شاعرٌ من شعراء العصر العباسي
ماوصل إلينا من شعره الكثير
اسمه ابو الحسن علي بن زريق البغدادي
ولد في عام 420 للهجرة 1029 للميلاد
أحب ابنة عمه حباً شديداً ولكنه-وبسبب فقره الشديد- اضطر لتركها والتوجه إلى الأندلس
قاصداً الأمير فيها ليمدحه عله ينال منه مايجعله يكفل حياة كريمة لمحبوبته ...
اعترضت محبوبته على سفره ورحيله وبعده عنها
تحت أي ظرف
ومهما كانت الأسباب...
وبكت وتوسلت بين يديه أن لايرحل
قالت له الفقر معك ياحبيبي غاية الغنى....
ولكنه أبى إلا الرحيل ..
وعندما وصل لقصر الأمير مع مجموعة من الشعراء ألقى بين يدي الأمير قصيدة مدح في الأمير .... فكافأ الأمير كل الشعراء إلا ابن زريق لم يعطه شيئاً (أراد الأمير من ابن زريق أن يعود له ليكافأه بشكل خاص ولكنه لم يخبره بذلك)
شعر ابن زريق بالألم يعتصر قلبه وبالحسرة تجتاح فؤاده وبالهم والغم والكرب والضيق تخفق ألويتها متجهة نحو كيانه ..
ذهب إلى خان قريب (فندق) وكتب قصيدته الرائعة لاتعذليه ووضعها تحت وسادته..
وفي الصباح أراد صاحب الخان أن يوقظه فطرق عليه الباب فلم يفتح فدخل عليه فوجده....
قد
فارق
الحياة
فلا هم
ولاغم
ولاكرب
ولاضيق
ولاحزن
ولافقر
ولامحبوبته..
ظلت محبوبته تترصد الطرق
تسأل كل من غدى
كل من راح
عنه
هل لقيتموه؟؟
هل رأيتموه ؟؟
خبروني بربكم
هل سيعود؟؟
أخبروه
لاأريد
مالاً
ولاحريراً
ولاقصراً
لاأريد
إلا ابن زريق....
وقصيدته :
لاتَعذُ ليه فإِنْ العَذْلَ يُوِلعُهُ
قَدْ قُلْتِ حَقَّا وَلكنْ لِيْسِ يِسْمِعُهُ
جَاوِزْتِ في نُصْحِهِ حَدًّ أَضَرَّ بِهِ
مِنْ حَيْثُ قَدَّرْتِ أَنَّ النُّصَحَ يَنْفَعُهُ
فاسْتَعْمِلي الرَّفْقَ في تأنيبِه بَدَلاً
مِنْ عُنْفِهِ فَهْوَ مُضنَى القلْبِ مُوجَعُهُ
قَدْ كانَ مُضْطَلِعاً بالخَطْبِ يَحْمِلُهُ
فَضُلِّعَتْ بخُطوبِ البَيْنِ أََضْلُعُهُ
يَكْفيهِ مِنْ رَوْعَةِ التَّفْنِيدِ أَنَّ لَهُ
مِنْ النَّوى كُلَّ يَوْمٍ مايُرَوِّعُهُ
ماآب مِنْ سَفَرٍ إِلاَّ وَأَزْعَجَهُ
عَزْمٌ إِلى سَفَرٍ بالرَّغْمِ يُزمِعُهُ
أَسْتَوْدِعُ اللهَ في بغداد لي قَمَراً
بالْكَرْخِ مِن فَلَكِ الأَزرارِ مَطْلَعُهُ
ودَّعْتُهُ وبودّي لو يُوَدّعُني
صَفْوُ الحَيَاةِ وإنّي لاأودّعُهُ
وكم تَشَفَّعَ بي أنْ لاأُفَارِقَهُ
وللضّروراتِ حالٌ لاتُشَفِّعُهُ
وكم تشبّث بي يومَ الرّحيلِ ضُحّى
وأدْمُعي مستهلاّتٌ وأدْمُعُهُ
كم قائلٍ ليَ ذُقْتَ البَيْنَ قَلْتُ له
الذنبُ واللهِ ذَنْبي لستُ أدفعُهُ
لايَطْمَئِنُّ بجَنْبِي مضجَعٌ وكذا
لايطمئنُّ به مذ بِنْتُ مَضْجَعُهُ
ماكنتُ أحْسَبُ أنّ الدهر يفجعني
به ولا أنّ بي الأيّامَ تفجعُهُ
وإن يَدُمْ هذا الفراقُ لنا
فما الذي بقضاء اللهِ نَصْنَعُهُ؟؟
.
.
.
.
.
.
المضطلع للخطب : المتحمل للمصائب
ضلّعت :جعلته معوجاً
التفنيد :اللوم والتقريع
أحبكم
أحمد النجار