.
.


يطيبُ لي أنْ أتفحّص كينونة أيّ رجل يُصادفني , أتلّذذ بهذا ..!
رجل أمنْ , أوبائع في متجرٍ نسائي , أو في مطعم ,, أو عامل نظافة .. وحتى من خلف زجاج نوافذ السيارة أتابع العامل في محطّة البنزين .
إننّي وفي دقائق معدودة .. أستطيعُ أنْ أدرك حجم مأساة هذا الرّجل , وممّ يعاني , ومقدار ارتباكه أو ثقته بنفسه . لستُ أدركُ هذا فحسب , لقد قلتُ إنني أتلذذ بعمليّة تصنيفهم جميعاً .

يخيّلُ إليّ كثيراً .. أن الرّجل هو أكثرُ المخلوقاتِ عُرضة للنقصْ في حياته ..!! .. لسبب بسيط .. مُقنع أو غيرَ مُقنع ..هو مُعرّض للتأتأة .. وقضم الأظافر .. ونتف الشارب .. لأشياء كثيرة أشاهدها في رجال عديدين طوال يومي الحافل بالتلصص عليهمْ .

موْلد رجل ناقص .. شاهدتهُ هذا اليوم , حينمَا كان "وليد" , ابن أختي الكبرى يلعبُ مع الصغار ناسياً نفسهُ التي تبوّل عليها بلا إرادته .
التفّ حولهُ الصِبْية يضحكون , ويتغامزون .. ويشمئزّون من مظهره وهو غارقٌ في بوله ودموعه .. حتى اندفعتْ زينبْ نحوهُ توبّخهُ بيدها ولسانها وتُلقي عليهِ جام غضبها.. وصار وليدُ وحيداً . وانقعد لسانُه وحاجباه .. وانطبقت شفتاه .. وعجز حتى عن الاعتذار ..!! ..

جعلتُ أصفّق لهما بدموعي وأتمتم :
مباركٌ زينبْ.. هذا ميلاد رجل ناقص !

..


رغد