- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 21 من 21

الموضوع: مذكرات القط زوربا العظيم ...ج 1

  1. #16
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    رقم العضوية : 823

    أبا فهد




    لا بد من الدرر ولو طال السفر

    النهاية ستجدها في الرد القادم

    تحياتي لك

  2. #17
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    رقم العضوية : 823

    تكلمة القصة ...




    { أقبل الليل وناداني حنيني }

    { وسرت ذكراك طيفا ً هام في بحر شجوني }

    داخل صندوقٍ أسود لا أعرف ليلي من نهاري لا أعرف قدَرَي ومآلي أحتضن ألمي بصمت موجع ٍ وألحس أطرافي لتسكن أناتي آهٍ يا أيها الإنسان المتسلط كم من الحب فقدتَ حتى صرت هكذا ؟ تذكرتُ عائلتي وقططي ورفاقي لينهل دمعي ساخنا ً أكفكفه بكفي الجريح . سمعتُ صراخا ًمألوفا ً كان صوت قطة وكأن الرفاق يجروها للمقصلة ! آهٍ يا وجعي كانت ابنتي فلذة كبدي تستغيث !

    مع الصباح دخل كردوسٌ من العساكر وبدأت البساطيل تنهال علينا ، رفسوا صندوقي أخترق ضوء الشمس عيني الكمدة بالكاد أفتحها أتعثر في خطواتي أرتجف من هزالي وضعفي ربطوني بجنب بطة بجنب سلحفاة بجنب حمل ٍ وديع والسلسلة تطول وتطول الى آخر المعسكر والكل مطرقٌ برأسه الى الأرض وفق الأوامر . جاء حراس سراق الوطن لينتشوا أمامنا كأنهم أعجاز نخل خاوية { يا رب لا تبق لهؤلاء باقية } سيظل معتقل القطوانية وصمة عار على جبين البعثية وستظل تلك الرؤوس المطرقة شامخة كالشمس رغم هوانها ! وبدأت الملحمة بقراءة الأسماء والأحكام ! محكمة للشعب على الهواء ! بلا محامون بلا حقوق بلا تفاصيل !

    السلحفاة ! تُفصل عن درعها وترحل الى معسكر الحرس الخاص

    البطة ! يُنتف ريشها وتبقى عارية !

    الحمل ! يُرحل الى مختبرات البايولوجي في الشرقاط !

    الصرصار ! يُحبس في قنينة قلونيا فارغة لمدة سنة مع مصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة ! دردمَ مع نفسه { هسة آنة من حُور أموالي أشو مكضيها بالبلوعات } !

    ........ !

    ........ !

    أصبت بالغثيان من هكذا أحكام ومن هكذا حال ! حُكم على مجاميع أخرى بالتلف أو ما يسمى بعرف الدول الإبادة الجماعية

    وصلني الدور ونادى بي الجلاد : مؤبد في سجن الأرانب مع الأشغال الشاقة ! سجدتُ شكرا ً لله على الفرج وانتهاء المحنة وتذكرت فريد شوقي في فلم جعلوني مجرما ً!

    فهل انتهت المحنة ! أم أني مازلت في أول الطريق

    بعد إصدار القرارات الجائرة أعدّوا عربة الآيس كريم لنقلنا ! ومع رشقات السياط أصعدونا بالعجل الواحد تلو الأخر ومن يتلكأ يُرفس ويُجعص ببساطيل الحراس الأبطال ، صرنا 60 نفسا ً من صنوف الأحياء بعدما أغلقوا الباب علينا ، والمأساة أن ابنتي كانت معنا في أول العربة لكن لا تستطيع البوح بسري وهي تراني جالسا ً على قدميّ عاكفا ً كفيّ { فأنا أرنب ! } عجيب أمرنا صار السلام يعني الموت وصارت المصارحة مكلفة جدا ً فظلت المسكينة تجول بنفسها تدور وتدور تحاول كتم وجعها وشوقها وحاجتها إليّ وهي تنزف من جراء حالات الاغتصاب التي تعرضت لها ! كنت أحاورها بعيني وأبعث لها تنهداتي عبر أنفاسي وأشير الى السماء عبر شباك صغير { الله كريم } .

