هذه قصة قديمة ونادرة من نوادر القصص مع قصيدة ..
هذه القصة حدثت لشخص يدعى معثم بن غبين من عنزة
اصاب ديرتهم القحط فرحل يبحث عن المكان المناسب ليعيش
فيه وهو في الطريق تصادف مع فارس اخر من غير قبيلته
فسأله معثم :
ماورأك ..؟
فأجابه زوجتي وابنتي وإبلي ..
وكان الفارس الاخر يدعى ( ابا الخلف ) فسأل ابا الخلف
معثم وانت ماورأك ..؟
فرد معثم زوجتي وابنتي وابلي . ؟
وكان معثم ليس لديه بنت بل كان لديه ولد واسمه ( عقيل )
وطبعــاً سيدور في بالكم لمَ لم يقل معثم إن لديه ابن ؟
الجواب طبعاً لانه خاف ان ( ابوخلف ) يكره قربه وجواره بسبب الفتى ؟
وتعاهدا على ان ينزلا بالقرب من بعض وان يحمي كل منهما الاخر
وان يكونوا يداً واحدة فهـذه بعض صفات العـرب ..
فذهب معثم واخبر زوجته فرضت زوجته بالاقتراح ورضى عقيل
فطلب معثم من ابنه ان يلبس لبس فتاة وان لا يتكلم في وجود
زوجة الجار او ابنته حتى ينتهي وقت الربيع ...
فبدا هذا الولد ( عقيل ) المتشبه بالفتاه يسرح مع ابنة جاره بدون
ان تلاحض عليه شيء وذلك لعفته وحيائه ..
ولكن المخفي والمكتوم لم يدم فقد حصل الامر الذي يرغم الفتى
بالكشف عن حقيقة وابراز شخصيته ..( ! )
فقد غار قوماً على الابل فأخذوها ولحق بهم معثم وابا الخلف فلم
يستطيعوا ان يرجعوا الحلال ..
وعندها لم يطل الصبر بـ عقيل ركب فرسه حيث انه كان من ابرز
الفراسان ذاك الوقت واستطاع ارجاع الابل ..
اصيب الجميع بالدهشه 00 فكيف انه فتاً وكان ويخرج ويلعب
مع الفتاة ..( ! )
وعندمـاً ارجعت الفتاة ذاكرتها الي الوراء تذكرت ان الفتاة التي
معها لا تنظر اليها ولا ترفع عينها فيها وكانت ترفض ان تنزل معها
في الغدير للاستحمام وكانت تدير ظهرها لها .. ( ! )
هنا تأكد للفتاة عفت وشرف هذا الفارس عقيل ..
وعندما وصل عقيل الى المنازل ومعه الابل وبعض الاسرى
قابلته الفتاه بهذه الابيات :
هلا هلا باللي سلامه يداوي
ماهو زبونٍ للعلوم الرديه
اشهد شهادة حق ماهو دناوي
ولا شبوح العين للأجنبيه
عقيل من شفته خجولٍ حياوي
من عرفتي ماباق غرّة خويه
فوق العبيه مثل فرخ النداوي
ينف خيل القوم نف الرعيه
فرد عقيل
ياعم والله ماجعلت الغطاوي
ويشهد على ماقلت رب البريه
عن طاري الشكّات ولا الهقاوي
حلفت لك والله رقيبٍ عليه
عن المشكه يازبون الجلاوي
شاروا عليّ بشورهم والديه
ويومٍ خذونا طيبين العزاوي
دون العشاير مانهاب المنيه
وبعدها فهم والد الفتاة سبب تخفي عقيل وهي كرامة للجار
خشية تنفيره من وجود فتى ..
وبعد انتهاء الربيع رحل كلا الى اهله وافترق عقيل عن الفتاة ولكنه
ضل هائماً في حبهــا ومرض بسبب ذلك ..
وعلم صديقه فهيد بان عقيل مريض فـ بعث بطبيب عربي لعلاجه
ويدعى عـــيدوعندما احمى ( عيد ) المنشار ليكوي عقيل
قال عقيل :
يامحمي المنشار بالنار خله
جروح قلبي حامياتٍ مكاويه
مابي مرض ياعيد لاشك علّه
من غير شفي ماطبيبٍ يداويه
ماطيب لو تحمى المخاطر ابمله
انا بلا قلبي على فقد غاليه
الصاحب اللي عنده القلب كله
علمي بدور العافيه قبل اخاويه
واليوم مدري وين حروة محله
فاتن ثلاث سنيين ياعيد نرجيه
وعرف عيد سبب مرضه وتجاهل الامر واصر على ان يكويه حتى ي
تضح له اكثر ...
وبعد الكي قال ستطيب فرد عقيل:
ياعيد لو كويتني مابي اوجاع
ليتك عرفت بعلتي وش بلايه
بلاي غروٍ طول قرنه يجي باع
ياعيد دعني لا تبيّح خفايه
مادام مانت لعلّة القلب نفّاع
ياعيد مالك بي تحمّل خطيه
ياما عذلت القلب ياعيد ماطاع
اطلب وربي مايخيب رجايه
وبعد ان عرف بـ أمره معثم طلب منه ان يرافقه لخطبة الفتاة
وفعلا فقد زوجه الفتاة وقد انجبت له ولداً وهو معروف واسمه :
عباس ولقبه ابو طاسه
ولقد عرف عنه الشجاعة والبسالة ..
ومن الابيات التي قالتها الفتاة على فراقهم :
اول نهاري دمع عيني عصيته
وتالي نهاري دمع عيني عصاني
وغارب قعودي من دموعي سقيته
مثل هماليل البرد يوم جاني
على الذي من بد حيه بغيته
وهو الذي من بد حي بغاني
وسبعة مخاطر بالضماير كويته
وسبعين مخطر بالضماير كواني
وانا الذي طي الشويحي طويته
وهو الذي طي البريسم طواني
.
.
عابده