[ALIGN=CENTER]
[ يا الله يا خافي ذنوبي تحت الليل البهيم.. هب لي من لدنك رحمة..و أرفق بعازف الجيتار القديم]
[/ALIGN]
يبدو هو من هذا البعد كـ مدينة تفتقد للحضارة، كـ خريف حزين.. كل شيء ينذر بأنه سيرحل قريباً و سـ نبكي غيابه كثيراً.
كان يدرك النور بحواسه الأربعة وعينيه المعلقتين بآماله المترجلة عن بقية البشر. حتى هدايا العيد كانت تأتيه مبعثرة.. متكسرة.. بعد أن أسقطتها عربة أيائله الضريرة أمام بيته.
يشاطره مطاردة أحلامه كلبه الذي يقبع تحت طاولته الفارغة ينتظر (عظمه) يأكلها قبل الظلام.
كانت أمه تحكي له قبل أن تموت أمنية .. و آخر ما رأى
" هناك في السماء نقود نثرت تلمع كثيراً تنتظرك أن تكبر لتأخذها من عيني السماء
و حين أُطفأت عيناه.. أخبَرتُه بأن هناك من كبر قبله و لمها في جيبه.."
و بقي كلبه ينبح لذاك الذي يتسلق السماء كل ليلة.
إنه بخير حقاً بصحبة جيتاره الذي يصدر لحناً يشبهه، و ينام في حضنه لدوزنة أوتاره المنهكة.
عبرت ريح القرية عصفت بالأبواب اقتلعت الأشجار و نفثت الخوف في قلوب الناس. كل شيء كان يهتز.. يتساقط يُغنى الرعب بصوت نشاز. و بقي هو ساكنٌ لا يتحرك إلا صوت جيتاره..!!
كان يعبر القرية ليلاً، بسبب ذلك الشعور الذي كان يحسه. بأنه كان يسحب النهار من خلفه.
أراد أن يحتفل و يتأنق جداً. لحياة لم يرها إلا مرة أو مرتين، أراد أن يعذر لفراشات الحقول التي لم يطاردها و لمرآته التي لم يقف أمامها و لسنونوات العمر و .... و.....
لبس ليحتفل مع كلبه بطرق كؤوسه المغبرة.. و يبتسم
شيء ما ينقصه
ربطة عنق..لتكتمل أركان السهرة. ربطها .. أكثر ..
و
أ
كــ
ــث
ــر
إنه بخير الآن.. لقد مات و لم يبد عليه ذلك حقاً .. و بقي كلبه ينبح عن جيتاره ألحاناً لم يسمعها بعد
إســـراء
25/2/2005