    مشت العربة بنا ونحن نودع مقبرة الموت في القطوانية تاركين خلفنا إرثا ً حزينا ً ومأساةً لا ندري متى ستكتشف ! أهذه مكرمات الرئيس ؟ أهذه أهداف الحزب والثورة والقيادة ؟ تبا ً لها من قيادة وتبا ً لكل من زمّر وطبّل وهتف وكتب لهؤلاء القتلة السَقَطة . في طريق المجهول كانوا ينزلون من أفراد مجموعتنا كلٌ حسب تهمته فمنهم من التحق بمعسكر تدريب الفدائيين ليجربوا عضلاتهم عليه ومنهم من تشرف بمختبرات الموت ومنهم من أرسل هدية الى أحد الرفاق ومنهم من ينتظر ! حين سحبوا ابنتي أمامي صرختْ بهم وحاولتْ أن تخرمشهم لكنها بلا أظافر ! فاستسلمت لقدرها المجهول لتودعني بعينها كاتمة آخر كلماتها ، لم أتمالك نفسي وانفجرت بالبكاء طارقا ً برأسي الى صدري ليربت الضفدع على ظهري : همزين احنا مو بزازين عمي جان شيخلصنا ! فقلت في نفسي { اليدري يدري .. ولميدري يكول أرنب } أسكت عمي اسكت . كانت تهمة الضفدع هي إزعاج القيادة ! حين نقنق ذات ليلة في أحد منتجعات عزت الدوري وحكم عليه ببتر لسانه وهو الآن في الطرق الى المقصبة ! تستمر العربة بالمسير ويقل العدد وتقل الحيلة ويخذلنا الصديق ويشمت العدو حتى جاء دوري وسحبت كوصلة مسح يحملني أحدهم من عنقي ويدخلني الى سجن الحيوانات في الزوراء ! صحت فيهم : أهـــذه هي الزوراء ؟ استلمني حارس الحديقة وسألهم : إذن هو أرنب وليس بقط ؟ بس وين شعرة وروموشة ؟ أجبته على الفور : هسة انت رايد اتزوجني بنتك ؟ ديكولك أرنب .. مَتفهم ؟ استلمني المجرم وهو يقلبني ويدردم : أرانب تالي وكت ! قلت له : اسمع آني أرنب بقرار من القيادة ! عندك مانع ؟ أكيد ومؤكد ليس لديه مانع أو اعتراض فهؤلاء الجبناء يبرزون عضلاتهم على المقيدين السجناء فقط أما أمام الرتب الأعلى فهم عبيد يلحسون أحذيتهم ويهبون أعراضهم لإرضائهم ! كم المهازل ترى يا زوربا العظيم ؟ وكم من الحزن احتوى قلبك الصغير ؟ اقترب من قفص الأرانب ورمى بي نحوهم .. ولتبدأ حكاية أو قل مأساة جديدة

    الأرانب تحب المعاشرة والتزاوج والتكاثر ! وَدودة ٌ الى حد الملل ، أوُلى لحظاتي كانت حرجة تجمعت حولي هذا يشمني وتلك تحتك بي وآخرٌ يحاول شمّ .... ! جُلت ببصري في المكان فشاهدت الحارس يراقبني من وراء نخلة ٍ ينظر كيف أصنع بادرت الى حضن الأرانب وتقبيل بعضهم والسؤال عن أولاد عمومتنا وأحوال أخولنا منطنطا ً معهم نحو جحرهم ملتفتا ً نحو الحارس مرددا ً { هذا الحلو كاتلني يا عمة } ، بدأت الأرانب تغازلني بالهمس باللمس بالنظرات باللفتات بالنط العجيب ! تركتهم ودخلت لأخلد الى راحة منسية في جحرهم الرطب نائما ً 17 ساعة فقط ! وحين أيقظني أحدهم صرخت به { ميــــــــــو مو هسة نمت ! شتريد ؟ } حقا ً لم يكن شعوري بتلك الفترة الطويلة من الإرهاق والتعب الذي كنت أعانيه ، كانت لحظات الفجر تبزغ والأرانب مشغولة ما بين مسبح ٍ لله وراكع وساجد والكل يدعوا بالفرج والخلاص من هذا الأسر الظالم .

