بلحظة ..وفي أعماق ضوضاء ماكينة الكابتشينو المنهمكة بتجهيز قهوة الزبائن .. أسمع ذلك الكرسي الأحمر الذي يحتضنني كل مساء لأجده يتشفع لنداءات قلمي البائس ..
أنظر إلى قلمي بإزدراء ..
وأقول ماذا تريد .. يجيب متلهفاً خجولاً "بل أنه كان خائفاً "
ويقول (أريد أن أنزف حرفاُ فاستعملني .. )
أقول : أصمت أيها القلم فيداي قد قطعتها حماقاتك ..
أرغم الجفاف .. لا تزال تنزف حبراً قاتماً ..
!! فكرت قليلاً .. وحدثت نفسي .وقلت منذ زمن لم أثرثر بك أيها الصغير ..
أخرجت منديلاً معطراً في أطرافه غرقت شفتاها وأرتسمت ..
و من أول السطر كتبت ..
( كم أنتِ غائبة وكم أنت البكاء ) أردت أن أسترسل في الكتابة
فجأة ..!! جف القلم ..
أحاول ..
يأبى الحبر ..
أتشفع بالكرسي الأحمر ..
لأجده غارقً في نومه ..
يشعر بي أحد الحضور..
فيهديني قلمه ..
إبتسامة ..!!
شكر ..!!
أسترجع إحساسي مع قلم جديد ومنديلٌ معطر .. لإكمل .
ولكن للأسف حانت الساعة الثالثة صباحاً .. ليُطفأ نور الكوفي .. معلناً إنتهاء فترة عمله
لم أجد من غيضي إلا أن وضع القلم تحت كعب حذائي ليجعله هشيماً ..
وذلك الكرسي دفعت قيمته عند ماكينة الكابتشينو مع قهوتي بعد أن جعلته مذموماً في النفايات ..