سقط القلم وهو يحكي عن ظلم التاريخ وقعت آثار جريمته على ورقي
فتهشمت كتاباتي وتبعثرت أوراقي

ولم ينجو الا ما تطاير مها من آهتي

وكل ذلك بسبب أنني كنت أكتب عن ذلك الملك المسكين
يحكى أن ملكاً لا يقهر ذو سلطان جبار وملك مترامي الأطراف وله من الخدم والحشم ما لا يخطر على بال بشر كان هذا الملك فارساً مغوار تهابه الأرض بما رحبت يسمع باسمه يخرون صرعى من الخوف منه , لم تدمع له عين لا يعرف للرحمة باب , ولا للعشق طريق , ال يهتم بمن يهتم به , وينسف كل من يقف في وجهه , عى يديه فتحت كبرى مملكات الارض جندل الفوارس وذل الملوك وطغا بالرعية.
هتك الأعراض وسفك الدماء ونسف القلاع ودك المنازل وأحرق الماشية.
جبار ظالم
وفي يوم من الأيام ومن دون سابق للوقت أحب هذا الملك أن يلهو بما يتعذب منه الباقيين ولم يجد سوى شيخ هرم فقال له
من أنت

قال الشيخ : أنا قدرك المحتوم
الملك: وماذا تعني
الشيخ: إني لأرى بين جبينك ملكك الزائل
الملك : ماذا أيها الوقح
الشيخ: إنك لموعود بيوم13 / 1/1425هـ ولن ( فلم يتم كلامه إلا برأس ملقى على الأرض يتمتم بالشهادة فقط)
الملك: سحقاً للعين أيتجرا على قول هذا بعداً لكم أيها الجبناء إجمعوا الحرس والجنزد جهزوا المدافع والمجانيق هيئوا السفن وشدوا السرج على الخيول هيا
فتقدم أحد القواد: لماذا أيها الملك العظيم
الملك: سأغزوا التاريخ
فتبسم القائد وولى مدبراً وكأنه يقول ( جن الملك )
فما كان من ملكنا المتهالك إلا أن غرز الرمح في ظهره قائلاً أتسخلر مني
وأمام الجموع والحشود
وأمام الجيش والجنود
سقطت من عيون الملك دمعة
فما كان منه إلا أن تناول حزمة من الشوك ومسح بها دمعته قائلاً إبك دماً لا ماءً أيتها الوقحة
وذهب الى قصره وأمر بالعرش أن يشد على ظهر الجمل الوسام
ففعلوا بما أمر
ثم خرج قائلاً
أيها الناس أنا أعلم أن التاريخ لا يغزى ولاكني سأتغفله.
ألا يريد عرشي
حسناً فل يلحق بي ويأخذه مني سأهرب بالعرش لن يستطيع الحاق بي.
ثم ولى بالعرش هارباً.
وجال في الصحاري والواحات فمرة ماء وخضرة ومرات لهيب وقيض وأخذ على هذا الحال أشهر طويلة.
وفي ذات ليلة والقمر فيها بدراً نظر الملك الى عرشه متباهياً بما عمل وقال.
أين أنت أيها التاريخ أين ما وعدتني به لقد هربت منك فلم أعد ما الشهور وما الايام ومن المؤكد أنك لا تعرفني أيضاً ونام من شدة التعب.
وعندما أحرقته شمس الصباح استيقظ فزعاً ونظر الى راحلته ومسك بزمامها ومضى ماشياً
وفي رحلته واجهته تلة كبيرة وظن أن الراحلة لا تستطيع صعوده ولاكن الراحلة صعدت دون عناء فنظر اليها مستغرباً ولاكنه فوجئ بالكارثة والمصيبة
العرش لم يكن على الراحلة .
ماذا أين هو ونظر الى جمله نظرة سقط منها الجمل ميتاً مدافعاً عن نفسه بأنه ليس له ذنب؟
وهرول الملك كالمجنون يتعقب الأثر ويجوب الصحاري حتى وصل الى المكان الذي نام فيه
وتحت ظل الشجرة وجد شيخاً هرما لا يكاد يتحرك من شدة الكبر
فأمسك به الملك وتله الى الاعلى أين هو
قال
من
قال الملك عرشي
قال الشيخ أي عرش
قال الملك عرشي الذي هربت به
قال الشيخ ... وأخذت منه الكحة كل نفس ...........أهو أنت الملك الفار بعرشه حزني لك يا ولدي
قال الملك أين هو
قال الشيخ يا بني ألا تعلم أن اليوم هو اليوم الموعود به اليوم هو 13 / 1/1425هـ
فتركه الملك ليهوي من طوله الجبار ليسقط على الارض بلا حراك مغشياً عليه.
وراح الملك يركض ويركض ويركض حتى وصل الى مملكته التي كانت وسألهم عن اليوم
فلم يجبه أحداً من شدة الخوف
وأخذ يصرخ لتستوقفه براءة طفل صغير قائلاً له نعم.
قال الملك نعم وأي نعم لكم بعد اليوم ,اخذ فأساً لا يكاد يحملها الا رهط وصعد بها الى ساعة مملكته
قائلاً :
أيها التاريخ هزمتني ولاكنك لن تستطيع أن تفرح بهزيمتك لأني سأحطم روحك التي تسيرك فلتدافع عن نفسك
وهم بضربها
إلا أن صوتاً استوقفه قائلاً : لا تفعل فالدنيا لم تقف وعجلة الحياة مستمرة ولا تقل دائما وداعاً ولا كن قل
وداعاً للقاء