    مع الصباح مع أول فجر جديد على تلك الأطلال بدأت الأرانب تستعد لأمر ما ! وفهمت أن زوار الحديقة على وشك الدخول والحيوانات كلها تستعد لتتسلى بالداخلين ! جاء الحارس ومعه عربة عرجاء بصوت غثيث ليرمي كومة أحراش ذابلة من فوق السياج وحين صادفني قال : نمت زين ؟ أرنب أفندي ! لم أتردد من جوابه : اشبيه السيد الرئيس ؟ وتكول رواتبكم قليلة ! جرّ عربته بسرعة البرق مبتعدا ً عنا الى زنزانات القرود . كان لابد من أكل الأحراش وأكل الحشيش والجت حفاظا ً على النفس المحترمة وتطبعا ً مع حال جديد في بلد الإرهاب الخرافي ، مع أول وجبة حشيش وأوراق خس اضطربت معدتي وأصابني المغص طلبت من أحدهم بطل ببسي ، كراش ، سينالكو ، عصير نِعل ! ولكن لا حانوت لمن تنادي وبالنتيجة أصبت بحالة تريعان دائم ! وحيث كانت الوجبة الصباحية تحوي بعض أوراق الفجل فكانت روائحي تقدس سر كل من يتقرب مني ! ثم أذن مؤذنٌ ودخل الناس أفواجا ً أفواجا ، وجوه كئيبة تبحث عن لحظة فرح وأطفال مشردون كأنهم من مخيمات الاعتقال يبحثون عن مرح كاذب ونساء سارحات في خيال ٍ بعيد بعيد ! اقتربتُ من الأسلاك لأكون قريبا ً من الأحداث مضجعا ً كالنمر فتجمع الأطفال والشباب أمامي مندهشين من شكلي ووضعي نادى بي أحدهم : أرنوب نطنط حباب ! التفتُ نحوه ببط : وحدك لو بس اتَ ؟ بغفلة مني أدخل أحد الأشقياء إصبعيه وقرصني قفزت مخروعا ً وتفاجئوا بصوتي ! ولتلافي الحرج نطنطت ُ وابتعدت عن الأنظار ، كان أحد الشباب يُزاحم فتاة في العشرين يطلب ودّها ويلاحقها كظلها حتى صرخت به أمام الجمع { الزكت خوما لزكت ؟ } ليتقدم أحد المنتفخين نحوه وبدون مقدمات ناوشه بوكس ! فانتبه الناس وتقدموا نحوه وتكاثروا عليه حتى حولوه الى صلصة هاتفا ً بالجمع : ويحكم أي ذنب لي عليكم ؟ فرحَتْ الحيوانات وقهقهت وهي ترى صراع البشر على توافه الأمور وقد تناسوا الخازوق الكبير ! لقد تبين أن كل يوم جديد يحمل مشهدا ً مثل هذا من فصول المقالب أو المآسي ، عليه كانت الحيوانات تروّح عن كآبتها بالفرجة المجانية .

