[align=center]
نُربّي الحبَّ مثل كلِّ شيء آخر
إيميلي ديكينسون



نربّي الحبَّ
مثلما نربي كلَّ الأشياء الأخرى
ثم نوْدعه الأدراجَ،
حتى يبلى
ويغدو عتيقاً متحفيَّ الطراز
مثل ملابس أسلافنا

* *
أنا لا أحد! فمن تكون أنت؟
أنا لا أحد!
وأنتَ
من تكون؟
هل أنت أيضاً، لا أحد ؟
وإذاً
فثمة اثنان منّا -
إيّاكَ أن تخبر أحدا!
وإلا
ألقوا بنا في المنفى
كما تعلم ..
كم هو موحشٌ وكئيب
أن تكون شخصا ما ..
كم هو شعبيٌّ وعموميٌّ ومُشاع،
مثل ضفدع ..
أن أناديك باسمك اليومَ بطوله
في ذلك المستنقع البديع

* *
لأني لا أقدر
أن أوقفَ الموت
لأنني لم أستطع أن أوقف الموتَ
فإنه مشكورًا -
قد أوقفني
بكل لطف؛
المركبة
في موكب الموت
لم تحمل سوى أجسادنا
والخلود
..
ببطء كنّا نقود العربة ،
فهو
لا يعرف الاستعجال ،
وكنتُ تركتُ ورائي
مشاغلي ،
وأوقات راحتي حتى
تأدباً أمام لطفه
..
مررنا بالمدرسة حيث يلعب الأطفال ،
وحيث الواجبات المدرسية
نادرًا ما تـُؤدَّى ؛
مررنا بالحقول
حيث سنابل الحبوب
تحدّق ،
وَ مررنا
بالشمس التي تغرب
..
لبرهة توقفنا
أمام بيت بدا كأنه
مجرد ورم صغير في الأرض؛
السطح بالكاد يُرى،
والسور حوله
ليس إلا بعضَ ركام
..
قرونٌ طويلة هي الحيوات
سوى أن كلّ حياة منها
بدت أقصر من نهار
وأنا
خمّنتُ أن رؤوس الخيول
هي الأولى
في طريقها
نحو الأبدية

* *
في ما بعد
الوجع الأكبر
بعد الألم العظيم ،
يعود الشعور المعتاد
الأعصاب تقيم مراسمها ،
مثل الأضرحة
القلب المتصلّب يسائل
هل كان هو ،
الذي أُجهِد وسئم ،
وهل كان ذلك في الأمس فقط ،
أم منذ قرون ؟
..
الأقدام ،الماكينات
تدور وتدور
حول الأرض ..
و الهواء ،
و تنهب الطرق المتيبسة
ليس مهمـًا كم ممتدة هيَّ ،
فيما السعادة والقناعة بلــُّورية
مثل حجر كريم
..
ها هي ساعة الحياة
يمكن تذكــَّرها
إذا ما عمّر المرء طويلا ،
مثلما يتذكر البشر المتجمدون الصقيعَ ..
في البدء
تكون القشعريرة
- ثم الذهول والغيبوبة -
ثم الإذن بالرحيل

* *
الوجع يحمل
قطعةً من الفراغ
الألم ..
يحمل قطعةً من الفراغ
تلك التي لا يمكن تذكّرها
متى بدأ الألم ،
أو هل ثمة يوم
لم يكن فيه الألم موجودًا
..
الوجع لا مستقبلَ له
إلا نفسه ،
مملكته المترامية اللامحدودة
تضمُّ ماضيه ،
الذي هو مهيأ لاستقبال
فترات جديدة من الألم وإدراكها

* *
{ القصيدة 1150 }
كم من المخطّطات قد تخفق
في ظهيرة يوم قصير
مجهول على نحو تام
بالنسبة إلى أولئك الذين
يقلقون كثيرا -
الرجل الذي لم يمت
لأنه وَ بمحض صدفة
حادَ عن طريقه المعتادة
بمقدار بوصة -
الحبّ الذي لم يُجرَّب قط
لأنه جوار المدخل
حيث المسابقات يجب أن تكون
كان ثمة حصان مطمئن
مربوط في الباب
يتمرَّغ في يأسه

ترجمة: فاطمة ناعوت
[/align]