[ALIGN=CENTER]

اخيي العزيز الاستاذ الغالي ابو معتصم الكاتب

اهداء لك

بمناسبة اجازتي الطويلة ..الطويله !

من شعر نزار غير الروما نسي

فنحن في آخر رمضان !

-----------
لا
ليس هذا وطني الكبير

لا

لا ليس هذا الوطن المربع الخانات كالشطرنج

والقابع مثل نمله في أسفل الخريطة..

هو الذي قال لنا مدرس التاريخ في شبابنا

بأنه موطنا الكبير.

لا

ليس هذا الوطن المصنوع من عشرين كانتونأ

ومن عشرين دكانا..

ومن عشرين صرافا..

وحلاقا..

وشرطيا..

وطبالا.. وراقصة..

يسمى وطني الكبير..

لا...

ليس هذا الوطن المحكوم من عشرين مجنونا

ومن عشرين سلطانا...

ومن عشرين قرصانا

ومن عشرين سجانا
يسمى وطني الكبير …

لا...

ليس هذا الوطن السادي.. والفاشي

والشحاذ.. والنفطي

والفنان .. والأمي

والثوري.. والرجعي

والصوفي.. والجنسي

والشيطان.. والنبي

والفقيه ، والحكيم، والامام

هو الذي كان لنا في سالف الايام

حديقة الأحلام..

لا...

ليس هذا الكائن المحكوم بالإعدام..

والمصاب بالفصام،

والجالس مثل الكلب تحت جزمة النظام،

والممنوع من حرية التعبير

لا...

ليس هذا الجسد المصلوب

فوق حائط الأحزان كالمسيح

لا...

ليس هذا الوطن الممسوخ كالصرصار،

والضيق كالضريح..

لا..

ليس هذا وطني الكبير.



لا...

ليس هذا الأبله المعاق.. والمرقع الثياب،

والمجذوب، والمغلوب..

والمشغول في النحو وفي الصرف..

وفي قراءة الفنجان والتبصير..

لا..

ليس هذا وطني الكبير..

لا...

ليس هذا الوطن المنكس الاعلام..

والغارق في في مستنقع الكلام،

والحافي على سطح من الكبريت والقصدبر

لا...

ليس هذا الرجل المنقول في سيارة الإسعاف،

والمحفوظ في ثلاجة الأموات،

والمعطل الإحساس والضمير

لا...

ليس هذا وطني الكبير.

لا..

ليس هذا الرجل المقهور..

والمكسور ..

والمذعور كالفأرة..

والباحث في زجاجة الكحول عن مصير

لا...

ليس هذا وطني الكبير..

يا وطني:

يا أيها الضائع في الزمان، والمكان،

والباحث في منازل العربان..

عن سقف وعن سرير

لقد كبرنا.. واكتشفنا لعبة التزوير

فالوطن المن أجله مات صلاح الدين

يأكله الجائع في سهولة

كعلبة السردين..

والوطن المن أجله قد غنت الخيول في حطين

يبلعه الانسان في سهوله..

كقرص أسبرين!!..

------


تحياتي واشواقي لك

[/ALIGN]