    كانت النمرة البنغالية على وشك الولادة لكنها حزينة وقلقة فقد وصلها خبر ضمّ أولادها الى مزرعة المهووس عدي ! كانت الحيوانات النادرة تعاني من هذه المشكلة فلا يهنئون برضيعهم ولا بسعادة تربية أولادهم . قررت النمرة قتل أولادها قبل أن يُختطفوا ، ومع اقتراب ساعة الولادة والطلق دخلت كتيبة الخطف والمسكينة تتلوى والنمر يحوم حولها لكنهم أطلقوا عليه مخدرا ً ببندقية وسحبوه بعيدا ً عنها ولم تفلح محاولات الأم بعدما وضعت صغيريها بالحفاظ عليهما ولم تجرأ أيضا ً على قتلهما! فخطف الرضيعان وظلت الأم صارخة باكية تشكو لرب العباد من هذه الفاجعة ! كانت الأرانب تواسيها : مياخذون جهالنة 6 بدرهم !

    مع مرور الأيام أدركت أني سأصاب بالاستحمار أو التصخول لعدم وجود أي أمكانية للتثقف أو زيادة المعرفة ولأن الأرانب لا شُغل لها سوى العلف والتزاوج والتنطنط ، سألت الحارس ذات مرة : هل ممكن أن أحصل على مؤلفات ألبير كامو أو توليستوي ! أجابني بغبائه المعهود : وين يزيّن هذا ؟! رجوته الحصول على أي كتاب أو مطبوع أو جهاز راديو فيجيبني : هاي الإذاعة المركزية وتسمع بيها المفيد ، كانت الإذاعة تبث على مدار الساعة الأناشيد الحربية والخطابات المملة للقائد الفذ حتى حفظناها ومللناها .

    أبلغنا الحارس بأن يوم غد سنتشرف بزيارة خاصة للأستاد !

    يستمر سنبل بقراءة مذكرات والده القط زوربا :

    يقول زوربا في مقصوصته :

    زيارة تاريخية للاستاد عدي

    أغلقت الحديقة أبوابها ثلاثة أيام بلياليها بعدما استوطنتها كتيبة تفتيش مجهزة بأحدث آلات الرصد والكشف عن الألغام ! والمتفجرات ! والسموم ! مع مجاميع أخرى بالزيّ الزيتوني علها كانت تبحث عن أسلحة دمار شامل !!! ومجاميع تتسلق الأشجار وتفتش ما بين الأوراق والثمار ! وكتيبة خاصة بتفتيش الحيوانات في أقفاصها ! لقد مررنا بلحظات صعبة حيث فتشوا حتى .... ! ومع قرب ساعة القدوم دخلن نساء وشبان وأطفال من أقرباء الويلاد ! ليوهموا الإعلام بأنهم زوار الحديقة العاديين ثم فرش بساط أخضر طويل وقف الناس على جانبيه ينظرون قدوم قمر الزمان وشمسه عدي!

    يقول زوربا : اقتربت من السياج والأسلاك لعلي أكون أول من يبصق بوجهه لكني صعقت من أثر الكهرباء الذي ربطوه به وعلى الفور اقترب أحدهم مني ليمد عصاه من فتحة السياج ويغمزني بها : ارجع ياول جايف ! رجعت مكسورا ً وأنا أكثر من قول : والله ما كو جايف غير اللي جابكم من الشوارع يا سكط بن السكط ! نزل عدي من سيارته أو قل من مركبته الفضائية ! بزي عجيب غريب نعم كان يرتدي زي المهراجا بسروال فضفاض من كل ألوان الطيف الشمسي ونصف جاكيت ذهبي لماع وقميص طويل من حرير السند ! وعلى رأس { عمامة ؟ لا ، طربوش ؟ لا ، برنص برقع بَلمْ ؟ ... الله أعلم } فاتحا ً فمه على مصراعيه كأنه أثولُ من في الوجود وجماعته تزاحمه المسير ! بدأ يقترب من الأقفاص رويدا ً رويدا . كانت القرود قد استعدت لتقدم شكوى ضد الحرس لكن مع اقتراب الكاريزما منهم هتفوا بصوت واحد :

    { كل القرود تنادي صدام عز بلادي }

    ومجموعة أخرى انشغلت بدبكة انفعالية

    { زيرة سه روكمان زيرة زيرة صدام زيرة } !

