظر الجمر المتقد ... رأيت فيه عينا هزبر قد زمجر وأرعد .. فارتعدت .....
رأيت الرعب بأم عيني حينها ...
ورأيت نفسي محاصرة ...
وتذكرت اشتعالي كما الجمر ..
انتفاخ الأوداج يلفح كما اللهيب ..
اتقاد العين كاجمراره ....!
والأنفاس تتغيّظ كحسيسه !
أشحت بوجهي .. فكم أمقت هذا المنظر وهذا الشعور ...
كم اكره هذه العواصف والأعاصير ..
ظاهرها فيه العظمة ...
وباطنها من قِبَلِها الدمار ..................الرماد .. !
أستطيع ... أم لا أستطيع ؟؟
يقيناً .. هذا هو السؤال ........
********
يترامى إلى مسامعي صوته صائحاً :
(سألتكن بالله .. ما تمضي إحداكن إلا وقد مشت على الجمر .. سأمضي قبلكن ثم أذهب حتى تتأكدن أنكن قادرات على المشي مثلي .. ولتهتفن جميعاً ...: الجمر بارد
الجمر بارد
الجمر بارد
وأخذ يقطع الممر المتقد روحة وإياباً وكأنه في نزهة !!
يقال بين العبقرة والجنون شعرة أبصم بأنه تجاوزها .......!
ولكن ..
لقد مر على الجمر حقاً ولم يصبه شيء .. !
ومم أنا أوجل ؟؟
وما أسوأ ما سيكون ؟؟!
ألا يستحق الأمر مني مغامرة ؟؟؟!!!!
اللهم رحمةً بهذا الرأس ....
******
(عليّ وعلى أعدائي ) هذا ما نطقت به .. وانطلقت كالسهم صوب الممر
ولن أبالي ..
والجمر بـــــــارد
الجمر بــــــارد
و
و
مشيت على الجمر ..
لقد عبرت حقيقة !!
لا أصدق ما حدث !!
هل أنا سليمة ؟؟ ........نعم
هل رجلي مصابة ؟؟ .......أبداً
أشعر أن هذه اللحظة دهراً ليست كما كل اللحظات ..
في هذه اللحظة..لعت رداء .. وارتديت رداء آخر ..
في هذه اللحظة .. جلوت مفاهيم .. بأخرى ..
أطلقت صيحة الظفر .. معلنة انتصاري على خوفي وكسب الرهان ...
ولم يكن بد لخوفي إلا أن يتخاذل معلناً .. إيقاظ (العملاق ) الذي بداخلي ..
هذا العملاق ... صدق أنني مشيت على الجمر ...
هذا العملاق .. آمن بإمكانية المضي فوق الجمر ...
هذا العملاق .. يشبه بالجمر .. و* المعنى * في نفسه لا في لفظه ..
فعمت صباحاً عملاقي ....
بحـــــارة
حضرت هذه الدورة أيضا... (لووووودي )