النداء الأخ ــــير ..!
[align=center]
النـــــــداء الأخ ـــــيـــــــر
.
.
.
.
المكان : ساحة المطار للرحلات الداخلية والمتجهة فقط .. للعمق ..!!
التوقيت : الساعة الثالثة عُسراً بتوقيت الحلم ..!
النداء الأخير لرحلة المصير: تعلن السعودية عن إقلاع رحلتها رقم .... والمتجهة إلى ....
نرجو من السادة المسافرين على هذه الرحلة التوجه للبوابة رقم .... استعداداً للصعود إلى الطائرة ..!
.............................. .................... .......................
أخطو وجلة نحو الغياب ، وبخطى ثابتة تقودني قدماي إلى سُلم الطائرة .. أصعد متثاقلة ، فوهن الخيبة كان أكبر من كل احتمال .. أُسلِّم تذكرة سفري لمضيفة الطائرة متمنية أن تخبرني بأن مقعدي ليس إلا بقربك ..!!
وما كان منها إلا أن ابتسمت وتركت لي الخيار مفتوح بانتقاء مقعدي كون الطائرة فارغة ليس إلا من الحقائق .
هاهي الحقيقة تصفعني بكلتا يديها كي أفيق من الوهم ، وها أنا أجوب بكلتا عيناي بعد أن أيقنت فقدك بين جميع المقاعد عن مقعد يكون ( كمنفى ) لأحلام نسجتها من طيفك وأمنيات وضعتها في حقيبة سفر ..!!
ها أنا أجده لأختاره ، أم هو من اختارني نديماً لوحدته ..؟
وأيا كان من اختار ، فلقد اخترته فارغاً من الأجساد مليئاً بالأطياف والأحلام والأخيلة ..!!
وضعت حقيبة يدي بجاني وأنا أنظر إلى ذلك المقعد الخالي إلا من الأحلام ، أتلمس خيوط الشمس التي تغزوه بالدفء رغم قسوة برده والأسئلة ..؟؟
أهذا كل ما تمنحه الخيبة للحلم ..؟؟
أهكذا يكون الغياب برداً ..!!
إلى متى سيظل جسدي مسافراً وأمتعته ليس إلا رحيل // ودموع // وقهر ..؟!
تنهدت حسرة .. سقطت دمعة .. وأيقظني صوت كابتن الطائرة معلناً عن موعد إقلاع الطائرة ..
سارعت إلى فتح حقيبتي وإخراج هاتفي وقبل أن أغلقه قمت بكتابة رسالتي المعتادة :
( حبيبي أنا في الطائرة " لا إله إلا الله " ) // وسرعان ما يأتيني جوابه ( طمنيني " محمد رسول الله " ) .
قبلت هاتفي بعمق اشتياقي ضممته شممته و أغلقته ..!!
يا إلهي .. هاهو صوت الطائرة يوقظني للمرة الثانية ويذكرني برفيق رحلاتي الدائم السيد " الخوف " ففي لحظات التصاقه بي .. لا أحيى سواه ولو كنت في خضم حلم أفسده ..!!
كتمت أنفاسي وتلوت دعائي ووكلت أمري للذي رفع السماء وسخر الركب مطايا للجسد ..!!
كانت ثواني عشتها ساعات وما أن انتهت التقطت أنفاسي وعدت محاولة لامتلاك نفسي ، بحثت عن وسيلة أسامر بها رحلتي الفارغة إلا من طيفك ..!!
هاهي " غادة " تقطن حقيبتي ، تنتظرني كي أحيى معها لحظاتها .. كي أتمدد معها فوق وريقاتها .. ولتلدغني حروفها كوخزات إبر مسكنة لألم فقد مزمن ، ولتصيبني كلماتها بطفح مشاعري يمنحني ارتعاشات شوق لاذعة تصل إلى نخاع الشوق لتدمره .. وهذا كل ما أرتكبه في حق نفسي حين أعيي أن لا مضاد سيقيني بعد القراءة من حمى الشوق إلا أنت أو صوتك ..!!بدأت بالقراءة .. ولم تتوانى نظرات أحد المتطفلين باقتحام خلوتي وتعكير صفو هدوئي وكلما حاولت التجاهل يباغتني بنظرة أكثر عمقاً تلفحني بارتباكة تساؤل لذيذ .. ما الذي يغويه في ..؟؟ أم أنه يرى ملامحك ترتسم في عيني ..!! وها أنا أحاول أخفاؤهـــ ( ك ) ــــا ..!!
وهاهي غادة تعود لتشاكسني حين تجعلك تتقافز أمام عيني ومن بين حروفها تركلني .. تصفعني .. تجرجرني من شعري عشقاً .. شوقاً .. وألف تنهيدة " آه " ليتك بقربي ,, ومابين صفـ( ح )ــعة و أخرى أعود برأسي للــــوراء وأغمض عيني لأغرق في تفاصيل طيفك ومناجاة حلمي .. وأتخيل .. يدك تعتصر يدي .. تداعب مسامات لهفتي
وأنا أبادلك ضم بضم ..!!
أفتح عيني لأعاود النظر إلى مقعدك الخالي ، أمد يدي أتلمسه وأذووووووب في خيالاتي ..!!
حان وقت وجبة الطائرة ، حيث لا مجال لرشفة ماء ، فأنا متخمة بالشوق وأعاني من سوء هضم للهفة ..!!
أومأت بوجهي نحو مقعدك وسألتك صمتاً : ماذا تريد حبيبي .. لديك خيارين إما " الباستا " وإما " التشيكن " ..!!
و رفضت نيابة عنَّا فمثلي قد كنت مشبعاً بالحب ..؟!
عدت إلى " غادة " وصديقي المتطفل ينتظر دعوتي للجلوس والتسامر وهو لا يعلم أن حبك ملأ كل المقاعد وأحالني إلا منك عمياء مبصرة ..!!
هاهو صوت الكابتن يخبرنا أنه حان وقت الهبوط ، لم يتبقى من وقت الرحلة سوى نبضة ونيف من الحلم .. تأهبت لملاقاة صديقي " الخوف " كي أحيى معه بضع دقائق أُخر .. ربطت حزام مقعدي .. وعدت لكتم أنفاسي .. وحين أفقت علمت ...
أن رفيقا رحلتي كانا " غادة " و طيفك ...!!
هبطت الطائرة ، فتحت هاتفي ، وقمت بكتابة رسالة أخرى : ( حبيبي .. وصلت ) ..!!
وما كان إلا جوابك ( حمداً لله على سلامتك حبيبتي .. أحبك ) ..!!
أرجوا أن تكونوا قد استمتعوا معي في رحلتي داخل فضاءات الحلم ..!!
ع ـــابرة فــوق الكــلام
[/align]