    اقترب المهووس من قفصنا ورآنا على أريحيتنا لا دك ولا ركص ! نادى بجمعهم : شبيهة الأئانب متئكص ؟ ليش مو فحّانين بيّ ؟ كانت عقدته من أثر النِعال التي تلقاها في صباه أن يتأتأ في الكلام وفقدَ حرف الراء عند عبوره المانش ! أمر بقطع الطعام عنا مدة أسبوع فقط والحمد لله ! اقترب من الزرافة فانزعج منها : هاي ليش الزئافة هلكد طويلة لازم تكصئوها ! كان أحد المرافقين مشغولا ً بكتابة التعليمات وتثبيتها فكتب { الزرافة تتكصر ! } صاحت الزرافة من ورائه : آخر فدوة استاد عدي هسة آني كرين وأنزّل السلايد ! كان النمر البنغالي قد اقسم أن يكسر القفص ويقتص من المجرم وحال اقتراب الموكب زئر بهم وهاج ورمى بنفسه نحو القضبان مخرجا ً كفه ومخالبه بهستيريا أنيابه البيضاء .. لكن يظل الحديد وتظل القضبان تحمي المجرمين ! أمر الأغبر بقلع أنيابه ليتقلدها .. وفعلوها به ! أي زيارة هذه من هذا الإنسان لهذه الحيوانات ؟ أي مهزلة نرى من بني البشر ؟ زعطوط ٌ مراهق بيده مقدرات البلد ؟

    انتهت الزيارة وبدأنا جرد خسائرنا ما بين جائع ومشوه وشهيد ! إلا ّ الحراس الأنذال فقد أصابهم خيرٌ كثير لتملقهم وكذب ادعائهم بعبقرية الاستاد { يا عبقرية يا نعل ؟ اتكول صخل أفغاني ! } .

    عُدنا أدراجنا الى حياتنا ومللنا وقد زهقت من مزاحمة الأرانب وطلبها الود والمعاشرة آهٍ لو كانوا يعرفون ! والحقيقة أنني أصبت بالتخشب والتشويش فأنا دم ٌ ولحم ومشاعر ولست براهب ! وهذه الأرانب وفروها الناعم تهيّج المسائل وتجعلك أهون سائل ! استخرت الله وقررت أن أدخل الحياة والشرّ الذي لابد منه وصار ما صار بعيدا ً عن الأنظار في ليلة تزاحمت فيها الأقمار بعدما تناولت قليلا ً من حليب السباع الذي يباع سرا ً من وراء القضبان

    { وضحكنا ضحك طفلين معا ً وعدونا فسبقنا ظلنا }

    دخلنا الحياة وتقبلنا المُحال وكان من أمرنا ما كان . في أي أرض ٍ أم تحت أي سماء يحدث هذا يا بشر ؟ اختلطت الجينات وتزاوج الغرباء ! وحدث ما لم يكن بالحسبان ! نعم لقد وُلد جيلٌ بفضل القائد وظلمه وحكمه الله وحده أعلم به لا هم أرانب ولا هم قطط ، لا هم عمايم لا هم بُصل ، ساعة بزغ ساعة لطم ! نعم فهذه ضريبة الاحتلال وضريبة حكم الظلم والجهل والعنف والخراب حين يدوم ويدوم ونحن لا ندري الى أين ماضون ؟ نعم أنجبت زوجاتي الأرانب مخلوقات عجيبة بطبائع غريبة ، مرة يرقصون ومرة يصلون ! مرة مسالمون وأخرى شرسون الى حد القتل ! والمصيبة أن هذا الجيل من القرانب ! عاصر الجوع والحصار والكتمان والتخلف والجهل والخوف وكل الأمراض المعدية وغير المعدية ! وأنا قلق على مستقبل البلد منهم ! { يقول سنبل : هنا خنقتني العبرة إذ تنبأ الوالد زوربا العظيم بأمور حدثت حقا ً }

    تستمر السطور ............

    مرت السنين جاء شتاء وبعده شتاء ونحن على حالنا الأرانب تجتر الجت والحشيش وأنا أجتر همومي وذكرياتي وقد وجدت سلوتي بسجائر التتن التي كنت أعدها من الأوراق اليابسة وفي ليلة ظلماء قدحت بذهني كتابة سطوري هذه لعلّ من يجدها يترحم بنا أو يعلم بعض بعض وجعنا والمشكلة التي كنت أعانيها هي السرية في الكتابة وحفظ المخطوطة بعيدا ًعن علس الأرانب التي تعلس حتى صفحات الإنجيل ! شبح الجوع والخوف يُولد ممكنات ويحفز طاقات في مكتوم الأحياء لا يمكن تصورها ، قررتُ أن احفر جحرا ً خاصا ً لحفظ ذلك وصادف ذات يوم أني رأيت أحدى بناتي أو بنات أولادي وهي خارجة من حفرتي وفي فمها أوراق من الجزء الثالث تعلس بها وتردد

    { طالعة من بيت أبوها رايحة البيت الجيران }

    صرخت بها : انهجم بيت أبوج على بيت الجيران عوفي المذكرات ولج ، نحن جيل الأزمات جيل الصراخ والعنف والبوكسات نحن جيل انتهت وللأسف صلاحيته ! بالكاد نحس بالحياة و بالكاد نسايرها صرنا غرباء ومشوهين في الوطن الذي ولدنا فيه والبعض منا لعن تلك الولادة أي حياة أعيشها بين { جدران وباب موصد } نعم أنا وهم ٌ...لا بل أنا عظيم بل أنا أعظم من كل طاغوت .... أنا زوربا الذي قتلَ اليأس وقتلته الأفاعي ... أنا من ضيع شبابه بين الأرانب والبعرور أنا ... أنا ... شامي كابور انكلب على فراشه والدولمة بالتاريخ أهم من علج بلغاريا ! سيتاهاكوبيان أوّل حفافة لآله الحَبْ ركي ! يقولون أن تناول شيفين من الهندباء مفيد لـقرقرة الصالنصة ! وإيد بإيد وي إيد القائد ... ومن قاسيون أطل يا وطني لأرى حسين سعيدة أتزوج والمنكوب أتزوج .. وشرم برم جفتتي جفتتا ! ...........

    بدأ سنبل يبكي ويبكي ففي هذه اللحظات وعند هذه السطور فقد زوربا العظيم ذاكرته والسيطرة على حروفه { لكف طين } وقد ألمّ به التعب والإعياء من نقش حروفه والحقيقة أن زوربا أوصل كلمته لكن في هذا البلد وتحت خراب 35 عاما ً يكمن ألف ألف زوربا و زوربا وهناك في صدور أحياء العراق من كائنات شتى قصص وروايات يعجز تصديقها لكنها تاريخ وجع وأيام خوف وساعات حسرة .


    تمت

  3. #18
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    رقم العضوية : 797
    الاقامة : المغرب
    المشاركات : 335
    هواياتى : بلا حدود
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array

    انطباعات أولية




    اود الان ان اتحدث عن بعض المسائل المتعلقة بالشكل . و لا شك ان اهمها هي مسألة الرمزية في هذا العمل . فمن قراءتي الاولى بقيت محتارا ولم افلح في ايجاد مبرر مقنع يفسر لماذا جانب من الشخصيات شيئ لها ان تظل تحت جلود وريش الحيوانات في حين ظلت الاخرى سافرة . وعلى مستوى اخر لماذا بدا ان الجزء الاهم من الحكاية متجها لفترة زمنية معينة - وهي الفترة التي بدت شخوصها التي تقف في الواجهة الاخرى مكشوفة - في حين توقفت عند الاهم . واقصد بذلك ما يعيشه الواقع المحكى عنه و الذي دخل في دوامة اخرى الله وحده من يعلم منتهاها ؟
    دافعي الى التساؤل الثاني هو ان الحكاية بدت لي شبيهة بطائرة نفاثة لكن ليس لها سوى جناح وحيد .
    على مستوى اخر شدني هذا "الزوربا " لكنه زوربا غريب علما ان كل الامم لها زورباها ، بدءا بزوربا اليوناني مرورا بزوربا البرازيلي في رواية "جورج أمادو" فالى زوربات اخرين منتشرين على كل البقاع لساكنة كانت لها قضاياها مع نفسها او مع الاخرين . لماذا "زوربا" هنا مختف في جلد قط ومتنكر لفصيلته ، وراض بانتسابه لجنس هو دونه قوة و باسا ؟...

    القيصر .

    هذه تساؤلاتي الاولية . انا اوجهها اليك حتى لو كنت قد استقفيت ما كتبته هنا من احد الرعايا القاطنين في ربوع بعيدة من الامبراطورية السعيدة . وانا انتظر اجابة ، ولا شك انك لن تعدم طريقة في الوصول الى المعني بالامر . فلا احد يتخلف عن الاستجابة لما يأمر به القيصر . ويبقى ان اقول لك هنا قولة مأثورة لاحد الادباء المغاربة المفرنسين " الصراع مع السلطة هو صراع ضد النسيان "
    السرعة القصوى لا تخلف غير الحطام .

  4. #19
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    رقم العضوية : 823

    البقالي




    مساء الخير

    رغم عدم إتفاقي مع مضمون القصة واتجاهها السياسي الا ان الكاتب اظهر قدرة كتابيى كبيرة جدا .

    للأسف لن يستطيع القيصر من الوصول الى الكاتب نظرا لوجود القيصر الحقيقي على الحدود المحتلة .

    اعتقد بأننا سنعتمد على انفسنا في محاول سبر اغوار الكاتب وقصته .
    يبدو ان الكاتب أراد المزج بين الرمز والتصريح لجعل حدود القصة واضحة للعيان ولجعلها أكثر وضوحا أمام القاريء فعندما يصرح باسم الرئيس او باسم زوجته او ابنه فهو هنا يختصر الكثير من الحبر والجهد الذي كان سيبذله لو انه اختار ان يرمز لأحدهم بنوع معين من الحيوانات كما أنه لم يجد مايدفعه لاستخدام الرمز الذي يكثر استخدامه للهروب من التصريح المباشر اتقاءًً للبطش الذي قد يلحق بالكاتب من اصحاب السلطة والقدرة .
    كما ان الكاتب لم يبيّن لنا تأريخ كتابتها وإن كنت اتوقع أنها كتبت خلال الفترة من بداية الغزو الامريكي وقبل سقوط بغداد والرئيس العراقي .

    في كتاب كليلة ودمنة استخدم بيدبا الحيوانات كي يصف العلاقات الانسانية واحتياجها للمباديء الأخلاقية , أي أن الباعث الحقيقي للكاتب لم يكن القهر أو القمع أو التعذيب .
    كما ان جورج أورويل مؤلف مزرعة الحيوانات استخدم نفس اسلوب بيدبا في جعل الحوار يدور على السنة الحيوانات فقط متناولا الحريات ومنتقدا الأنظمة الشمولية رغم انه كان مواطنا بريطانيا اي لا يعاني من القمع مباشرة

    القط زوربا كان يعاني من الاضطهاد خلال الفترة السابقة ولا اعلم ما حل به الان بعد ان سقط النظام البعثي .

    هذا رد على عجل

    تحياتي

  5. #20
    الصورة الرمزية المتمرد
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1269



    مساء الخيرات أيها القيصر ...

    لم أشأ الذهاب بعد قراءتي المذكرات دون أن أسجل حضوري ..

    شكرا لمَ اتحفتنا وآلمتنا به في آن واحد ..
    [ALIGN=CENTER][/ALIGN]


  6. #21
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    رقم العضوية : 797
    الاقامة : المغرب
    المشاركات : 335
    هواياتى : بلا حدود
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array

    القيصر




    كأنك حدست في تعقيبك المسار الذي سيتخذه ردي ، وصراحة فقد اصبت في كشف الخلفية التي سأنطلق منها في قراءتي للنص .
    ما اعيبه على كاتب هذا النص أنه ظل مصرا على ان يبقى مرتبطا بمكان و شخوص وزمن ، في حين كاان امام فرصة كبيرة للتحليق بنصه الى افاق واسعة و حدود لا متناهية . و لأدل على ذلك الكتابات التي نحت هذا المنحى وقد ذكرت منها "كليلة و دمنة " . و أعتقد ان السبب كامن في رغبة صاحبه ان يسوي حسابه مع اشخاص معينين . و بذلك اغلق تلك الافاق وقد كان بامكانه ان يضع النص في اطار القضية الجوهرية التي عاشها و يعيشها الانسان و هي محاربة التمييز ومسح التمايز . وهذه بلا شك قضية لا تخص امه دون اخرى .
    المؤاخذة الثانية وهي حتى لو صنفنا العمل من دؤرجة غير الدرجة الاولى بسبب عدم قدرة النص على معانقة سيرورة التاريخ لارتباطه بما هو ظرفي فقد حد الكاتب بنفس الدوافع السابقة من الامتداد من خلال جعل شخصية الحدث تحصر كل معاناتها في ال"35" شنة المنصرمة و كان كل شئ انتهى . وهذه الرؤية هي التي قتلت النص . كما انه تخلى في جانب اخر عن التعبير و التوظيف الفني الذي ابتدا به النص وجنح الى التصريح المباشر وهو ما قلل حتى من قيمة النص الفنية . لأن علامة النضج في اي عمل تقاس بقدرة الكاتب على تحقيق عملية تحويل لمخزونه .
    المؤاخذة الثالثة هي ان الكاتب لم يقدم لنا جديدا . اذ من غير الماضي لم نلمس استشرافا للمستقبل . وحتى تلك الاشارات كانت فضفاضة و شخصياته بدت في النهاية انهزامية مستعدة لتسليم المشعل لأي واحد يمر بقربها .
    هذا من حيث الشكل . فماذا عن المضمون ؟.

    انا ممن يعتقدون ان المضمون يحدد الشكل .و لأن المضمون كان واضحا فالشكل كان وفيا لذلك التمثل .
    الا ان النص تخللته لقطات فنية مع ذلك . كتلك التي تقف الحيوانات فيها متفرجة على الادميين وهم في صراعهم . و لو ان النص كان على هذا المنحى لكان اكثر عمقا و اكثر تشويقا . الا ان رغبة الكاتب المطبوعة بالظرفية حالت دون ذلك .
    القيصر .

    هذه وجهة نظري في هذا النص . وانا افهم جيدا ما صرحت به في تعقيبك . وبانتظار ردك .

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مذكرات طالبة جامعية (8)
    بواسطة الشمس في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-10-2002, 03:31 PM
  2. مذكرات طالبة جامعية (5)
    بواسطة الشمس في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 15-08-2002, 12:50 AM
  3. مذكرات طالبة جامعية (4)
    بواسطة الشمس في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 16-06-2002, 03:45 AM
  4. مذكرات طالبة جامعية (3)
    بواسطة الشمس في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-06-2002, 11:31 AM
  5. مذكرات طالبة جامعية (2)
    بواسطة الشمس في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 31-05-2002, 07:30 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط